بعد شهر من زلزال تركيا عائلة نجت من تحت الأنقاض تتطلع للمستقبل

فاطمة جول أرسلان أمام المبنى الذي كانت تقيم فيه مع عائلتها وبقيت تحت أنقاضه خمسة أيام (رويترز)
فاطمة جول أرسلان أمام المبنى الذي كانت تقيم فيه مع عائلتها وبقيت تحت أنقاضه خمسة أيام (رويترز)
TT

بعد شهر من زلزال تركيا عائلة نجت من تحت الأنقاض تتطلع للمستقبل

فاطمة جول أرسلان أمام المبنى الذي كانت تقيم فيه مع عائلتها وبقيت تحت أنقاضه خمسة أيام (رويترز)
فاطمة جول أرسلان أمام المبنى الذي كانت تقيم فيه مع عائلتها وبقيت تحت أنقاضه خمسة أيام (رويترز)

لا تزال الهزات تضرب جنوب تركيا بعد الزلزالين المدمرين اللذين وقعا قبل شهر، لكن حواء أرسلان، الأم لثلاثة أطفال بدأت أخيراً تشعر بالطمأنينة في حاوية صغيرة تتخذها أسرتها منزلاً، على ما أوردت وكالة «رويترز» في تقرير لها الاثنين.
نجت أرسلان وزوجها وأطفالهما الثلاثة بعدما ظلوا خمسة أيام تحت أنقاض المبنى السكني، الذي كانوا يعيشون فيه والمؤلف من خمسة طوابق في قصة نجاة فريدة بمدينة نورداجي حيث انهارت معظم المباني أو تقرر هدمها.
ولم يمضِ سوى أسبوعين على خروج أفراد الأسرة من المستشفى، ويحاول خمستهم استرجاع تفاصيل ما يسمونه حياتهم السابقة. وبدأوا استعادة روتينهم في منزلهم المؤقت الجديد خلف محطة بنزين.
وتروي حواء بينما كانت تجلس بجوار طاولة خشبية بعد إفطار عائلي «كنا عائلة ميسورة الحال. كان لدينا منزلان وسيارة. كنا نحمد الله على كل ذلك ونحمده الآن لأن جميع أطفالي في أمان. لا أخاف الآن لأن عائلتي بجواري».
فقدت حواء وزوجها حسن 36 من أقاربهما في الزلزال ولم تندمل بعد جراح الأحزان. وتعيش إحدى أقاربهم وهي الجدة أرسلان في حاوية مجاورة لكنها تعاني كسراً في القدم... وكثيراً ما يأتي بعض الأصدقاء لتقديم التعازي.
ويقول حسن، الذي يعمل محاسباً إنه سيكون مستعداً قريباً لمعاودة العمل. ويضيف: «بدأ العملاء في الاتصال مرة أخرى. أرسل الحاكم بعض المستلزمات لمحاسبي البلدة، وسوف يتم لاحقاً إرسال جهاز كمبيوتر وطابعة. ثم سأبدأ من حيث توقفت». وأشار إلى خزانة معدنية مغبرة تحتوي على وثائق تم انتشالها من مكتبه المنهار.
ويشعر الوالدان بالسعادة لأن اثنين من أبنائهما، أحدهما في الصف الرابع والآخر في الثامن، قادران على العودة إلى صفوف الدراسة.
وتقول حواء: «الأطفال يحتاجون إلى مدرسة»، موضحة أن السلطات تعمل على إنشاء مدرسة في مدينة خيام قريبة، حيث سيعود الأطفال بصورة مبدئية للدراسة يومين في الأسبوع.
- «جميعنا على قيد الحياة»
بدأت الابنة الكبرى فاطمة جول (19 عاماً) الاستعداد لامتحانات القبول بالجامعة، التي من المقرر أن تخوضها في غضون أشهر قليلة. وتقول الأم: «كنت أريدها أن تدرس ولكن فقط عندما تشعر أنها قادرة على ذلك، لذلك انتظرت». وتروي «ذات يوم استيقظت، فتحت عيني ورأيتها جالسة بجانب الطاولة تدرس. قالت لي: علينا أن نبدأ يا أمي».
وفي ليلة الزلزال، هرع الوالدان والأبناء حتى يكونوا بجوار بعضهم بعضاً عندما وقعت الهزة العنيفة. وعندما تداعت الجدران من حولهم هبطت الأرضية وسقطت العائلة للطابق الأدنى. وبقوا محاصرين في مساحة صغيرة، من دون طعام أو ماء، ودون أن يدركوا مقدار الوقت الذي مر بهم مع مرور الساعات وتحولها إلى أيام. وبعد فترة بدأت العائلة في الهلوسة.
تتذكر فاطمة جول ما حدث بالقول: «كنت جائعة. كنت أرى تفاحاً وبرتقالاً لكني لا أستطيع حملهما. وكانت والدتي تتحدث على هاتف دون أن يكون معها». وفي النهاية، اقترب فريق إنقاذ من شق صغير واستمعوا لصيحاتهم لطلب المساعدة. وتضيف: «صرخت: اسمي فاطمة جول أرسلان. نحن خمسة أشخاص هنا. جميعنا على قيد الحياة».
وتمضي واصفة لحظة الإنقاذ :«دخل الضوء، سمعت صوتاً ثم رأيت عيني رجل».
وارتفع عدد قتلى الزلازل في تركيا إلى قرابة 46 ألفاً فيما لقي نحو ستة آلاف حتفهم في سوريا المجاورة.


