فقدان الذاكرة الشامل والمؤقت... حالة عصبية عابرة

لا تتجاوز 24 ساعة ويصعُب تشخيصها

فقدان الذاكرة الشامل والمؤقت... حالة عصبية عابرة
TT

فقدان الذاكرة الشامل والمؤقت... حالة عصبية عابرة

فقدان الذاكرة الشامل والمؤقت... حالة عصبية عابرة

ما السبب في إصابة البعض بـ«فقدان شامل ومؤقت للذاكرة (Transient Global Amnesia)»، وما العوامل المؤدية إلى هذه الحالة العابرة، وما المظاهر المرضية لها، وهل من تفسيرات طبية لآليات حدوث هذه المشكلة المؤقتة؟
هذه الأسئلة المحيرة وغيرها هي التي حاول البروفسور ألان هـ. روبر، نائب الرئيس التنفيذي لطب المخ والأعصاب بكلية الطب في جامعة هارفارد، الإجابة عنها وفق أحدث ما نعلمه طبياً عن هذه الحالة حتى اليوم. وكان ذلك ضمن مراجعته العلمية التي نشرت في عدد 16 فبراير (شباط) الحالي من مجلة «نيو إنغلاند جورنال أو ميديسن (NEJM)» الطبية.
وأفاد روبر بأن أول ظهور لمصطلح «الفقد الشامل والمؤقت للذاكرة» كان في عام 1958 عندما وصف كل من الدكتورَين سي. إم. فيشر، وآر. دي. آدم تفاصيل هذه الحالة العصبية. وفي وصف مظاهرها الإكلينيكية، قال البروفسور روبر: «تتميز الحالة بعدم القدرة المفاجئ والكامل على الاحتفاظ بمعلومات جديدة. وتستمر لساعات عدة، وذلك لدى الأشخاص في منتصف العمر أو كبار السن، ولكن مع احتفاظهم باليقظة والوعي الذهني وجميع الوظائف المعرفية (Cognitive Functions) الأخرى».

ذاكرتان«متقدمة» و«رجعية»

وأضاف الباحث في وصفه جوانب تبعث على الحيرة في فهم هذه الحالة: «أثناء النوبة، يحدث فقدان للذاكرة المتقدمة (Anterograde Amnesia)، مع عدم القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات الجديدة لأكثر من بضع ثوانٍ، بينما يمتد فقدان الذاكرة الرجعية (Retrograde Amnesia) إلى الوراء لساعات عدة أو أيام أو أكثر، والتي تتقلص تدريجياً إلى ساعات أو دقائق مع انتهاء نوبة فقدان الذاكرة».
وللتوضيح؛ فإن ثمة «ذاكرة جديدة متقدمة» يكونها المرء، وأخرى «رجعية سابقة» تكونت من قبل. ويُعرف أطباء الأعصاب «فقدان الذاكرة المتقدمة» بأنه عدم قدرة المريض على تكوين ذكريات جديدة بعد وقوع الشيء الذي تسبب في فقدان الذاكرة، مما يؤدي إلى عدم القدرة على تذكر الماضي القريب، بينما تظل الذكريات طويلة المدى (الموجودة من قبل الإصابة بالحادث) سليمة لديه.
وفي المقابل؛ ثمة أمر معاكس يحدث لدى مرضى آخرين، وهو «فقدان الذاكرة الرجعي»، حيث تُفقد الذكريات التي تم تكوينها قبل وقوع الشيء الذي تسبب في فقدان الذاكرة، ولكن لا يزال من الممكن للمُصاب تكوين ذكريات جديدة. ولدى بعض المرضى، يمكن أن يحدث الأمران كلاهما معاً.
وآليات حدوث هذه الجوانب المعقدة داخل مناطق الدماغ المعنية بالذاكرة، لا تزال غير واضحة. وذلك لسبب بسيط؛ هو أن الآلية الدقيقة لتخزين الذكريات واسترجاعها، ليست مفهومة جيداً لدى الأطباء حتى اليوم، رغم تحديد الباحثين المناطق الدماغية المعنية بالذاكرة.
وأوضح البروفسور روبر جانباً آخر مهماً، وذلك مقارنة بما تقدمه القصص والأفلام بشكل شائع لحالات «فقدان الذاكرة نفسي المنشأ (Psychogenic Amnesia)»، بأن المُصاب بـ«فقدان الذاكرة الشامل والمؤقت» لا يفقد معرفة هويته الشخصية؛ بل يمكنه تقديم اسمه وتاريخ ميلاده ومقدار عمره وأسماء زوجته وأولاده، وكذلك يمكنه التعرف على هؤلاء الأشخاص. ولكن في حالات «فقدان الذاكرة نفسي المنشأ»، يحدث بشكل مفاجئ فقدانٌ للذاكرة السابقة (لفترة زمنية تتراوح بين ساعات وسنوات وعقود)، وهو ما يتضمن أيضاً عدم القدرة على تذكر المعلومات الشخصية. ولا يكون في الوقت نفسه ثمة أي سبب مرضي عضوي يؤدي إلى هذه الحالة، بل هي نتيجة إجهاد نفسي.

