رحيل كمال الهلباوي... المُنشق الذي رفض مشروع «الإخوان» السياسي

عارض ترشح خيرت الشاطر للرئاسة عام 2012

كمال الهلباوي (أرشيفية - متداولة)
كمال الهلباوي (أرشيفية - متداولة)
TT

رحيل كمال الهلباوي... المُنشق الذي رفض مشروع «الإخوان» السياسي

كمال الهلباوي (أرشيفية - متداولة)
كمال الهلباوي (أرشيفية - متداولة)

بعد مسيرة تنوعت محطاتها بين السياسة والمناصب، رحل القيادي الإخواني المُنشق عن التنظيم، المقيم في لندن، كمال الهلباوي، عن 84 عاماً، وفق ما أعلنت أسرته.
الهلباوي الذي رفض مشروع «الإخوان» السياسي، شهدت حياته تحولاً عقب الاستقالة من «الإخوان». وهو من مواليد عام 1939 وتخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1960. ثم درس إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية بالقاهرة وتخرج فيها عام 1971.
انضم الهلباوي إلى «الإخوان» في الخمسينيات من القرن الماضي، وأصبح أحد أعضائها القياديين بعد عقود، حتى أصبح المتحدث الرسمي للتنظيم في الغرب. وفي مارس (آذار) 2012، أعلن الهلباوي استقالته من «الإخوان»، احتجاجاً على ترشيح القيادي «الإخواني» خيرت الشاطر (نائب مرشد «الإخوان» المحبوس في قضايا عنف وقتل بمصر) في الانتخابات الرئاسية عام 2012.
ووفق الخبير المصري المتخصص في شؤون الحركات الأصولية، أحمد بان، فإن «خلاف الهلباوي مع الإخوان كان تناقضاً مع المجموعة القطبية التي أدارت التنظيم، وحرفته عن خط حسن البنا مؤسس الإخوان». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «الهلباوي كان يرى أن الانحراف الذي حدث في مسيرة التنظيم الدعوية والفكرية، كان محصلة لتهميش أفكار البنا، لذا ظل الهلباوي مخلصاً لمشروع البنا، وأخذ موقفاً واضحاً من الإخوان عندما أعلن التنظيم ترشيح الشاطر في الانتخابات الرئاسية، واستبعد (الإخوان) الشاطر، فيما بعد، وتم ترشيح محمد مرسي، وأعلن حينها الهلباوي استقالته من التنظيم»، لافتاً إلى أن «حسه الوطني كان واضحاً في تفاعله مع أحداث يناير (كانون الثاني) عام 2011. ولعب دوراً سياسياً أثناء الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة عام 2012 لتحقيق الاصطفاف حول مرشح واحد، بعيداً عن مرشح الإخوان». ويشار إلى أن مرشح «الإخوان» محمد مرسي فاز في تلك الانتخابات، في جولة الإعادة أمام أحمد شفيق. أحمد بان أكد أن «الهلباوي رصد انحرافات المشروع السياسي لـلإخوان ولم يكن راضياً عن التنظيم، وحاول أن يُرشّد السلوك الحركي للتنظيم؛ لكنه لم ينجح، وفضل أن يستقيل».
واختير الهلباوي عضواً بـ«لجنة الخمسين»، التي وضعت الدستور المصري عام 2014 وتولى منصب نائب رئيس اللجنة، كما شغل عضوية «المجلس القومي لحقوق الإنسان»، وهو هيئة رسمية في مصر.
ووفق الخبير المصري المتخصص في شؤون الحركات الأصولية فإن «الدولة المصرية زكت وجود الهلباوي في المجلس القومي لحقوق الإنسان، وحظي بثقة الدولة خلال هذه الفترة، وظل على مواقفه الوطنية، حتى غادر مصر إلى لندن»، لافتاً إلى أنه «خرج من مصر إلى لندن للعلاج، وليس لكونه معارضاً سياسياً».
ووفق المعلومات المتاحة، فقد اشتهر الهلباوي بـ«النشاط الإسلامي في أوروبا»، وساعد في إنشاء العديد من المنظمات الإسلامية بما في ذلك «جمعية المسلمين في بريطانيا» عام 1997. كما عمل عضواً في «لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الإسلامي الأوروبي»، وعمل أيضاً مستشاراً لمركز «الدراسات السياسية بالمملكة المتحدة»، كما عمل مدرساً جامعياً بأكاديمية الدعوة، بالجامعة الإسلامية العالمية، ومستشاراً ومحاضراً بمعهد الدراسات السياسية بباكستان.
حول تواصل الهلباوي مع «الإخوان» عقب انشقاقه عن التنظيم، أشار أحمد بان إلى أنه «لم يكن هناك تواصل مع التنظيم، وكانت قطيعة حقيقية، والتناقض في المواقف مع التنظيم كان أصيلاً ولم يكن مفتعلاً»، موضحاً أنه «دائماً ما تثار الشكوك حول أي شخص يترك التنظيم، على اعتبار أنه يمارس المراوغة في المواقف؛ لكن الهلباوي كان مخلصاً لأفكاره». وأيَّد الهلباوي ثورة «30 يونيو (حزيران)»، التي أطاحت بتنظيم «الإخوان» من السلطة عام 2013.
وأعلنت أسرة الهلباوي اليوم (الأربعاء) خبر وفاته بعد صراع مع المرض وإيداعه أحد المستشفيات في لندن تحت الرعاية الطبية. وشُيعت جنازة الهلباوي الأربعاء، ودفن في لندن، وفق نجله عمرو الهلباوي.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.