بريطانيا تمدد دعم فواتير الطاقة 3 أشهر

دعوات لضرورة البدء في إبطاء وتيرة رفع الفائدة

أحد أحياء جنوب العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
أحد أحياء جنوب العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
TT

بريطانيا تمدد دعم فواتير الطاقة 3 أشهر

أحد أحياء جنوب العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
أحد أحياء جنوب العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

ذكرت صحيفة «تايمز» البريطانية يوم الجمعة، أن وزير المالية البريطاني جيريمي هانت، من المقرر أن يمدد دعم فواتير الطاقة المنزلية لمدة 3 أشهر بعد شهر أبريل (نيسان) المقبل، في خطوة من شأنها أن تخفف ضغوط تكاليف المعيشة في البلاد.
ومن المقرر خفض الدعم الحكومي بدءاً من الشهر المقبل، وهو ما يعني ارتفاع متوسط الفواتير السنوية إلى 3000 جنيه إسترليني (3594 دولاراً)، من مستوى متوسط يبلغ 2500 جنيه حالياً. ومن المقرر أن يلقي هانت بياناً بشأن الموازنة في 15 مارس (آذار) الحالي.
وقال مصدر مطلع إن هانت يعتزم بذلك تمديد حماية المواطنين البريطانيين من ارتفاع أسعار الطاقة. ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن المصدر القول إن هانت طالب شركات الطاقة البريطانية بالاستعداد من أجل تمديد العمل ببرنامج ضمان فواتير الطاقة.
وقاوم هانت في السابق، الدعوات لتمديد برنامج دعم فواتير الطاقة، وقال الشهر الماضي، إنه مكلف للغاية بالنسبة للخزانة العامة... لكنه منذ ذلك الوقت، يتعرض لضغوط قوية من جانب منظمات الدفاع عن المستهلكين والجمعيات الخيرية من أجل تمديده، في ظل تصاعد التحذيرات من أن إلغاء البرنامج سيدفع بمزيد من البريطانيين إلى دائرة الفقر.
وفي غضون ذلك، صرح مايكل ساوندرز، العضو السابق بلجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا (البنك المركزي البريطاني)، بأنه يؤيد الآن إبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة في البلاد.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن ساوندرز، الذي انتهت فترة ولايته باللجنة في أغسطس (آب) الماضي، قوله إنه لو كان لا يزال عضواً في اللجنة التي تضم 9 أعضاء، لكان صوت لصالح رفع الفائدة بواقع ربع نقطة لتصل إلى 4.25 بالمائة. وأضاف أن أسرع دورة للتشديد المالي تم تطبيقها في بريطانيا خلال 3 عقود بدأت تؤتي ثمارها على الاقتصاد، وأن المسؤولين أصبح أمامهم عمل قليل لكبح جماح التضخم.
وأوضح ساوندرز في مقابلة مع «بلومبرغ يو كيه»: «استناداً إلى الدلائل المتاحة لدينا حتى الآن، قبل عدة أسابيع من انعقاد الاجتماع المقبل للجنة السياسة النقدية، فإنني على الأرجح كنت سأصوت لصالح رفع الفائدة، ولكن بنسبة أقل مثل 25 نقطة أساس، بدلاً من 50 أو 75 نقطة، مثلما كنا نفعل خلال الربعين السنويين الماضيين». وأضاف: «لا أعتقد أننا بحاجة للقيام بأكثر من ذلك».
وكان هوو بيل، كبير المحللين الاقتصاديين لدى بنك إنجلترا، صرح يوم الخميس، بأن اقتصاد بريطانيا حقق تعافياً «أقوى قليلاً من التوقعات» خلال الشهر الماضي، في حين جاء نمو الأجور أقوى مما كان يعتقد. وقال بيل، بحسب التصريحات التي نشرها بنك إنجلترا، إن «المؤشرات التي أصبحت متاحة منذ نشر التوقعات (في الشهر الماضي) أشارت إلى ارتفاع البيانات الاقتصادية، مما يؤكد أن زخم النشاط الاقتصادي الحالي أقوى قليلاً من التوقعات». وأضاف: «على سبيل المثال، أشار تقرير نمو أجور القطاع الخاص الذي نشر بعد نشر توقعات البنك المركزي إلى ارتفاع طفيف في معدل نمو الأجور».
وفي الوقت نفسه، حذر بيل من أن الشركات قد تتحرك نحو زيادة الأسعار لاسترداد التكاليف والمضي قدماً في تحسين هوامش أرباحها. وكان بنك إنجلترا قد رفع سعر الفائدة القياسي بواقع 390 نقطة أساس منذ أواخر 2021، ليصل إلى 4 بالمائة، في أعلى معدل له منذ عام 2008.


