الهند وأميركا لاتفاقية كبرى في أشباه الموصلات

هولندا تدخل على خط محاصرة الصين بـ«الرقائق الذكية»

جانب من عملية تصنيع أشباه الموصلات في مدينة فيلدهوفن بهولندا (رويترز)
جانب من عملية تصنيع أشباه الموصلات في مدينة فيلدهوفن بهولندا (رويترز)
TT

الهند وأميركا لاتفاقية كبرى في أشباه الموصلات

جانب من عملية تصنيع أشباه الموصلات في مدينة فيلدهوفن بهولندا (رويترز)
جانب من عملية تصنيع أشباه الموصلات في مدينة فيلدهوفن بهولندا (رويترز)

بينما تبرز قيمة المقدرات الطبيعية وارتباطاتها بالتقنية وصناعات المستقبل في البلدان عبر العالم، تتجه أميركا لفتح منافذ جديدة ترتبط بأشباه الموصلات في وقت لا يزال التوتر قائما مع الصين حيال الملف التايواني، فيما دخلت هولندا على خط التماس بالتوجه نحو منع تصدير الرقائق الدقيقة للصين.
وقالت وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو، في مقابلة مع قناة «سي إن بي سي - تي في 18»، أمس الخميس، إن الولايات المتحدة والهند تتفاوضان بشأن «اتفاقية كبرى» في مجال أشباه الموصلات للعمل على استراتيجية لتنويع سلاسل التوريد كجزء من الحوار التجاري بين البلدين. وأضافت ريموندو أن الولايات المتحدة تهدف إلى العمل عن كثب مع حلفائها مثل الهند لتقليل الاعتماد على دول، منها تايوان، في أشباه الموصلات، وفق وكالة «بلومبرغ» للأنباء.
ويشكل ارتفاع الرسوم الجمركية على أجزاء أشباه الموصلات تحديا للتصنيع في الهند.
يشار إلى أن ريموندو تزور الهند لإعادة إطلاق الحوار التجاري بين البلدين بعد فجوة استمرت ثلاث سنوات.
وقالت ريموندو أيضا إن الهند وجهة استثمارية جيدة للشركات الأميركية التي تتطلع إلى التنويع وتقليل الاعتماد على الصين. وتتوقع الولايات المتحدة إبرام اتفاقيات على المستوى الحكومي في الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهندي والهادي بحلول نهاية هذا العام.
من جهة أخرى، تعتزم هولندا تقييد تصدير آلات إنتاج الرقائق الدقيقة إلى الصين، وذلك لأسباب أرجعها مسؤولون هولنديون إلى أنها تتعلق بالأمن القومي.
وقالت ليشي شراينماخر وزيرة التجارة الخارجية الهولندية، في خطاب إلى البرلمان الهولندي في لاهاي، إن هولندا تريد تقييد تصدير آلات إنتاج الرقائق الدقيقة إلى الصين لأسباب تتعلق «بالأمن القومي».
وتتعلق قيود التصدير بتقنية الأشعة فوق البنفسجية العميقة لإنتاج أشباه الموصلات التي تنتجها شركة «إيه إس إم إل» الهولندية، ومقرها في فيلدهوفن بجنوب هولندا، وهي الشركة المصنعة الوحيدة في العالم التي تصنع الآلات المزودة بتقنية الأشعة فوق البنفسجية العميقة.
وتدخل اللائحة حيز التنفيذ في الصيف، إذ من الآن فصاعدا سيتعين على شركة «إيه إس إم إل» الحصول على ترخيص قبل تصدير هذه الأجهزة.
وأشارت الشركة إلى أن القيود ستؤثر فقط على أحدث التقنيات، في الوقت الذي ذكرت على صفحتها على الإنترنت أنها لا تتوقع حدوث أي عواقب مالية سلبية.
وقد حثت الولايات المتحدة على وجه الخصوص هولندا على الحد بشكل كبير من تصدير تقنية الرقائق إلى الصين.
وتخشى دول غربية أخرى أن تستخدم الصين هذه التقنية لأغراض عسكرية، حيث كانت الحكومة الهولندية قد قيدت بالفعل تصدير تقنية أشباه الموصلات إلى الصين في عام 2020، وقد يستمر تصدير الآلات الأقدم.
وكانت أكبر مسؤولة تجارية في هولندا دافعت عن القيود المفروضة على صادرات معدات الرقائق إلى الصين، حيث قالت إنها ضرورية لحماية الأمن القومي.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أمس الخميس عن ليشي شراينماخر وزيرة التجارة الخارجية الهولندية، قولها في تصريحات صحافية: «نرغب في منع استخدام المعدات الهولندية في التطبيقات العسكرية».
وأضافت «حاولت أخذ جميع المصالح بعين الاعتبار. ولكننا قلنا أيضا كنا نقول دائما إن أمننا القومي هو الأهم».
ودعت شراينماخر أوروبا إلى إقامة المزيد من مصانع إنتاج الرقائق، وقالت: «نريد تقليل هذا الاعتماد على الصين».
يذكر أنه بينما تقوم تايوان بتصنيع الغالبية العظمى من الرقائق المتطورة حول العالم، تصنع الشركات الصينية أشباه موصلات أقل جودة.
إلى ذلك قالت ماو نينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، في إحاطة صحافية دورية في بكين، إن بلادها تعارض كبح هولندا تصدير معدات صناعة أشباه الموصلات، وفق وكالة «بلومبرغ» للأنباء أمس الخميس.
وأضافت ماو أن الخطوة هي نتيجة لأن «دولة معينة» تمارس الضغط، ولكنها لم تشر صراحة إلى الولايات المتحدة الأميركية. يشار إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن توصلت لاتفاق مع هولندا واليابان في وقت سابق من العام الجاري لتقييد تصدير بعض معدات صناعة الرقائق المتقدمة للصين. وقالت ماو إن هولندا يجب أن تفكر في أفضل مصالحها.


