مع تجدد القتال في «أرض الصومال» بين قوات إدارة الإقليم الانفصالي وسكان محليين في مدينة لاس عنود، تتواصل عمليات النزوح خارج البلاد هرباً من أعمال العنف. ووفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن ما يقرب من 100 ألف شخص من طالبي اللجوء عبروا الحدود إلى إثيوبيا خلال الفترة الماضية.
ودعت المفوضية المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم للآلاف من طالبي اللجوء الذين دخلوا إثيوبيا الشهر الماضي، بسبب الصراع في لاس عنود. وقال مامادو ديان بالدي، ممثل المفوضية في إثيوبيا، الأربعاء، إن «حكومة وشعب إثيوبيا أظهروا كرماً هائلاً من خلال إبقاء بابهم مفتوحاً أمام النازحين من أرض الصومال المحتاجين للحماية»، الذين يتجمعون في منطقة دولو بإثيوبيا التي تعاني بدورها من أسوأ موجة جفاف منذ أربعة عقود.
ويعد الغذاء والمأوى والدعم الطبي وغير ذلك من أشكال الدعم الاجتماعي أمراً ملحاً ويحتاج المجتمع الدولي إلى الوفاء بهذه الأمور من أجل الوصول إلى الأشخاص المتضررين، وفقاً لبالدي، الذي أكد أن المفوضية «تبذل كل ما في وسعها لمساعدتهم وهناك حاجة الآن إلى اهتمام دولي عاجل ودعم للاستجابة للاحتياجات المتزايدة بسرعة».
ويستغرق عمال الإغاثة يومين من القيادة للوصول إلى اللاجئين الذين يحتمون في المباني العامة أو ينامون في الخارج.
وشهدت مدينة لاس عنود قتالاً جديداً، الاثنين الماضي، بين سكان محليين وإدارة إقليم أرض الصومال المعلنة جمهورية من جانب واحد، بعد أيام من الهدوء. وذكرت مصادر صحية محلية أن «أعداد القتلى والجرحى في ارتفاع متزايد بسبب قصف المؤسسات الصحية».
ويخوض طرفا الصراع معارك عنيفة في المدينة منذ مطلع فبراير (شباط) الماضي، أسفرت عن سقوط أكثر من 200 قتيل، فضلاً عن مئات الجرحى. واندلع القتال بعد إعلان زعامات قبلية اندماجهم في الحكومة الفيدرالية الصومالية، وأن «مناطق العشيرة لم تعد جزءاً من إدارة إقليم أرض الصومال». وأشاروا إلى أن هذا القرار جاء عقب ما وصفوه بـ«سياسات تطهير» مارستها السلطات لأكثر من 15 سنة ضد سكان لاس عنود.
وأعلنت أرض الصومال استقلالها عام 1991 من دون أن تحظى باعتراف دولي. وعلى الرغم من كونها منطقة تتمتع بحكم شبه ذاتي من دون أن يُعترف بها كدولة، فإن لأرض الصومال صلات تجارية ودبلوماسية مع أكثر من 20 دولة، وآخرها إعلان فتح قنوات دبلوماسية مباشرة مع كينيا. وللإقليم علاقات دبلوماسية مع إثيوبيا، وعلاقات دبلوماسية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى وجود قنصلية تركية في مدينة هرجيسا، تابعة للسفارة التركية في مقديشو.
العنف في «أرض الصومال» يدفع سكانها للنزوح خارج البلاد
الأمم المتحدة طالبت بدعم 100 ألف لاجئ دخلوا إثيوبيا
العنف في «أرض الصومال» يدفع سكانها للنزوح خارج البلاد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة