وزير الاتصال الجزائري: كسب الحروب الجديدة يحتاج استراتيجية إعلامية

محمد بوسليماني أكد لـ «الشرق الأوسط» أن جرائم الفضاء السيبراني تمس الأمن القومي

وزير الاتصال الجزائري محمد بو سليماني يلقي كلمته في مؤتمر الإعلام العربي بتونس (الشرق الأوسط)
وزير الاتصال الجزائري محمد بو سليماني يلقي كلمته في مؤتمر الإعلام العربي بتونس (الشرق الأوسط)
TT

وزير الاتصال الجزائري: كسب الحروب الجديدة يحتاج استراتيجية إعلامية

وزير الاتصال الجزائري محمد بو سليماني يلقي كلمته في مؤتمر الإعلام العربي بتونس (الشرق الأوسط)
وزير الاتصال الجزائري محمد بو سليماني يلقي كلمته في مؤتمر الإعلام العربي بتونس (الشرق الأوسط)

دعا وزير الاتصال الجزائري محمد بوسليماني، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للقمة العربية، خلال حديث مع «الشرق الأوسط»، إلى «استراتيجية إعلامية وتكنولوجية عربية تضمنان كسب «الحروب الجديدة» التي قال عنها إنها «ليست عسكرية»، بل «رقمية واتصالية». ويرى الوزير الجزائري، الذي التقيناه أخيراً على هامش «المؤتمر الإعلامي العربي الثاني» في تونس، حيث ترأس وفد بلاده في المؤتمر الذي نظمه اتحاد الإذاعات العربية، أن مستقبل الدول العربية الاقتصادي والأمني والمجتمعي أصبح رهين كسب «معركة السلطات ومؤسساتها الأمنية والاتصالية والتكنولوجية مع عصابات جهوية ودولية» تستخدم سلاح «الهجمات السيبيرانية الدولية». وأردف أن هذا الواقع عمّق «الهوة الرقمية بين دول الشمال والجنوب»، وزاد من مخاطر استقطاب الشعوب خصوصاً فئات الأطفال والشباب؛ إذ باتت قطاعات واسعة منها تتأثر بـ«إعلام وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الرقمية» أكثر مما تتأثر بوسائل الإعلام التقليدية.
وفيما يلي، أبرز ما تضمنه اللقاء مع الوزير بوسليماني، في العاصمة التونسية:

رسالة الجزائر

> حضرة الوزير، ما الرسالة التي أرادت الجزائر توجيهها من خلال التوصيات والاقتراحات، التي تقدمت بها ورقتها في المؤتمر السنوي الثاني للإعلام العربي، الذي نظمه اتحاد إذاعات الدول العربية بحضور مئات من الخبراء العرب والأجانب والمشرفين على قطاعات الإعلام وتكنولوجيا الاتصال والعمل العربي المشترك ونخبة من الوزراء؟
- الجزائر التي ترأس هذا العام القمة العربية تسعى إلى أن تبادر الحكومات ومؤسسات صنع القرار ومؤسسات العمل المشترك العربية إلى اعتماد استراتيجية وخطة عمل واضحتين؛ وذلك لكسب رهان التقدم التكنولوجي والرقمي وتجاوز سياسات ردود الفعل الظرفية على التحديات الخارجية، بدءاً من قطاع الإعلام والاتصال والتكنولوجيات الرقمية. إن إدراك الجزائر حجم التحديات التي يواجهها الإعلام العربي، بسبب الهوة الرقمية والهجمات السيبرانية، يدفعنا إلى حث الدول العربية على وضع تصور شامل وموحّد في إطار تعاون عربي مشترك، وأيضاً مواجهة الهيمنة الرقمية لكبرى الشركات الإعلامية العالمية بهدف حماية مصالح الدول العربية واقتصادها وقيم مجتمعاتها ومؤسسات التعليم والثقافة فيها.
> هل من خطوات عملية في هذا الاتجاه؟
- إننا نسعى إلى مواكبة المتغيرات دولياً في قطاعات الاتصال والاقتصاد الرقمي والتقدم التكنولوجي... ومع أن الجزائر تنوه بالتقدم الذي حققته بعض الدول بصفة فردية في معركتها ضد الهجمات السيبرانية والتخلف، فإننا نرى الحاجة الضرورية بالنسبة لكل الدول العربية إلى مزيد التنسيق بينها وبين مؤسساتها العلمية والإعلامية ومنظمات العمل المشترك لكسر الهيمنة الرقمية العالمية من قبل بعض الشركات والأفراد. نحن اليوم نعيش مرحلة أصبح فيها العالم يعيش حقبة التقدم الرقمي، بينما توجه الجمهور إلى المنصات الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي على حساب سوق الصحف والقنوات الإذاعية والتلفزيونية التقليدية بما فيها تلك التي تصله عبر الأقمار الصناعية.