مقالات ذات صلة

مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

الاقتصاد مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

مليون طفل بريطاني جائع... ودعوات لتحرك عاجل

قالت أكبر شبكة لبنوك الطعام في بريطانيا إن عدد الطرود الغذائية التي وزعتها زاد 37 بالمائة إلى مستوى قياسي بلغ ثلاثة ملايين طرد في عام حتى مارس (آذار) الماضي، إذ يعاني عدد متزايد من الناس بسبب أزمة ارتفاع تكاليف المعيشة. وقالت «ذا تراسل تراست» التي تدعم 1300 مركز لبنوك الطعام في أنحاء المملكة المتحدة، يوم الأربعاء، إن أكثر من مليون طرد غذائي جرى تقديمها لأطفال، بزيادة نسبتها 36 بالمائة خلال عام واحد. وأضافت أنه على مدار عام لجأ 760 ألف شخص لأول مرة إلى بنوك الطعام التابعة لها، بزيادة 38 بالمائة على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»: على البريطانيين القبول بصعوباتهم المالية

أكد كبير الاقتصاديين في «بنك إنجلترا»، اليوم (الثلاثاء)، أنه يتعين على البريطانيين القبول بتراجع قدرتهم الشرائية في مواجهة أزمة تكاليف المعيشة التاريخية من أجل عدم تغذية التضخم. وقال هيو بيل، في «بودكاست»، إنه مع أن التضخم نجم عن الصدمات خارج المملكة المتحدة من وباء «كوفيد19» والحرب في أوكرانيا، فإن «ما يعززه أيضاً جهود يبذلها البريطانيون للحفاظ على مستوى معيشتهم، فيما تزيد الشركات أسعارها ويطالب الموظفون بزيادات في الرواتب». ووفق بيل؛ فإنه «بطريقة ما في المملكة المتحدة، يجب أن يقبل الناس بأن وضعهم ساء، والكف عن محاولة الحفاظ على قدرتهم الشرائية الحقيقية».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد «ستاندارد آند بورز» ترفع تقديراتها لآفاق الدين البريطاني

«ستاندارد آند بورز» ترفع تقديراتها لآفاق الدين البريطاني

رفعت وكالة التصنيف الائتماني «ستاندارد آند بورز» (إس آند بي) تقديراتها لآفاق الدين البريطاني على الأمد الطويل من «سلبية» إلى «مستقرة»، مؤكدة أنها لا تفكر في خفضها في الأشهر المقبلة، وأبقت على درجتها لتصنيف الدين السيادي (إيه إيه/إيه-1). وقالت الوكالة في بيان، إن هذه النظرة المستقرة «تعكس الأداء الاقتصادي الأخير الأمتن للمملكة المتحدة واحتواء أكبر للعجز في الميزانية خلال العامين المقبلين». وأكدت خصوصاً أن «الإجراءات السياسية للحكومة على جبهة العرض وتحسن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي يمكن أن يدعما آفاق النمو على الأمد المتوسط رغم القيود الهيكلية الحالية»، لكن الوكالة حذرت من «المخاطر الناشئة عن ا

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ثقة المستهلك البريطاني لأعلى معدلاتها منذ حرب أوكرانيا

ثقة المستهلك البريطاني لأعلى معدلاتها منذ حرب أوكرانيا

ارتفع مؤشر ثقة المستهلك في بريطانيا خلال أبريل (نيسان) الجاري إلى أعلى معدلاته منذ نشوب حرب أوكرانيا. وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن مؤشر ثقة المستهلك الذي تصدره مؤسسة «جي إف كيه» للأبحاث التسويقية ارتفع في أبريل الجاري ست نقاط، ليصل إلى سالب ثلاثين، ليسجل بذلك ثالث زيادة شهرية له على التوالي، وأعلى ارتفاع له منذ 14 شهرا. وتعكس هذه البيانات أن المستهلك البريطاني أصبح أكثر حماسا بشأن الآفاق الاقتصادية وأكثر استعدادا للإنفاق على مشتريات أكبر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بريطانيا متفائلة بـ«نمو صفري»

بريطانيا متفائلة بـ«نمو صفري»