مظاهر إكلينيكية

وقال البروفسور روبر: «وغالباً ما يتم الكشف عن هذا المأزق الصحي الذي يعاني منه المريض من خلال تكرار إلقاء المريض الأسئلة النمطية المتكررة، التي قد يطرحها أحياناً مئات المرات، وعلى فترات غير منتظمة تبلغ نحو 30 ثانية، مثل تكرار طرحه أسئلة من نوعية: كيف وصلت إلى هنا؟ أين نحن؟ ما حدث؟ ما الوقت؟ وهذه الأسئلة تُنطق بالإيقاع والنغمة نفسيهما في كل مرة وبعد الإجابة عن السؤال مباشرة». ولكنه أوضح مباشرة: «جميع الوظائف الأخرى طبيعية. ويتمكن الأشخاص المتأثرون من إكمال تقديمهم العروض الموسيقية المعقدة أو أداء مباريات الشطرنج».
وأضاف: «تستمر النوبات لمدة 6 ساعات في المتوسط، وتتراوح الفترة بين ساعتين و12 ساعة في الغالب. ولدى الرجال أكثر من النساء. وترتفع احتمالات الإصابة بـ(فقدان الذاكرة الشامل العابر) بين المرضى الذين يعانون من الصداع النصفي، مقارنة بمن لا يعانون من الصداع النصفي».
وأضاف أن ثمة ميزة ملحوظة؛ هي أن هذه النوبة من فقدان الذاكرة، قد تسبقها صدمة جسدية أو عقلية، أو مجهود شديد؛ مثل الغطس والاستحمام في الماء البارد، أو تلقي أخبار وفاة، أو ممارسة العملية الجنسية، أو الخضوع لإجراءات طبية (مثل عملية جراحية أو إجراء منظار داخلي للجهاز الهضمي)، أو المعاناة من الألم الشديد. ولكن معظم الحالات ليس له سبب واضح. ونسب بعض الدراسات «فقدان الذاكرة الشامل العابر» إلى الأدوية المستخدمة للتخدير العام أو العقاقير المخدرة التي يجري تناولها أو تدخينها. وأشار البروفسور روبر إلى دراسة باحثين من «مايو كلينك»؛ أفادوا فيها بأن حالات كانت ضمن الدراسة سبقها قيام المُصاب بأعمال بستنة زراعية شاقة، وذلك لدى نحو 20 في المائة من المرضى. وأن احتمالات تكرر المعاناة من هذه الحالة لـ«فقدان الذاكرة الشامل والمؤقت» لاحقاً، قد تتكرر لدى 15 في المائة ممن أصيبوا بتلك النوبات المؤقتة لفقدان الذاكرة.