الشكل والمحتوى

> وهل – في رأيك - يمكن أن تؤدي الاستراتيجية الاتصالية والتكنولوجية المقترحة في مرحلة الرقمنة إلى سياسات إعلامية جديدة، عربياً ومغاربياً، تشمل السياسات التعديلية لمضمون وسائل التواصل الرقمية وبقية وسائل الإعلام... أم سيقتصر الأمر على إجراءات عابرة ذات صبغة تكنولوجية هدفها تخفيف الفوارق بين الدول الغنية والفقيرة في مجال مواكبة الثورة الرقمية؟
- في الحقيقة، التحديات الماثلة أمامنا خطيرة جداً... ولها انعكاسات على الأمن القومي وعلى توجهات الأجيال الجديدة، خصوصاً الشباب والأطفال. هذا الواقع يفرض علينا اتخاذ خطوات جدية للحد من الأضرار الناجمة عنها من خلال وضع استراتيجية موحدة في التعامل مع الشركات العالمية للرقمنة والإعلام، بما في ذلك ما يتعلق بالمضامين ومحتوى المادة الإعلامية التي يجري تسويقها، كذلك يجب اتخاذ قرارات عربية مشتركة وسريعة وناجعة في هذه السبيل، مع الاستفادة من توصيات المؤتمرات السابقة لمؤتمرات القمة العربية واجتماعات مؤسسات العمل العربي المشترك، بما فيها الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب واتحاد إذاعات الدول العربية.

مراجعة القوانين والتشريعات

> لكن ما هي بالتحديد الخطوات العملية المطلوبة لضمان كسب العرب، شعوباً ودولاً، هذه «الحروب الجديدة» التي تقودها شركات اقتصادية عالمية عبر سلاح الإعلام وليس الأسلحة القتالية التقليدية؟
- في اعتقادي المطلوب مراجعة الدول العربية للعديد من قوانينها وتشريعاتها، ومن ضمنها قانون حماية البيانات الشخصية وقوانين الأمن السيبراني والهوية الرقمية، ويضاف إلى ما تقدم كل ما يخص التطور التكنولوجي من أنظمة وتشريعات لضمان الحماية الرقمية للجميع. وفي هذا السياق، لا بد لي من التشديد على أن تبادل الخبرات والتجارب بين الدول العربية في مواجهة مخاطر الجرائم السيبرانية، ووضع آليات عمل عربية صارمة، من الخطوات العملية التي ستمكننا من تحقيق الحماية اللازمة من أي اختراق للشبكات المحلية والإقليمية، ومن ثم، تأمين سلامتها.
> ولكن في هذا السياق، كيف ستنهض الجزائر، بالذات، في هذا الشأن؟
- إن الجزائر التي نجحت في تنظيم أول قمة عربية رقمية خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ليست فيها أية وثيقة ورقية، ولن تدخر جهداً لإنجاح الجهود المشتركة لمجابهة الهيمنة الرقمية العالمية... وتماشياً مع هذا المسار، بدأت الجزائر استحداث منظومة قانونية ملائمة، وإيجاد مؤسسات متخصصة تُعنى بضمان أمن البيانات ومصداقية المعلومات، وتفعيل دور الإعلام بما فيه الرقمي لا سيما عن طريق التكوين.
> كيف كان انطباعكم عن فعاليات المؤتمر العربي للإعلام في نسخته السنوية الثانية؟ وما آفاق العلاقات بين تونس والجزائر في هذه المرحلة التي تمر فيها تونس والمنطقة بمتغيرات سريعة وغموض؟
- كان هناك تقدير للجهود الحثيثة ومساعي جامعة الدول العربية لتوحيد الصف العربي في التعامل مع عمالقة التكنولوجيا ومواجهة الهيمنة الرقمية التي تفرضها هذه الشركات العالمية... ويسعدني أن أحيي ضمن هذا الإطار جهود اتحاد إذاعات الدول العربية في تنظيم هذا المؤتمر الثاني وحسن اختيار موضوعه. أما على صعيد العلاقات بين تونس والجزائر فإن هذه العلاقات ممتازة، واستدل على ذلك بتنويه رئيسي البلدين الشقيقين وكبار المسؤولين فيهما بها. وأنا شخصياً أتوقع أن تتطور العلاقات التونسية الجزائرية إيجابياً بنسق أسرع في المرحلة المقبلة... أنا أعدّ واقع العلاقات التونسية - الجزائرية ومستقبلها نموذجياً... وسيكون على أحسن ما يرام.

