«فوبيا» كارثة تركيا وسوريا تنتشر عالمياً

بعد أميركا... سويسرا تحاكي زلزالاً بقوة 6 ريختر لتقدير الأضرار

خريطة مخاطر الزلازل في سويسرا. المناطق الحمراء الداكنة ذات مخاطر عالية جداً والزرقاء الفاتحة منخفضة جداً (المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في زيوريخ)
خريطة مخاطر الزلازل في سويسرا. المناطق الحمراء الداكنة ذات مخاطر عالية جداً والزرقاء الفاتحة منخفضة جداً (المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في زيوريخ)
TT

«فوبيا» كارثة تركيا وسوريا تنتشر عالمياً

خريطة مخاطر الزلازل في سويسرا. المناطق الحمراء الداكنة ذات مخاطر عالية جداً والزرقاء الفاتحة منخفضة جداً (المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في زيوريخ)
خريطة مخاطر الزلازل في سويسرا. المناطق الحمراء الداكنة ذات مخاطر عالية جداً والزرقاء الفاتحة منخفضة جداً (المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في زيوريخ)

يبدو أن الخوف من حدوث سيناريو شبيه بما شهدته تركيا وسوريا، امتد عالمياً، وتباينت ردود الفعل بين إرسال فرق بحثية إلى المناطق المتضررة، واستخدام برامج الذكاء الصناعي لتقدير حجم الأضرار التي يمكن أن تحدث إذا وقع زلزال شبيه.
وتوجهت إلى تركيا في الأيام التي أعقبت الزلزال، مجموعة بحثية أميركية من كاليفورنيا تسمى «التعلم من الزلازل»، لجمع البيانات ومقارنة أوجه التشابه بين المناطق المتضررة وبين «غولدن ستايت»، وهي منطقة بخليج سان فرانسيسكو. لكن باحثين من سويسرا انتهجوا نهجاً مختلفاً، وهو استخدام الإمكانات التي يتيحها «الذكاء الصناعي»، لتقدير حجم الإضرار التي يمكن أن يتسبب فيها زلزال شبيه.
وخلص الباحثون من المعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في زيوريخ، إلى أن زلزالاً بقوة 6 درجات على مقياس ريختر يضرب عشرة كيلومترات شمال شرقي مدينة زيوريخ في وقت ما في المستقبل، يمكن أن يكون زلزالاً هائلاً ومدمّراً بشكل خطير، وسيشعر به كل سكان سويسرا وسيُلحق الضرر بآلاف المباني، ناهيك عن مئات الوفيات المحتملة وآلاف الأشخاص الذين سيصبحون بلا مأوى.
وذهب الباحثون في تقرير نشره المعهد، الأربعاء، إلى أن «هذا السيناريو ليس مستحيلاً، وليس مجرد قصة من فيلم كارثي، لكنه في الواقع من نموذج المخاطر الزلزالية لسويسرا».
يقول استيفان ويمر، مدير الخدمة السويسرية لرصد الزلازل بالمعهد الفيدرالي للتكنولوجيا في زيوريخ «حتى الآن، لم نكن نعرف سوى القليل عن التأثيرات التي يمكن أن تحدثها الزلازل في سويسرا؛ لذلك تم إنشاء هذا النموذج الزلزالي لأول مرة».
ووفقاً لنموذج المخاطر الجديد، فإن أسوأ الأضرار التي تلحق بالمباني ستحدث في مدن بازل وجنيف وزيوريخ ولوسيرن وبرن، ويختلف خطر الزلزال في هذه المناطق، لكن نظراً لحجم هذه المدن الخمس، سيتأثر العديد من الأشخاص بالزلزال، كما أن هذه المدن تحتوي على العديد من المباني المعرّضة للخطر، وفي بعض الحالات شديدة الضعف؛ لأنها مبنية على طبقة سفلية ناعمة؛ مما يؤدي إلى تكثيف الموجات الزلزالية.
وبناءً على حساباتهم النموذجية، يتوقع الخبراء أن أي زلزال بقوة 6 درجات على مقياس ريختر، يحدث على مدار المائة عام المقبلة، يمكن أن يسبب أضراراً اقتصادية للمباني ومحتوياتها تتراوح بين 11 و44 مليار فرنك سويسري. وإجمالاً، يمكن أن يموت نحو 150 إلى 1600 شخص، مع تشريد ما يقرب من 40 ألفاً إلى 175 ألف شخص.
ويُظهر نموذج المخاطر الجديد أيضاً كيف ستتأثر سويسرا إذا واجهت زلزالاً مشابهاً للزلازل المدمرة التاريخية. فوجدوا أن زلزال بازل عام 1356، سيؤدي إلى مقتل نحو 3 آلاف شخص وتدمير المباني في حدود 45 مليار فرنك سويسري، إذا حدث اليوم.
من جانبه، يوضح عبد العزيز محمد عبد العزيز، أستاذ هندسة الاستكشاف وتقييم الطبقات بقسم هندسة البترول في كلية الهندسة جامعة القاهرة، والمتخصص في برامج الذكاء الصناعي، أن مثل هذه البرامج للمحاكاة تعطي نتائج تتراوح دقتها بين 60 و80 في المائة.
وقال عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط»: «درجة دقة هذه المحاكاة تعتمد على كمية وجودة المدخلات التي يتم تزويد البرنامج بها، مثل قوة المباني ونوعيتها والمادة المستخدمة في بنائها وارتفاعها، والأرض التي بُنيت عليها، ودرجة القرب والبعد عن الفوالق النشطة واتجاه حركة الأرض بالنسبة للمبنى، هل هي عمودية أم أفقية».
ولفت إلى أن «الفوبيا» التي انتشرت عالمياً من أحداث زلزال تركيا، دفعت أكثر من فرقة بحثية حول العالم إلى استخدام برامج الذكاء الصناعي لتوقع نتائج الزلازل، مشيراً إلى أن هذه البرامج بشكل عام تشبع رغبة إنسانية لمعرفة ما سيحدث في المستقبل.