صعوبات التشخيص

ووفق ما أشار إلية البروفسور روبر؛ «تظهر الصعوبة (في التشخيص) عندما يُرى المريض لأول مرة بعد بدء النوبة لديه بفترة؛ لأن هناك صعوبة في تحديد ما إذا كانت المشكلة عبارة عن نوبة ارتباك ذهني عابر، أم إنها نوبة نتيجة النقص الشديد للسكر في الدم أو التسمم بالكحول أو المخدرات أو العقاقير المنومة أو اضطراب مشابه، بدلاً من (فقدان الذاكرة الشامل العابر). ويشير وجود علامات الارتباك الذهني لدى المصاب، مثل عدم الانتباه وعدم الاتساق، إلى أن الحالة لديه نتيجة اضطراب مختلف عن حالة (فقدان الذاكرة الشامل العابر)».
ثم عرض البروفسور روبر معايير التشخيص المقترحة لحالات فقدان الذاكرة الشامل والمؤقت، وأفاد: «يجري تحديد الحالة بسهولة؛ ويكون التشخيص التفريقي (عن الأنواع الأخرى لفقدان الذاكرة) محدوداً، عندما لا تختلف الأعراض والميزات عن الوصف النموذجي (لحالة فقدان الذاكرة الشامل والمؤقت). ولكن تزداد الأمور تعقيداً عندما تكون هناك سمات أخرى غير نمطية (لحالات فقدان الذاكرة الشامل العابر)، مثل الارتباك الذهني الشامل (Global Confusion)، أو نوبات الصرع (Seizures)، أو الترنح في المشي (Ataxia)، أو الدوار (الإحساس بأن الأشياء المحيطة بالشخص تتحرك Vertigo)، أو العجز في الإدراك الذهني لجوانب غير الذاكرة».
ويوضح أطباء الأعصاب في «مايو كلينك» هذا الجانب بقولهم: «لتشخيص مرض (فقدان الذاكرة الشامل العابر)، يبدأ الطبيب باستبعاد الحالات الأكثر خطورة، مثل السكتة الدماغية، ونوبة الصرع، وإصابة الرأس؛ إذ يمكن أن تسبب هذه الحالات النوع نفسه من فقدان الذاكرة. ولذا يُجرى فحص جسدي للجهاز العصبي، وقوة العضلات، وردود الفعل اللاإرادية، ووظائف الحواس، وطريقة المشي، والوقفة، والتناسق، والتوازن. كما قد يطرح الطبيب أيضاً أسئلة لتقييم التفكير والتمييز بين الأمور والتذكر. وستكون الخطوة التالية إجراء فحوصات للكشف عن اضطرابات النشاط الكهربائي في الدماغ والدورة الدموية. وقد يطلب الطبيب إجراء اختبار واحد أو أكثر من هذه الاختبارات: التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan) للدماغ والجمجمة، والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للدماغ، ومخطط النشاط الكهربائي في الدماغ (EEG)».

6 أنواع مختلفة من «أمنيسيا»... فقدان الذاكرة
يعدّ كل من «فقدان الذاكرة» (Amnesia) و«الخَرَف» (Dementia)، من حالات اضطرابات وظائف الدماغ، لكنهما في واقع الحال الطبي حالتان مختلفتان؛ حيث إن «فقدان الذاكرة» هو «فقط فقدان الذاكرة». بينما يتميز «الخرف» بفقدان شامل وتدريجي للقدرات الذهنية في وظائف الدماغ. ومنها الذاكرة، وتقييم الأشياء، والحساب، والتعلم، والوعي الذهني بالوقت والمكان والأشخاص... وغيرها.
ويقول أطباء في «كليفلاند كلينك»: «هناك أنواع عدة مختلفة لحالات فقدان الذاكرة؛ منها:
> فقدان الذاكرة الرجعية: هو فقدان تذكر الذكريات التي تشكلت قبل الحدث الذي تسبب في فقدان الذاكرة، وعادة ما يؤثر على الذكريات الماضية المخزنة مؤخراً، وليست الذكريات منذ سنوات.
> فقدان الذاكرة المتقدمة: هو عدم القدرة على تكوين ذكريات جديدة بعد الحدث الذي تسبب في فقدان الذاكرة، ويعدّ فقدان الذاكرة المتقدمة أكثر شيوعاً من فقدان الذاكرة الرجعية.
> فقدان الذاكرة ما بعد الإصابة: هو فقدان الذاكرة الذي يحدث مباشرة بعد إصابة كبيرة في الرأس، وقد يشمل «فقدان الذاكرة الرجعية» أو «فقدان الذاكرة المتقدمة» أو كليهما.
> فقدان الذاكرة الشامل العابر: هو متلازمة مؤقتة؛ حيث يعاني المريض من فقدان الذاكرتين الرجعية والمتقدمة. ويكون فقدان الذاكرة مفاجئاً ويستمر لمدة تصل إلى 24 ساعة فقط.
> فقدان الذاكرة الطفولي: يستخدم هذا المصطلح لوصف حقيقة أن الناس لا يستطيعون تذكر ذكريات الأحداث من الطفولة المبكرة. وقلة من الناس لديهم ذكريات قبل سن الثالثة إلى الخامسة من العمر؛ لأن مناطق الدماغ التي تدعم الذاكرة لا تزال آنذاك قيد التطور.
> فقدان الذاكرة الانفصالي - فقدان الذاكرة النفسي: هو اضطراب في الصحة العقلية، حيث يعاني المُصاب من فقدان الذاكرة بعد التعرض لصدمة عاطفية أو صدمة نفسية شديدة».