مقالات ذات صلة

ترقب لـ«قانون الهند الرقمية» أواخر يوليو

الاقتصاد ترقب لـ«قانون الهند الرقمية» أواخر يوليو

ترقب لـ«قانون الهند الرقمية» أواخر يوليو

من المتوقع أن تصدر الهند المسودة الأولى لـ«قانون الهند الرقمية» الجديد، بحلول أواخر يوليو (تموز) أو مطلع أغسطس (آب) القادمين، وفق ما نقلته صحيفة «إيكونوميك تايمز» عن مسؤول حكومي لم تسمه. وأفادت وكالة «بلومبرغ» للأنباء يوم الاثنين، بأن «قانون الهند الرقمية» يستهدف حل محل «قانون تكنولوجيا المعلومات»، الساري في البلاد منذ 23 عاما.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الاقتصاد الهند ومجموعة دول الكاريبي  لعقد قمة تجارية سنوية

الهند ومجموعة دول الكاريبي لعقد قمة تجارية سنوية

أعلن وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جياشنكار، في جورج تاون عاصمة غويانا أن بلاده و15 دولة في مجموعة الكاريبي (كاريكوم) اتفقتا على عقد قمة تجارية سنوية. وقال جياشنكار بعد اجتماع لمسؤولي المجموعة في مقرها في جورج تاون إن هذه القمة ستعقد بالتناوب في الهند وبلد كاريبي. ويقوم الوزير الهندي بزيارة تستغرق أربعة أيام إلى غويانا وهي دولة تقع في شمال شرقي أميركا الجنوبية يتحدر نحو أربعين في المائة من سكانها من أصل هندي. دعا رئيس الاتحاد الصناعي للهند جاي شروف إلى مزيد من التعاون بين بلاده ومنطقة البحر الكاريبي وأميركا اللاتينية. وقال إن «الهند وأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي تشترك في التطلعات

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد روسيا والهند على طريق اتفاق تجارة حرة

روسيا والهند على طريق اتفاق تجارة حرة

قال وزيران، هندي وروسي، يوم الاثنين، إن الهند وروسيا تبحثان اتفاقاً للتجارة الحرة، في خطوة من شأنها تعزيز العلاقات التجارية الثنائية التي ازدهرت منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا. وصرح وزير الشؤون الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشينكار، في حدث بنيودلهي، بأن حكومته تدرس «اتفاقاً مسبقاً» بشأن معاهدة للتجارة، والتي قال وزير التجارة والصناعة الروسي دنيس مانتوروف إنها ستضمن الاستثمار الثنائي. ولم تنتقد الهند صراحة الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي تصفه موسكو بأنه «عملية عسكرية خاصة». ودعت الهند إلى حل سلمي للنزاع عن طريق الحوار.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الاقتصاد وزير هندي يقول إن بلاده ستصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم

وزير هندي يقول إن بلاده ستصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم

قال وزير الصناعات الثقيلة الهندي ماهيندرا ناث باندي، اليوم (الثلاثاء)، إن بلاده تتحرك بسرعة نحو التحول إلى أن تصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم بعد الزخم في قطاع التصنيع. جاء ذلك خلال كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الذي يستمر يومين بشأن تقدم الهند نحو ثالث أعظم اقتصاد بعد 75 عاماً من الاستقلال، وفقاً لوكالة «برس تراست أوف إنديا» الهندية للأنباء. وذكر باندي أن «البلاد تتحرك بسرعة في تحولها لأن تصبح ثالث أكبر اقتصاد بسبب تعزيز التصنيع تحت القيادة القديرة لرئيس الوزراء ناريندرا مودي». والعام الماضي أعلنت الحكومة الهندية اعتزامها مضاعفة تعهداتها بشأن الإنفاق العام لتحفيز الاقتصاد، إذ تت

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
يوميات الشرق الهند زعيمة إقليمية في الحفاظ على التنوع البيولوجي

