ليلة «الست» على مسرح إثراء في الظهران

عرض «أم كلثوم والعصر الذهبي» يقدم في السعودية للمرة الأولى

جانب من مسرحية «أم كلثوم والعصر الذهبي» أثناء عرضها اللندني (المنتجة)
جانب من مسرحية «أم كلثوم والعصر الذهبي» أثناء عرضها اللندني (المنتجة)
TT

ليلة «الست» على مسرح إثراء في الظهران

جانب من مسرحية «أم كلثوم والعصر الذهبي» أثناء عرضها اللندني (المنتجة)
جانب من مسرحية «أم كلثوم والعصر الذهبي» أثناء عرضها اللندني (المنتجة)

في مارس (آذار) 2020 شهد مسرح البالاديوم بحي وست إند بلندن ليلة طربية عربية استثنائية، مسرح ممتلئ وجمهور متعطش ومسرحية غنائية حققت تفاعلاً هائلاً مع أفراد الجمهور. شهدت تلك الليلة لحظة ولادة المسرحية الغنائية «أم كلثوم والعصر الذهبي» التي كانت حلم المنتجة السعودية منى خاشقجي. ليلة واحدة من العرض على أحد أعرق المسارح اللندنية كانت كفيلة بنجاحها، لدفع خاشقجي للسعي من أجل عرض المسرحية في العالم العربي، وهو ما حدث في دبي أوبرا العام الماضي؛ حيث قدمت المسرحية في أيام عيد الفطر.
وهذا الأسبوع يتحقق حلم آخر لخاشقجي، وهو أن تعرض المسرحية في بلدها السعودية، عندما يحتضن مسرح مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) بالظهران العرض بحلته الجديدة، ابتداءً من يوم 7 مارس الجاري وحتى 17 منه.

منى خاشقجي (أقصى اليسار) مع طاقم مسرحية «أم كلثوم والعصر الذهبي» أثناء البروفات في لندن (المنتجة)

