هل يُعيد «سره الباتع» الاعتبار للمسلسلات التاريخية في رمضان؟

يقدم توليفة من قصص «الحب والنضال الشعبي»

خالد الصاوي وحنان مطاوع في لقطة من العمل
خالد الصاوي وحنان مطاوع في لقطة من العمل
TT

هل يُعيد «سره الباتع» الاعتبار للمسلسلات التاريخية في رمضان؟

خالد الصاوي وحنان مطاوع في لقطة من العمل
خالد الصاوي وحنان مطاوع في لقطة من العمل

بعد ابتعادها عن المشهد خلال السنوات الماضية، خصوصاً في موسم رمضان الدرامي، هل تستعيد الدراما التاريخية مكانتها ورنقها في مصر، عقب الإعلان عن عرض مسلسل «سره الباتع» إخراج خالد يوسف، وبطولة العديد من النجوم البارزين؟
وشكلت المسلسلات التاريخية جزءاً مهماً في مسيرة الدراما المصرية على مدار تاريخها، رغم أنها من أقل أنواع الدراما إنتاجاً بسبب ميزانياتها الكبيرة وصعوبة تقديمها تقنياً.
وخطف البرومو الترويجي للمسلسل اهتمام المتابعين خلال الساعات الماضية، وتصدر اسم المسلسل الترند بفضل نشره من قبل عدد كبير من أبطال العمل والمتابعين.
وتضمن برومو «سره الباتع» الدعائي، الإعلان عن تقديم المسلسل حكايات عن «الحب والحرب والهوية المصرية والنضال الشعبي» بشكل مقتضب، وظهرت به مشاركة أعداد غفيرة من المجاميع، بالإضافة إلى المؤثرات الصوتية والبصرية والأزياء اللافتة.
ويضم العمل نخبة من نجوم التمثيل. من بينهم؛ أحمد السعدني، وحسين فهمي، وحنان مطاوع، وأحمد عبد العزيز، وأحمد فهمي، وريم مصطفى، وأحمد وفيق، وصلاح عبد الله، وهالة صدقي، ونجلاء بدر، ومنة فضالي، ومحمود قابيل، وعايدة رياض، وخالد سرحان، وميدو عادل، وإسلام حافظ، وهدى الأتربي، كما يشهد المسلسل مشاركة بعض الممثلين العرب. من بينهم التونسية رانيا التومي، وشمس الكويتية، والسوري نضال نجم، ولأول مرة بالتمثيل الشاعر المصري هشام الجخ.
ويقول الفنان إسلام حافظ، أحد المشاركين بالمسلسل، الذي رفض الإفصاح عن تفاصيل دوره، إن الجمهور سيرى عملاً مختلفاً من حيث الشكل والمضمون والمحتوى الدرامي الثري، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن المسلسل يحتوي على إبهار فني من الاتجاهات كافة وأنه سينال رضا واستحسان الجمهور.
بينما أكدت الفنانة هالة صدقي أن «سره الباتع» عمل فني يروي مرحلة مهمة من تاريخ ومعاناة الشعب المصري بالماضي والحاضر، وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أنها سعيدة بشكل كبير بالتعاون مع المخرج خالد يوسف في أول عمل له بعد عودته للساحة الفنية، مشيرة إلى أن «العمل تم تصويره بأسلوب السينما كما اعتاد يوسف».
وتدور أحداث «سره الباتع» في زمنين مختلفين، بين العصر الحديث، بداية من 2011 حتى 2013، والعودة لعصر الحملة الفرنسية على مصر عام 1798، حيث يعتمد العمل على الربط بين أحداث الماضي والحاضر، وصدرت قصة «سره الباتع» عام 1958 ضمن المجموعة القصصية «حادثة شرف»، التي تضمنت 7 قصص للأديب يوسف إدريس، ويشارك في بطولته نحو 60 فناناً رئيسياً، وأكثر من 600 فنان ثانوي، وعدد من ضيوف الشرف. من بينهم بيومي فؤاد، ماجد المصري، أشرف زكي، كريم فهمي، أحمد صفوت، شريف الدسوقي، الإعلامية بثينة كامل.
وعما إذا كان المسلسل سيعيد الاعتبار للأعمال التاريخية المصرية أم لا، يرى الناقد الفني أحمد سعد الدين أن العمل به جانب تاريخي بالتأكيد، لكن إعادة الاعتبار للمسلسلات التاريخية تكون بالاستمرارية والمداومة على إنتاج هذه النوعية، لما للدراما المصرية من باع طويل في تقديمها.
وأضاف سعد الدين لـ«الشرق الأوسط» أن «سره الباتع» يستعيد جزءاً من التاريخ، لكنه ليس عملاً تاريخياً في المجمل، مؤكداً أن استعادة الفن للاقتباس من الأدب مجدداً هو سر من أسرار النجاح، وأن المعالجة الدرامية هي الفيصل بالحكم على العمل برمته، موضحاً: «أعتقد أننا سنرى عملاً رائعاً تم إنجازه في صمت».
ويعد مسلسل «سره الباتع» المقتبس من المجموعة القصصية «حادثة شرف»، أول قصة يتم معالجتها درامياً للأديب يوسف إدريس بعد عدة أفلام شهدت تحويل رواياته إلى أعمال سينمائية. من بينها «لا وقت للحب» عام 1963، «الحرام» 1965 الذي صنف ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، «قاع المدينة» 1974، «النداهة» عام 1975، «حدوتة مصرية» 1982.


