مسؤولة أميركية تبحث في الجزائر انتشار السلاح بالساحل

قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تقوم بدوريات أمنية في مالي (أ.ف.ب)
قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تقوم بدوريات أمنية في مالي (أ.ف.ب)
TT

مسؤولة أميركية تبحث في الجزائر انتشار السلاح بالساحل

قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تقوم بدوريات أمنية في مالي (أ.ف.ب)
قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تقوم بدوريات أمنية في مالي (أ.ف.ب)

تبحث بوني جينكنز، وكيلة وزارة الخارجية الأميركية لضبط التسلح والأمن الدولي، بالجزائر منذ أمس ولـ3 أيام، مع كبار مسؤوليها قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب وانتشار السلاح، بمنطقة الساحل وليبيا، كما أن ملف تهديدات «فاغنر» الروسية على قمة الأجندة. وتعتبر الجزائر نفسها أكبر متضرر بالمنطقة من انتشار السلاح وتسلل الإرهابيين عبر حدودها، وذلك منذ اندلاع الأزمة في ليبيا عام 2011.
وقال مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في بيان أمس، إن السفيرة جينكنز ستلتقي بالمسؤولين الحكوميين الجزائريين «في إطار زيارة عمل تخص قضايا الأمن المختلفة، والحد من انتشار الأسلحة ومراقبتها». وأكد البيان أن مباحثاتها مع المسؤولين الحكوميين الجزائريين «ستتناول القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة الجهود الهادفة لتعميق التعاون الثنائي في مجال الأمن، وهذا بهدف مواجهة التحديات ذات الصلة بالأمن الإقليمي». مشيراً إلى أن مساعدة وزير الخارجية ستلتقي بسفراء البلدان «التي تشترك معنا في نفس الأفكار»، المعتمدين بالجزائر، لـ«بحث مسائل الأمن بالمنطقة». ويفهم من ذلك أن لقاءاتها ستكون مع سفراء بلدان الساحل الأفريقي، وتونس وليبيا وموريتانيا.
كما أن الزيارة تأتي في ظروف تتميز بتوتر حاد بين الجزائر والمغرب، وبانتشار ميليشيات «فاغنر» في بعض دول أفريقيا، خصوصاً مالي، ما يشكل مصدر قلق بالغ لواشنطن. ويتوقع مراقبون أن تبلغ المسؤولة الأميركية المسؤولين الجزائريين رغبة حكومتها في التعاون معها للحد من تغلغل هذه المجموعات المسلحة المقربة من روسيا، في القارة السمراء.
ويرتقب أن تلتقي جينكنز مع وزير الخارجية رمطان لعمامرة، ورئيس أركان الجيش الفريق أول سعيد شنقريحة، مع أبرز الكوادر العسكريين بوزارة الدفاع ومسؤولي الأجهزة الأمنية. كما يرتقب أن يستقبلها الرئيس عبد المجيد تبون.
وتواجه الجزائر مخاطر وتهديدات أمنية، تتمثل في تسلل جهاديين وتسريب أسلحة حربية عبر حدودها، خصوصاً منذ بداية الأزمة في ليبيا وتدهور الوضع الأمني بمالي، حيث استقرت بشماله الحدودي مع الجزائر عناصر تنظيمات جهادية مسلحة. وتعرضت منشأة نفطية بجنوب الجزائر، لهجوم إرهابي انطلاقاً من مالي عام 2013، خلّف عشرات القتلى، أغلبهم فنيون أجانب، عقب تدخل القوات الخاصة الجزائرية لإنهاء احتجازهم.
وتأتي زيارة جينكنز الدبلوماسية ذات الأبعاد الأمنية، بعد شهر من زيارة قائد القوات الأميركية بأفريقيا (أفريكوم) الجنرال مايكل لانغلي، و3 أشهر بعد زيارة منسق «مجلس الأمن القومي» لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نورد بريت ماك غورك، ومديرة مكتب مساعد وزير الخارجية يال لامبيرت، ومدير «مجلس الأمن القومي لشمال أفريقيا» جيريمي برندت. والتقى المسؤولون الأميركيون بأبرز المسؤولين المدنيين والعسكريين الجزائريين، على رأسهم الرئيس تبون وقائد الجيش.
وفي لقائهما يوم 8 فبراير (شباط) الماضي، أبلغ رئيس الأركان الجزائري السعيد شنقريحة، قائد «أفريكوم» الجنرال لانغلي، أن بلاده «تتشبث بمبدأ عدم الانحياز وتتعامل، في إطار خدمة مصالحها، مع دول صديقة كثيرة تربطها معها علاقات عسكرية واقتصادية». مؤكداً أنها «غيورة على تاريخها الحافل بالأمجاد والبطولات، وغيورة أيضاً على استقلالها وقرارها السياسي السيد». كما أكد أن بلاده «تتعامل في إطار خدمة مصالحها، مع دول صديقة كثيرة تربطها معها علاقات عسكرية واقتصادية على غرار الولايات المتحدة الأميركية».
وتطرق شنقريحة إلى الوضع الأمني السائد على الساحة الدولية، وقال إنه «يتميز بظهور النزاعات المسلحة وتفاقم الأزمات والتوترات». مبرزاً أن «هذا الوضع ترتب عنه اضطراب النظام العالمي القائم، ما يتطلب، أكثر من أي وقت مضى، تعبئة كافة الفاعلين للانخراط في رؤية جديدة لقانون دولي أكثر إنصافاً، تسمح بضمان الاستقرار والتنمية والرفاه لكافة الشعوب دون تمييز».


