استقرار النفط وتراجع الدولار مع مخاوف الركود

إنجاز حفر البئر الأولى في حقل شرق بغداد

أسعار النفط تتجه للاستقرار وفي الصورة إحدى المصافي الفرنسية (رويترز)
أسعار النفط تتجه للاستقرار وفي الصورة إحدى المصافي الفرنسية (رويترز)
TT

استقرار النفط وتراجع الدولار مع مخاوف الركود

أسعار النفط تتجه للاستقرار وفي الصورة إحدى المصافي الفرنسية (رويترز)
أسعار النفط تتجه للاستقرار وفي الصورة إحدى المصافي الفرنسية (رويترز)

استقرت أسعار النفط أمس الخميس بعد انخفاضها ليومين وسط تعطيل الإضرابات لإمدادات الوقود في فرنسا، وتراجع مخزونات الخام الأميركية، وهبوط الدولار، وهي عوامل عوضت تأثيرات المخاوف من التداعيات الاقتصادية لارتفاع أسعار الفائدة.
ولم تتمكن شركة «توتال إنرجيز» من إرسال أي وقود من مصافيها في فرنسا أمس بسبب الإضراب، بعد يوم من صدور بيانات أظهرت انخفاضا غير متوقع في مخزونات الخام الأميركية الأسبوع الماضي.
وقال تاماس فارجا من «بي في إم» للسمسرة في النفط لـ«رويترز» إن وقف عمليات التسليم من تلك المصافي، والتراجع الطفيف للدولار يحتمل أن يجتذب ذلك بعض عمليات الشراء لتغطية مراكز مكشوفة، مضيفا أن توقعات المزيد من رفع أسعار الفائدة تحد من أي مكاسب على الأرجح.
وارتفع خام برنت خمسة سنتات إلى 82.71 دولار للبرميل بحلول الساعة 13:05 بتوقيت غرينيتش، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي ستة سنتات إلى 76.72 دولار، وهبط الخامان بين أربعة وخمسة في المائة خلال اليومين الماضيين.
واستمر تأثر الأسواق بتعليقات رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي - البنك المركزي الأميركي - جيروم باول هذا الأسبوع حول احتمالية الحاجة لرفع أسعار الفائدة بأكثر من المتوقع سابقا، استجابة للبيانات القوية الأخيرة.
ومن شأن تراجع الدولار أن يجعل النفط أقل تكلفة بالنسبة للمشترين حاملي العملات الأخرى، ودعم رغبة المستثمرين في المخاطرة. كما حصل النفط الخام على دعم من توقعات ارتفاع الطلب الصيني.
ومع انخفاض واردات الصين من الخام 1.3 في المائة في أول شهرين من 2023 على أساس سنوي، فإن محللين أشاروا إلى زيادة الواردات في فبراير (شباط) كمؤشر على تعافي الطلب على الوقود بعد إلغاء الصين لقيود مكافحة (كوفيد - 19).
إلى ذلك أعلنت شركة الحفر العراقية إنجاز حفر البئر الأولى في حقل شرق بغداد الجنوبي، مشيرة إلى أن البئر هي الأولى التي تنجزها الشركة ضمن مشروع حفر 27 بئراً نفطية في حقل شرق بغداد الجنوبي.
واستقر الدولار أمس بالقرب من أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، مدعوما بالرسالة التي بثها رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي - البنك المركزي الأميركي - جيروم باول عن الحاجة إلى المزيد من رفع أسعار الفائدة وربما بوتيرة أسرع مما توقعه المستثمرون في السابق.
وانخفض اليوان بعد أن أعلنت الصين عن انخفاض التضخم بشكل لم يكن متوقعا.
وانخفض مؤشر الدولار 0.1 في المائة إلى 105.44 نقطة، لكنه ظل بالقرب من أعلى مستوى في ثلاثة أشهر عند 105.88 الذي سجله أول من أمس الأربعاء.
وتراجع في أحدث التعاملات 0.8 في المائة مقابل الين إلى 136.29، فيما ارتفع اليورو والجنيه الإسترليني أمامه.