10 أسباب محتملة لفقدان الذاكرة العصبي
> وفق ما يشير إليه أطباء في «مايو كلينك»؛ «تعتمد وظيفة الذاكرة الطبيعية على أجزاء عدة من المخ. ومن ثم؛ فإن أي مرض أو إصابة عضوية تحدث في الدماغ يمكن أن تؤثر على الذاكرة. ومن الأسباب العضوية المحتملة لفقدان الذاكرة العصبي ما يلي:
- السكتة الدماغية.
- التهاب الدماغ، مثل عدوى فيروسية.
- عدم وصول كمية كافية من الأكسجين إلى الدماغ، على سبيل المثال، إثر نوبة قلبية، أو ضيق تنفسي، أو التسمم بأول أكسيد الكربون (إشعال الحطب في أماكن مغلقة).
- نقص فيتامين بي - 1B - 1.أو ما يُعرف بالثيامين، في الجسم.
- وجود أورام في أجزاء المخ التي تتحكم في الذاكرة.
- الإصابة بداء ألزهايمر والأمراض الأخرى التي تُسبب تلف الأنسجة العصبية.
- نوبات الصرع.
- بعض الأدوية؛ كالمهدئات.
- إصابات الدماغ التي تسبب ارتجاجاً، كحوادث السيارات أو إصابات الملاعب.
- «ما بعد جراحة في الدماغ».


مقالات ذات صلة

اكتشف كيف يساعد الموز على خفض ضغط الدم

صحتك الموز مصدر غني بالبوتاسيوم الذي يلعب دوراً رئيسياً في تنظيم ضغط الدم (بكسلز)

اكتشف كيف يساعد الموز على خفض ضغط الدم

ارتفاع ضغط الدم من الحالات الصحية الشائعة التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك تُعد الفواكه والخضراوات مصادر ممتازة للفيتامينات والمعادن والألياف (بكسلز)

ما أفضل الأطعمة لتخفيف أعراض انقطاع الطمث؟

انقطاع الطمث هو المرحلة التي يتوقف فيها النشاط التناسلي لدى المرأة، وقد يتسبب في مجموعة متنوعة من الأعراض، نتيجة انخفاض مستويات هرمون الإستروجين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أنواع مختلفة من المحليات الصناعية (أ.ف.ب)

دراسة: الجرعات المنخفضة من الأسبارتام تؤثر على صحة القلب والدماغ

تشير دراسة حديثة أُجريت على الفئران إلى أن هذا المُحلِّي، حتى بجرعات منخفضة، قد يُؤثر سلباً على صحة القلب والدماغ على المدى الطويل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق 2026 سنة العناية الصحية والنفسية (بكساباي) play-circle 01:25

ادخل 2026 بقرارات ذكية وصحية... إليك 10 منها لتحصين النفس والجسد

من فحوص الدم المعمّقة إلى السيطرة على التوتر في العمل، مروراً بتمارين التنفس، والعضلات... صيحاتٌ صحية سترافق عام 2026.

كريستين حبيب (بيروت)
صحتك دراسة جديدة كشفت فوائد الشاي لصحة عظام النساء (رويترز)

شرب الشاي يساعد في تقوية عظام المرأة

كشفت دراسة علمية أجريت في أستراليا أن شرب الشاي يساعد في تقوية عظام المرأة، مقارنة بالنساء اللاتي يفضلن شرب القهوة.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

اكتشف كيف يساعد الموز على خفض ضغط الدم

الموز مصدر غني بالبوتاسيوم الذي يلعب دوراً رئيسياً في تنظيم ضغط الدم (بكسلز)
الموز مصدر غني بالبوتاسيوم الذي يلعب دوراً رئيسياً في تنظيم ضغط الدم (بكسلز)
TT

