«فوبيا» كارثة تركيا وسوريا تنتشر عالمياً

بعد أميركا... سويسرا تحاكي زلزالاً بقوة 6 ريختر لتقدير الأضرار

خريطة مخاطر الزلازل في سويسرا. المناطق الحمراء الداكنة ذات مخاطر عالية جداً والزرقاء الفاتحة منخفضة جداً (المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في زيوريخ)
خريطة مخاطر الزلازل في سويسرا. المناطق الحمراء الداكنة ذات مخاطر عالية جداً والزرقاء الفاتحة منخفضة جداً (المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في زيوريخ)
TT

«فوبيا» كارثة تركيا وسوريا تنتشر عالمياً

خريطة مخاطر الزلازل في سويسرا. المناطق الحمراء الداكنة ذات مخاطر عالية جداً والزرقاء الفاتحة منخفضة جداً (المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في زيوريخ)
خريطة مخاطر الزلازل في سويسرا. المناطق الحمراء الداكنة ذات مخاطر عالية جداً والزرقاء الفاتحة منخفضة جداً (المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في زيوريخ)

يبدو أن الخوف من حدوث سيناريو شبيه بما شهدته تركيا وسوريا، امتد عالمياً، وتباينت ردود الفعل بين إرسال فرق بحثية إلى المناطق المتضررة، واستخدام برامج الذكاء الصناعي لتقدير حجم الأضرار التي يمكن أن تحدث إذا وقع زلزال شبيه.
وتوجهت إلى تركيا في الأيام التي أعقبت الزلزال، مجموعة بحثية أميركية من كاليفورنيا تسمى «التعلم من الزلازل»، لجمع البيانات ومقارنة أوجه التشابه بين المناطق المتضررة وبين «غولدن ستايت»، وهي منطقة بخليج سان فرانسيسكو. لكن باحثين من سويسرا انتهجوا نهجاً مختلفاً، وهو استخدام الإمكانات التي يتيحها «الذكاء الصناعي»، لتقدير حجم الإضرار التي يمكن أن يتسبب فيها زلزال شبيه.
وخلص الباحثون من المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في زيوريخ، إلى أن زلزالاً بقوة 6 درجات على مقياس ريختر يضرب عشرة كيلومترات شمال شرقي مدينة زيوريخ في وقت ما في المستقبل، يمكن أن يكون زلزالاً هائلاً ومدمّراً بشكل خطير، وسيشعر به كل سكان سويسرا وسيُلحق الضرر بآلاف المباني، ناهيك عن مئات الوفيات المحتملة وآلاف الأشخاص الذين سيصبحون بلا مأوى.
وذهب الباحثون في تقرير نشره المعهد، الأربعاء، إلى أن «هذا السيناريو ليس مستحيلاً، وليس مجرد قصة من فيلم كارثي، لكنه في الواقع من نموذج المخاطر الزلزالية لسويسرا».
يقول استيفان ويمر، مدير الخدمة السويسرية لرصد الزلازل بالمعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في زيوريخ «حتى الآن، لم نكن نعرف سوى القليل عن التأثيرات التي يمكن أن تحدثها الزلازل في سويسرا؛ لذلك تم إنشاء هذا النموذج الزلزالي لأول مرة».
ووفقاً لنموذج المخاطر الجديد، فإن أسوأ الأضرار التي تلحق بالمباني ستحدث في مدن بازل وجنيف وزيوريخ ولوسيرن وبرن، ويختلف خطر الزلزال في هذه المناطق، لكن نظراً لحجم هذه المدن الخمس، سيتأثر العديد من الأشخاص بالزلزال، كما أن هذه المدن تحتوي على العديد من المباني المعرّضة للخطر، وفي بعض الحالات شديدة الضعف؛ لأنها مبنية على طبقة سفلية ناعمة؛ مما يؤدي إلى تكثيف الموجات الزلزالية.
وبناءً على حساباتهم النموذجية، يتوقع الخبراء أن أي زلزال بقوة 6 درجات على مقياس ريختر، يحدث على مدار المائة عام المقبلة، يمكن أن يسبب أضراراً اقتصادية للمباني ومحتوياتها تتراوح بين 11 و44 مليار فرنك سويسري. وإجمالاً، يمكن أن يموت نحو 150 إلى 1600 شخص، مع تشريد ما يقرب من 40 ألفاً إلى 175 ألف شخص.
ويُظهر نموذج المخاطر الجديد أيضاً كيف ستتأثر سويسرا إذا واجهت زلزالاً مشابهاً للزلازل المدمرة التاريخية. فوجدوا أن زلزال بازل عام 1356، سيؤدي إلى مقتل نحو 3 آلاف شخص وتدمير المباني في حدود 45 مليار فرنك سويسري، إذا حدث اليوم.
من جانبه، يوضح عبد العزيز محمد عبد العزيز، أستاذ هندسة الاستكشاف وتقييم الطبقات بقسم هندسة البترول في كلية الهندسة جامعة القاهرة، والمتخصص في برامج الذكاء الصناعي، أن مثل هذه البرامج للمحاكاة تعطي نتائج تتراوح دقتها بين 60 و80 في المائة.
وقال عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط»: «درجة دقة هذه المحاكاة تعتمد على كمية وجودة المدخلات التي يتم تزويد البرنامج بها، مثل قوة المباني ونوعيتها والمادة المستخدمة في بنائها وارتفاعها، والأرض التي بُنيت عليها، ودرجة القرب والبعد عن الفوالق النشطة واتجاه حركة الأرض بالنسبة للمبنى، هل هي عمودية أم أفقية».
ولفت إلى أن «الفوبيا» التي انتشرت عالمياً من أحداث زلزال تركيا، دفعت أكثر من فرقة بحثية حول العالم إلى استخدام برامج الذكاء الصناعي لتوقع نتائج الزلازل، مشيراً إلى أن هذه البرامج بشكل عام تشبع رغبة إنسانية لمعرفة ما سيحدث في المستقبل.


مقالات ذات صلة

بعد أيام من عواصف عنيفة... زلزال يخلّف قتلى وجرحى في هايتي

أميركا اللاتينية يسيرون في شارع غمره المطر جراء العواصف في هايتي (أ.ف.ب)

بعد أيام من عواصف عنيفة... زلزال يخلّف قتلى وجرحى في هايتي

ضرب زلزال أجزاء من غرب هايتي الثلاثاء، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، وإصابة أكثر من 25 بجروح، وفق ما أعلنت سلطات الحماية المدنية.

«الشرق الأوسط» (بور أو برنس)
العالم العربي خريطة نشرتها هيئة المسح الجيولوجي الأميركي لعدة هزات أرضية ضربت خليج عدن اليوم

زلزال بقوة 5.9 يضرب خليج عدن

أعلنت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية اليوم السبت وقوع زلزال بقوة 5.9 في خليج عدن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الآلات مصممة «للفتح» وإتاحة محتوياتها مجاناً في حالة حدوث تحذير من هطول أمطار غزيرة أو أمر بالإخلاء بعد زلزال (رويترز)

في اليابان... آلات بيع ذاتي تقدّم الطعام مجاناً وتلقائياً في حال حدوث زلزال

وسعت اليابان استعداداتها للكوارث الطبيعية لتشمل آلات البيع الذاتي، التي ستوفر الطعام والشراب مجاناً في حالة حدوث زلزال أو إعصار.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
آسيا زلزال بقوة 6.2 درجة قبالة الساحل الجنوبي لنيوزيلندا

زلزال بقوة 6.2 درجة قبالة الساحل الجنوبي لنيوزيلندا

ضرب زلزال بقوة 6.2 درجة، الأربعاء، المحيط الهادئ قبالة الساحل الجنوبي لنيوزيلندا، حسبما أعلنت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.

