مصر تنتهي من إنقاذ جبانة الشاطبي الأثرية بالإسكندرية وترميمها

يرجع تاريخها إلى أواخر القرن الرابع قبل الميلاد وتضم مقابر مقدونيين وإغريق

المشروع استهدف إنقاذ الجبانة الأثرية من ارتفاع منسوب المياه الجوفية بها (وزارة السياحة والآثار المصرية)
المشروع استهدف إنقاذ الجبانة الأثرية من ارتفاع منسوب المياه الجوفية بها (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تنتهي من إنقاذ جبانة الشاطبي الأثرية بالإسكندرية وترميمها

المشروع استهدف إنقاذ الجبانة الأثرية من ارتفاع منسوب المياه الجوفية بها (وزارة السياحة والآثار المصرية)
المشروع استهدف إنقاذ الجبانة الأثرية من ارتفاع منسوب المياه الجوفية بها (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أنهت جمعية الآثار بالإسكندرية، مشروع ترميم جبانة الشاطبي الأثرية وحمايتها وتطويرها، وذلك بتمويل من مؤسسة لفنتيس A. G. Leventis القبرصية، تحت إشراف وزارة السياحة والآثار، ممثلة في المجلس الأعلى للآثار.
واستهدف المشروع إنقاذ الجبانة الأثرية من ارتفاع منسوب المياه الجوفية بها وعوامل التعرية الناتجة بمرور الزمن، وفق الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الذي أشار في بيان صحافي للوزارة، الأربعاء، إلى أنه «من المقرر افتتاح الموقع خلال الفترة المقبلة». وأكد وزيري «أهمية هذا المشروع، خصوصاً أنه سيضيف موقعاً أثرياً مهماً للخريطة السياحية بمحافظة الإسكندرية، بما يمثل نقطة جذب جديدة ومتميزة».

وبدأ مشروع التطوير عام 2020، وتضمن ترميم الجبانة، والتحكم في منسوب المياه الجوفية واستكمال الأجزاء المتهالكة من الجبانة بمونة طبيعية من طبيعة الأثر نفسها ودعم الصخرة الأم، بالإضافة إلى أعمال تطوير ورفع كفاءة الموقع بشكل عام والتي شملت إعداد الموقع للزيارة من حيث رفع كفاءة الخدمات المقدمة به وتزويده بلافتات إرشادية ومعلوماتية لتعريف الزائرين بالموقع وتاريخه، بحسب الدكتورة منى حجاج، أستاذ الآثار رئيس جمعية الآثار بالإسكندرية مدير مشروع تطوير جبانة الشاطبي.

كما تم إنشاء مركز للزوار مزود بوسائط إلكترونية تحتوي على مادة علمية عن تاريخ الإسكندرية عامة وجبانة الشاطبي خاصة، كما تم إعداد سيناريو عرض لمتحف أثري مفتوح في سطح الموقع ومدرجات مكشوفة لعروض تثقيفية وترفيهية، وكافيتريا، كما تم تطوير دورات المياه، وإتاحة الموقع للسياحة الميسّرة لذوى الهمم بما يضمن توفير سبل الإتاحة كافة، فضلاً عن تطوير مكاتب الأثريين وغرف التحكم والأمن والتذاكر وبيت الهدايا.

وتعد جبانة الشاطبي من أقدم المواقع الأثرية المكتشفة بالإسكندرية، ويرجع تاريخها إلى أواخر القرن الرابع وبداية القرن الثالث قبل الميلاد، بحسب قطب فوزي، رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري وسيناء المشرف على المشروع. وتضم الجبانة مقابر الرعيل الأول من المقدونيين والإغريق الذين وفدوا إلى مصر مع الإسكندر الأكبر، وبطليموس الأول، حيث تولوا مهام تأسيس الإسكندرية لتصبح عاصمة لمصر في ظل حكم البطالمة ومن بعدهم الرومان.

وتظهر في جبانة الشاطبي أقدم الابتكارات الفنية والمعمارية للإسكندرية التي تعبّر عن نشأتها كمدينة كوزموبوليتانية امتد عطاؤها العلمي والفني لجميع دول وحضارات حوض البحر المتوسط.