مقالات ذات صلة

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

يوميات الشرق مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

مسلسل تلفزيوني عن بريجيت باردو وهي على فراش المرض

انشغلت الأوساط الفنية في فرنسا بخبر تدهور صحة الممثلة المعتزلة بريجيت باردو ودخولها وحدة العناية المركزة في مستشفى «تولون»، جنوب البلاد. يحدث هذا بينما يترقب المشاهدون المسلسل الذي يبدأ عرضه الاثنين المقبل، ويتناول الفترة الأولى من صباها، بين سن 15 و26 عاماً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

خالد يوسف: «سره الباتع» تعرّض لحملة ممنهجة

دافع المخرج المصري خالد يوسف عن مسلسله الأخير «سره الباتع» الذي عُرض في رمضان، قائلاً إنَّه تعرَّض لحملة هجوم ممنهجة. وربط يوسف في «سره الباتع» بين زمن الحملة الفرنسية على مصر (1798 - 1801)، وحكم «الإخوان المسلمين» قبل ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، ورصد التشابه بينهما في سعيهما لتغيير «هوية مصر». ورأى يوسف، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أنَّ المصريين لديهم كما يبدو «قرون استشعار» لمسألة الهوية، و«هذا ما شعرت به من قراءاتي للتاريخ، وهو ما يفسّر لماذا ثاروا على الحملة الفرنسية، وعلى حكم (الإخوان) بهذه السرعة». وواجه المسلسل انتقادات عدة، بعضها يرتبط بالملابس وشكل جنود الحملة الفرنسية، لكن يوسف رد على

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق «سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

«سهير شو» مع معتصم النهار: المجتهد ونصيبه

تعود العراقية سهير القيسي إلى «إم بي سي» بعد غياب. تُجدّد في الاتجاه، فيصبح حواراً في الفن بعد قراءة لنشرات الأخبار ولقاءات في السياسة. ضيف الحلقة الأولى من برنامجها «سهير شو من أربيل» الفنان السوري معتصم النهار. طفت محاولات نفضها الصورة «الجدّية» وإذعانها لبداية جديدة. تزامُن عرض الحلقة مع العيد برّر غلبة «الإنترتيمنت»؛ دبكة و«بوش آب» و«راب»، دفعها للتعليل الآتي لشخصيتها التي عهدها الناس وللحوارات العميقة. لعلّها مع تقدّم الحلقات لن تحتاج لجهد ساطع يثبت العفوية ويؤكد للآخرين أنها في موقعها. ستفسح المجال للانسياب فيعبّر عن نفسه وعنها.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