مقالات ذات صلة

زلزال بقوة 7 درجات قبالة كاليفورنيا وإلغاء تحذير من تسونامي

الولايات المتحدة​ رجل يحمي نفسه من المطر أثناء سيره على طول رصيف شاطئ هنتنغتون (أ.ب)

زلزال بقوة 7 درجات قبالة كاليفورنيا وإلغاء تحذير من تسونامي

ألغت الولايات المتحدة التحذير من خطر حدوث تسونامي، الذي أصدرته في وقت سابق الخميس في كاليفورنيا، بعدما ضرب زلزال بقوة 7 درجات.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس )
شؤون إقليمية فرق الإنقاذ التي تبحث عن ناجين وسط الركام بعد الزلزال الذي ضرب مدينة كاشمر في شمال شرقي إيران يونيو الماضي (أرشيفية - إيسنا)

زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب غرب إيران

قالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إن زلزالاً بقوة 5.6 درجة ضرب غرب إيران، اليوم (الخميس).

«الشرق الأوسط» (لندن)
شمال افريقيا عمارات على النيل في وسط العاصمة المصرية القاهرة (أ.ف.ب)

هزة أرضية بقوة 4.8 درجة تضرب شمال مصر

سجلت مصر اليوم هزة أرضية بقوة 4.8 درجة على بعد 502 كيلومتر شمالي دمياط في شمال شرقي البلاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق هل تتنبأ الحيوانات بالكوارث الطبيعية؟ قمر اصطناعي يراقب سلوكها لتقديم إنذار مبكر

هل تتنبأ الحيوانات بالكوارث الطبيعية؟ قمر اصطناعي يراقب سلوكها لتقديم إنذار مبكر

يعكف علماء على مراقبة سلوك الحيوانات باستخدام أجهزة تعقب متطورة تُثبّت على أجسادها، وترتبط بقمر اصطناعي جديد يُطلق العام المقبل

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا شخص ينظر إلى الأنقاض والحطام بعد زلزال في كهرمان مرعش بتركيا 8 فبراير 2023 (رويترز)

تركيا: زلزال بقوة 5.3 درجة قرب بحر إيجه

أفاد التلفزيون التركي، اليوم الأحد، بوقوع زلزال بقوة 5.3 درجة قرب بحر إيجه.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
TT

لندن وطوكيو وروما تطلق مشروعها لبناء طائرة قتالية جديدة

تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)
تصميم طائرة مقاتِلة من الجيل السادس لبرنامج القتال الجوي العالمي «GCAP» مغطاة بألوان العَلم الوطني للمملكة المتحدة (أ.ف.ب)

اتفقت المملكة المتحدة وإيطاليا واليابان، اليوم الجمعة، على إنشاء شركة مشتركة لبناء طائرتها المقاتِلة الأسرع من الصوت، والمتوقع أن تجهز في عام 2035، في إطار برنامج يحمل اسم القتال الجوي العالمي «GCAP».

وأعلنت الشركات المصنّعة الثلاث المسؤولة عن تطوير الطائرة المقاتِلة، الجمعة، في بيان، أنها وقّعت على اتفاقية إنشاء الشركة التي تملك كلٌّ منها ثُلثها. والشركات هي: «بي إيه إي سيستمز (BAE Systems)» البريطانية، و«ليوناردو (Leonardo)» الإيطالية، و«جايك (JAIEC)» اليابانية، التي أنشأتها، على وجه الخصوص، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة.

وأنشئت الشركة المشتركة، التي ستبدأ أنشطتها منتصف عام 2025، في إطار برنامج القتال الجوي العالمي الذي أُعلن في عام 2022 بالشراكة بين لندن وروما وطوكيو. وستحلّ الطائرة الضخمة ذات الذيل المزدوج على شكل حرف V محل طائرات «إف-2» (F-2) اليابانية ومقاتِلات يوروفايتر الإيطالية والبريطانية. ومن المتوقع أن يمتد عمرها الافتراضي إلى ما بعد عام 2070، وفقاً للبيان.

وفي حال احترام الجدول الزمني، الذي وضعه القائمون على المشروع، فإنها ستدخل الخدمة قبل خمس سنوات على الأقل من الطائرة التي يبنيها مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي «SCAF» الذي تُنفذه فرنسا وألمانيا وإسبانيا.