وبحسب البوابة الإلكترونية لمحافظة الإسكندرية، فإن علاقة مصر ببلاد الإغريق تعود إلى الفترة التي سبقت مجيء الإسكندر بقرون عدة؛ فقد تمكن تجار اليونان والوسطاء من تأسيس محلة لهم في دلتا النيل هي قرية كوم جعيف بمحافظة البحيرة، وتوطدت علاقة المصريين بالإغريق طوال فترة الاستعمار الفارسي لوادي النيل، فعندما استطاعت مقدونيا توحيد الإغريق عزم فيليب الثاني المقدوني، والد الإسكندر، على القيام بغزو الإمبراطورية الفارسية، ولم تهمله الأقدار فقد مات قبل تنفيذ مشروعه تاركاً لابنه وخليفته الإسكندر الأكبر هذه المهمة. وبدأ الإسكندر حملته وانتصر على القوات الفارسية في آسيا وفضّل السيطرة على البحر وشواطئه الشرقية، ووصل بعد ذلك إلى الإسكندرية في خريف عام 332ق.م، ونظر المصريون إلى الإسكندر على أنه صديق وحليف يحترم عقائدهم وتوّج نفسه على نهج الفراعنة وحمل لقب «ابن آمون».

وبعد أن وضع الإسكندر تصوراً لبناء مدينة الإسكندرية، غادر مصر ليستكمل فتوحاته في الشرق، لكنه لم يعد إلى مصر مجدداً ليرى المدينة التي سُميت باسمه.



الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
TT

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح. وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث لأنه يدفعنا إلى «إزالة أي تهديدات» وتحقيق أهدافنا، وفقاً لصحيفة «التلغراف».

وأوضح الأكاديمي، وهو أستاذ في علم الأعصاب والنوم في مستشفى كينغز كوليدج في لندن، أن الغضب يمكن أن يخدم «غرضاً مفيداً للغاية» ويمكّن من تحقيق نتائج أكثر ملاءمة.

وفي حديثه ضمن بودكاست Instant Genius، قال الدكتور ليشزينر إن هرمون التستوستيرون يلعب دوراً رئيساً في ذلك، حيث يستجيب الهرمون - الذي تشير بعض الدراسات إلى أنه مرتبط بالعدوانية والغضب - للنجاح.

وتابع «لذا، إذا فزت في رياضة، على سبيل المثال - حتى لو فزت في الشطرنج الذي لا يُعرف بشكل خاص أنه مرتبط بكميات هائلة من العاطفة - فإن هرمون التستوستيرون يرتفع... تقول إحدى النظريات إن هرمون التستوستيرون مهم بشكل أساسي للرجال على وجه الخصوص لتحقيق النجاح».

«شعور مهم»

وحتى في العالم الحديث، لا يزال الغضب يشكل حافزاً مهماً للنجاح، بحسب ليشزينر، الذي أوضح «إذا أعطيت الناس لغزاً صعباً للغاية لحله، وجعلتهم غاضبين قبل أن تقدم لهم هذا اللغز، فمن المرجح أن يعملوا عليه لفترة أطول، وقد يجدون فعلياً حلاً له... لذا، فإن الغضب هو في الأساس عاطفة مهمة تدفعنا إلى إزالة أي تهديدات من هدفنا النهائي».

وأشار إلى أن المشكلة في المجتمعات البشرية تكمن في «تحول الغضب إلى عدوان».

لكن الغضب ليس العاطفة الوحيدة المعرضة لخطر التسبب في الضرر، حيث لاحظ أن مشاعر أخرى مثل الشهوة أو الشراهة، قادرة على خلق مشكلات أيضاً. وتابع «كلها تخدم غرضاً مفيداً للغاية، ولكن عندما تسوء الأمور، فإنها تخلق مشكلات».

ولكن بخلاف ذلك، إذا استُخدمت باعتدال، أكد الدكتور أن هذه الأنواع من المشاعر قد يكون لها بعض «المزايا التطورية».