الهند زعيمة إقليمية في الحفاظ على التنوع البيولوجي

تظهر الهند تنوعاً حيوياً كبيراً كونها واحدة من 17 دولة ضخمة التنوع، ويمكن أن تكون زعيمة في تعزيز محاولة الأمم المتحدة للحفاظ على التنوع البيولوجي لأنها تشكل 17 في المائة من سكان العالم و17 في المائة من المناطق الحيوية الساخنة العالمية. الهند هي أيضاً موطن لـ7.6 في المائة من جميع الثدييات و12.6 في المائة من جميع الطيور و6.2 في المائة من جميع الزواحف و4.4 في المائة من جميع البرمائيات بينما 11.7 في المائة من جميع الأسماك، وقد تم عقد مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع الحيوي في مونتريال بكندا في 19 ديسمبر (كانون الأول) 2022م حيث شاركت فيه 188 دولة وشدد المؤتمر على أهمية تنوع الحياة للأرض الأم، فيما اتفق م

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)

السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
TT

السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)

تتجه السعودية إلى زيادة الوصول للمواد الأساسية، وتوفير التصنيع المحلي، وتعزيز الاستدامة، والمشاركة في سلاسل التوريد العالمية، وذلك بعد إعلان وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، 9 صفقات جديدة، إلى جانب 25 اتفاقية أخرى، معظمها ما زالت تحت الدراسة ضمن «جسري» المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمي، مؤكداً أن هذه المبادرة «ليست سوى البداية».

جاء هذا الإعلان في كلمته خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد»، التي تُقام في مؤتمر الاستثمار العالمي الثامن والعشرين، الثلاثاء، في الرياض، بمشاركة أكثر من 100 دولة، قائلاً إن هذه الصفقات تمثّل خطوة مهمة نحو تحقيق هدف المملكة في بناء سلاسل إمداد أكثر مرونة وكفاءة.

وأكد أن البرنامج يعكس رؤية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الذي كان له الدور البارز في إطلاق هذه المبادرة قبل عامين، مشيراً إلى أن البرنامج هو جزء من الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، ويشمل عدة برامج حكومية داعمة، مثل برنامج تطوير الصناعة الوطنية واللوجيستيات (ندلب).

الطاقة الخضراء

وأضاف الفالح أن المملكة تسعى إلى تسهيل الوصول للمعادن الأساسية، وتشجيع التصنيع المحلي، وزيادة الوصول إلى أسواق الطاقة الخضراء العالمية.

وأوضح أن «التوريد الأخضر» هو جزء من المبادرة السعودية؛ إذ ستعزّز المملكة سلاسل الإمداد عبر الاستثمار في الطاقة المتجددة، لافتاً إلى أننا بصدد تطوير 100 فرصة استثمارية جديدة في 25 سلسلة قيمة تتضمّن مشروعات رائدة في مجالات، مثل: الطاقة الخضراء والذكاء الاصطناعي.

وحسب الفالح، فإن الحكومة السعودية تقدّم حوافز خاصة إلى الشركات الراغبة في الاستثمار بالمناطق الاقتصادية الخاصة، وأن بلاده تستعد للتوسع في استثمارات جديدة تشمل قطاعات، مثل: أشباه الموصلات، والتصنيع الرقمي، في إطار التعاون المستمر بين القطاعات الحكومية والقطاع الخاص، لتعزيز قدرة المملكة على تحقيق أهداف «رؤية 2030».

وشدد على التزام الحكومة الكامل بتحقيق هذه الرؤية، وأن الوزارات المعنية ستواصل دعم هذه المبادرة الاستراتيجية التي تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة وتوطين الصناعات المتقدمة في المملكة.

الصناعة والتعدين

من ناحيته، كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، عن جذب ما يزيد على 160 مليار دولار إلى السوق السعودية، وهو رقم مضاعف بواقع 3 مرات تقريباً، وترقية رؤوس الأموال في قطاع التعدين إلى مليار دولار، وأن استثمارات الثروة المعدنية تخطت 260 مليون دولار.

وزير الصناعة والثروة المعدنية يتحدث إلى الحضور (الشرق الأوسط)

وأبان أن السعودية تعمل بشكل كامل لتأكيد التعاون المبني على أساسات صحيحة وقوية، وأطلقت عدداً من الاستراتيجيات المهمة، وهي جزء لا يتجزأ من صنع مجال سلاسل الإمداد والاستدامة.

وتحدث الخريف عن مبادرة «جسري»، كونها ستُسهم في ربط السعودية مع سلاسل الإمداد العالمية، ومواجهة التحديات مثل تحول الطاقة والحاجة إلى مزيد من المعادن.

وأضاف أن المملكة لا تزال مستمرة في تعزيز صناعاتها وثرواتها المعدنية، وتحث الشركات على الصعيدين المحلي والدولي على المشاركة الفاعلة وجذب استثماراتها إلى المملكة.

بدوره، عرض وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء، الأمين العام للجنة التوطين وميزان المدفوعات، الدكتور حمد آل الشيخ، استثمارات نوعية للمملكة في البنى التحتية لتعزيز موقعها بصفتها مركزاً لوجيستياً عالمياً.