بلجيكا: إيران مستعدة لتبادل سجناء معها

مواطنون يحملون صورة لعامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل خلال مسيرة تضامنية في بروكسل خلال يناير الماضي (رويترز)
مواطنون يحملون صورة لعامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل خلال مسيرة تضامنية في بروكسل خلال يناير الماضي (رويترز)
TT

بلجيكا: إيران مستعدة لتبادل سجناء معها

مواطنون يحملون صورة لعامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل خلال مسيرة تضامنية في بروكسل خلال يناير الماضي (رويترز)
مواطنون يحملون صورة لعامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل خلال مسيرة تضامنية في بروكسل خلال يناير الماضي (رويترز)

ذكرت وكالة الأنباء البلجيكية، اليوم (الاثنين)، أن إيران قالت إنها مستعدة لتبادل سجناء مع بلجيكا.
وأيدت المحكمة الدستورية في بلجيكا يوم الجمعة اتفاقية لتبادل السجناء مع إيران قد تقود إلى مبادلة دبلوماسي إيراني مدان بعامل إغاثة بلجيكية محتجزة في إيران. وأعلنت المحكمة الدستورية في بلجيكا العليا، الجمعة، أنها «رفضت دعوى الطعن» التي أقامها معارضون إيرانيون في المنفى ضد القانون البلجيكي الصادر في يوليو (تموز) 2022، وينص على نقل محكومين، لكنها حذرت من أنه في حالة النقل الفعلي لمدان إيراني إلى بلده الأصلي، يجب على الحكومة البلجيكية أن تسمح بأن يكون القرار قابلاً للطعن أمام القضاء، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضحت المحكمة، أن «الحكومة، عندما تتخذ قرار نقل، عليها إبلاغ الضحايا بأفعال المدان المعني حتى يتسنى لهم مراجعة شرعيتها بشكل فعال أمام المحكمة الابتدائية». وأثار اتفاق «نقل أشخاص محكومين» المبرم بين بروكسل وطهران جدلاً منذ الإعلان عنه الصيف الماضي، واعتبرته الحكومة البلجيكية وسيلة للإفراج عن أوليفييه فانديكاستيل، وهو عامل إغاثة تحتجزه طهران منذ 24 فبراير (شباط)، وصدرت بحقه أحكام بالسجن لفترة إجمالية تبلغ 40 عاماً بعد إدانته بتهمة «التجسس»، ويفترض أن يمضي مدة أطولها 12 عاماً ونصف العام، حسب السلطات الإيرانية. لكن «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية»، وهو ائتلاف معارض في المنفى، طعن في المعاهدة أمام محاكم عدة، ورأى فيها تمهيداً للإفراج عن الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي الذي حكمت عليه محكمة بلجيكية في 2021 بالسجن 20 عاماً بجرم الإرهاب، وتسليمه لإيران.
وأدين الدبلوماسي أسدي عام 2021 بتدبير مخطط لتفجير تجمع للمجلس الإيراني المعارض في ضواحي باريس في 30 يونيو (حزيران) 2018. وأثارت هذه القضية توتراً بين طهران وعدد من العواصم الغربية. ونددت إيران بهذا الحكم، معتبرة أن أسدي الذي أوقف في الأول من يوليو 2018 في ألمانيا دبلوماسي (كان يعمل في النمسا آنذاك) كان ينبغي أن يستفيد من حصانته الدبلوماسية.
في ديسمبر (كانون الأول) 2022، حكمت المحكمة الدستورية لصالح المعارضين الإيرانيين، و«علقت» الاتفاق الإيراني - البلجيكي.
وتواصلت تعبئة أقارب فانديكاستيل خلال الشهرين الماضيين بعد أن أعلنت السلطات الإيرانية إدانته. وحُكم على هذا البلجيكي، البالغ من العمر 42 عاماً والناطق بالفرنسية، بالإضافة إلى عقوبة السجن، بالجَلد 74 مرة.
وحضّ رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، الأربعاء، في اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، على الإفراج «الفوري» عن عامل الإغاثة، مستنكراً «ظروف سجنه غير الإنسانية».
وفانديكاستيل محتجز في عزلة تامة ولا يحصل على رعاية صحية، بحسب أقاربه.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.