مقالات ذات صلة

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

أفريقيا هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

هل تنجح دعوات استعادة الجواهر الأفريقية المرصِّعة للتاج البريطاني؟

بينما تستعد بريطانيا لتتويج الملك تشارلز الثالث (السبت)، وسط أجواء احتفالية يترقبها العالم، أعاد مواطنون وناشطون من جنوب أفريقيا التذكير بالماضي الاستعماري للمملكة المتحدة، عبر إطلاق عريضة للمطالبة باسترداد مجموعة من المجوهرات والأحجار الكريمة التي ترصِّع التاج والصولجان البريطاني، والتي يشيرون إلى أن بريطانيا «استولت عليها» خلال الحقبة الاستعمارية لبلادهم، وهو ما يعيد طرح تساؤلات حول قدرة الدول الأفريقية على المطالبة باسترداد ثرواتها وممتلكاتها الثمينة التي استحوذت عليها الدول الاستعمارية. ودعا بعض مواطني جنوب أفريقيا بريطانيا إلى إعادة «أكبر ماسة في العالم»، والمعروفة باسم «نجمة أفريقيا»، وا

أفريقيا «النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

«النقد الدولي»: أفريقيا الخاسر الأكبر من «الاستقطاب العالمي»

مع تركيز مختلف القوى الدولية على أفريقيا، يبدو أن الاقتصادات الهشة للقارة السمراء في طريقها إلى أن تكون «الخاسر الأكبر» جراء التوترات الجيو - استراتيجية التي تتنامى في العالم بوضوح منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. وتوقَّع تقرير صدر، (الاثنين)، عن صندوق النقد الدولي أن «تتعرض منطقة أفريقيا جنوب الصحراء للخسارة الأكبر إذا انقسم العالم إلى كتلتين تجاريتين معزولتين تتمحوران حول الصين وروسيا من جهة، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في المقابل». وذكر التقرير أن «في هذا السيناريو من الاستقطاب الحاد، ما يؤدي إلى أن تشهد اقتصادات أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى انخفاضا دائماً بنسبة تصل إلى 4 في الما