وسام فارس لـ «الشرق الأوسط» : «سفر برلك» كان نقلة نوعية لي

حقق الممثل وسام فارس حضوراً مميزاً في دراما رمضان 2023 المشتركة، وكاد أن يكون النجم اللبناني الوحيد الذي سطع في سمائها. وسام الذي تابعه المشاهد العربي قبيل موسم رمضان في مسلسل «الثمن» كان له حضوره المميز في العملين الدراميين الرمضانيين «سفر برلك» و«وأخيراً». وجاء اختياره في دور بطولي في «سفر برلك» بمثابة فرصة سانحة، ليطل على الساحة العربية مرة جديدة، ولكن من باب عمل تاريخي ضخم. هذا العمل يصنّفه فارس بالمتكامل الذي برز فيه مستوى عال في التصوير والإخراج بميزانية عالية رصدتها له الـ«إم بي سي». بدأ الاتصال بوسام فارس من أجل المشاركة في «سفر برلك» منذ عام 2018.

يوميات الشرق يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يامن الحجلي لـ «الشرق الأوسط» : لا أدخل مسلسلاً لست مقتنعاً بنصه

يتمتع الممثل يامن الحجلي، صاحب لقب «فارس الدراما السورية»، بخلفية درامية غنية، فإضافة إلى كونه كتب مسلسلات عدّة، فقد حقق نجاحات واسعة في عالم التمثيل، إذ قدّم، في 10 سنوات، أكثر من 30 مسلسلاً؛ بينها «الصندوق الأسود»، و«أرواح عارية»، و«أيام الدراسة»، و«طوق البنات»، و«هوا أصفر»، و«باب الحارة 7»، وغيرها... وهو يطلّ حالياً في مسلسل «للموت 3»، مجسداً شخصية «جواد»، الذي يُغرَم بإحدى بطلات العمل «سحر» (ماغي بوغصن). يؤدي الحجلي المشاهد بلغة جسد يتقنها، خصوصاً أنّ دوره تطلّب منه بدايةً المكوث على كرسي متحرك لإصابته بالشلل.


مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تستعيد قطعاً أثرية ومومياء من آيرلندا

إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)
إحدى القطع الأثرية المصرية المُستردّة من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت مصر استعادة قطع أثرية من آيرلندا، تضمَّنت أواني فخارية ومومياء وقطعاً أخرى، عقب زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للدولة المذكورة.

وقالت وزارة الخارجية المصرية إنّ جهود استعادة القطع الأثرية من آيرلندا استمرّت طوال عام ونصف العام، وأوضحت في بيان، الجمعة، أنّ «القطع الأثرية التي استُردَّت من جامعة (كورك) الآيرلندية، هي مومياء مصرية وعدد من الأواني الفخارية والقطع الأثرية الأخرى، والجامعة أبدت تعاوناً كبيراً في تسهيل إجراءات إعادتها».

وتمثّل القطع المُستعادة حقبة مهمّة من التاريخ المصري القديم، وجزءاً من التراث الثقافي المصري الذي يحظى باهتمام الجميع، ومن المقرَّر عرضها في المتاحف المصرية، وفق بيان «الخارجية».

وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، الدكتور محمد إسماعيل خالد، أنّ «استرداد هذه القطع جاء وفقاً للاتفاق الثنائي الموقَّع مؤخراً بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة (كورك) الآيرلندية»، مشيراً في بيان لوزارة السياحة والآثار، إلى أنّ الجامعة كانت قد حصلت عليها بين الأعوام 1920 و1930؛ ومن بينها تابوت خشبي ملوَّن بداخله بقايا مومياء ومجموعة من الأواني الكانوبية المصنوعة من الحجر الجيري بداخلها أحشاء المتوفّى.

