رسالة طمأنة من كمبوديا بشأن انتشار «إنفلونزا الطيور»

فحوص أثبتت عدم انتقاله بين البشر

الفتاة الكمبودية التي توفيت بفيروس «H5N1» لم يكن لديها السلالة المثيرة للقلق «2.3.4.4b» (المصدر: وزارة الصحة الكمبودية)
الفتاة الكمبودية التي توفيت بفيروس «H5N1» لم يكن لديها السلالة المثيرة للقلق «2.3.4.4b» (المصدر: وزارة الصحة الكمبودية)
TT

رسالة طمأنة من كمبوديا بشأن انتشار «إنفلونزا الطيور»

الفتاة الكمبودية التي توفيت بفيروس «H5N1» لم يكن لديها السلالة المثيرة للقلق «2.3.4.4b» (المصدر: وزارة الصحة الكمبودية)
الفتاة الكمبودية التي توفيت بفيروس «H5N1» لم يكن لديها السلالة المثيرة للقلق «2.3.4.4b» (المصدر: وزارة الصحة الكمبودية)

حملت نتائج الفحوص التي أجريت في كمبوديا لوالد الفتاة التي توفيت أخيراً نتيجة الإصابة بفيروس إنفلونزا الطيور «H5N1»، رسائل طمأنة لمتخصصي الأوبئة، الذين كانوا يخشون أن يكون العالم على موعد مع وباء جديد.
وكان والد الفتاة المتوفاة بالفيروس، هو الوحيد الذي تم تسجيل إصابته عند إجراء فحوص للمخالطين للفتاة المتوفاة، وهو ما أثار مخاوف من أن يكون الفيروس قد انتقل من الفتاة لأبيها، وهو ما يعد سلوكاً «غير شائع» لإنفلونزا الطيور، قد ينذر بخطر انتقال الفيروس بين البشر.
وتنتقل الإنفلونزا من الطيور إلى البشر في حالات ليست كثيرة، لكن انتقالها من إنسان إلى آخر، «يعد سلوكاً غير شائع عن هذا الفيروس».
ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» (الجمعة) عن مسؤولين بوزارة الصحة في كمبوديا، تأكيدهم أن «الفحوص أكدت أن الأب وابنته أصيبا بالفيروس من الدواجن»، مما خفف المخاوف بشأن أزمة صحية عامة محتملة.
وكان عالم الفيروسات إريك كارلسون، الذي يعمل بمعهد باستير في كمبوديا، قد أكد في مقابلة مع مجلة «نيتشر» العلمية، أن «الفيروس الذي أصيبت به الفتاة، وتسبب في وفاتها ينتمي إلى سلالة (2.3.2.1c)، وهي سلالة متوطنة في المنطقة، وكانت قد أدت إلى عدد من الإصابات في الأشخاص عامي 2013 و2014 في كمبوديا، وقد تم اكتشافها بشكل متقطع في الدواجن منذ ذلك الحين، بما في ذلك الدجاج بأسواق الطيور الحية».
وأضاف في المقابلة المنشورة مطلع مارس (آذار) الحالي: «أصيب والد الفتاة الكمبودية المتوفاة بنفس السلالة، لكن الفحوصات أثبتت أنهما تعرضا لدواجن مصابة، ولم تنقل الفتاة الفيروس لأبيها، وهذا أمر مطمئن»، كما أن من المطمئن أيضاً أن «الفتاة لم تصب بالسلالة المنتشرة في العالم الآن (2.3.4.4b)، وتسبب مشاكل كبيرة في أوروبا وأميركا الشمالية وأميركا الجنوبية، وهي عبارة عن (كليد) فيروسي جديد، لا نعرف الكثير عنه في كمبوديا».
ورغم هذه الرسائل المطمئنة، فإن الأمر المحير لكارلسون ورفاقه يتعلق بأسباب انتقال الفيروس من الدواجن إلى البشر، بعد نحو 10 سنوات من عدم اكتشافه في البشر بكمبوديا، مشيراً إلى أنه لا تزال هناك الكثير من العوامل التي يتعين التحقيق فيها، لكنه يتوقع أن تكون الكثير من التغييرات العالمية في الممارسات الزراعية بسبب جائحة «كوفيد-19»، قد أوجدت الظروف الملائمة لانتشاره. ويقول: «نحن نعلم أن جائحة (كوفيد-19) قد زادت من كمية تربية الدواجن في الفناء الخلفي، فكثير من الناس، على سبيل المثال المرشدون السياحيون، لم يتمكنوا من العمل واضطروا إلى استكمال دخلهم ومصادر الغذاء لأسرهم بهذه الطريقة، وفي جميع أنحاء العالم، لا يزال الناس يكافحون، مما أدى إلى تغييرات في الممارسات الزراعية التي يمكن أن تزيد خطر الانتشار، والتغيرات التي تطرأ على صحة الناس، مثل سوء التغذية أو زيادة الوزن، يمكن أن تجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بالعدوى».
هذه الأسئلة التي ينتظر كارلسون الإجابة عنها، لا تشغله وفريقه البحثي فقط، بل يجب أن تشغل علماء الفيروسات في كل العالم، كما يؤكد محمد أحمد، أستاذ الفيروسات بالمركز القومي للبحوث بمصر. ويقول لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأمراض التنفسية عندما تظهر في بقعة من العالم، يمكن أن تنتشر عالمياً، ومن المهم معرفة الظروف التي تؤدي لانتشارها». ويضيف أن «الفيروسات، وخاصة فيروسات الحمض النووي الريبي مثل الإنفلونزا، شديدة الاختلاط وتتكيف بسرعة مع مضيف جديد، وهو ما حدث مع الفيروس الذي يسبب (كوفيد-19)، ولذلك يجب أن يحظى أي سلوك غريب للفيروس باهتمام العالم».
وبعيداً عن الحالة الكمبودية، التي ثبت إصابتها بسلالة قديمة من الفيروس، يقول أحمد إن «الانتشار الحالي للفيروس بواسطة سلالة جديدة، هو أمر مقلق؛ لأن الانتشار يعني أن الفيروس لديه فرصة للتكيف مع مضيف جديد، وهذا التكيف قد يؤدي إلى فيروس يمكن أن ينتقل بين الناس».