«الشرق الأوسط» (ويلينغتون)
شؤون إقليمية  إردوغان يلقي خطاباً في أنقرة الثلاثاء (أ.ف.ب)

إردوغان يتعهد بجعل تركيا «النجم الصاعد» في المنطقة

حدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ملامح سياسته في ولايته الثالثة بعد انتخابه رئيساً للبلاد مجدداً، متعهداً بأن يجعل تركيا «النجم الصاعد» في المنطقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«وفرة قاحلة»... إعادة تصور البيئات الصحراوية

وفرة قاحلة (الجناح الوطني لدولة الإمارات - بينالي البندقية. تصوير: إسماعيل نور من «سينغ ثينجز»)
وفرة قاحلة (الجناح الوطني لدولة الإمارات - بينالي البندقية. تصوير: إسماعيل نور من «سينغ ثينجز»)
TT

«وفرة قاحلة»... إعادة تصور البيئات الصحراوية

وفرة قاحلة (الجناح الوطني لدولة الإمارات - بينالي البندقية. تصوير: إسماعيل نور من «سينغ ثينجز»)
وفرة قاحلة (الجناح الوطني لدولة الإمارات - بينالي البندقية. تصوير: إسماعيل نور من «سينغ ثينجز»)

عنوان جناح دولة الإمارات في بينالي البندقية للعمارة، يعتمد على الكلمة ونقيضها؛ «وفرة قاحلة». قبل زيارة المعرض نجد أنفسنا أمام العنوان المحير، كيف تكون الوفرة قاحلة؟! وما علاقة ذلك بالعمارة، أو بما يريد البينالي تقديمه تحت عنوانه العام «مختبر المستقبل»؟

الإجابة تكمن داخل الجناح، الذي يفاجئنا بتكوينات حجرية من أشكال وقطع غير متساوية وبألوان مختلفة، إضافة إلى طبقة مما يبدو وكأنه مسحوق حجري يفرش الأرض تحت أقدامنا.

ما الذي يريد الجناح أن يقدمه؟ يشرح لنا القيم الفني فيصل طبارة، المشرف على المعرض، المعنى ومدلولات العنوان. طبارة هو عميد مشارك وأستاذ عمارة مشارك في كلية العمارة والفن والتصميم في الجامعة الأميركية بالشارقة. يتحدث لـ«الشرق الأوسط» حول المعرض ومدلولاته بالنسبة للعمارة في العالم، ومواجهة التحديات البيئية والجفاف.

القيم فيصل طبارة (جناح الإمارات في بينالي البندقية - تصوير: أوغستين باريديس)

أنطلق من العنوان وأسأله عن التناقض بين المعاني والمصطلحات، يشرح لي قائلاً: «يعكس العنوان سؤالاً أساسياً. هو؛ كيف سيتغير مفهوم العمارة إذا ما أعدنا تخيل بيئتنا ومعطياتها الطبيعية؟ نقترح بشكل ما أن هناك وفرة في القحط، ليس بالمعنى التقليدي، ولكن عبر التساؤل؛ كيف يمكننا بناء مستقبل مستدام بما لدينا؟». في البيان الخاص بالعرض، يقول طبارة: «نطمح إلى تغيير التصورات التقليدية السائدة حول البيئات القاحلة التي توصف بأنها فقيرة وشحيحة الموارد، وإعادة تصورها كمساحات منتجة وغزيرة بالموارد والمعرفة، من خلال استكشاف أنظمة بناء معاصرة وبديلة متجذرة في المحيط البيئي والثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة».

يشير إلى أن مادة المعرض كانت نتيجة أبحاث أجريت في منطقة جبال الحجر بالإمارات وأجزاء من الساحل الشرقي للبلاد، «هي أراضٍ خصبة عبر تاريخها، لدينا مدونات تعود لعام 985 ميلادياً، تتحدث عن الأشجار والوفرة في هذه المنطقة التي تسمى (الباطنة)، لدينا أيضاً معرفة بوسائل الزراعة التي كانت تستخدم في المناطق الجبلية والساحلية». يشرح أن «الصورة في أذهان الناس للمنطقة هي لمنطقة قاحلة، وهذه هي النقطة التي نتحدث عنها، فما يتصور الناس أنه قحط، ليس كذلك في الواقع».

وفرة قاحلة (الجناح الوطني لدولة الإمارات - بينالي البندقية. تصوير: إسماعيل نور من «سينغ ثينجز»)

ويعتمد الجناح الوطني معالجة المعتقدات الخاطئة حول المساحات القاحلة، ووصفها بمساحات شحيحة الموارد، مسلطاً الضوء على الأنظمة البيئية المزدهرة التي لطالما كانت متواجدة ومنتشرة في دولة الإمارات والمناطق المحيطة، وذلك من خلال الممارسات المرتبطة بالبيئة المحيطة التي طوّرها السكّان المحليون الذين استوعبوا بيئتهم جيداً وفهموا طبيعتها وسماتها الغالبة. وبالنسبة للإمارات، فقد نجحت هذه الممارسات سابقاً في تعزيز أسس استقرار الحياة في تلك البيئات التي تعاني من ندرة المياه.

نموذج أولي صغير نسبياً لتركيب غير ملائم لجدار يشمل أحجاراً وأغصاناً (الجناح الوطني لدولة الإمارات - بينالي البندقية. تصوير: باسل الطاهر)

يقول طبارة إن الجناح رغم أنه يتحدث عن مناطق محددة في الإمارات فإن المواد الموجودة أمامنا ليست من الإمارات، بل من فينيسيا، «قررنا عدم شحن أي من المواد من الإمارات إلى فينيسيا، وقررنا الحصول عليها من المناطق المحيطة بها، فزرنا محاجر وكسارات محلية تقع داخل مساحة 100 كيلومتر في منطقة فِنيتو، وحصلنا على الأحجار وقطع الصخور التي هنا، ليست أحجاراً من النوع الذي قد يستخدم في البناء، بل هي أنواع تسمى (نفايات الأحجار)، وهي أنواع تهشم للحصول على تراب يستخدم في صناعات أخرى». يضيف معلومة هامة: «30 بالمائة من الصخور في العالم هي من (نفايات الأحجار)... ما يعدّ غير نافع يمكننا تحويله ليصبح نافعاً ومفيداً». استخدم المعرض عدة طرق في تجميع الأحجار بالاعتماد على مخلفات قطع الأحجار من المحاجر الموجودة في منطقة فِنيتو الإيطالية. وقد تم استخدام كثير من التقنيات، مثل المسح الضوئي ثلاثي الأبعاد والطباعة ثلاثية الأبعاد، التي تساهم في تعزيز مرونة عمليات التصميم والتركيب، لتقديم أنظمة بناء معاصرة وبديلة متجذرة في بيئتها الثقافية والمادية.

جانب من معرض «وفرة قاحلة» بجناح دولة الإمارات في بينالي البندقية (الشرق الأوسط)

بشكل ما يستكشف الجناح الاحتمالات المعمارية التي يمكن استغلالها عندما نعيد تصور البيئات القاحلة كمساحات وفيرة، يعتمد التصور الذي يطرحه طبارة على التقاطعات بين الممارسات المعمارية المتجذرة في بيئتها وبين التكنولوجيا المعاصرة. يسعى الجناح أيضاً لتسليط الضوء على الممارسات المعمارية المتجذرة، والحاجة للتأقلم مع المستجدات في الظروف المناخية.

جانب من معرض «وفرة قاحلة» بجناح دولة الإمارات في بينالي البندقية (الشرق الأوسط)

يحوّل معرض «وفرة قاحلة» الجناح إلى بيئة تستعرض الصفات المكانية والمادية والملموسة الموجودة في البيئات ذات الوفرة القاحلة. في حين يتم إدخال سلسلة من التركيبات الحجرية في المعرض، تعمل كوسائل لعرض تكتيكات البناء المتعددة التي تم تقصيها في جبال الحجر، مثل التكديس الجاف والتضمين والتغشية. وتمكّن اللوحات الصوتية والمرئية للفنانة المكلفة ريم فلكناز المتلقي من التفاعل مع بيئة جبال الحجر، تأكيداً على أهمية هذه الممارسات المحلية وإمكانية توظيفها في سياقات بيئية أخرى.