اكتشف كيف يساعد الموز على خفض ضغط الدم

الموز مصدر غني بالبوتاسيوم الذي يلعب دوراً رئيسياً في تنظيم ضغط الدم (بكسلز)
الموز مصدر غني بالبوتاسيوم الذي يلعب دوراً رئيسياً في تنظيم ضغط الدم (بكسلز)

ارتفاع ضغط الدم من الحالات الصحية الشائعة التي تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم. ويمكن أن يؤدي ضغط الدم غير المنضبط إلى مشاكل صحية خطيرة، مثل أمراض القلب، والسكتات الدماغية والفشل الكلوي. لكن هناك خيارات طبيعية وسهلة تساعد في دعم السيطرة على ضغط الدم، ومن أبرزها الموز.

الموز والغنى بالبوتاسيوم

ويُعدّ الموز مصدراً غنياً بالبوتاسيوم، وهو معدن أساسي يلعب دوراً رئيسياً في تنظيم ضغط الدم. يعمل البوتاسيوم على موازنة مستويات الصوديوم في الجسم؛ ما يساعد في تقليل ارتفاع ضغط الدم. كما أن البوتاسيوم ضروري لصحة الأعصاب والعضلات، ويسهِم في تنظيم معدل ضربات القلب بشكل طبيعي.

كيف يعزز الموز صحة القلب؟

تناول الموز لا يساعد فقط على التحكم في ضغط الدم، بل يقدم فوائد إضافية لصحة القلب:

تحسين صحة الأوعية الدموية

البوتاسيوم الموجود في الموز يدعم مرونة الشرايين ويقلل من تصلبها؛ ما يساعد على تدفق الدم بشكل سلس.

خفض خطر السكتات الدماغية

تشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يتناولون كمية كافية من البوتاسيوم يومياً تقل لديهم احتمالات الإصابة بالسكتات الدماغية.

تعزيز توازن النظام الغذائي

الموز غني بالألياف والفيتامينات والمعادن الأخرى التي تدعم الصحة العامة، وتساعد الجسم على امتصاص العناصر الغذائية بشكل أفضل.

نصائح لتناول الموز بفعالية

للاستفادة القصوى من فوائد الموز، يمكن اتباع هذه الإرشادات:

- تناول ثمرة موز يومياً كوجبة خفيفة أو مع الإفطار.

- دمجه مع الشوفان أو الزبادي لزيادة القيمة الغذائية للوجبة.

- استخدامه جزءاً من نظام غذائي متوازن يشمل الخضراوات، والفواكه، والحبوب الكاملة والبروتين الصحي.

اعتبارات مهمة

رغم فوائد الموز الكبيرة، يجب على مرضى السكري أو من يتبعون حمية منخفضة البوتاسيوم استشارة الطبيب قبل زيادة استهلاك الموز بشكل كبير.

بشكل عام، تناول الموز بوصفه جزءاً من نمط حياة صحي ومتوازن هو المفتاح لتحقيق أفضل النتائج لصحة القلب وضغط الدم.

فالموز ليس مجرد فاكهة لذيذة، بل هو حل طبيعي وسهل لدعم ضغط الدم وصحة القلب. دمجه بانتظام في النظام الغذائي اليومي، مع ممارسة النشاط البدني واتباع نمط حياة صحي، يمكن أن يكون خطوة بسيطة، لكنها فعالة نحو حياة أكثر صحة واستقراراً لضغط الدم.


ما أفضل الأطعمة لتخفيف أعراض انقطاع الطمث؟

تُعد الفواكه والخضراوات مصادر ممتازة للفيتامينات والمعادن والألياف (بكسلز)
تُعد الفواكه والخضراوات مصادر ممتازة للفيتامينات والمعادن والألياف (بكسلز)
TT

ما أفضل الأطعمة لتخفيف أعراض انقطاع الطمث؟

تُعد الفواكه والخضراوات مصادر ممتازة للفيتامينات والمعادن والألياف (بكسلز)
تُعد الفواكه والخضراوات مصادر ممتازة للفيتامينات والمعادن والألياف (بكسلز)

انقطاع الطمث هو المرحلة التي يتوقف فيها النشاط التناسلي لدى المرأة، وقد يتسبب في مجموعة متنوعة من الأعراض، نتيجة انخفاض مستويات هرمون الإستروجين.