مقالات ذات صلة

تركيا: زلزال بقوة 5.3 درجة قرب بحر إيجه

أوروبا شخص ينظر إلى الأنقاض والحطام بعد زلزال في كهرمان مرعش بتركيا 8 فبراير 2023 (رويترز)

تركيا: زلزال بقوة 5.3 درجة قرب بحر إيجه

أفاد التلفزيون التركي، اليوم الأحد، بوقوع زلزال بقوة 5.3 درجة قرب بحر إيجه.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
يوميات الشرق شرم الشيخ شهدت زلزالاً بلغت قوته 4.25 درجة على مقياس ريختر (عبد الفتاح فرج)

ما أسباب تكرار الهزات الأرضية في شمال البحر الأحمر؟

سجّلت محطات شبكة الزلازل القومية، هزة أرضية على بُعد 12 كيلومتراً من مدينة شرم الشيخ، عند الساعة 7:34 صباحاً بتوقيت القاهرة، مما أثار انتباه السكان في المنطقة.

محمد السيد علي (القاهرة)
شؤون إقليمية قُبض على الإسرائيلي بوريس ولفمان في إسطنبول 2015 وسُلم لإسرائيل لاتهامه بالاتجار بالأعضاء وعاد إلى تركيا عام 2017 (إعلام تركية)

القبض على إسرائيلي في تركيا للاتجار بأعضاء اللاجئين السوريين

قررت محكمة تركية في إسطنبول توقيف إسرائيلي مطلوب من الإنتربول الدولي بنشرة حمراء، لتورطه في عمليات اتجار بالأعضاء في أوساط اللاجئين السوريين في تركيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية سكان مالاطيا غادروا منازلهم وبقوا في الشوارع بسبب الهلع من الزلزال (إعلام تركي)

زلزال بقوة 5.9 درجة ضرب شمال تركيا وأعاد ذكريات «كهرمان ماراش»

ضرب زلزال بقوة 5.9 درجة على مقياس ريختر ولاية مالاطيا في شرق تركيا تأثرت به بعض المناطق في جنوب شرقي البلاد وفي شمال سوريا ولم يسفر عن ضحايا أو إصابات خطيرة

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
شؤون إقليمية صورة أرشيفية لآثار الزلزال الذي ضرب ملاطية العام الماضي (غيتي)

شعر به سكان مدن سورية... زلزال بقوة 5.9 درجة يضرب جنوب شرق تركيا

أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية أن زلزالاً بقوة 5.9 درجة هز إقليم ملاطية في جنوب شرق تركيا، اليوم الأربعاء، وشعر به سكان مدن سورية.

«الشرق الأوسط» (اسطنبول)

البروفسور ناصر الرباط يفوز بجائزة مسابقة عبد الله المبارك الصباح

الشيخ مبارك العبد الله الصباح يسلم الجائزة للبروفسور ناصر الرباط وتبدو رئيسة لجنة التحكيم فرنسيس غي عن يمين الصورة (خاص)
الشيخ مبارك العبد الله الصباح يسلم الجائزة للبروفسور ناصر الرباط وتبدو رئيسة لجنة التحكيم فرنسيس غي عن يمين الصورة (خاص)
TT

البروفسور ناصر الرباط يفوز بجائزة مسابقة عبد الله المبارك الصباح

الشيخ مبارك العبد الله الصباح يسلم الجائزة للبروفسور ناصر الرباط وتبدو رئيسة لجنة التحكيم فرنسيس غي عن يمين الصورة (خاص)
الشيخ مبارك العبد الله الصباح يسلم الجائزة للبروفسور ناصر الرباط وتبدو رئيسة لجنة التحكيم فرنسيس غي عن يمين الصورة (خاص)

أقامت جمعية الصداقة الكويتية – البريطانية، مساء الأربعاء 6 نوفمبر (تشرين الثاني)، حفلها السادس والعشرين لإعلان جوائز مسابقة عبد الله المبارك الصباح لأفضل الكتب الصادرة بالإنجليزية عن الشرق الأوسط، وذلك برعاية مبرة عبد الله المبارك الصباح، وسفارة دولة الكويت في لندن.

وأكد ممثل المبرة الشيخ مبارك العبد الله الصباح على أهمية الجائزة في دعم الثقافة والتعريف بمنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص والعالم الإسلامي بشكل عام، حيث تمنح للباحثين في مختلف التخصصات.

وتتزامن جائزة هذا العام مع الاحتفال بمرور 125 عاماً على الشراكة الكويتية - البريطانية الاستراتيجية التي تشمل التعاون في المجالات الأمنية والتجارية والثقافية والعلمية.

وإيماناً بأهمية إثراء شريحة القراء الأجانب بتاريخ العالم العربي والإسلامي، فقد تم الإعلان عن مضاعفة قيمة الجائزة. وفاز بالجائزة الأولى البروفسور ناصر الرباط أستاذ العمارة الإسلامية في الولايات المتحدة عن كتابه Writing Egypt، الذي يتناول فيه المشروع التاريخي للمؤرخ المصري تقي الدين المقريزي.

وحضر الحفل نخبة من كبار الأكاديميين المتخصصين في الدراسات الإسلامية الشرق أوسطية ومثقفين وإعلاميين عرب وبريطانيين.