«مطرب روبوت»... هل يغيّر شكل الفرق الموسيقية في مصر؟

مجسم «المطرب الروبوت» (حساب الفنان - «فيسبوك»)
مجسم «المطرب الروبوت» (حساب الفنان - «فيسبوك»)
TT

«مطرب روبوت»... هل يغيّر شكل الفرق الموسيقية في مصر؟

مجسم «المطرب الروبوت» (حساب الفنان - «فيسبوك»)
مجسم «المطرب الروبوت» (حساب الفنان - «فيسبوك»)

أثار حديث الفنان المصري عمرو مصطفى عن قدرة «مجسم المطرب الروبوت» على إحياء الحفلات الغنائية، تساؤلات بشأن شكل الفرق الموسيقية في مصر لو تحقق ذلك، خاصة بعدما أعلن عمرو مصطفى عن أول مطرب ذكاء اصطناعي. وكشف عن «المطرب AI». وقال عمرو مصطفى لـ«الشرق الأوسط»، إن «الفكرة جاءته للحد من استغلال المنتجين للمطربين وصُناع الأغنية وتحكمهم في الصناعة، بعد أن كان دورهم يأتي بعد المطربين في خمسينات وستينات القرن الماضي»، موضحاً أن «أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، ومحمد فوزي كانوا ينتجون لأنفسهم، ولم يكن أحد يحتكر صوتهم مثلما يحدث الآن».

الفنان عمرو مصطفى (حساب الفنان - «إنستغرام»)

عمرو أشار إلى أنه «يعمل حالياً على أن تكون هناك حفلات غنائية لـ(روبوت) الذكاء الاصطناعي الذي ابتكره». وشرح «أُجهز عدة أغاني لـ(الروبوت)، حيث إنه سيكون آلة قادرة على خدمة الموهوبين في مجال الشعر والتلحين، كما أُجهز حالياً لتقديم (الروبوت) في حفلات غنائية، لكي يرى الجمهور قدرة (الروبوت) على النجاح».

عمرو نفى «تشابه صوت الروبوت مع صوت أي مطرب آخر معروف»، قائلاً إن «صوت (الروبوت) اصطناعي؛ لكنه سيكون جذاباً وقادراً على منافسة المطربين المتواجدين على الساحة الفنية».

من جهته، يرى الموسيقار المصري، هاني شنودة، أن «الذكاء الاصطناعي لن يُشكل أي خطر على المواهب البشرية». وقال شنودة لـ«الشرق الأوسط»، إن «موهبة الإنسان وقدرته على الإبداع، قادرة على التصدي لأي تقدم تكنولوجي أو ذكاء اصطناعي، فاللمسة الإبداعية التي يقدمها المطرب في حفلاته مثلاً، لن تستطيع أي تكنولوجيا الوصول لها، لأن التكنولوجيا في النهاية هي من صُنع الإنسان».

حول قدرة «المطرب الروبوت» على تغيير شكل الغناء والفرق الموسيقية في مصر. قال شنودة: «لا أعتقد أن تلك الأدوات التكنولوجية المتقدمة والمتطورة سيكون لها مكانة في مصر والوطن العربي، لأننا بلدان الطرب الأصيل حتى يومنا هذا، فما زال أغلبية المستمعين المصريين يشاهدون حتى الآن حفلات أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، ومحمد عبد الوهاب، لعدم قدرة عدد كبير منهم للاستماع للأغاني ذات الآلات الموسيقية الغربية، والإيقاعات السريعة، فهذه الأمور لن تؤثر في منطقتنا العربية؛ بل أرى أنها لن تدوم كثيراً»، على حد قوله.

في حين قال الناقد الفني المصري، فوزي إبراهيم، لـ«الشرق الأوسط»، «لا أعتقد أن (روبوت) الذكاء الاصطناعي الذي استحدثه الفنان عمرو مصطفى سيشكل أي خطورة على الغناء في مصر، لأن الغناء فن إبداعي، وليس اصطناعياً، والجمهور يحب أن يرى ويستمع لشخص مثلهم، يشدو ويغني ويحرك مشاعرهم، وليس مجرد آلة تظهر أمامهم، وأكبر دليل على ذلك حفلات (الهولوغرام) التي انتشرت في فترة ما، وفجأة أصبحت (شحيحة) ولا يقدم عليها أي شخص، لأنها مصطنعة، حتى حينما أحب البعض تطويرها في حفلات (هولوغرام) أم كلثوم، كان يتم التعاقد مع الفنانة مي فاروق كي تشدو خلف مجسم أم كلثوم».

إبراهيم أشار إلى أن «حفلات (الروبوتات) والذكاء الاصطناعي، ستتسبب أيضاً في مشاكل تتعلق بحقوق الملكية الفكرية، مثلما حدث حينما حاول عمرو مصطفى استغلال صوت أم كلثوم، فدخل في صراع (عنيف) مع المنتج محسن جابر، ثم ورثة أم كلثوم».


بكتيريا تساعد في الحماية من أمراض القلب

أحد أعضاء الفريق أثناء أجراء التجارب... (الفريق البحثي)
أحد أعضاء الفريق أثناء أجراء التجارب... (الفريق البحثي)
TT

بكتيريا تساعد في الحماية من أمراض القلب

أحد أعضاء الفريق أثناء أجراء التجارب... (الفريق البحثي)
أحد أعضاء الفريق أثناء أجراء التجارب... (الفريق البحثي)

قد تساعد بعض الميكروبات بأحشاء البشر في السيطرة على تراكم الترسبات في الشرايين، وهو السبب الرئيسي لأمراض القلب والأوعية الدموية، وذلك عن طريق التهامها مجموعة من المواد الكيميائية الالتهابية قبل أن تتمكن من الدوران في الجسم.

وحدّد بحث جديد قاده باحثون من جامعة ويسكونسن ماديسون الأميركية، ونُشر في العدد الأخير من دورية «سيل هوست آند ميكروب Cell Host & Microbe»، (الجمعة)، البكتيريا القادرة على تكسير حمض البوليك في بيئة الأمعاء منخفضة الأكسجين والجينات المحددة التي تمكن من هذه العملية، ويصفون طريقة جديدة يمكن من خلالها لميكروبات الأمعاء أن تؤثر على صحتنا ووسيلة محتملة لعلاج النقرس والوقاية من أمراض القلب.

وحمض البوليك هو نتاج تحلل «البيورينات» في جسم الإنسان، وهي فئة من الجزيئات تشمل تلك الضرورية للحياة، مثل الأدينين والجوانين (وهما من اللبنات الأساسية للحمض النووي)، وبعضه يأتي من الأطعمة التي نتناولها، مثل الكافيين، والثيوبرومين (موجود في الشيكولاتة وأوراق الشاي)، ويتم تنظيف معظم حمض البوليك عن طريق الكلى السليمة، لكن نحو 30 في المائة منه يتسرب في الأمعاء، ويؤدي الإفراط في تناوله إلى حالة مؤلمة تسمى «النقرس».

وقال فيديريكو راي، أستاذ علم الجراثيم في جامعة ويسكونسن ماديسون، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره (الجمعة) الموقع الإلكتروني للجامعة: «عندما يتشبع دمك بحمض البوليك، فإنه يبدأ في تكوين بلورات تتراكم في المفاصل، وتسبب النقرس، لكن قبل أن تحصل على ما يكفي من حمض البوليك لتكوين البلورات، حتى لو كان لديك القليل من حمض البوليك أكثر من المعتاد، فإنه يعزز الالتهاب في جسمك المرتبط بتصلب الشرايين، نتيجة تراكم الترسبات في الشرايين».

