رئيس فريق «كاوست» للزلازل: صدع البحر الميت يتأهب لهزة أرضية كبيرة

سيجورجون جونسون قال لـ«الشرق الأوسط» إنه يمتد من هاتاي لخليج العقبة

سيجورجون جونسون الأستاذ بقسم العلوم الفيزيائية والهندسة بجامعة الملك عبد الله «كاوست»  (المصدر: كاوست)
سيجورجون جونسون الأستاذ بقسم العلوم الفيزيائية والهندسة بجامعة الملك عبد الله «كاوست» (المصدر: كاوست)
TT

رئيس فريق «كاوست» للزلازل: صدع البحر الميت يتأهب لهزة أرضية كبيرة

سيجورجون جونسون الأستاذ بقسم العلوم الفيزيائية والهندسة بجامعة الملك عبد الله «كاوست»  (المصدر: كاوست)
سيجورجون جونسون الأستاذ بقسم العلوم الفيزيائية والهندسة بجامعة الملك عبد الله «كاوست» (المصدر: كاوست)

قال سيجورجون جونسون، رئيس الفريق المعني بدراسة زلزال سوريا وتركيا في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا (كاوست)، إن الهزة الناجمة عن الزلزالين الكبيرين، اللذين شهدتهما تركيا يوم 6 فبراير (شباط) الماضي، ساعدت على ازدياد نشاط الزلازل عبر منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
وأوضح جونسون، وهو أستاذ بقسم العلوم الفيزيائية والهندسة، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك قلقاً خاصاً بشأن صدع البحر الميت، الذي يمتد من هاتاي (الطرف الجنوبي للنشاط الزلزالي الأخير في تركيا)، وصولاً إلى خليج العقبة والبحر الأحمر. ولفت إلى أن أجزاء كبيرة من هذا الصدع يمكن اعتبارها «متأهبة» لزلزال كبير، مضيفاً: «عندما يكون هناك الكثير من الزلازل الصغيرة، يكون هناك قلق من حدوث المزيد من الزلازل الكبيرة، وهذا الصدع لم يشهد زلازل كبيرة منذ مئات السنين، وبالتالي فإنه مصدر خطر كبير».
وكانت آخر الهزات الصغيرة التي سجلت بهذا الصدع يوم 16 فبراير الماضي، وكانت بقوة (3.4 ريختر) شمال البحر الميت، على عمق 7 كيلومترات، وفق بيان مرصد الزلازل الأردني التابع لوزارة الطاقة والثروة المعدنية، وقال رئيس المرصد غسان سويدان، تعليقاً على تلك الهزة، إن هذه المنطقة تشهد وبشكل دائم تسجيل هذه الهزات الأرضية، التي نادراً ما يتم الشعور بها.
عن مدى تأثر الصفيحة العربية بهذا النشاط الزلزالي، كشف جونسون عن أن دراستهم الأخيرة المنشورة في 14 مارس (آذار) من العام الماضي بدورية «التكتونية»، أثبتت أن حركة الصفيحة العربية تشهد استقراراً ملحوظاً، فهي تتحرك في الغالب مثل كتلة صلبة، وهو أمر جيد للأشخاص الذين يعيشون داخل المملكة العربية السعودية. وأوضح أن دراستهم ساعدت أيضاً على تحسين معرفتهم بكيفية تحرك الصفيحة فيما يتعلق بالصفائح المجاورة، ما وفّر معلومات أفضل عن مدى سرعة تشوه حدود الصفيحة العربية (حيث تحدث معظم الزلازل)، وهذه معلومات مهمة لتقييم مخاطر الزلازل، أي يمكنها أن تخبر عن عدد المرات التي تحدث فيها الزلازل الكبرى على طول هذه الحدود. وأضاف: «في المتوسط فإن الزلازل الكبيرة لا تحدث سوى مرة واحدة كل 200 عام أو مرة كل 500 عام، وحدث الزلزال الأخير في تركيا على الحافة الشمالية الشرقية من الصفيحة العربية، على صدع شرق الأناضول، وهو الحد الفاصل بين الصفائح التكتونية العربية والأناضولية (تركيا)، ولذلك لن تشهد تلك المنطقة زلزالاً كبيراً آخر، قبل مرور وقت طويل من الزمن».
حول الدروس العلمية المستفادة مما حدث في سوريا وتركيا، قال إنه «من المبكر بعض الشيء أن نسأل عما سنتعلمه بشكل عام من هذه الزلازل، ومع ذلك، حتى الآن، علمتنا مجموعة من البيانات والملاحظات الكثير حول ما حدث في هذين الزلزالين، ومن ذلك، الحدث النادر لوقوع هزتين رئيسيتين كبيرتين».
وأوضح العلاقة بينهما، حيث أشار إلى أن الأولى بدأت من خط الصدع الرئيسي (صدع شرق الأناضول)، ولكن بعد ذلك حدث تمزق أكثر من 300 كيلومتر في هذا الصدع، وتسببت تغيرات الإجهاد في القشرة الناتجة عن هذا الزلزال الكبير في حدوث الهزة الرئيسية الثانية».
ولا يستبعد جونسون احتمالية السفر إلى تركيا في وقت لاحق من هذا العام، لإلقاء نظرة على تمزق الصدع السطحي. وكان جونسون قد كشف، في تصريحات سابقة، عن أنهم يعتمدون حالياً في دراسة أحداث زلزال سوريا وتركيا على تحليل البيانات التي تم جمعها من الشبكات المحلية، وتحليل صور الأقمار الصناعية، من أجل إعداد نمذجة عملية تصف أحداث ما وقع بالزلزال.
عن تنبؤات المتنبئ الهولندي فرانك هوغيربيتس حول أوقات وقوع بعض الزلزال، وإن كان يتابع ما يقوله أم لا، قال: «لا أعرف هذا الشخص ولا تعليقاته، والبحث عن اسمه في (غوغل) لا يكشف عن أي شيء مفيد».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)
وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)
TT