محمد بوسليماني

الوزير محمد بوسليماني، وزير الاتصال في الحكومة الجزائرية، من مواليد مدينة الجزائر العاصمة يوم 25 نوفمبر 1956. يحمل شهادة الإجازة (الليسانس) في العلوم السياسية وعلوم الإعلام. في مسيرته الوظيفية، عمل صحافياً في المجال الرياضي لعدة سنوات، وتولى لاحقاً المناصب التالية:

> متصرف إداري في وزارة الإعلام 1985 - 1989.
> رئيس مكتب في وزارة الإعلام 1989 - 1991.
> رئيس مكتب الصحافة الوطنية في المجلس الأعلى للإعلام 1991 - 1994.
> رئيس مكتب المجلة الصحافية في وزارة الاتصال 1994 - 1995.
> نائب مدير الصحافة المكتوبة الأجنبية في وزارة الاتصال 1995 - 1996
> عضو لجنة العمل الإعلامي الموجّه نحو الخارج 1995.
> نائب مدير العمل الموجه نحو الخارج في وزارة الاتصال والثقافة 1996 - 1997.
> مدير التعاون والتبادل في وزارة الاتصال والثقافة 1998 - 2004.
> مدير التعاون والتبادل في وزارة الاتصال 2004 - 2011.
> أمين عام وزارة الاتصال 2011 - 2013.
> وزير الاتصال منذ نوفمبر 2021.


مقالات ذات صلة

«انتصار للبيت الأبيض»... صحف تحلل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

المشرق العربي نازحون في أثناء عودتهم إلى قراهم بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» الذي دخل حيز التنفيذ يوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024... الصورة في أبلح شرقي لبنان (أ.ب)

«انتصار للبيت الأبيض»... صحف تحلل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان

رأى موقع «بوليتيكو» أن اتفاق وقف إطلاق النار «انتصار كبير للبيت الأبيض»، وقالت «نيويورك تايمز» إن بايدن يريد تذكّره بأنه وضع الشرق الأوسط على طريق تسوية دائمة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
آسيا خلال احتجاج نظمته حركة «طالبان» في أفغانستان (رويترز - أرشيفية)

إحصاء 336 اعتداءً ضد الصحافيين في 3 سنوات من حكم «طالبان» في أفغانستان

أفادت الأمم المتحدة، الثلاثاء، بأنها سجّلت 336 اعتداءً على صحافيين وعاملين في وسائل إعلام منذ عودة «طالبان» لحكم أفغانستان في أغسطس 2021.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا مبنى التلفزيون المصري في ماسبيرو (الهيئة الوطنية للإعلام)

تشكيلة جديدة للهيئات الإعلامية بمصر وسط ترقب لتغييرات

استقبلت الأوساط الإعلامية والصحافية المصرية، التشكيلة الجديدة للهيئات المنظمة لعملهم، آملين في أن تحمل معها تغييرات إيجابية.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
المشرق العربي المسؤول الإعلامي في «حزب الله» محمد عفيف خلال مؤتمر صحافي بالضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب) play-circle 00:40

محمد عفيف... صوت «حزب الله» وحائك سياسته الإعلامية

باغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف تكون إسرائيل انتقلت من اغتيال القادة العسكريين في الحزب إلى المسؤولين والقياديين السياسيين والإعلاميين.

