العراق... مخاوف جدية من موسم جفاف شديد القسوة

انخفاض غير مسبوق في مناسيب النهرين بأربع محافظات جنوبية

فتى يمر بالقرب من قارب مهجور وسط هور الجبايش الجاف في جنوب العراق (أ.ف.ب)
فتى يمر بالقرب من قارب مهجور وسط هور الجبايش الجاف في جنوب العراق (أ.ف.ب)
TT

العراق... مخاوف جدية من موسم جفاف شديد القسوة

فتى يمر بالقرب من قارب مهجور وسط هور الجبايش الجاف في جنوب العراق (أ.ف.ب)
فتى يمر بالقرب من قارب مهجور وسط هور الجبايش الجاف في جنوب العراق (أ.ف.ب)

على الرغم من عدم غروب شمس الشتاء في العراق، وبقاء التوقعات بإمكانية هطول الأمطار في شهر مارس (آذار) الجاري، الذي يطلق عليه محلياً «أبو الهزاهز والأمطار»، فإن المخاوف من موسم جفاف شديد يكمل ثلاثة مواسم سابقة باتت بحكم الأمر الواقع، وخصوصاً مع حالة انخفاض غير مسبوق في مناسيب نهري دجلة والفرات في محافظات (ذي قار وميسان والمثنى والديوانية) الجنوبية.
وتداولت مواقع التواصل ومنصات خبرية، أمس، فيديو يظهر شاباً يقود دراجة نارية وسط نهر الفرات في محافظة الناصرية، في دلالة على حجم الانخفاض الشديد في منسوب المياه هناك، وتظهر صور أخرى انخفاض مناسيب النهرين في أكثر من مكان.
وعلى الرغم من موسم الأمطار الجيدة نسبياً خلال هذا الشتاء التي سقطت على محافظات وسط وجنوب البلاد، فإن خبراء المياه يعزون انحسار المياه إلى ضعف سقوط الأمطار في أعالي نهري دجلة والفرات، وقد نشرت مديرية الأرصاد الجوية التركية، أول من أمس، حجم الجفاف الذي ضرب ولاياتها القريبة من منابع النهرين، ما سيزيد حجم المشكلات المائية في العراق الذي يعاني أصلاً من تلاعب الجانب التركي بحصصه المائية خلال السنوات الماضية حتى مع مواسم الوفرة لديه.
ويتحدث خبراء في وزارة الموارد المائية، عن أن العراق لا يحصل إلا على نحو 30 في المائة من حصصه المائية نتيجة السدود وحرف مسار الأنهار التي تمارسها كل من أنقرة وطهران.
ويوم الأحد الماضي، قالت وزارة الموارد المائية إن «الانخفاض الحاصل بالحصص المائية في بعض المحافظات الجنوبية خلال هذه الأيام يعود سببه لقلة الإيرادات المائية الواردة إلى سد الموصل على دجلة، وسد حديثة على الفرات من الجارة تركيا؛ مما أدى إلى انخفاض حاد في الخزين المائي في البلاد».
وحيال موجة المخاوف المتنامية من انخفاض مناسيب النهرين، أعلنت وزارة الموارد المائية، الثلاثاء، البدء بدفع الإطلاقات لرفع منسوب مياه نهر دجلة واتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين وصول المياه لأربع محافظات.
وقال المتحدث باسم الوزارة، خالد شمال، في تصريح «لوكالة الأنباء العراقية»: «إن موضوع أزمة المياه متشابك، والجزء الأكبر ضمن المباحثات الخارجية... الوزير عون ذياب أوصل هذه الصورة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني وأوعز باتخاذ الإجراءات اللازمة جميعها؛ لتفعيل ملفات التفاوض مع تركيا وإيران وسوريا». وأضاف أن «الوزارة بدأت أمس بدفع إطلاقات مائية من سدود دوكان ودربندخان والموصل باتجاه نهر دجلة لرفع منسوب النهر، وهي مستمرة بحملة إزالة التجاوزات وتأمين الإطلاقات ووصولها لمحافظات البصرة وميسان والمثنى وذي قار».
وأكد أن «ملف التفاوض على المياه سيادي ومرتبط بالسلطة العليا للدولة، ومن الخطأ التصور أن وزارة الموارد المائية هي الجهة الأساسية المعنية بإدارة هذا الملف، حيث إن وزارة المالية تدير الجانب الفني من هذا الملف».
وإلى جانب شكوى وزارة الموارد المائية من سياسات دول الجوار المائية حيال العراق، تشتكي أيضاً من التجاوزات الكبيرة التي ترتكبها بعض المحافظات والأشخاص على الأنهار وموظفي الوزارة، وقد أعلنت الثلاثاء، تعرض كوادرها ممن يعملون على إزالة التجاوزات على الأنهار إلى إطلاق نار برشاشات خفيفة ومتوسطة في مشروع ماء المسيب في محافظة بابل.
وقالت الوزارة إنها تقوم بإزالة التجاوزات من أجل «تأمين إيصال المياه لمستحقيها، ولمحافظات العراق كافة، في ظل ظروف الشحة المائية التي تمر بها البلاد».
من جانبه، تحدث خبير الأرصاد الجوية، صادق عطية عن واقع غير مطمئن لوضع المياه في البلاد. وقال عطية في تدوينة عبر «فيسبوك»: «حافظوا على ما هو متوفر من المياه، فموسم الصيف اللاهب والجاف قادم... إن شحة مياه نهري دجلة والفرات وجفاف أغلب روافدهما تنذر بموسم صيف هو الأشد جفافاً حسب المعطيات الحالية».
وأضاف أن «ما تبقى من موسم الأمطار لن يكون كافياً ليغني المنسوب في النهرين أو في بحيرات الخزن والسدود».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

أنقرة: الأسد لا يريد عودة السلام إلى بلاده

قصف مدفعي تركي على ريف منبج (المرصد السوري)
قصف مدفعي تركي على ريف منبج (المرصد السوري)
TT

أنقرة: الأسد لا يريد عودة السلام إلى بلاده

قصف مدفعي تركي على ريف منبج (المرصد السوري)
قصف مدفعي تركي على ريف منبج (المرصد السوري)

رأت أنقرة أنَّ الرئيس السوري، بشار الأسد، لا يريد السلام في بلاده، وحذرت من أن محاولات إسرائيل لنشر الحرب في الشرق الأوسط بدأت تهدد البيئة التي خلقتها «عملية آستانة»، التي أوقفت إراقة الدماء في سوريا. وأكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أنَّ جهود روسيا وإيران، في إطار «مسار آستانة» للحل السياسي مهمة للحفاظ على الهدوء الميداني، لافتاً إلى استمرار المشاورات التي بدأت مع أميركا بشأن الأزمة السورية.

وقال فيدان، خلال كلمة في البرلمان، إنَّ تركيا لا يمكنها مناقشة الانسحاب من سوريا إلا بعد قبول دستور جديد وإجراء انتخابات وتأمين الحدود، مضيفاً أن موقف إدارة الأسد يجعلنا نتصور الأمر على أنه «لا أريد العودة إلى السلام».