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)
وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

في الدورة الرابعة من مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، تنافست أعمال استثنائية نقلت قصصاً إنسانية مؤثّرة عن واقع المرأة في إيران وأفغانستان. وسط أجواء الاحتفاء بالفنّ السينمائي بوصفه وسيلةً للتعبير والتغيير، قدَّم فيلما «السادسة صباحاً» للإيراني مهران مديري، و«أغنية سيما» للأفغانية رؤيا سادات، شهادتين بارزتين على تحدّيات النساء في بيئاتهن الاجتماعية والسياسية.

«السادسة صباحاً»... دراما الصراع مع السلطة

يروي الفيلم قصة «سارة»، الشابة الإيرانية التي تتأهّب لمغادرة طهران لإكمال دراستها في كندا. تتحوّل ليلة وداعها مواجهةً مفاجئةً مع «شرطة الأخلاق»؛ إذ يقتحم أفرادها حفلاً صغيراً في منزل صديقتها. يكشف العمل، بأسلوب مشوّق، الضغط الذي تعيشه النساء الإيرانيات في ظلّ نظام تحكمه الرقابة الصارمة على الحرّيات الفردية، ويبرز الخوف الذي يطاردهن حتى في أكثر اللحظات بساطة.

الفيلم، الذي أخرجه مهران مديري، المعروف بسخريته اللاذعة، يجمع بين التوتّر النفسي والإسقاطات الاجتماعية. وتُشارك في بطولته سميرة حسنبور ومهران مديري نفسه الذي يظهر بدور مفاوض شرطة يضيف أبعاداً مرعبة ومعقَّدة إلى المشهد، فيقدّم دراما تشويقية.