بولا أسطيح (بيروت)
يوميات الشرق «SRMG Labs» أكثر الوكالات تتويجاً في مهرجان «أثر» للإبداع بالرياض (SRMG)

«الأبحاث والإعلام» تتصدّر مهرجان «أثر» للإبداع بـ6 جوائز مرموقة

حصدت «SRMG Labs»، ذراع الابتكار في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، 6 جوائز مرموقة عن جميع الفئات التي رُشّحت لها في مهرجان «أثر» للإبداع.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

تميم فارس: «ديزني+» تعرض محتوى يلائم ثقافة المنطقة ويحترمها ويراعيها... ونعمل على توسيع شراكاتنا

شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)
شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)
TT

تميم فارس: «ديزني+» تعرض محتوى يلائم ثقافة المنطقة ويحترمها ويراعيها... ونعمل على توسيع شراكاتنا

شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)
شعار "ديزني +" كما بدا في مناسبة الاطلاق قبل سنتين في دار الأوبرا بدبي (رويترز)

شدد تميم فارس، رئيس «ديزني+» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خلال لقاء مع «الشرق الأوسط»، على أن منصة «ديزني+» مهتمة بالعمل على «تقديم محتوى يلائم ويحترم ويراعي الثقافة المحلية للجمهور» في المنطقة. وأشار إلى أن «ديزني+» ماضية قدماً ليس فقط في تقديم أفلام ومسلسلات مشهورة مع ضمان ملاءمتها واحترامها للثقافة المحلية، بل إن «جميع المحتوى الموجه إلى الجمهور تجري مراجعته بدقة لتحقيق هذه الغاية».

تميم استهلّ اللقاء بقوله «أولاً وقبل كل شيء، يسعدني أننا أطلقنا منصة هنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فهذه المنطقة غنية بالثقافة والتراث والتقاليد. ولقد كان بمثابة حلم يتحقق أن نقدّم هذا المحتوى المميز إلى الجمهور المحلي العاشق للسينما والترفيه».

وتابع، من ثم، ليتطرّق إلى مواجهة بعض التحديات خلال هذه الرحلة فيقول: «ونحن بعد سنتين تقريباً على إطلاق (ديزني+)، نواصل - مثلاً - التعلّم من جمهورنا، وتنقيح محتوى المنصة؛ كي يراعي الثقافة المحلية للمشاهدين في المملكة العربية السعودية. ويشمل هذا نهجنا المحلي للمحتوى، وهذه أولوية كبيرة بالنسبة لنا».

إطلاق «ديزني+»

تميم فارس شرح أن «ديزني+» منصة توفّر خدمة عرض المحتوى الترفيهي حول العالم، منذ إطلاقها في عام 2022 في 16 سوقاً ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأنها «تعرض مجموعة واسعة من أشهر القصص من إنتاج شركة (والت ديزني)، بما في ذلك الأفلام والمسلسلات والأفلام الوثائقية والأعمال الأصلية الحصرية من إنتاج (ديزني) و(بيكسار) و(مارفل) و(ستار وورز) و(ناشيونال جيوغرافيك) وغيرها الكثير».

ثم ذكر أن كثيرين اعتادوا مشاهدة الأفلام الكلاسيكية من «ديزني» بدءاً بـ«الأسد الملك» و«علاء الدين»، ووصولاً إلى «موانا» و«إنكانتو». بالإضافة إلى عرض هذه الأفلام العائلية المفضلة على «ديزني+»، فهي متوافرة كذلك للمشاهدة بخياري الدبلجة باللهجة المصرية أو اللغة العربية الفصحى المعاصرة.