أفريقيا السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

السعودية والاتحاد الأفريقي يبحثان وقف التصعيد العسكري في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، وزير الخارجية السعودي، مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، اليوم (الثلاثاء)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة في السودان، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضها، بما يضمن أمن واستقرار ورفاهية البلاد وشعبها. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية السعودي، برئيس المفوضية، وتناول آخر التطورات والأوضاع الراهنة في القارة الأفريقية، كما ناقش المستجدات والموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أفريقيا «مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

«مكافحة الإرهاب» تتصدر الأجندة الأوغندية في «السلم والأمن» الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة التطرف والإرهاب، التي تؤرق غالبية دول القارة الأفريقية، الأجندة الأوغندية، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن، التابع للاتحاد الأفريقي، في شهر مايو (أيار) الجاري. ووفق المجلس، فإنه من المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة الإرهاب في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان له، أن مجلس السلم والأمن الأفريقي سيناقش نتا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أفريقيا مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

مكافحة «الإرهاب» تتصدر أجندة أوغندا في مجلس الأمن الأفريقي

تتصدر جهود مكافحة ظاهرة «التطرف والإرهاب»، التي تقلق كثيراً من دول القارة الأفريقية، أجندة أوغندا، خلال رئاستها مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، في مايو (أيار) الحالي. ومن المقرر عقد اجتماع تشاوري في بروكسل بين الاتحادين الأوروبي والأفريقي؛ لمناقشة النزاعات والأزمات في البحيرات الكبرى والقرن والساحل، والصراع المستمر في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومكافحة تمرد حركة «الشباب الإرهابية» في الصومال، والتحولات السياسية المعقدة، فضلاً عن مكافحة «الإرهاب» في بلدان منطقة الساحل، كبنود رئيسية على جدول الأعمال. وأوضح المجلس، في بيان، أنه سيناقش نتائج الحوار الوطني في تشاد، ولا سيما المسألتين ا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مجلس الشيوخ يوافق على إلغاء عقوبة الإعدام في زيمبابوي

إيمرسون منانغاغوا (أ.ف.ب)
إيمرسون منانغاغوا (أ.ف.ب)
TT

مجلس الشيوخ يوافق على إلغاء عقوبة الإعدام في زيمبابوي

إيمرسون منانغاغوا (أ.ف.ب)
إيمرسون منانغاغوا (أ.ف.ب)

وافق مجلس الشيوخ في زيمبابوي على مشروع قانون لإلغاء عقوبة الإعدام، وهي خطوة رئيسية نحو إلغاء قانون لم يستخدم في الدولة الواقعة في جنوب أفريقيا منذ ما يقرب من 20 عاماً.

وأعلن برلمان زيمبابوي، اليوم الخميس، أن أعضاء مجلس الشيوخ أقروا مشروع القانون ليلة أمس. وسيتم إلغاء عقوبة الإعدام إذا وقع الرئيس القانون، وهو أمر مرجح.

مشنقة قبل تنفيذ حكم بالإعدام (أرشيفية)

ويذكر أن زيمبابوي، الدولة الواقعة في جنوب أفريقيا، تطبق عقوبة الشنق، وكانت آخر مرة أعدمت فيها شخصاً في عام 2005، ويرجع ذلك من بين أسباب أخرى إلى أنه في وقت ما لم يكن هناك أحد على استعداد لتولي وظيفة منفذ الإعدام التابع للدولة أو الجلاد.

وكان الرئيس إيمرسون منانجاجوا، زعيم زيمبابوي منذ عام 2017، قد أعرب علناً عن معارضته لعقوبة الإعدام.

واستشهد منانغاغوا بتجربته الشخصية عندما حُكم عليه بالإعدام - الذي تم تخفيفه فيما بعد إلى السجن عشر سنوات ـ بتهمة تفجيره قطاراً في أثناء حرب الاستقلال في البلاد في ستينات القرن الماضي، وقد استخدم سلطاته بالعفو الرئاسي لتخفيف كل أحكام الإعدام إلى السجن مدى الحياة.