مقالات ذات صلة

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

يوميات الشرق الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح، وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم صورة تحت المجهر الإلكتروني والتي قدمها المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في عام 2024 لجزيئات فيروس جدري القردة باللون البرتقالي الموجودة داخل الخلايا المصابة باللون الأخضر (أ.ب)

كندا ترصد أول إصابة بسلالة فرعية من جدري القردة

أكدت وكالة الصحة العامة الكندية أمس (الجمعة) رصد أول حالة إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة في كندا لدى شخص في مانيتوبا.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
المشرق العربي فلسطيني يحمل طفلة صغيرة مصابة داخل مستشفى كمال عدوان في قطاع غزة (أ.ف.ب)

وزارة الصحة: كل مستشفيات غزة ستتوقف عن العمل خلال 48 ساعة

حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف جميع مستشفيات القطاع عن العمل أو تقليص خدماتها خلال 48 ساعة بسبب نقص الوقود، إذ ترفض إسرائيل دخوله للقطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
صحتك سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

سمنة البطن مع وزن طبيعي للجسم... مشكلة صحية تستدعي الاهتمام

تعتمد الأوساط الطبية بالعموم في تحديد «مقدار وزن الجسم» على عدد الكيلوغرامات بوصفه «رقماً»

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

الحياة الخاملة ترفع ضغط الدم لدى الأطفال

كشفت أحدث دراسة تناولت العوامل المؤثرة على ضغط الدم، عن الخطورة الكبيرة للحياة الخاملة الخالية من النشاط على الصحة بشكل عام، وعلى الضغط بشكل خاص.

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)
عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)
TT

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)
عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)

ازدهرت ألحان وألوان من الموسيقى السعودية على مسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية، وشارك 100 موسيقي ومؤدٍ من الأوركسترا والكورال الوطني السعودي، في رسم لوحة جمالية، جمعت التراث بالثقافة وعذوبة المفردة الموسيقية السعودية.