- حلة جديدة
أتحدث مع خاشقجي مرة أخرى حول العرض الذي حوّل ليلة لندنية إلى ليلة كلثومية في عام 2020، وأسألها عن العرض الجديد وأبطاله، وما التغييرات التي سيشهدها. خاشقجي التي كانت في خضم البروفات والإعداد للعرض بدت متحمسة للعرض في «إثراء» الذي تعده بمثابة «متحف بمعنى الكلمة»، مشيدة بفريق العمل الذي سيقدمها للجمهور السعودي لأول مرة، مضيفة أن المسرح في «إثراء»، «معد بشكل كامل لأي عرض مسرحي».
تتحدث عن مسرحيتها وحلمها، وتشير إلى أنها أجرت تغييرات أثناء العرض في دبي، وتغييرات أخرى لعرض السعودية. ومن أهم التغييرات في عرض مركز «إثراء» شخصية المغنية الرئيسية ومقدمة شخصية أم كلثوم في نضوجها، وهو ما قدمته المغنية لبانا القنطار من قبل. تقول: «الفريق مختلف هذه المرة، فلدينا المطربة أجفان عفيفي من مصر التي ستؤدي شخصية أم كلثوم في مرحلة النضوج، وأيضاً المغنية جينيفر غراوت، وهي أميركية مسلمة درست تجويد القرآن واللغة العربية الفصحى، وستقوم بأداء دور المطربة منيرة المهدية وتقدم بعض أغاني أم كلثوم». وتنضم الممثلة مها خليفي لفريق العمل لتقدم دور والدة أم كلثوم، والممثل الأردني هاني دهشان، الذي سيقوم بأدوار الثلاثي محمد القصبجي والدكتور الحفناوي زوج أم كلثوم والموسيقار محمد عبد الوهاب، والممثل وليد حماد في دوري أحمد رامي والشيخ أبو العلا محمد.
وتعلق خاشقجي بأن فريق العمل يتميز بأنه «مزيج من أنحاء العالم العربي، فعلى سبيل المثال ستقوم النجمة الصغيرة سارة المصري من السعودية بدور أم كلثوم في صباها، أما الموسيقيون فهم من مصر. أما فريق العمل من المخرجة (برونا لوغان) ومساعدها (غرانت مورفي) والتقنيين من إضاءة وتنسيق مناظر وصوت فكلهم من بريطانيا».
وتشيد خاشقجي بالمخرجة ومساعدها اللذين حرصا على التحقق من صحة التفاصيل المختلفة، ومطابقتها للمرحلة التاريخية، حيث قالت: «لقد اهتما بالجانب التاريخي بشكل كبير، وحرصا على التأكد من توافق الشخصيات والملابس والكثير من التفاصيل مع التاريخ. كل شيء مدروس، الحركة، اللبس، الشعر، الرقصة، كل شيء».
لاحظتُ أنها تحدثت عن دمج بعض الشخصيات وإسنادها لممثل واحد، فسألتها عن الاختلافات بين العرض الأول في لندن وعرضها المقبل في الظهران، فأجابت: «العرض في (إثراء) سيكون بفريق أصغر، في لندن كان لدينا نحو 25 شخصاً ما بين المغنين والراقصين والممثلين، وفي دبي كان عددنا 10، ولكننا رأينا أننا سنحتاج لعدد أكبر في (إثراء) خصوصاً أن العرض استعراضي في طبيعته، ويحتاج لمغنين وراقصين وممثلين ولهذا أضفنا اثنين من المؤدين المحترفين. وبالنسبة للفرقة الموسيقية فلدينا عشرة عازفين الآن، بالمقارنة مع 14 موسيقياً في عرض لندن». وبالنسبة للمناظر والديكور تشير خاشقجي إلى أن هناك إضافات في عرض (إثراء)، مثل الشاشة الضخمة التي ستعرض خلفيات من المناظر الطبيعية والأماكن التي تدور فيها الأحداث: «الديكور تغير قليلاً، وأعتقد أنه للأفضل، وبالنسبة لي أراه جميلاً».
وقد سألتها عن المغنية سناء نبيل، وهي حفيدة شقيقة أم كلثوم، والتي تألقت في العروض السابقة، فأجابت: «لن تستطيع الحضور معنا هذه المرة، حيث كانت تقدم فقرة بصفتها ضيفة على العرض، وقدمت عدداً من أغاني أم كلثوم، ولكنها اعتذرت بسبب دراستها الجامعية، واستعضنا عنها بجنيفير غراوت ومها خليفي، كذلك كان الوضع مع المغنية لبانا القنطار التي أدت دور أم كلثوم في نضجها في عروض لندن ودبي «اعتذرت لانشغالها».
أما الأغاني التي قدمها العرض من قبل فهي نفسها، وتتكون من مجموعة منتقاة من أغاني أم كلثوم الشهيرة، وأيضاً القصة لن تتغير تفاصيلها، وهي تتبع صعود أم كلثوم من طفلة تصحب والدها للغناء في الموالد، إلى أن أصبحت «سيدة الغناء العربي».

ملصق المسرحية   -    المغنية أجفان تتقمص شخصية أم كلثوم أثناء البروفات على مسرح إثراء بالظهران (المنتجة)    -     جانب من البروفات على مسرح إثراء بالظهران (المنتجة)
 