وشارك مختبر فيديريكو راي، مع باحثين في السويد، قاموا بتحليل العلاقة بين الترسبات الشريانية ومستويات حمض البوليك والمجتمعات الميكروبية في الجهاز الهضمي في مجموعة من نحو ألف شخص، وكانت كمية حمض اليوريك في أجسامهم تسير جنباً إلى جنب مع كمية الدهون والكوليسترول وغير ذلك من الأشياء التي تؤدي إلى تكلس الشرايين.

وأضاف راي: «ترتبط مستويات حمض اليوريك أيضاً بأنماط البكتيريا المختلفة الموجودة في أمعاء هؤلاء الأشخاص، لذلك أردنا معرفة ما إذا كان بإمكاننا تحديد أنواع البكتيريا المرتبطة بانخفاض حمض البوليك ومعرفة ما إذا كانت مرتبطة بتصلب الشرايين».

ولمعرفة ذلك، انتقل الباحثون إلى فئران التجارب، حيث أجروا عمليات زرع براز لنقل ميكروبات الأمعاء من الفئران الناضجة إلى الفئران التي ولدت بأسلاك هضمية خالية من الميكروبات، فوجدوا أن الفئران التي تلقت ميكروبات من متبرعين لديها شرايين ثقيلة بالترسبات ومستويات أعلى من حمض البوليك في دمائها طورت نفس الظروف، وكانت الفئران التي تلقت ميكروبات من متبرعين لديها كمية أقل من حمض البوليك وأوعية دموية أكثر نقاءً، وأقل انخفاضاً في كلا المقياسين.

وبدأ الباحثون في تحديد الميكروبات المرتبطة بنتائج صحية، ومراقبة الجينات التي كانت نشطة بشكل خاص عندما نمت البكتيريا على حمض البوليك.

ووفق راي، «قادنا ذلك إلى مجموعة من الجينات، موجودة في الكثير من أنواع البكتيريا المختلفة، والضرورية لتفكيك البيورينات وحمض البوليك في الأمعاء، وعندما كانت هذه الميكروبات المفككة للبيورين تستخدم حمض البوليك في القناة الهضمية لاحتياجاتها الخاصة، كان حمض البوليك الموجود في دم الفئران أقل».

ويود راي بعد ذلك استكشاف ما إذا كان إدخال هذه البكتيريا التي تتغذى على البيورين إلى الحيوانات التي تعاني من مشاكل في الترسبات الشريانية يمكن أن يصحح أمراض القلب والأوعية الدموية. وأضاف أنه «من السابق لأوانه القول إن إدخال هذه البكتيريا إلى الناس يمكن أن يساعدهم في أمراض القلب والأوعية الدموية أو حتى النقرس؛ لكنّ لدينا الآن فهماً جديداً لوظيفة يقوم بها ميكروبيوم الأمعاء قد تقود إلى علاجات جديدة».


حفلات صيف لبنان: الوسوف والساهر والحلاني وزيتون... والأمل

2- المتعهّد اللبناني ميشال الحايك يأمل بموسم صيف واعد (حسابه في فيسبوك)
2- المتعهّد اللبناني ميشال الحايك يأمل بموسم صيف واعد (حسابه في فيسبوك)
TT

حفلات صيف لبنان: الوسوف والساهر والحلاني وزيتون... والأمل

2- المتعهّد اللبناني ميشال الحايك يأمل بموسم صيف واعد (حسابه في فيسبوك)
2- المتعهّد اللبناني ميشال الحايك يأمل بموسم صيف واعد (حسابه في فيسبوك)

يتمسّك أحد أشهر متعهّدي الحفلات في لبنان، ميشال الحايك، بذلك الجبّار الهشّ الذي يسمّونه الأمل. «لولاه، لتلاشى معنى الحياة»، يبدأ حديثه مع «الشرق الأوسط». الصيف واعد باستعادة جدوى الأيام، رغم ثقل الظرف وأهواله. وشركته «Double Eight» تواكب تنظيم أمسيات غنائية تحييها أسماء مُنتظرة: كاظم الساهر، جورج وسوف، عاصي الحلاني وناصيف زيتون. «البلاد تمرض، لكنها لا تموت»، من هنا، قراره الصمود في مدينة لن تُهزم.

الموعد مع زيتون ليل 30 يونيو (حزيران) الحالي في «الفوروم دو بيروت»، ومع الوسوف والحلاني في الموعد عينه إنما في أشهر فنادق العاصمة العائد بشجاعة إلى الحياة. إنه «أوتيل فينيسيا» المنتفض على الموت، المصرّ على الثبات. أما في الثالث من يوليو (تموز)، فـ«الفوروم» يستعدّ لاحتضان شجن القيصر وعطر القصائد. هذا موعد الرقي الفني وسحر الشعور. وما يمنحه كاظم الساهر للحاضرين، شيء من «الغلامور» يُرشّ على الروح. يُلقي بالقلوب على غيمة.

كاظم الساهر (تويتر)

هذه بيروت التي يأبى الحايك خذلانها في المحن. «كل ما ينقصنا هو الاستقرار الأمني والسياسي. المغتربون والسياح يحبون لبنان أضعاف ما نفعل. في البلد، ثمة مَن يخرّب دون الاكتراث لموسم الصيف. ارحمونا!».

يرجو ألا تستمرّ «حرتقات» (اضطرابات) تودي بالموسم والسمعة. وبأسى يكشف: «كان يُفترض إقامة حفل لفنان خليجي أبدى حماسة تجاه الغناء للبنان وناسه. الأحداث الأخيرة قضت على كل شيء. اعتذَر وربطَ العودة باستتباب الهدوء».

ماذا عن حجوزات الحفلات؟ «تبشّر بالخير». بالنسبة إليه، «علينا بذل الجهد قبل التحدّث عن النجاح. هو توفيق من الله، لكنه قبل الشعارات والتوقعات، محاولات وحرص على المستوى».

جورج وسوف في أحد حفلاته (فيسبوك الفنان)

حفل الوسوف سيكون الأول في لبنان بعد فاجعة الابن الراحل. «حبيبي أبو وديع»، يتنهّد الحايك في مديح صداقتهما. وسيحلو للجمهور انتظار الحلاني بعد أغنياته الأخيرة وفرحته بزفّ ابنته إلى شريك الحياة. ناصيف زيتون يترقّبه جمهور وفي، يردّد أغنياته بأعلى صوت. وكاظم الساهر يعلم كم يجلّه اللبنانيون. يوجّه التحية إلى «علاقة العمر»، ويقول: «لا يتردّد كلما سألته إحياء حفل. لبنان يعني له الكثير».

يذكر العام الفائت حين غنّى «القيصر» في «البيال» على بُعد أمتار من الدخان المتصاعد من صوامع القمح المتآكلة بعد مأساة المرفأ. «أردنا القول إننا نرفض الموت ولن يُطفئ أحد شعلة الحياة في داخلنا. هذه السنة، الموعد في (الفوروم) الشاهد بدوره على التطلّع إلى الأمام».

يتحدّث عن «تشويش»، رداً على سؤال حول ارتفاع أسعار بطاقات حفل الساهر (تبدأ من مائة دولار وتصل إلى 500): «لا يُعدّ السعر مرتفعاً لفنان بحجمه. التكاليف باهظة، من تأشيرات وتذاكر سفر لـ48 عازفاً، إلى حجوزات الفندق وضريبة الدولة. لسنا جمعية خيرية. في الأسفار، ثمة ثمن رحلة يبلغ 300 دولار وآخر في الرحلة عينها يبلغ 2000 دولار. هل من المنطقي الإضاءة على الثمن الأعلى وسط خيارات إضافية؟ هذا التشويش مضرّ».