وعزفت الأوركسترا والكورال الوطني السعودي، أجمل الألحان الموسيقية في ليلة استثنائية كان الإبداع عنوانها، وقدمت التراث الغنائي السعودي وما يزخر به من تنوع على مسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية، بحضور الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى، وعدد من المسؤولين ورجال الأعمال والإعلام وحضور جماهيري كبير.

‏وبدأت الليلة السعودية في اليابان، بجمالية الاستقبال بالقهوة السعودية لجمهور حفل روائع الأوركسترا السعودية في طوكيو، قبل أن ينطلق العرض الموسيقي الذي افتتحه باول باسيفيكو الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى بالسعودية، وقال في كلمته خلال الحفل، إن النجاحات الكبيرة التي حققتها المشاركات السابقة لروائع الأوركسترا السعودية في العواصم العالمية، عازياً ما تحقق خلال حفلات روائع الأوركسترا السعودية إلى دعم وزير الثقافة السعودي رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى.

100 موسيقي ومؤدٍ من الأوركسترا والكورال الوطني السعودي شاركوا في الليلة الختامية (واس)

وعدّ باسيفيكو «روائع الأوركسترا السعودية» إحدى الخطوات التي تسهم في نقل التراث الغنائي السعودي، وما يزخر به من تنوع إلى العالم عبر المشاركات الدولية المتعددة وبكوادر سعودية مؤهلة ومدربة على أعلى مستوى، مشيراً إلى سعي الهيئة للارتقاء بالموسيقى السعودية نحو آفاق جديدة، ودورها في التبادل الثقافي، مما يسهم في تعزيز التواصل الإنساني، ومد جسور التفاهم بين شعوب العالم عبر الموسيقى.

وبدأت «الأوركسترا الإمبراطورية اليابانية - بوغاكو ريو أو» بأداء لموسيقى البلاط الإمبراطوري الياباني، وهي موسيقى عريقة في الثقافة اليابانية، توارثتها الأجيال منذ 1300 عام وحتى اليوم. وأنهت الأوركسترا والكورال الوطني السعودي الفقرة الثانية من الحفل بأداء مُتناغم لـ«ميدلي الإنمي» باللحن السعودي، كما استفتحت الفقرة التالية بعزف موسيقى افتتاحية العلا من تأليف عمر خيرت.

حضور جماهيري كبير شهدته ليلة "روائع الأوركسترا السعودية" على مسرح "طوكيو أوبرا سيتي" (واس)

وبتعاون احتفى بالثقافتين ومزج موسيقى الحضارتين، اختتم الحفل بأداء مشترك للأوركسترا السعودية مع أكاديمية أوركسترا جامعة طوكيو للموسيقى والفنان الياباني هوتاي، وبقيادة المايسترو هاني فرحات، عبر عدد من الأعمال الموسيقية بتوزيع محمد عشي ورامي باصحيح.

واختتمت هيئة الموسيقى «روائع الأوركسترا السعودية» الجمعة، بحضور الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى، في جولتها الخامسة بعد النجاحات التي حققتها في 4 محطات سابقة، حيث تألقت في كل جولة بدايةً من باريس بقاعة دو شاتليه، وعلى المسرح الوطني بمكسيكو سيتي، وعلى مسرح دار الأوبرا متروبوليتان في مركز لينكون بمدينة نيويورك، وفي لندن بمسرح «سنترال هول وستمنستر».

اروقة مسرح "طوكيو أوبرا سيتي" اكتضت بالحضور منذ وقت مبكر (هيئة الموسيقى)

وتعتزم هيئة الموسيقى في السعودية استمرار تقديم عروض حفلات «روائع الأوركسترا السعودية» في عدة محطات، بهدف تعريف المجتمع العالمي بروائع الموسيقى السعودية، وتعزيزاً للتبادل الثقافي الدولي والتعاون المشترك لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي تتقاطع مع مستهدفات هيئة الموسيقى.