رغم أن الاقتصاد البريطاني لم يسجل أي نمو خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، قال وزير المالية البريطاني جيريمي هانت يوم الخميس، إن التوقعات الاقتصادية «أكثر إشراقاً مما كان متوقعاً»، مضيفاً أنه من المفترض أن تتجنب البلاد الركود. وأظهرت بيانات رسمية، أن الاقتصاد البريطاني فشل في تحقيق النمو كما كان متوقعاً في فبراير؛ إذ أثرت إضرابات العاملين في القطاع العام على الإنتاج، لكن النمو في يناير (كانون الثاني) كان أقوى مما يُعتقد في البداية؛ مما يعني تراجع احتمالية حدوث ركود في الربع الأول قليلاً. وقال مكتب الإحصاءات الوطنية يوم الخميس، إن الناتج الاقتصادي لم يشهد تغيراً يذكر على أساس شهري في فبراير.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«الفيدرالي» يُخفّض الفائدة مجدداً... وعودة ترمب ترفع الضغوط عليه

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» يُخفّض الفائدة مجدداً... وعودة ترمب ترفع الضغوط عليه

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)

خفّض «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس؛ استجابةً للتباطؤ المستمر في ضغوط التضخم، التي أثارت استياء كثير من الأميركيين، وأسهمت في فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية.

وكعادته، يكتسب اجتماع «الاحتياطي الفيدرالي» أهمية؛ حيث يترقبه المستثمرون والأسواق لمعرفة مقدار الخفض الذي سيطال الفائدة لما تبقى هذا العام والعام المقبل، لكن أهميته هذه المرة كانت مضاعفة، كونها تأتي غداة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة التي أفضت إلى فوز الجمهوري دونالد ترمب، المعروف بانتقاداته للسياسة النقدية المتبعة عموماً، ولرئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، خصوصاً.

ونقلت «سي أن أن» عن مستشار كبير لترمب أنه من المرجح أن يسمح الأخير لباول بقضاء بقية فترة ولايته التي تنتهي في مايو (أيار) 2026، بينما يواصل سياسته في خفض أسعار الفائدة.

وجاء خفض 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.5 في المائة - 4.75 في المائة، بعدما خفّض في سبتمبر (أيلول) الماضي سعر الفائدة بمقدار بواقع 50 نقطة أساس.

وبعد نتائج الانتخابات، عزز المستثمرون رهاناتهم على الأصول التي تستفيد من فوز المرشح الجمهوري، أو ما يعرف باسم «تجارة ترمب»، التي تستند إلى توقعات بنمو اقتصادي أسرع، لكنها قد تؤدي أيضاً إلى تضخم أعلى.

وقفزت عوائد السندات الأميركية طويلة الأجل بنحو 20 نقطة أساس، في حين سجلت الأسهم الأميركية مستويات قياسية، وارتفع الدولار.

وقد باتت تحركات «الاحتياطي الفيدرالي» المستقبلية غامضةً بعد الانتخابات؛ نظراً لأن مقترحات ترمب الاقتصادية يُنظر إليها، على نطاق واسع، على أنها قد تسهم في زيادة التضخم.

كما أن انتخابه أثار احتمالية تدخل البيت الأبيض في قرارات السياسة النقدية لـ«الاحتياطي الفيدرالي»؛ حيث صرّح سابقاً بأنه يجب أن يكون له صوت في اتخاذ قرارات البنك المركزي المتعلقة بسعر الفائدة.

ويُضيف الوضع الاقتصادي بدوره مزيداً من الغموض؛ حيث تظهر مؤشرات متضاربة؛ فالنمو لا يزال مستمراً، لكن التوظيف بدأ يضعف.

على الرغم من ذلك، استمرّ إنفاق المستهلكين في النمو بشكل صحي، ما يُثير المخاوف من أن خفض سعر الفائدة قد لا يكون ضرورياً، وأن القيام به قد يؤدي إلى تحفيز الاقتصاد بشكل مفرط، وربما إلى تسارع التضخم من جديد.

وفي هذا الوقت، ارتفع عدد الأميركيين الذين قدّموا طلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل طفيف الأسبوع الماضي، ما يشير إلى عدم وجود تغييرات ملموسة في ظروف سوق العمل، ويعزز الآراء التي تشير إلى أن الأعاصير والإضرابات تسببت في توقف نمو الوظائف تقريباً في أكتوبر (تشرين الأول).

وقالت وزارة العمل الأميركية، يوم الخميس، إن الطلبات الأولية للحصول على إعانات البطالة الحكومية ارتفعت 3 آلاف طلب لتصل إلى 221 ألف طلب، معدَّلة موسمياً، للأسبوع المنتهي في 2 نوفمبر (تشرين الثاني).

وكان الاقتصاديون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا 221 ألف طلب للأسبوع الأخير، وفق «رويترز».

وتباطأ نمو الوظائف بشكل حاد في الشهر الماضي؛ إذ ارتفعت الوظائف غير الزراعية بواقع 12 ألف وظيفة فقط، وهو أقل عدد منذ ديسمبر (كانون الأول) 2020.