مقالات ذات صلة

«رويترز»: إيران تضغط على الصين لبيع نفط عالق بقيمة 1.7 مليار دولار

الاقتصاد العلم الإيراني مع نموذج مصغر لرافعة مضخة للنفط (أرشيفية- رويترز)

«رويترز»: إيران تضغط على الصين لبيع نفط عالق بقيمة 1.7 مليار دولار

قالت مصادر مطلعة، 3 منها إيرانية وأحدها صيني، إن طهران تسعى لاستعادة 25 مليون برميل من النفط عالقة في ميناءين بالصين منذ 6 سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار «شل» خلال المؤتمر والمعرض الأوروبي لطيران رجال الأعمال في جنيف (رويترز)

«شل» تحذر من ضعف تداول الغاز الطبيعي المسال والنفط في الربع الأخير من العام

قلّصت شركة شل توقعاتها لإنتاج الغاز الطبيعي المُسال للربع الأخير وقالت إن نتائج تداول النفط والغاز من المتوقع أن تكون أقل بكثير من الأشهر الـ3 الماضية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سفن الشحن راسية قبالة الساحل وتتقاسم المساحة مع منصات النفط قبل التوجه إلى ميناء لوس أنجليس (أرشيفية - أ.ب)

النفط يرتفع بدعم تراجع المخزونات الأميركية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الأربعاء، مع تقلص الإمدادات من روسيا وأعضاء منظمة «أوبك»، وبعد أن أشار تقرير إلى انخفاض آخر بمخزونات النفط الأميركية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
شؤون إقليمية رغم خضوعها لبعض من أكثر العقوبات الغربية صرامة أسست إيران تجارة عالمية مزدهرة لنفطها (أرشيفية - رويترز)

تزوير وثائق وتزييف إشارات... هكذا تنقل إيران النفط الخاضع للعقوبات حول العالم

وعلى الرغم من خضوعها لبعض من أكثر العقوبات الغربية صرامة، أسست إيران تجارة عالمية مزدهرة لنفطها. وهي تعتمد على أسطول ظل من الناقلات التي تخفي أنشطتها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد وزير الطاقة السعودي في مؤتمر البترول العالمي في كالغاري (رويترز)

عبد العزيز بن سلمان: «نظام المواد البترولية» يضمن تنافسية عادلة للمستثمرين

قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن «نظام المواد البترولية والبتروكيماوية» يدعم جهود استقطاب الاستثمارات ويضمن بيئة تنافسية عادلة للمستثمرين

«الشرق الأوسط» (الرياض)

اليوان الصيني بأضعف مستوياته في 16 شهراً

عملة ورقية من فئة 100 يوان وفي الخلفية علم الصين (رويترز)
عملة ورقية من فئة 100 يوان وفي الخلفية علم الصين (رويترز)
TT

اليوان الصيني بأضعف مستوياته في 16 شهراً

عملة ورقية من فئة 100 يوان وفي الخلفية علم الصين (رويترز)
عملة ورقية من فئة 100 يوان وفي الخلفية علم الصين (رويترز)

تعرضت أغلب عملات الأسواق الناشئة لضغوط مقابل الدولار يوم الأربعاء بعد تقرير قوي عن الوظائف أضاف إلى توقعات بارتفاع أسعار الفائدة الأميركية لفترة أطول، وهبط اليوان الصيني إلى أدنى مستوى في 16 شهراً، تحت ضغط من قوة الدولار وتهديدات بفرض تعريفات من جانب إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، رغم أن البنك المركزي حدد توجيهات أقوى من المتوقع.

وقالت وانغ تاو، كبيرة خبراء الاقتصاد الصيني في «يو بي إس»: «من المتوقع أن يواجه اليوان ضغوطاً لخفض قيمته؛ ليس فقط من زيادات التعريفات، ولكن أيضاً من الدولار الأقوى بشكل كبير... ولكن رغم هذه التحديات، فإننا نعتقد أن الحكومة الصينية عازمة وقادرة على إدارة خفض قيمة معتدل نسبياً».

وقبل فتح السوق حدد بنك الشعب الصيني سعر النقطة الوسطى الذي يسمح لليوان بالتداول حوله في نطاق 2 في المائة عند 7.1887 للدولار، وهو ما يزيد بمقدار 1548 نقطة عن تقديرات «رويترز».