- عاصي الحلاني في حفل من تنظيم ميشال الحايك (فيسبوك الأخير)

نحو نصف قرن، وميشال الحايك ينظّم حفلات في لبنان وخارجه. تتدخّل الخبرة في تحديد الأسماء والأماكن، وله علاقات موسّعة تذلّل العوائق. أمام آلام لبنان، يصبح الرجاء واحداً: «أن نحبّ البلد، ونحوّل التنافس إلى تكامل. الأهم هو الاتفاق على هدف مشترك: رفض طمس هوية بيروت».

يخشى «مفاجآت سلبية» ويضع الخطة باء بجانب الخطة ألف. يشغله «التسويق الصحيح واللوكايشن اللائق»، ويشدّد على أنه يشرف بنفسه على الرحلة، «من استقبال الفنان في المطار، فاصطحابه إلى الفندق، والاهتمام براحته قبل الحفل وبعده». هو ممَن يحرصون على صورة البلد. فتتجسّد في شكل بطاقة الحفل، ومكانه، حتى المقاعد والإضاءة والصوت ومواقف السيارات ورجال الأمن... «عملٌ متكاملٌ».

لديه يقين: «للفشل أسبابه وللنجاح أيضاً. لا تنفع البكائيات إن حدث ما ليس متوقعاً. على الخطة باء أن تجهز فوراً». تدخّله بالتفاصيل مردُّه السعي إلى النجاح، وليبقى لبنان منارة الفن، مع ذلك، لا تكفي الجهود ما لم يكن المناخ مؤاتياً. فيقول ميشال الحايك: «الأمن الاقتصادي متاح، نحن شعب لا يموت، نعمل بلا كسل. تنقصنا رحمة السياسيين ومَن وراءهم من أصحاب الضمائر الميتة. في لبنان، ثمة الكثير ليُحكى عنه غير ما تورده نشرات الأخبار ويهرع الإعلام إلى تغطيته. مؤلم أنّ الأضواء تقتصر على الجانب السلبي. نرفض اختناق بيروت ونحن نتفرّج عليها».

وفق تقديراته، فإنّ «70 في المائة من الشعب اللبناني يتكئ على موسم الصيف السياحي. هذا فصل الرزق وتعويض الخسائر». مرة أخرى، يتحدّث عن التكامل: «من بائع المنقوشة إلى صاحب الفندق، ومن الكيرمس إلى أكبر مهرجان... قدرنا واحد وهو المحاولة حتى الرمق الأخير».


باحثون يحذرون من خطر ثوران بركاني قد يهدد نصف مليون شخص

منطقة كامبي فليغري بالقرب من نابولي تضم 24 فوهة بركان معظمها تحت سطح الماء (تشاترستوك)
منطقة كامبي فليغري بالقرب من نابولي تضم 24 فوهة بركان معظمها تحت سطح الماء (تشاترستوك)
TT

باحثون يحذرون من خطر ثوران بركاني قد يهدد نصف مليون شخص

منطقة كامبي فليغري بالقرب من نابولي تضم 24 فوهة بركان معظمها تحت سطح الماء (تشاترستوك)
منطقة كامبي فليغري بالقرب من نابولي تضم 24 فوهة بركان معظمها تحت سطح الماء (تشاترستوك)

حذرت دراسة إنجليزية إيطالية من أن خطر ثوران بركاني في منطقة كامبي فليغري (الحقول الفليغرية) قرب مدينة نابولي الإيطالية، وصل إلى مستوى غير مسبوق، ما يهدد نصف مليون شخص.

ويعود آخر ثوران لبركان كامبو فليغري، الأقل شهرة من بركان فيزوف الذي مسح بومبي من الخريطة قبل حوالي 2000 عام، إلى سنة 1538. ويعرّض هذا النشاط البركاني مئات آلاف السكان لطوفان من الحمم البركانية والرماد والصخور.

وقال ستيفانو كارلينو، المشارك في إعداد الدراسة التي أجرتها جامعة «يو سي إل» في لندن والمعهد الإيطالي للجيوفيزياء وعلم البراكين، ونشرت نتائجها مجلة «كومونيكيشنز إيرث أند إنفايرومنت»، لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنه بركان خطير للغاية».

وأوضح الباحث المشرف على الدراسة، كريستوفر كيلبورن، من جامعة «يو سي إل» البريطانية: «نحن لا نقول إن ثوراناً سيحدث، بل إن الظروف الملائمة لحصول ذلك باتت أقوى».

ويكتنز هذا البركان طاقة عنيفة، لدرجة أن ثورانه قبل 30 ألف عام ساهم في انقراض إنسان نياندرتال، وفق بعض الفرضيات.

وأدى تجدد النشاط في أوائل ثمانينات القرن الماضي إلى إجلاء 40 ألف نسمة، لكن لم يتم الحديث عن البركان منذ ذلك الحين.

ومع ذلك، فإن عشرات الآلاف من الزلازل الصغيرة التي حدثت في خمسينات القرن الماضي أضعفت الكالديرا (البحيرات البركانية)، وهي منخفضات بركانية ذات قاع مسطح، وقد «استُنزفت أجزاء منها حتى وصلت إلى نقطة الانهيار تقريباً»، وفق الدراسة.

تسببت هذه الهزات، التي ازداد عددها منذ عام 2019، في زعزعة الطبقات الجوفية، وارتفعت منطقة بوتسولي التي يقع عليها البركان 4 أمتار على مدى عقود.

ويشير الباحثون إلى أن تأثيرات نشاط البركان «تراكمية»، لذلك ليس من الضروري أن تزداد شدة هذا النشاط بشكل كبير لزيادة احتمالية حدوث ثوران بركاني.

ولفتوا إلى أن «الثوران البركاني المحتمل يمكن أن تسبقه إشارات ضعيفة نسبياً، مثل مستوى متواضع من ارتفاع الأرض، وعدد أقل من الزلازل».

ومع ذلك، فإن احتمال حدوث ثوران بركاني هائل «منخفض للغاية»، وفق ستيفانو كارلينو الذي يشير إلى أن «الأمر الأكثر احتمالاً هو حصول حالات ثوران صغيرة».

هؤلاء العلماء الذين لا يهتمون سوى بالبراكين التي تعود لتستيقظ بعد فترة سبات طويلة، يستخدمون طريقة مبتكرة لمراقبة هذا البركان المسطح، غير المرئي تقريباً بالعين المجردة، والواقع تحت الساحل الهادئ ظاهرياً في منطقة نابولي.

ويعيش نصف مليون نسمة في منطقة شديدة الخطورة، فيما 800 ألف آخرين يقيمون في منطقة أقل خطورة.

في حالة الإنذار، تنص خطة السلطات المحلية على إجلاء السكان بوسائل النقل العام. وتتم كل شهر مراجعة مستوى التنبيه (أخضر، أصفر، برتقالي، أحمر).


مي فاروق تستعد لإحياء حفلات سعودية بعد النجاح في جدة

مي فاروق خلال حفلها بجدة (حساب «بنش مارك» في «تويتر»)
مي فاروق خلال حفلها بجدة (حساب «بنش مارك» في «تويتر»)
TT

مي فاروق تستعد لإحياء حفلات سعودية بعد النجاح في جدة

مي فاروق خلال حفلها بجدة (حساب «بنش مارك» في «تويتر»)
مي فاروق خلال حفلها بجدة (حساب «بنش مارك» في «تويتر»)

حصدت الفنانة المصرية مي فاروق تفاعلاً كبيراً من متابعين مصريين وعرب، بعد حفل أحيته ضمن فعاليات «ليالي الفنون الخالدة»، وهي إحدى حفلات «تقويم جدة».