ووفق تقرير نشره موقع «فيريويل هيلث»، يشير خبراء إلى أن اتباع نظام غذائي متوازن يتضمن الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون والدهون الصحية، قد يساهم في التخفيف من أعراض هذه المرحلة، إضافة إلى تقليل مخاطر بعض الحالات الصحية المرتبطة بها.

أطعمة قد تساعدك على الشعور بتحسن خلال انقطاع الطمث

تُظهر البحوث أن التركيز على أنواع معينة من الأطعمة خلال انقطاع الطمث قد يساعد في تخفيف الأعراض وتحسين الشعور العام بالصحة.

الفواكه والخضراوات

تُعد الفواكه والخضراوات مصادر ممتازة للفيتامينات والمعادن والألياف ومضادات الأكسدة. وقد يساعد تناول كميات أكبر منها في تقليل الالتهابات والسيطرة على بعض أعراض انقطاع الطمث.

الحبوب الكاملة

قد تكون زيادة استهلاك الحبوب الكاملة خلال انقطاع الطمث مفيدة لصحة القلب؛ إذ يرتبط استبدال الحبوب الكاملة بالحبوب المكررة بانخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب التي قد تصبح أكثر شيوعاً بعد انقطاع الطمث.

البروتينات الخالية من الدهون

تساعد البروتينات الخالية من الدهون -مثل الدجاج والديك الرومي والبروتينات النباتية ومنتجات الألبان قليلة الدسم- في الحفاظ على الكتلة العضلية التي قد تبدأ في التراجع خلال فترة انقطاع الطمث.

الدهون الصحية

مقارنة بالدهون المشبعة والمتحولة، فإن الدهون الصحية القادمة من مصادر الدهون غير المشبعة -مثل الأسماك الدهنية والأفوكادو والمكسرات والبذور- قد تكون واقية للقلب خلال انقطاع الطمث.

الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين «د»

قد يزداد فقدان العظام خلال انقطاع الطمث، ما يجعل هذه الأطعمة ضرورية للحفاظ على صحة العظام، وتقليل خطر الكسور وهشاشة العظام.

الصويا

تحتوي أطعمة الصويا على مركبات نباتية تعمل بطريقة مشابهة لهرمون الإستروجين، وقد تساعد في التخفيف من الهبَّات الساخنة وغيرها من أعراض انقطاع الطمث.

ماذا يحدث للهرمونات خلال انقطاع الطمث؟

تنخفض مستويات الهرمونات بشكل ملحوظ خلال انقطاع الطمث، ما يؤدي إلى ظهور أعراض جانبية، وزيادة خطر الإصابة ببعض الحالات الصحية.

ينخفض هرمون الإستروجين بشكل كبير، ما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب وهشاشة العظام.

يؤدي انخفاض هرمون البروجستيرون إلى اضطرابات في النوم والمزاج.

يرتبط انخفاض هرمون التستوستيرون بانخفاض كثافة العظام وتراجع الرغبة الجنسية لدى بعض النساء.

ويمكن للغذاء -إلى جانب بعض العلاجات الدوائية- أن يساهم في تخفيف الأعراض.

أطعمة يُنصح بالحد منها أو تجنبها

قد تؤدي بعض الأطعمة إلى تفاقم أعراض انقطاع الطمث، أو زيادة خطر الإصابة بحالات صحية مختلفة.

السكريات المضافة

قد يؤدي الإفراط في تناول السكريات المضافة إلى زيادة حدة أعراض انقطاع الطمث. ونظراً لأن عملية الأيض تميل إلى التغيُّر خلال هذه المرحلة، فإن استهلاك كميات كبيرة من السكر المضاف قد يزيد أيضاً من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب.

الأطعمة فائقة المعالجة

قد يؤدي تناول الأطعمة فائقة المعالجة، وغيرها من الأطعمة الغنية بالصوديوم إلى ارتفاع ضغط الدم ومشكلات صحية أخرى. وتشير بعض الأدلة إلى أن استهلاك كميات من الصوديوم تفوق الحاجة قد يسبب أيضاً احتباس السوائل خلال فترة انقطاع الطمث.