- قصة نجاح كلاسيكية
تحرص خاشقجي في حديثها على التأكيد أن العرض الذي كتبته لا يقدم موسيقى وأغاني خالدة فقط: «أطلقت على العرض عنوان (أم كلثوم والعصر الذهبي) لسبب هام؛ فقد أردت من خلاله الاحتفاء بعمالقة مثل محمد القصبجي ومحمد عبد الوهاب وتحية كاريوكا التي تظهر في العرض كشخصية امرأة قوية كان لها دور في الحياة الاجتماعية والسياسية في زمنها. كذلك شخصية المطربة منيرة المهدية، فهي ليست مغنية فقط، بل تمتعت بقوة الشخصية، وأسست مسرحاً خاصاً بها، وكان في منزلها مجلس للساسة والشخصيات الهامة والصحافيين. إنهن نساء قويات، وبالنسبة لي أحضرت للعرض نساءً ملهمات وقويات من ذلك الزمن، تحية كاريوكا كانت ممثلة ومناضلة، حيث كان لها دور في الحياة العامة في مصر. وأرى أن العرض أيضاً يتحدث عن تمكين المرأة، وعن كفاح نساء عظيمات». وبالعودة لنقطة الاختلافات بين لندن والظهران، تقول خاشقجي: «في العرض المقبل لن أستطيع الحفاظ على كل الشخصيات، فمثلاً السنباطي وزكريا أحمد، اضطررنا للاستغناء عن الممثلين اللذين قدما هاتين الشخصيتين من قبل، لكننا حافظنا على الأغنيات التي لحناها، وقدمنا أغاني للملحنين الكبيرين من ذلك الوقت كنوع من الإشادة بهما. أنا ركزت على شخصيتين بشكل أساسي وهما محمد القصبجي الذي ساعدها في بداياتها، والشاعر أحمد رامي الذي أفادها بدراسته الفرنسية في السوربون».
- تأثير أبعد
تذكر أن لأم كلثوم تأثيراً من نوع آخر في عصرها يتعلق بتأثير شخصيتها على النساء بأسلوب اللبس والأناقة، فتقول: «كانت أنيقة جداً، وتأثرت السيدات بها كثيراً في ملبسها وطريقتها، وحرصت على أن أبرز كل ذلك المسرحية من طريقة الكلام واللبس والأسلوب المتفرد لأم كلثوم الذي قلدتها فيه نساء عصرها». وتعد قصة أم كلثوم «قصة نجاح كلاسيكية، من الصفر للقمة، فقد أصبحت أعظم امرأة في زمنها، وبالطبع كان ذلك بمعاونة الرجال، ولكن العامل الأساسي كان ذكاءها، حيث كانت لها شخصية قوية وإسهامات قوية، فقد تولت رئاسة نقابة الموسيقيين، وتمتعت بأذن ذكية تنتقي الكلمات والألحان المناسبة لها. ويجب أن نذكر أيضاً أنها حفرت لنفسها مكانة خاصة، وعوملت كشخصية رفيعة، فقد كانت تُستقبل استقبال الشخصيات الهامة في كل بلد تصل له، وكان الملوك والرؤساء يحتفون بها».
وتستطرد خاشقجي قائلة: «قال لي كثيرون من الأجانب الذين عملت معهم (لا يوجد أي شخصية مماثلة من العالم الغربي، تستقبل كملكة، وموسيقاها لا تزال محبوبة). وقد اختيرت رقم 53 من 200 أسطورة حول العالم، وأشاد بها موسيقيون عالميون». تذكر أنها التقت بالمغنية الأميركية أليشيا كيز، التي قدمت حفلاً غنائياً في العلا العام الماضي، وتحدثت عن المسرحية معها، وأثار اسم أم كلثوم صيحات الإعجاب من المغنية كيز وزوجها: «عبرا عن إعجابهما بأم كلثوم، وقدرتها على التحكم في جمهورها، وقالا إنها تسحر جمهورها، وأشادا بصوتها القوي».
 

مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)
د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)
TT

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)
د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

أعلنت «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» انتهاء المرحلة الأولى من عملية التحكيم للقائمة الطويلة التي شارك فيها 1967 مشاركاً من 49 دولة حول العالم، وبدء المرحلة الثانية للجائزة لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر (كانون الأول) قبل إعلان الفائزين في فبراير (شباط) المقبل.

وأكد الدكتور سعد البازعي، رئيس الجائزة خلال مؤتمر صحافي عقده الاثنين في الرياض، أن أرقام المشاركات التي تلقتها اللجنة مبشّرة وتعطي سمة عالمية من حيث عدد الدول التي جاءت منها المشاركات، مبيناً أن «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» تربط بين الرواية والسينما، وهو أمر لم نعتد على رؤيته من قبل، على حد تعبيره.

د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

وكانت هيئة الترفيه السعودية أطلقت في سبتمبر (أيلول) الماضي «جائزة القلم الذهبي» للأدب الأكثر تأثيراً»، التي تركز على الأعمال الروائية الأكثر قابلية للتّحويل أعمالاً سينمائية، بمجموع جوائز يصل لـ740 ألف دولار، وإنتاجات سينمائية لعدد من الأعمال الفائزة.

وعدّ المستشار تركي آل الشيخ، حينها، الجائزة فرصة لظهور جيل جديد من الكتاب باللغة العربية، والمساهمة في الوصول إلى بنك متكامل من الروايات والمحتوى العربي، الذي يتواكب مع الإنتاجات السعودية والعربية الضّخمة.