وأقيم الحفل على مسرح «بنش مارك» برعاية «الهيئة العامة للترفيه» بقيادة المستشار تركي آل الشيخ، وهو شهد أيضاً مشاركة الفنانة المصرية إيمان عبد الغني.

افتتحت مي فاروق وصلتها الغنائية بـ«أنت عمري» لأم كلثوم بقيادة المايسترو يحيى الموجي، تبعتها أغنيات «أكذب عليك» لوردة، و«حياتك يا حبيبي» لسيد مكاوي، و«أهواك» لعبد الحليم حافظ... ولفرط التأثر، دخلت الفنانة المصرية في نوبة بكاء أثناء أداء أغنية «غلبت أصالح في روحي» التي أهدتها لوالدها الراحل.

مي فاروق خلال حفلها بجدة (حساب «بنش مارك» في «تويتر»)

المستشار تركي آل الشيخ الذي شاهد الحفل عبر البث المباشر، صعد إلى المسرح وقدّم لمي فاروق باقة ورد، لتُعرب بدورها عن سعادتها الكبيرة لإحيائها الحفل الذي ختمته بأغنية «يا حبيبتي يا مصر».

وعن جولتها الغنائية في المملكة العربية السعودية المقرّرة خلال أسابيع، أكدت لـ«الشرق الأوسط» أنّ اتفاقاً تم لتغنّي في خمس مدن سعودية قريباً، هي القصيم، والمجمعة، والأحساء، والقطيف، والخرج، متمنية أن تنال الحفلات إعجاب الجمهورين السعودي والعربي.

وتطرّقت إلى سبب عدم أداء أغنيتها الجديدة «أفتكر لك إيه» من ألحان عمرو مصطفى: «طقوس الحفل تفرض غناء الأغنيات الخالدة، على أن أؤدّيها في حفلاتي المقبلة، بخاصة أنها من الأقرب إليّ، كما أنها حققت تفاعلاً ونجاحاً كبيراً مع طرحها عبر المنصات الرقمية وموقع (يوتيوب)».

وتمنت مي فاروق أن تقدّم يوماً أغنية خليجية بصوتها، موضحة: «هو مشروع قائم، لكن لم يتحدّد موعده بعد، بخاصة أنني أحبّ الأصوات الخليجية وأستمع إليها دائماً».

يُذكر أنّ الحفل كان بدأ بوصلة غنائية لإيمان عبد الغني، فقدّمت أغنيات منها «يوم وليلة» لوردة، و«يلي كان طيفك في بالي»، ثم «أمل حياتي»، و«هذه ليلتي»، و«بعيد عنك» لأم كلثوم. كذلك حضرت أغنيات نجاة الصغيرة، من خلال «القريب منك بعيد». وعبّرت إيمان عبد الغني عن سعادتها بوجودها في جدة، ليردّد الجمهور: «عظمة على عظمة»، وأكملت بعدها بأغنية «قارئة الفنجان» لعبد الحليم. وختمت فقرتها برائعتَي «كوكب الشرق»؛ «أغداً ألقاك» و«الأطلال».


«سيناريو» تفوز بجائزة الأعمال الخيرية لعام 2023 في حفل أقيم بلندن

كلام الصورة: ممثلات عن «سيناريو» الفائزة بجائزة الأعمال الخيرية لهذا العام (الشرق الأوسط)
كلام الصورة: ممثلات عن «سيناريو» الفائزة بجائزة الأعمال الخيرية لهذا العام (الشرق الأوسط)
TT

«سيناريو» تفوز بجائزة الأعمال الخيرية لعام 2023 في حفل أقيم بلندن

كلام الصورة: ممثلات عن «سيناريو» الفائزة بجائزة الأعمال الخيرية لهذا العام (الشرق الأوسط)
كلام الصورة: ممثلات عن «سيناريو» الفائزة بجائزة الأعمال الخيرية لهذا العام (الشرق الأوسط)

فازت مؤسسة «سيناريو» (منظمة رائدة ومتخصصة في مجال التعليم التشاركي وفنون الأداء مع المجتمعات المهمشة في العالم العربي) بالجائزة الأولى عن فئة الفنون والثقافة والتراث من جوائز الأعمال الخيرية لهذا العام، وهو البرنامج الأطول زمناً في تقديم الجوائز والأكثر شهرة في قطاع الأعمال الخيرية.

من أهداف مؤسسة «سيناريو»، تزويد المشاركين من المجتمعات غير المخدومة بالقدر الكافي في الأردن ولبنان بالأدوات اللازمة لإنشاء وتقديم العروض المسرحية الأصلية. يأتي بعد ذلك تدريب المشاركين على كيفية تطوير وقيادة مشاريعهم الخاصة، واستمرار نشر المهارات والمعرفة إلى المزيد من الناس عبر المزيد من المجالات.

إضافة إلى الفائزين الآخرين في الفئة التاسعة، تسلمت مؤسسة «سيناريو» درع الجائزة في فندق «رويال لانكستر» في لندن.

تُختار القائمة المختصرة لجوائز الأعمال الخيرية من قبل لجنة مستقلة من الحكام الخبراء، وجميعهم شخصيات بارزة في قطاع الأعمال الخيرية. يُسجل الحكام كل مشاركة على أساس 6 علامات مميزة قبل الاجتماع معاً لمدة يومين من المناقشة والتفنيد لاختيار الفائزين.

قالت فيكتوريا لوبتون، المديرة التنفيذية ومؤسسة «سيناريو»: «يكمن في صميم عمل (سيناريو) معرفة أن المسرح يمكن أن يطلق العنان للقوة الجماعية للمجتمع. نحن نتلقى جائزة عن برنامجنا القيادي للشباب. ومن بين هؤلاء القادة الشباب (فرح) الشابة الفلسطينية التي نشأت في مخيم شاتيلا للاجئين في لبنان، وبدأت العمل في مسرحيات عن الديناصورات معنا عندما كانت في الثالثة عشرة من عمرها. وقد قدمت الآن 12 مسرحية مع (سيناريو). ولقد قالت هذه العبارة الرائعة: (سيناريو) تجعلك تشعر وكأن هناك ضوء في نهاية النفق - وهذا الضوء هو أنت. الجائزة مخصصة للشباب الذين يعيشون في ظروف محفوفة بالمخاطر في لبنان والأردن، ويحكون قصصهم ويطلقون العنان لخيالهم للإبداع. كما أنها موجهة لجميع فريقنا المكون من أكثر من 100 منسق ومدير ومدرب، ونشطاء جمع التبرعات، الذين يكرسون أنفسهم يوماً بعد يوم لأنهم يؤمنون بما يفعلون».


«شاهد» تحتفل بعرض مسلسل «اللعبة 4» وتصدّره

شيكو وهشام ماجد مع الجمهور في احتفالية «شاهد» (الشرق الأوسط)
شيكو وهشام ماجد مع الجمهور في احتفالية «شاهد» (الشرق الأوسط)
TT

«شاهد» تحتفل بعرض مسلسل «اللعبة 4» وتصدّره

شيكو وهشام ماجد مع الجمهور في احتفالية «شاهد» (الشرق الأوسط)
شيكو وهشام ماجد مع الجمهور في احتفالية «شاهد» (الشرق الأوسط)

احتفلت منصة «شاهد» بتصدّر المسلسل الكوميدي المصري «اللعبة 4... دوري الأبطال» (إنتاج «إم بي سي»)، قوائم المشاهدة بدول عربية وأوروبية، وذلك بعد عرض عشرين حلقة منه.

أقيم الاحتفال مساء الجمعة، داخل أحد المراكز التجارية الكبرى في ضاحية الشيخ زايد بمحافظة الجيزة؛ حضره أبطال المسلسل، شيكو، وهشام ماجد، ومي كساب، وميرنا جميل، وعارفة عبد الرسول، ومحمد ثروت، ومحمد أوتاكا، ومحمد عمرو الليثي...؛ فالتقطوا الصور معاً، وأعدّوا فقرات ترفيهية ومسابقات مع الجمهور.