الدهون المتحولة والمشبعة

يوصي الخبراء بتجنب الدهون المتحولة، والحد من استهلاك الدهون المشبعة، بحيث لا تتجاوز 10 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية. وخلال فترة انقطاع الطمث، قد يؤدي الإفراط في تناول هذه الدهون إلى زيادة خطر زيادة الوزن والإصابة بأمراض القلب.

الكحول

على الرغم من تباين نتائج البحوث، تشير بعض الدراسات إلى أن الكحول قد يؤدي إلى تفاقم بعض أعراض انقطاع الطمث، مثل الهبَّات الساخنة وتقلبات المزاج. كما أن الحد من استهلاك الكحول قد يساعد في إدارة الوزن، وهي مهمة قد تصبح أكثر صعوبة خلال أو بعد انقطاع الطمث.

طرق أخرى للمساعدة في تخفيف أعراض انقطاع الطمث

قد تكون أعراض انقطاع الطمث أمراً لا مفرَّ منه؛ لكن إجراء تغييرات إضافية على نمط الحياة قد يساعد في التخفيف من هذه الأعراض.

الحصول على قدر كافٍ من النشاط البدني

تشير الأدلة إلى أن النساء اللواتي يمارسن نشاطاً بدنياً منتظماً يعانين من أعراض أقل حدة، مقارنة باللواتي لا يمارسن الرياضة خلال فترة انقطاع الطمث. وتُعد التمارين التي تعتمد على حمل الوزن مهمة بشكل خاص خلال هذه المرحلة، للحفاظ على صحة العظام.

إعطاء النوم أولوية

يُعد الأرق مشكلة شائعة خلال فترة انقطاع الطمث، لذا فإن إعطاء النوم أولوية وطلب المساعدة عند الحاجة قد يكون مفيداً في تحسين جودة الحياة.

التركيز على إدارة التوتر

ارتبط انقطاع الطمث بارتفاع مستويات التوتر والقلق لدى بعض النساء. ويعتقد الباحثون أن العلاج السلوكي المعرفي، إلى جانب الأدوية وعلاجات أخرى، قد يساعد في إدارة التوتر.

إدارة الوزن

قد تؤدي التغيرات الهرمونية المصاحبة لانقطاع الطمث إلى تباطؤ عملية الأيض، ما يجعل التحكم في الوزن أكثر صعوبة. ويوصَى بممارسة النشاط البدني واتباع نظام غذائي متوازن كوسيلتين للمساعدة في إدارة الوزن خلال مرحلة الانتقال إلى انقطاع الطمث.


دراسة: الجرعات المنخفضة من الأسبارتام تؤثر على صحة القلب والدماغ

أنواع مختلفة من المحليات الصناعية (أ.ف.ب)
أنواع مختلفة من المحليات الصناعية (أ.ف.ب)
TT

دراسة: الجرعات المنخفضة من الأسبارتام تؤثر على صحة القلب والدماغ

أنواع مختلفة من المحليات الصناعية (أ.ف.ب)
أنواع مختلفة من المحليات الصناعية (أ.ف.ب)

يستخدم المُحلِّي الصناعي «الأسبارتام» في كثير من المنتجات، بدءاً من العلكة وصولاً إلى المشروبات الغازية ومُحليات المائدة. وتشير دراسة حديثة أُجريت على الفئران إلى أن هذا المُحلي، حتى بجرعات منخفضة، قد يُؤثر سلباً على صحة القلب والدماغ على المدى الطويل.

على مدار عام كامل، أضاف باحثون بقيادة فريق من مركز البحوث التعاونية في المواد الحيوية في إسبانيا كميات صغيرة من الأسبارتام إلى غذاء ذكور الفئران. هذه الجرعة التي أُعطيت لعدة أيام كل أسبوعين، تُعادل سدس الكمية اليومية المُعتمدة حالياً من قِبل منظمة الصحة العالمية.

فقدت هذه الفئران وزناً أكبر من الفئران الضابطة التي لم تُعالج؛ حيث انخفضت نسبة الدهون في أجسامها بنسبة تتراوح بين 10 و20 في المائة في المتوسط ​​بنهاية الدراسة. إلا أنها أظهرت علامات مُقلقة على تدهور صحة القلب والدماغ، ما يستدعي إجراء مزيد من البحوث لمعرفة ما إذا كانت هذه التأثيرات نفسها قد تحدث لدى البشر، وفقاً لما ذكره موقع «ساينس آليرت» المعني بالعلوم والصحة.