وافتتح اليوان الفوري عند 7.3250 للدولار، وكان في آخر تداول منخفضاً بمقدار 31 نقطة عن إغلاق الجلسة السابقة عند 7.3315 يوان للدولار اعتباراً من الساعة 02:26 بتوقيت غرينتش، وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر (أيلول) 2023.

وقالت وانغ إنها تتوقع أن يتم التحكم في سعر الصرف حول 7.4 للدولار على الأقل خلال النصف الأول من العام، وإذا تم الإعلان عن زيادات التعريفات الجمركية، فقد يضعف اليوان إلى 7.6 للدولار بحلول نهاية العام.

ونفى ترمب، الذي يتولى منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) الجاري، تقريراً صحافياً قال إن مساعديه كانوا يستكشفون خطط التعريفات الجمركية التي ستغطي الواردات الحرجة فقط، مما أدى إلى تعميق حالة عدم اليقين بين قادة الأعمال بشأن سياسات التجارة الأميركية المستقبلية.

ومن جانبه، انخفض مؤشر «إم إس سي آي» الذي يتتبع عملات الأسواق الناشئة 0.3 في المائة في الساعة 09:33 بتوقيت غرينتش بعد جلستين من المكاسب، مع ضعف أغلب العملات الأوروبية الناشئة مقابل الدولار وانخفاض الليرة التركية 0.2 في المائة.

وفي جنوب أفريقيا، ضعف الراند بنسبة 0.8 في المائة بعد مكاسب في الجلسة الماضية، وانخفض مؤشر الأسهم الرئيس في البلاد بنسبة 0.5 في المائة بعد أن أظهر مسح مؤشر مديري المشتريات المحلي أن نشاط التصنيع انخفض للشهر الثاني على التوالي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وصعد الدولار الأميركي قليلاً خلال اليوم مع ارتفاع عائدات الخزانة على نطاق واسع بعد أن أشار أحدث تقرير لبيانات الوظائف إلى سوق صحية باستمرار يوم الثلاثاء، مما خفف الآمال في عدة تخفيضات لأسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.

وانخفض الدولار الأميركي في وقت سابق من هذا الأسبوع رغم نفي الرئيس المنتخب دونالد ترمب للتقارير التي تفيد بأن التعريفات الجمركية التي يعتزم فرضها ستكون أقل صرامة، وهو ما رفع مؤشر العملات الناشئة.

وقال هاري ميلز، مدير «أوكو ماركتس»، مسلطاً الضوء على التحركات الحادة في البيزو المكسيكي واليوان الصيني: «إذا كانت حقيقة التعريفات الجمركية أقل مما قاله ترمب خلال الأشهر الثلاثة الماضية أو نحو ذلك، فقد تشهد العملات الناشئة ارتفاعاً وتخفيفاً للآثار التي عانت منها في الشهرين الماضيين».

وكان اليورو مستقراً أو مرتفعاً مقابل أغلب عملات أوروبا الناشئة، حيث بلغ أعلى ارتفاع له 0.2 في المائة مقابل الزلوتي البولندي. وكان أداء الأسهم البولندية أضعف من نظيراتها بانخفاض 0.4 في المائة.

وكان الروبل قد ارتفع في أحدث تعاملات بنسبة 2.1 في المائة مقابل الدولار، ليتجه للجلسة الخامسة من المكاسب، رغم أن التداول كان ضعيفاً حيث تحتفل روسيا بعطلة عامة حتى التاسع من يناير. كما ارتفع الشلن الكيني بنسبة 0.5 في المائة مقابل الدولار.

وانخفض مؤشر أسهم الأسواق الناشئة الأوسع نطاقاً بنسبة 0.8 في المائة ويتجه صوب أول خسارة له في أربع جلسات، مع هبوط الأسهم الآسيوية ذات الأوزان الثقيلة.

وقال ميلز «إذا رأينا رقماً قوياً للغاية لبيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة في وقت لاحق من الأسبوع، فإن هذا من شأنه أن يعطي المزيد من الارتفاع للدولار الأقوى».

وأنهت أغلب الأسواق الناشئة الربع الأخير على نغمة قاتمة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن البنك المركزي الأميركي اتخذ موقفاً متشدداً وتوقع تخفيضات أقل من المتوقع في السابق هذا العام.