القطع الأثرية المُستردّة تعود إلى حقب تاريخية مهمّة (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، كشف مدير الإدارة العامة لاسترداد الآثار، المُشرف على الإدارة المركزية للمنافذ الأثرية، شعبان عبد الجواد، عن أنّ «الأواني الكانوبية التي استُردَّت لكاهن يُدعى (با ور)، من الأسرة 22 من العصر المتأخر؛ كان يحمل ألقاباً من بينها (حارس حقول الإله). أما التابوت الخشبي فهو من العصر الصاوي لشخص يُدعى (حور)، وكان يحمل لقب (حامل اللوتس)؛ وتوجد بداخله بقايا مومياء وعدد من أسنانها»، وفق بيان الوزارة.

وأعلنت مصر، في وقت سابق، استرداد أكثر من 30 ألف قطعة أثرية من 2014 حتى أغسطس (آب) 2024، كما استُردَّت أخيراً 67 قطعة أثرية من ألمانيا. وكانت وزارة الخارجية قد أعلنت في يناير (كانون الثاني) 2023 استرداد 17 قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأميركية، أبرزها «التابوت الأخضر».

في هذا السياق، يرى عالم الآثار المصري الدكتور حسين عبد البصير، أنّ «استعادة القطع الأثرية والمومياوات فرصة لإثراء بحثنا الأثري والتاريخي، إذ تساعدنا في الكشف عن جوانب جديدة من التاريخ المصري»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المقتنيات توفّر رؤى قيّمة حول أساليب الدفن والعادات الثقافية القديمة التي كانت جزءاً من الحياة اليومية للمصريين القدماء».

ويعدُّ عبد البصير هذه الاستردادات إسهاماً في تعزيز الهوية الوطنية، إذ تُساعد في الحفاظ على التراث الثقافي من أجل الأجيال القادمة، مؤكداً أنّ «وزارة الخارجية المصرية تلعب دوراً حيوياً في استرداد الآثار من خلال التفاوض مع الدول الأجنبية والتنسيق الدبلوماسي للوصول إلى حلول تفاوضية تُرضي الأطراف المعنيّة»، لافتاً إلى أنّ استرداد القطع يأتي بالتزامن مع زيارة الرئيس المصري إلى آيرلندا؛ مما يؤكد اهتمام الدولة على أعلى مستوياتها باسترداد آثار مصر المُهرَّبة من الخارج.

قطع متنوّعة من الآثار استردّتها مصر من آيرلندا (وزارة السياحة والآثار)

«وتسهم الاتفاقات الثنائية التي تعقدها مصر مع الدول في استعادة الآثار؛ منها 5 اتفاقات لمكافحة تهريبها والاتجار في الآثار المسروقة مع سويسرا وكوبا وإيطاليا وبيرو وكينيا»، وفق عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، الخبير الآثاري الدكتور عبد الرحيم ريحان، الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «العلاقات القوية بين مصر وآيرلندا منذ تولّي الرئيس السيسي الحُكم أسهمت في استعادة هذه الآثار»، مشيراً إلى أنّ «مصر استعادت نحو 30 ألف قطعة أثرية منذ تولّيه الرئاسة، من الولايات المتحدة الأميركية، وإنجلترا، وفرنسا، وإسبانيا، وهولندا، وكندا، وألمانيا، وبلجيكا، وإيطاليا، وسويسرا، ونيوزيلندا، وقبرص، والإمارات، والكويت، والأردن».

ويتابع: «جاء ذلك بعد جهود حثيثة من إدارة الآثار المُستردة بالمجلس الأعلى للآثار، وبمتابعة مستمرّة لكل المزادات العلنية، وكل ما يُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعبر وكالات الأنباء الدولية عن الآثار المصرية المنهوبة، وعن طريق مفاوضات مثمرة، بالتعاون بين وزارات السياحة والآثار والخارجية والداخلية في مصر».