وأوضح البازعي في رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» بأن الجائزة قد تدعم مستقبلاً ترجمة أعمال عربية إلى لغات أخرى، دعماً للأدب العربي، وقال: «إذا كان هناك حضور للأدب العربي عالمياً لا يمكن أن يكون إلا من خلال الترجمة، وتحويله عملاً سينمائياً وترجمته، الأعمال السينمائية والروائية التي حققت قدراً من العالمية كانت مترجمة، نحن في حاجة إلى دعم الأدب العربي بالتأكيد، وأعتقد أن الترجمة مهمة ويُحمَد للجائزة أنها تدعم الترجمة، وربما في المستقبل ندعم ترجمة الأعمال العربية إلى لغات أخرى، هذا قد يكون من التطورات المطلوبة التي أتمنى أن تحصل».

المستشار تركي آل الشيخ يتحدث خلال المؤتمر الصحافي للجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)

انتهاء المرحلة الأولى

استهل الدكتور سعد حديثه بإعطاء لمحة عن مراحل الجائزة الأساسية التي بدأت في 15 سبتمبر (أيلول) الماضي، وأضاف: «الجائزة أنهت المرحلة الأولى من التحكيم التي انتهت من القائمة الطويلة كما هو معلن، وبدأت المرحلة الثانية والعمل على القائمة الطويلة للخروج بالقائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر، ومن ثم إعلان الفائزين في فبراير المقبل».

انتهت المرحلة الأولى للتحكيم على أن تبدأ مرحلة اختيار القائمة القصيرة قبل إعلان الفائزين فبراير المقبل (جائزة القلم الذهبي)

جائزة متفردة

ذكر رئيس جائزة القلم الذهبي مزايا عدة للجائزة تجعل منها متفردة وتصل للعالمية، من أبرزها التأكيد على الشفافية، وتوخي الحياد في التحكيم، إلى جانب السماح للأفراد بالمشاركة، ودعم العلاقة بين الرواية والسينما.

وفنَّد ذلك بقوله: «الأعمال تُرسَل رقمياً لكل المحكمين ولا يعرفون مَن هو مؤلف العمل، كذلك من المسائل التي اختلفت بها الجائزة عن غيرها أنها تسمح للأفراد بتقديم أعمالهم، والأكثر تفرداً للجائزة أنها تدعم العلاقة بين الرواية والسينما، حيث تكافئ الأعمال الكبرى بأربع جوائز تحولها أفلاماً سينمائية، اثنتان رواية واثنتان سيناريو».

د. سعد البازعي رئيس الجائزة يستعرض تفاصيلها خلال إطلاق الجائزة سبتمبر الماضي (هيئة الترفيه)

وعدّ البازعي قيمة الجائزة الكبيرة المقدرة بـ740 ألف دولار بأنه ليس الرقم النهائي، حيث يتطلب تحويل الأعمال الفائزة أفلاماً سينمائية إلى ملايين، وقال: «الهيئة العامة للترفية التزمت بتحويل هذه الأعمال أفلاماً سينمائية، بما في ذلك من تكلفة إضافية ستجعل من الجائزة الأعلى من نوعها بالمطلق». وتابع: «نحن أمام تكريم نوعين بينهما علاقة وثيقة لم نعتد رؤية جائزة تربط بينهما الرواية والسينما، وهذا فيه خدمة كبيرة لصناعة السينما السعودية، التي ظل صناعها يشتكون من قلة النصوص لسنوات طويلة، الآن نتمنى أن تتوفر لأن من شروط قبول الرواية أن تكون صالحة لتحويلها فيلماً».

1969 مشاركة من 49 دولة

الأرقام التي وصلت للجائزة - بحسب الدكتور سعد البازعي - بلغت 1967 مشاركة من 49 دولة، يضيف بقوله: «هذه سمة عالمية للجائزة، نحن أمام جائزة عالمية بمعنى الكلمة، هناك مشاركات من أميركا، أستراليا، الأردن، السعودية وغيرها». تصنيفات الجائزة تشير إلى أن عدد المشاركين الذكور بلغ 69.7 في المائة، في حين حظيت مشاركة الإناث بنحو 30 في المائة، وشاركت 1347 رواية أصلية، 508 روايات مترجمة، إلى جانب 93 عمل سيناريو. وأشار البازعي كذلك إلى أن هنالك جوائز أخرى لم تفز بالجوائز الكبرى، لكنها تفوز بالتصنيف، مثل الكوميديا، الرعب، التشويق، الروايات التاريخية، الرومانسية، الغموض والجريمة، التشويق والإثارة، الفنتازيا، والواقعية.