تدور أحداث «اللعبة» حول شخصيتَي «وسيم» (شيكو)، و«مازو» (هشام ماجد) اللذين يخوضان منافسة دائمة ضد بعضهما بعضاً، إلى أن يظهر شخص غامض يُدعى «اللعبة»، فيغيّر مجرى حياتهما ويحولها إلى مباراة تنافسية، فيشكّل على إثرها كلٌ منهما فريقاً ليُباري الآخر.

بوستر مسلسل اللعبة

وتبدأ أحداث الموسم الرابع الذي يحمل اسم «دوري الأبطال»، بفوز «وسيم» بالجائزة الكبرى على حساب «مازو»، ثم بخسارتها بسبب أحد أعضاء فريقه، فيعود للعمل مديرَ أمن في أحد المجمّعات السكنية. ومع عودة «مازو» إلى العمل في صيانة السيارات، تظهر لهما «اللعبة» مجدداً وتحتدم المنافسة مرة أخرى.

تحدّث ماجد عن تقييمه الموسم الرابع من المسلسل، فقال لـ«الشرق الأوسط»: «أعتقد أنه فاق التوقعات، وأرقام نسب المشاهدة دليل ذلك. المسلسل استطاع تصدّر قوائم المشاهدات في معظم الدول المتاحة فيها منصة (شاهد)، مما يؤكد أنّ كل موسم من (اللعبة) يحقق نجاحاً يفوق ما قبله».

وأعرب عن أمله في أن يتحوّل المسلسل مع نهايته إلى فيلم، مضيفاً: «أعتقد أنه سيستمر في العرض ما دام هناك طلب جماهيري عليه. نحن نحتفل بتصدّر الموسم الرابع قوائم المشاهدات، والجمهور يطالبنا بموسم خامس، لكنني أتمنى أن تكون النهاية عبارة عن فيلم»، الأمر الذي وافقه عليه شيكو، فأكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «فكرة تحويل المسلسل إلى فيلم واردة، لكنني أعتقد أنها لن تُنفذ إلا إذا اتُخذ قرار بإيقاف مواسمه. حتى الآن لم تتّضح الصورة».

وعن نهاية «اللعبة 4»، كشف: «مفاجآت الموسم لم تنتهِ، بل ستبدأ مع بداية عرض الحلقة 24. كما أنّ هناك ضيوف شرف لم نعلن عنهم بعد، سيكون لهم دور محوري في أحداث الحلقات الأخيرة».

بدورها، تناولت مي كساب، التي تعيش حالة نجاح فني بعد تألقها في مسلسل «جعفر العمدة» خلال رمضان الماضي، كواليس «اللعبة»، فأكدت لـ«الشرق الأوسط» أن «كواليس المسلسل هي عبارة عن مواقف كوميدية فقط، والموسم الحالي شهد عدداً من المواقف التي لا أنساها، منها قرار (اللعبة) تجسيد شخصية (إسراء)، الفتاة الهادئة، التي تؤدّيها ميرنا جميل، إلى حلقات اللغة العربية التي شهدت جميعها مواقف كوميدية لمحاولتنا الانتقال إلى عصور ما قبل التاريخ».


دواء يستهدف أسباب ألزهايمر قيد الاعتماد بأميركا

 "ليكيمبي" دواء يستهدف الأسباب البيولوجية لمرض ألزهايمر (غيتي)
"ليكيمبي" دواء يستهدف الأسباب البيولوجية لمرض ألزهايمر (غيتي)
TT

دواء يستهدف أسباب ألزهايمر قيد الاعتماد بأميركا

 "ليكيمبي" دواء يستهدف الأسباب البيولوجية لمرض ألزهايمر (غيتي)
"ليكيمبي" دواء يستهدف الأسباب البيولوجية لمرض ألزهايمر (غيتي)

بعد نحو 5 أشهر من حصول دواء علاج ألزهايمر «ليكيمبي»، على موافقة مشروطة من «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» بالاستخدام لعدة أشهر، بات أول دواء يتعامل مع الأسباب البيولوجية المسببة للمرض، على مقربة من الحصول على الموافقة الكاملة.

ووفق بيان «إدارة الغذاء والدواء الأميركية»، أمس (الجمعة)، فقد أيد مستشارو الإدارة بالإجماع الموافقة الكاملة على عقار «ليكيمبي» لعلاج ألزهايمر، وهي خطوة رئيسية نحو فتح تغطية تأمينية لكبار السن في الولايات المتحدة بالمراحل المبكرة من المرض.

وحصل العقار على الموافقة المشروطة في يناير (كانون الثاني) الماضي بناء على النتائج الأولية التي تشير إلى أنه «يُمكن أن يُبطئ تقدم مرض ألزهايمر لعدة أشهر». وتقوم «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» الآن بمراجعة نتائج أكثر تحديداً لتقرير ما إذا كان الدواء يجب أن يحصل على الموافقة الكاملة من الوكالة.

ويحمل القرار أهمية إضافية، لأن شركات التأمين قد أوقفت الدفع مقابل العلاج، حتى يحصل الدواء على موافقة كاملة. وصوتت لجنة المستشارين الخارجيين الخاصة بـ«إدارة الغذاء والدواء الأميركية» لصالح العقار الجديد، بنسبة مائة في المائة، بعد مراجعة نتائج دراسة كبيرة أكدت «فوائد الدواء للمرضى الذين يعانون من مرض ألزهايمر الخفيف أو المُبكر»، ولا يُعد هذا القرار ملزماً لـ«إدارة الغذاء والدواء»، غير أنه عادة ما يعطي مؤشراً لاتجاه القرار الخاص بها، الذي من المقرر صدوره في 6 يوليو (تموز) المقبل.

وجاءت الموافقة الأولية من «إدارة الغذاء والدواء الأميركية» على الدواء عبر برنامج الموافقة المعجّل للوكالة، الذي يسمح بالوصول المبكر إلى الأدوية بناء على الإجراءات المخبرية أو البيولوجية التي تشير إلى أنها قد تساعد المرضى، غير أن لجنة المستشارين استعرضت بيانات أكثر حداثة من دراسة أجريت على 1800 مريض أظهر فيها الأشخاص الذين تناولوا الدواء معدل انخفاض طفيف في مقاييس الذاكرة والحكم والاختبارات المعرفية الأخرى.

وقالت الدكتورة ميريت كودكوفيتش، من كلية الطب بجامعة هارفارد، أحد أعضاء اللجنة الاستشارية: «بالنسبة لمرض مثل هذا، حيث لا يوجد لدينا الكثير؛ فهذه تغييرات ذات مغزى بالنسبة لمرضى ألزهايمر».

و«ليكيمبي» هو الدواء الأول الذي ثبت بشكل مقنع أنه يبطئ مرض ألزهايمر من خلال استهداف البيولوجيا الأساسية للمرض، وتبلغ التكلفة السنوية للحصول عليه 26 ألفاً و500 دولار، وستبدأ شركات التأمين فوراً في تغطية الدواء إذا حصل على موافقة «إدارة الغذاء والدواء» بشكل كامل.