وبعدها علّق من واقع تجربته الشخصية: «أنا مثلاً، نشأت على مشاهدة الكثير منها مدبلجاً بصوت أشهر الممثلين والممثلات مثل محمد هنيدي ومنى زكي وعبلة كامل وخالد صالح، والآن أُتيحت لي فرصة مشاهدتها مرة أخرى مع ابني زين على المنصة».

ثم لفت إلى أن «ديزني+» تقدّم محتوى جديداً باستمرار، بما في ذلك الإصدارات السينمائية الحديثة والضخمة الصيفية، وكان آخرها فيلم «قلباً وقالباً 2» من إنتاج «ديزني» و«بيكسار» على «ديزني+» في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي. وأفاد بأن «هذا الفيلم تصدّر قائمة أفلام الأنيميشن الأعلى تحقيقاً للإيرادات على الإطلاق، وجارٍ الآن عرضه حصرياً على (ديزني+)... وفي الواقع، يجري عرض أعمال (ديزني) السينمائية كافّة على منصة (ديزني+) في نهاية المطاف».

تميم فارس، رئيس "ديزني+" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (ديزني)

التكيّف مع المشهد التنظيمي الإقليمي

من جانب آخر، بالنسبة إلى الامتثال للقوانين المحلية للبث، أكد تميم فارس أن «فريقنا الإقليمي في (ديزني+) يقدّر الثقافة العربية تماماً، وأنا بصفتي أباً عربياً، أشارك تجربة شخصية مع ابني زين البالغ من العمر 7 سنوات؛ إذ نشاهد المحتوى معاً أو يشاهده بمفرده أحياناً. لذلك، أحرص على أن يكون ما يشاهده آمناً ومناسباً لثقافتنا العربية، ويتماشى مع قيمنا وتقاليدنا وأعرافنا».

وأردف: «وكما ذكرت سابقاً... المحتوى هو الركيزة الأساسية لكل ما نقدّمه. ومنذ إطلاق المنصة، أنشأنا فريق امتثال متخصصاً على المستوى المحلي، وهو الفريق المسؤول عن مشاهدة المحتوى المعروض ومراجعته وفحصه بدقة. ولا يُجاز شيء إلا بعد تأكد هذا الفريق من أن كل كلمة تُنطق أو تُترجم أو تُدبلج تتوافق أو يتوافق مع قيمنا العربية وتقاليدنا. ولا بد أن يتوافق المحتوى الموجه إلى الجمهور الأصغر سناً مع هذه الإرشادات ليصار إلى عرضه على (ديزني+)».

وفي الاتجاه نفسه ركّز تميم على أنه «بالإضافة إلى فريقنا، ونظراً إلى أنني أب عربي لابن صغير، أدرك أن ابني يستطيع مشاهدة مسلسلاته وأفلامه المفضلة ضمن بيئة آمنة ومناسبة لكل أفراد العائلة من دون استثناء، وذلك من خلال تمكين الوالدين من ضبط إعدادات المشاهدة بسهولة مطلقة لمراقبة المحتوى الذي يشاهده الأطفال، بما في ذلك خيار إعداد حسابات خاصة بهم وحمايتها من خلال رمز سري».

وأضاف شارحاً: «وحقاً، نحن نولي أهمية قصوى للحفاظ على صدقنا وأصالتنا تجاه جمهورنا العربي، ونلتزم بتقديم محتوى عالي الجودة يتماشى مع قيمنا العربية الأصيلة. وبصفتي أباً، أشعر بالطمأنينة لمعرفة أن أطفالي يستمتعون بمحتوى آمن ومناسب لأعمارهم».