القائمة الطويلة

أوضح رئيس لجنة القلم الذهبي أن اللجان فرزت نحو 2000 عمل للقائمة الطويلة، حيث تم اختيار 30 رواية، 7 روايات مترجمة، 10 أعمال سيناريو، بالإجمالي 47 عملاً. وأضاف: «معظم النصوص التي أُرسِلت لا علاقة لها بالسرد أو الرواية، وكان على اللجنة الاحتفاظ بالأعمال الجديرة، وأن يكون لها ترقيم دولي، وحقوق نشر، وإذا كانت مترجمة فحقوق ترجمة، كذلك كان على اللجنة مواجهة احتمالات التلاعب، سواء إدخال عمل لا يستحق أو الرقم الدولي غير صحيح، وعملية التأكد هذه أخذت وقتاً وجهداً».

القائمة الطويلة شملت 47 عملاً بين رواية ورواية مترجمة وسيناريو (جائزة القلم الذهبي)

القائمة القصيرة

سيتعين على لجنة التحكيم خلال الفترة المقبلة العمل على تحديد القائمة القصيرة من الأعمال التي تم اختيارها وعدد 47 عملاً، وفقاً للدكتور البازعي، الذي أوضح أن العدد لم يحدد بعد، ويعتمد ذلك على متغيرات كثيرة، منها عدد الأعمال الجيدة التي سيتم اختيارها، على حد تعبيره. وقال: «لو كان عدد الأعمال الجيدة 20 عملاً مثلاً، سنرفع عدد القائمة وتصبح قائمة طويلة، هناك مرونة». وتضم لجنة تحكيم «جائزة القلم الذهبي» روائيين ونقاداً ومخرجين وكتاب سينما، إلى جانب منتجين؛ وهو ما يجعلها قادرة على التعامل مع مختلف الأعمال المشاركة بشكل احترافي وشفاف، وفقاً للدكتور سعد البازعي. وفي رده على سؤال بشأن أبرز التحديات التي واجهت اللجان، أشار البازعي إلى أن ورود أعمال لا علاقة لها بالجائزة، وحدوث ازدواجية بين دور النشر والكتاب عبر إرسال العمل مرتين كانت من أبرز الصعوبات.

جائزة رقمية

وأكد الدكتور سعد البازعي أن «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» تعدّ رقمية وغير ورقية، وهي الفكرة التي ابتكرها المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، وقال: «الأعمال تصل بنسخة (PDF)، وتصنف بأرقام دون ذكر اسم المؤلف ويقرأها أكثر من شخص، وفي النهاية يظهر من حصل على أكبر عدد من الترشيحات».

لأول مرة تتيح «جائزة القلم الذهبي» مشاركة الأفراد بأعمال أدبية (جائزة القلم الذهبي)

دعم صناعة السينما السعودية

ومن المتوقع أن يكون لـ«جائزة القلم الذهبي» تأثير إيجابي على المشهد الثقافي السعودي، لا سيما صناعة السينما، وفقاً للبازعي الذي أردف بقوله: «هذه الجائزة سيكون لها تأثير نوعي؛ لأنها تدعم الأدب الروائي، والأدب السينمائي، تدعم صناعة السينما، تأثيرها سيكون كبيراً، إذا أنتجت محلياً 4 أفلام رئيسة من روايات عربية معروفة هذا إنجاز كبير، الجوائز بصفة عامة تشجع الإنتاج وتحفّز الآخرين عليه».

وفي الختام، كشف الدكتور سعد، عن أن هنالك جائزةً ستكون مخصصة للجمهور ضمن القائمة الطويلة، حيث سيُفتح المجال للجمهور للتصويت، مشيراً إلى أن ذلك «فرصة للجمهور لكي يقول رأيه وجائزة مرصودة لعمل يفوز نتيجة التصويت الجمهور».

اقرأ أيضاً