أثر المُحلِّيات الصناعية

أظهرت الدراسة أن التعرض طويل الأمد للمُحلِّيات الصناعية قد يُلحق ضرراً بوظائف الأعضاء حتى عند تناول جرعات منخفضة، ما يستدعي إعادة النظر بشكل دقيق في إرشادات الاستهلاك الحالية، كما ذكر الباحثون في ورقتهم البحثية المنشورة.

ولاحظ الباحثون انخفاض كفاءة ضخ الدم في قلوب الفئران التي أُعطيت الأسبارتام، إلى جانب تغيرات طفيفة في بنيتها ووظائفها. ويشير الباحثون إلى أن هذا يدل على ضعف الأداء وزيادة الإجهاد القلبي.

وأظهرت الدراسة أن التعرض طويل الأمد للمُحلِّيات الصناعية قد يُلحق ضرراً بوظائف الأعضاء حتى عند تناول جرعات منخفضة، مما يستدعي إعادة النظر بشكل دقيق في إرشادات الاستهلاك الحالية.

الأسبارتام والتغيرات الإدراكية

وتغير امتصاص الغلوكوز -وهو وقود أساسي- في دماغ الفئران المعالجة بالأسبارتام؛ إذ ارتفع بشكل حاد في البداية، ثم انخفض بشكل ملحوظ بنهاية التجربة التي استمرت عاماً كاملاً. قد يؤدي ذلك إلى استنزاف الطاقة اللازمة للدماغ لأداء وظائفه بشكل سليم.

وانعكس هذا في معاناة الفئران المعالجة بالأسبارتام من صعوبة أكبر في مهام الذاكرة والتعلم، مما يشير إلى تراجع معرفي. فعلى سبيل المثال، تحركت الحيوانات التي تناولت الأسبارتام ببطء، واستغرقت وقتاً أطول للخروج من المتاهات.

يقول الباحثون: «من المقلق أن النظام الغذائي الخفيف المطبق هنا، والذي يقل بكثير عن الحد الأقصى المسموح به للبشر، والذي يُعطى لثلاثة أيام فقط كل أسبوعين، يمكن أن يؤثر على وظائف القلب والدماغ، وبنية القلب».

ويشير الباحثون إلى أن التغيرات الإدراكية كانت «طفيفة نسبياً» مقارنة بدراسات سابقة أُجريت على فئران تناولت الأسبارتام يومياً، أو لفترة أقصر.

ويكتب الباحثون: «إما أن فترات الامتناع عن الأسبارتام قد خففت من حدة التغيرات السلوكية، أو أن الفئران البالغة أكثر تحملاً للأسبارتام من الفئران الأصغر سناً، أو أن الفئران تتكيف مع التعرض طويل الأمد للأسبارتام».

ويضيفون: «إلى حين فهم الآثار العصبية المترتبة على تناول الأسبارتام بشكل أفضل، يُنصح الأطفال والمراهقون بتجنب الأسبارتام قدر الإمكان؛ خصوصاً كجزء أساسي من نظامهم الغذائي».

مخاوف

لقد لاحظنا بالفعل ارتباط المُحلِّيات الصناعية بتغيرات بيولوجية مرتبطة بالخرف، وتصلب الشرايين، وسرطان الكبد، مع أنه لا يوجد حتى الآن دليل قاطع على وجود علاقة سببية مباشرة.

وبينما يُمكن للأسبارتام والمنتجات المشابهة أن تُقلل من خطر السمنة وداء السكري من النوع الثاني، من خلال توفير الحلاوة دون أي سعرات حرارية، فإن هناك تساؤلات حول مستوى الاستهلاك الآمن.

ويخلص الباحثون إلى أن «هذه النتائج تُشير إلى أن الأسبارتام، بالجرعات المسموح بها، يُمكن أن يُؤثر سلباً على وظائف الأعضاء الرئيسية، ولذا يُنصح بإعادة تقييم حدود السلامة المُعتمدة للاستهلاك البشري».

وقد نُشرت هذه الدراسة في مجلة «الطب الحيوي والعلاج الدوائي».