استراتيجيات «ديزني+» في المنطقة

وحول استراتيجيات «ديزني+» في منطقة الشرق الأوسط، أوضح أن المحتوى الذي تقدمه المنصة كفيلٌ بالتأكيد على مدى نجاحها، وقال: «منصة (ديزني+) تعرض ثمانية من أفضل عشرة أفلام تحقق أعلى مستوى مبيعات حول العالم التي تُعرض تقريباً معظمها بشكل حصري على (ديزني+)، ويمكن لمشاهدي المنصة مشاهدة آلاف المسلسلات والأفلام من إنتاج (ديزني) و(بيكسار) و(مارفل) و(ستار وورز) و(ناشيونال جيوغرافيك) والمحتوى الترفيهي للبالغين من (ستار). إننا نقدم حقاً المحتوى الذي يناسب تفضيلات الجميع من الفئات العمرية كافّة ومختلف شرائح المجتمع».

وزاد: «إننا نحرص دوماً على عرض الأعمال الجديدة على منصتنا، لكننا ندرك في الوقت نفسه أن خيارات مشاهدينا المفضلة تتغيّر وتتوسع لتشمل رغبتهم في مشاهدة المحتوى العالمي أيضاً». وتابع: «لقد بادرنا مثلاً إلى تنظيم مجموعات متخصصة في الكثير من المدن السعودية، للتفاعل مع المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي والوقوف على المحتوى الذي يشاهدونه عبر المنصة. وفي الوقت نفسه، نحرص دوماً على الاستفادة من عملائنا المحليين والارتقاء بإمكاناتنا والمحتوى الذي نقدمه إليهم؛ كي ننجح في توفير خدمات تلبي احتياجات المنطقة».

المحتوى المحلي

تميم فارس قال إن «ديزني+» تتطلع لمزيد من الأعمال والإنتاجات التي تعزّز مكانتها في المنطقة، وبالتحديد على المستوى المحلي، «على سبيل المثال، أعلنا شعارنا الجديد الذي يضم للمرة الأولى على الإطلاق كلمة (ديزني) باللغة العربية. وبادرنا إلى إطلاق أول حملة إعلانية ننتجها محلياً على الإطلاق، ويشارك فيها فريق عمل سعودي بامتياز يضم أشهر صناع المحتوى المحليين، لتعزيز شعور المشاهدين على مستوى المنطقة بالشمولية والانتماء».

ثم أضاف: «وثانياً هناك المحتوى الذي تقدّمه المنصة؛ حيث نؤكد مواصلة التزامنا بتقديم محتوى جديد ومتنوع والحفاظ على مكانتنا الحالية، من خلال إضافة أعمال جديدة إلى مكتبتنا الضخمة من المحتوى الذي نعرضه للمشاهدين كل يوم... ونحرص على تقديم المحتوى الترفيهي الذي يرتقي إلى مستوى تطلعات المشاهدين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتفضيلاتهم، بدءاً من الأعمال العالمية التي تحقق نجاحاً كبيراً وصولاً إلى المحتوى المحلي المدبلج باللغة العربية».

ومع تشديده على أن جميع الأفلام والمسلسلات والبرامج التي تُعرض على «ديزني+» تتوافق بالكامل مع المتطلبات التنظيمية المحلية السعودية، أوضح تميم أن المنصة تسعى باستمرار إلى عقد مزيد من الشراكات مع أبرز الشركات المزودة لخدمات الاتصالات، مثل شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو»، وشركة اتصالات «زين» في الكويت، لتوفير مجموعة من خيارات الاشتراك، وتتطلّع إلى مواصلة عقد مزيد من الشراكات خصوصاً في السعودية في المستقبل القريب.

واختتم بتسليط الضوء على عروض الأفلام الوثائقية المرتبطة بالمنطقة، فقال: «نعرض حالياً فيلم (كنوز الجزيرة العربية المنسية) على منصة (ناشيونال جيوغرافيك)، لتمكين المشاهدين من رؤية ثقافتهم الغنية وتراثهم العريق من زاوية مختلفة، وننظر أيضاً في فرص توسيع نطاق المحتوى الذي نقدمه إلى المشاهدين، من خلال بناء شراكات واتفاقيات تعاون مع مجموعة محلية من صناع المحتوى وشركات الإنتاج».