لقطة من فيلم «أغنية سيما» المُقدَّر (غيتي)

«أغنية سيما»... شهادة على شجاعة الأفغانيات

أما فيلم «أغنية سيما»، فهو رحلة ملحمية في زمن مضطرب من تاريخ أفغانستان. تدور الأحداث في سبعينات القرن الماضي، حين واجهت البلاد صراعات سياسية وآيديولوجية بين الشيوعيين والإسلاميين. يتبع العمل حياة «ثريا»، الشابة الشيوعية التي تناضل من أجل حقوق المرأة، وصديقتها «سيما»، الموسيقية الحالمة التي تبتعد عن السياسة.

الفيلم، الذي أخرجته رؤيا سادات، يستعرض العلاقة المعقَّدة بين الصديقتين في ظلّ انقسام آيديولوجي حاد، ويُظهر كيف حاولت النساء الأفغانيات الحفاظ على شجاعتهن وكرامتهن وسط دوامة الحرب والاضطهاد. بأداء باهر من موزداح جمال زاده ونيلوفر كوخاني، تتراءى تعقيدات الهوية الأنثوية في مواجهة المتغيّرات الاجتماعية والسياسية.

من خلال هذين الفيلمين، يقدّم مهرجان «البحر الأحمر» فرصة فريدة لفهم قضايا المرأة في المجتمعات المحافظة والمضطربة سياسياً. فـ«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة، مع الإضاءة على دور الفنّ الحاسم في رفع الصوت ضدّ الظلم.

في هذا السياق، يقول الناقد السينمائي الدكتور محمد البشير لـ«الشرق الأوسط»، إنّ فيلم «السادسة صباحاً» ينساب ضمن وحدة زمانية ومكانية لنقد التسلُّط الديني لا السلطة الدينية، واقتحام النيات والمنازل، وممارسة النفوذ بمحاكمة الناس، وما تُسبّبه تلك الممارسات من ضياع مستقبل الشباب، مثل «سارة»، أو تعريض أخيها للانتحار. فهذه المآلات القاسية، مرَّرها المخرج بذكاء، وبأداء رائع من البطلة سميرة حسنبور، علماً بأنّ معظم الأحداث تدور في مكان واحد، وإنما تواليها يُشعر المُشاهد بأنه في فضاء رحب يحاكي اتّساع الكون، واستنساخ المكان وإسقاطه على آخر يمكن أن يعاني أبناؤه التسلّط الذي تعيشه البطلة ومَن يشاركها ظروفها.

على الصعيد الفنّي، يقول البشير: «أجاد المخرج بتأثيث المكان، واختيار لوحات لها رمزيتها، مثل لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي للهولندي يوهانس فيرمير، ورسومات مايكل أنجلو على سقف كنيسة سيستينا في الفاتيكان، وغيرها من الرموز والاختيارات المونتاجية، التي تبطئ اللقطات في زمن عابر، أو زمن محدود، واللقطات الواسعة والضيقة».

يأتي ذلك تأكيداً على انفتاح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي»، ومراهنته على مكانته المرتقبة في قائمة المهرجانات العالمية، وترحيبه دائماً بكل القضايا المشروعة.

ونَيل «أغنية سيما» و«السادسة صباحاً» وغيرهما من أفلام هذه الدورة، التقدير، وتتويج «الذراري الحمر» للتونسي لطفي عاشور بجائزة «اليُسر الذهبية»، لتقديمه حادثة واقعية عن تصفية خلايا إرهابية شخصاً بريئاً... كلها دليل على أهمية صوت السينما التي أصبحت أهم وسيلة عصرية لمناصرة القضايا العادلة متى قدّمها مُنصفون.

وأظهر المهرجان الذي حمل شعار «للسينما بيت جديد» التزامه بدعم الأفلام التي تحمل قضايا إنسانية عميقة، مما يعزّز مكانته بوصفه منصةً حيويةً للأصوات المبدعة والمهمَّشة من مختلف أنحاء العالم.