سجلّ سعودي للحرفيين ومشروع لتوثيق وحصر الصناعات اليدوية

تمكّنت هيئة التراث من تسجيل ما يقرب من 5 آلاف حرفيّ وحرفية في السجل الحرفي الذي تشرف عليه الهيئة (هيئة التراث)
تمكّنت هيئة التراث من تسجيل ما يقرب من 5 آلاف حرفيّ وحرفية في السجل الحرفي الذي تشرف عليه الهيئة (هيئة التراث)
TT

سجلّ سعودي للحرفيين ومشروع لتوثيق وحصر الصناعات اليدوية

تمكّنت هيئة التراث من تسجيل ما يقرب من 5 آلاف حرفيّ وحرفية في السجل الحرفي الذي تشرف عليه الهيئة (هيئة التراث)
تمكّنت هيئة التراث من تسجيل ما يقرب من 5 آلاف حرفيّ وحرفية في السجل الحرفي الذي تشرف عليه الهيئة (هيئة التراث)

قال جاسر الحربش رئيس هيئة التراث السعودية، إن أكثر من ممارس حرفيّ وحرفية منحوا تراخيص من خلال منصة «أبدع»، وذلك لتمكينهم من التوسع في مزاولة الحرفة وزيادة الإنتاج والحفاظ على الهوية الرمزية والاقتصادية للحرف اليدوية في السعودية، من خلال السجل الوطني للحرفيين الذي يقوم بتسجيلهم وحصر وتوثيق الحرف اليدوية، في مختلف مناطق ومدن السعودية.

وأشار الحربش في حديث مع «الشرق الأوسط»، إلى أن الهيئة تمكنت الفترة القليلة الماضية من افتتاح سبعة بيوت حرفية موزعة على مناطق المملكة، في حين تعمل الهيئة على افتتاح عدد آخر من البيوت الحرفية في جميع المناطق، لدعم الحرفيين والحرفيات وتمكينهم من تقديم منتجاتهم وعرضها على الجمهور، وهي المبادرة النوعية التي فازت بجائزة الأميرة صيتة بنت عبد العزيز للتميز في العمل الاجتماعي، تتويجاً لجهود الهيئة التي عملت على عدد من المشاريع والبرامج لدعم قطاع الحرف.

سجل وطني للحرفيين في السعودية

وحسب الحربش، تمكّنت هيئة التراث من تسجيل ما يقرب من 5 آلاف حرفيّ وحرفية في السجل الحرفي، الذي تشرف عليه الهيئة، وتنفيذ عدد من المشاريع في مجال حصر وتوثيق الحرف اليدوية، وإطلاق البرامج التدريبية للرفع من مستوى المنتجات الحرفية، وإصدار التراخيص للعاملين في القطاع، ودعم إنتاجهم من خلال المنافذ التسويقية وإشراكهم في المهرجانات والفعاليات المحلية والدولية، وذلك بالشراكة مع القطاع الخاص والجمعيات العاملة في القطاع، ودعم جهودهم من خلال اتفاقيات الشراكة والتعاون.

وقال الحربش، إن الحرف اليدوية تعد مشروعاً اقتصادياً وتنموياً ومصدر دخل لكثير من الأسر، مؤكداً أن الهيئة عازمة على التوسع في دعم الصناعات الثقافية ومنتجات الحرف اليدوية، ومن ذلك إصدار تراخيص مزاولة الحرفة، بالتعاون مع الجهات والمنظمات والأفراد ذوي الخبرة من مصممين وحرفيين عالميين، لجعل المنتجات الحرفية أكثر عصرية ومناسبة للاقتناء وملاءمةً لمتطلبات الحياة مع المحافظة على روح الأصالة، حرصاً من الهيئة على دعم هذا القطاع الواعد اقتصادياً وتسويقياً.

ألوان التراث تزيّن ملتقى «بنان»

وتستمر فعاليات ملتقى بنان الدولي في الرياض حتى الاثنين المقبل، ويلتئم تحت سقفه حرفيون وحرفيات من إحدى عشرة دولة، لعرض منتجاتهم، بينما يعكفون في عروض حية على صوغ المشغولات ونحت القطع وتطريز المنسوجات، حيث يقف الجمهور من كثب على تفاصيل مشهد تقاليد الصناعة التي أصبحت في حسابات الماضي، وشاهدة على تاريخ اجتماعي حافل.

وعن تنظيم الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية (بنان)، وأثره في دعم الحرفيين السعوديين، قال الحربش: «تهدف هيئة التراث من خلال تنظيم أسبوع الحِرف السعودي الدولي إلى إبراز أهمية التراث الوطني الثقافي، وتسليط الضوء على أهميته باعتباره مكوناً رئيسياً من مكونات التراث الثقافي، وضرورة المحافظة عليه، وتشجيع ممارسته بين أفراد المجتمع، إلى جانب تمكين الحرفيين من تحويل هذا الموروث الثقافي إلى قيمةٍ اقتصادية تُسهم في تعزيز الناتج المحلي الوطني، وإبراز أعمالهم ومنتجاتهم ودورهم الثقافي والاقتصادي». مركزاً على أهمية «تسليط الضوء على الحِرف اليدوية، ودعم وتمكين الحِرفيين، بالإضافة إلى إبراز أهم العادات والتقاليد السعودية، والتعريف بالتراث الثقافي الغني للمملكة، وتطويره، ونقلِه للأجيال القادمة»، مبيناً أن الهيئة تهدف إلى «توفير منصة للحِرفيين لعرض مهاراتهم وإبداعاتهم».

وقّعت هيئة التراث اتفاقيةً إطارية مع شركة حِرف السعودية لتقديم خدماتٍ متنوعة في مجال الحِرف السعودية (هيئة التراث)

نمو مستدام للحرف السعودية

وخلال الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية (بنان)، وقّعت هيئة التراث اتفاقيةً إطارية مع شركة حرف السعودية؛ لتقديم خدماتٍ متنوعة في مجال الحِرف المحلية تسهم في دعم الحرفيين والحرفيات، وتساعد على نشر المنتجات اليدوية عالية الجودة في الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية.

ومن شأن هذه الخطوة، تحفيز نمو القطاع بشكل مربح، من خلال التنسيق مع الشركاء وتسهيل الاستثمار الخاص في القطاع، وخلق وظائف مستدامة، وتمكين أكبر عدد من الحرفيين السعوديين من تحقيق دخل دائم من خلال أعمالهم.

تسعة فنون حرفية سعودية عريقة يمتد تاريخها إلى عشرات السنين ضمن قرية فنون الحرف (هيئة التراث)

قرية لفنون الحِرف السعودية

تعرض قرية فنون الحرف في أسبوع بنان الدولي 13 جناحاً متنوعاً؛ منها تسعة أجنحة لصناعاتٍ وحِرف كانت في السابق تستخدم في البيت السعودي، وتطورت عبر التاريخ حتى وصلت إلى شكلها الحالي؛ ومنها الأبواب الخشبية الداخلية والخارجية للبيوت، والنقوش والرسومات التي زينت بها تلك الأبواب.

وخصصت القرية جناحاً لـ«الزري» بأنواعه المختلفة، وجناح «نور»، الذي تتدلى من سقفه الإضاءات المستخدمة في البيوت والشوارع السعودية قديماً وحديثاً، وفي جناح «خوص النخل» قبعات الخوص التي ما زالت تستخدم حتى الآن في المناطق الزراعية جنوب المملكة، إذ ترتديها النساء والرجال أثناء جني المحاصيل اليدوية لحماية رؤوسهم من أشعة الشمس.

وفي جناح «السدو» أحد أيقونات الصناعات التقليدية في السعودية، تبرز حياة العائلة البدوية وبساطتها، والاستخدامات المختلفة لمنسوجات السدو.

بينما يعرض جناح «نحت الجص» المحفورات الحجازية، ومحفورات الجص لمحافظة القطيف، وتسميات المنحوتات المتداولة في حقب زمنية مختلفة.

ويستطيع الزائر أثناء التجول في أجنحة القرية أن يتعرف على الأعمال الفنية في جناح «زُخرف»، حيث تضاء جدران الجناح بـ780 تكويناً هندسياً مدوناً في هيئة التراث ضمن مخرجات مشروع (توثيق النقوش والزخارف التراثية) والموثقة من عدة مواقع من مدن ومحافظات المملكة، تشمل القصور التاريخية، المساجد، ورش عمل الحرفيين إضافة إلى الأسواق الشعبية.