فيما تترقب الأوساط السياسية والشعبية في تركيا إعلان الرئيس رجب طيب إردوغان عن الموعد الرسمي لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، أعطت «طاولة الستة» لأحزاب المعارضة إشارة قوية على إعلان اسم مرشحها المشترك لمنافسة إردوغان على الرئاسة خلال اجتماع قادتها غدا الخميس.
واستبق المتحدث باسم حزب «الجيد» المعارض، كورشاد زورلو، اجتماع «طاولة الستة»، بالتأكيد على أن الاجتماع سيشهد تحديد اسم المرشح المشترك، قائلا: «سيحدد القادة اسم المرشح الذي سيصبح الرئيس الثالث عشر لتركيا... سوف نظهر هذه الإرادة ونشاركها مع أمتنا بمجرد أن يصبح الأمر مؤكدا».
وأضاف زورلو في تصريحات، أمس الثلاثاء، أنه ستكون هناك انتخابات، على الرغم من كارثة الزلزال، القواعد محددة بوضوح في الدستور. نحن نعلم أن الرئيس رجب طيب إردوغان سيصدر بياناً يحدد فيه موعد الانتخابات في 14 مايو (أيار) المقبل. هذا لم يحدث بعد، لكن هذا ما سبق أن تحدث عنه، حتى لو لم يكن الأمر كذلك، فإن 18 يونيو (حزيران) هو الموعد الأصلي المحدد للانتخابات، نحن مستعدون للانتخابات في أي موعد منهما.
ونفى زورلو أن يكون رئيسا حزبي «الشعب الجمهوري»، كمال كليتشدار أوغلو و«الجيد»، ميرال أكشينار تناولا، في اجتماعهما الاثنين، مسألة المرشح للرئاسة، ولم تكن هناك مناقشات أو مساومات حول هذا الموضوع.
وكانت مصادر من حزب «الشعب الجمهوري» نقلت عن كليتشدار أوغلو أن الاجتماع، الذي استغرق ساعتين بمقر حزب «الشعب الجمهوري» في أنقرة، كان جيداً، وتمت خلاله مناقشة جميع النقاط التي كانت تثير الاضطراب.
وقالت مصادر من حزب «الجيد» إن أكشينار أبلغت مساعديها في الحزب أن قضية ترشيح كليتشدار أوغلو للرئاسة لم تكن على جدول الأعمال خلال الاجتماع.
وفيما ناقش الاجتماع هذه المسألة التي أثارت غضب أكشينار بعدما أدلى بولنت كوش أوغلو، أحد مساعدي رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، المقربين، بتصريح أكد فيه أن «طاولة الستة» أُسست أصلاً من أجل ترشيح كليتشدار أوغلو، «وإذا لم تختره مرشحاً للرئاسة فإنها ستنهار»، حيث ردت أكشينار أن «طاولة الستة» ليست «كاتب عدل» مهمته فقط التصديق على القرارات التي يتخذها حزب «الشعب الجمهوري»، وإنما تشكلت لاختيار الرئيس الثالث عشر الذي سيقود تركيا بعد الانتخابات المقبلة، وكذلك البرلمان الذي سينقل البلاد إلى النظام البرلماني المعزز. وطالبت باستقالة كوش أوغلو من منصبه في الحزب.
وحرص كليتشدار أوغلو وأكشينار على التكتم على ما دار بينهما فيما يتعلق بهذه المسألة، وبحسب ما رشح من كواليس حزب الجيد، فإنه تم حل «قضايا مزعجة» خلال الاجتماع الحاسم بين أكشينار وكليتشدار أوغلو.
وبينما يتصاعد الجدل حول موعد الانتخابات وترقب الاسم الذي ستحدده المعارضة كمرشح منافس لإردوغان، كشف رئيس حزب «السعادة»، تمل كارامولا أوغلو، أن هناك 3 أسماء ستكون مطروحة على الطاولة في اجتماع الخميس، هم: كليتشدار أوغلو، ورئيس بلدية أنقرة منصور ياواش، ورئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، الثلاثة من حزب «الشعب الجمهوري»، مشيرا إلى أنه تتم مناقشة ترشيح أي اسم من الثلاثة، لكن اسم كليتشدار أوغلو هو الأبرز.
وكان كارامولا أوغلو، الذي سيستضيف حزبه اجتماع الغد، استقبل أكشينار بمقر حزبه في أنقرة، عقب اجتماعها الاثنين مع كليتشدار أوغلو. وبحسب كواليس الحزبين، يعتقد أنه يمكن تحديد اسم المرشح في الاجتماع، لكن إعلانه لن يكون في اليوم ذاته.
وقال كارامولا أوغلو، في مقابلة تلفزيونية: «نريد أن يكون الاسم الذي يمكن انتخابه الرئيس الثالث عشر لتركيا من الجولة الأولى هو المرشح. لا أجد من المعقول أن يقول إن زعيم حزب المعارضة الرئيسي (كليتشدار أوغلو) لست مرشحا... هذا واجب بالنسبة له».
من جانبه، أجاب رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش، الذي أظهرت استطلاعات الرأي قبل الزلزال تقدمه بنسبة كبيرة وإمكانية فوزه بالرئاسة، والذي ارتفعت أسهمه كثيراً خلال كارثة الزلزال، على سؤال بشأن موقفه حال طرح اسمه كمرشح، قائلاً، في مقابلة تلفزيونية، إن «قادة طاولة الستة هم من سيتخذون القرار المناسب، وإذا قرروا ترشيحي فسوف يكون هذا واجبي وعلي الالتزام به».
في الوقت ذاته، تتجه الأنظار إلى اجتماع المجموعة البرلمانية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم، الذي سيعقد اليوم الأربعاء بمقر البرلمان، حيث من المنتظر أن يعلن إردوغان، رسمياً، عن الموعد الذي ستجرى فيه الانتخابات، وأن يؤكد على التاريخ الذي أعلنه من قبل وهو 14 مايو المقبل، بعد أن كان مقرراً إجراء الانتخابات في 18 يونيو المقبل، الموعد الأصلي لها.
وأكدت مصادر من حزب «العدالة والتنمية» أن إردوغان تمسك بقراره إجراء الانتخابات في 14 مايو، كما أُعلن من قبل، وأنه يعول على الجهود التي بذلت في تقديم المساعدات، والعمل على مداواة جروح المتضررين من كارثة الزلزال، والبدء العاجل في بناء المساكن بالولايات الـ11 المنكوبة، لتعزيز فرصه في الانتخابات الرئاسية، وفرص «تحالف الشعب» المؤلف من حزبي «العدالة والتنمية» و«الحركة القومية»، الذي يرأسه دولت بهشلي، في الانتخابات البرلمانية.
المعارضة التركية تختار مرشحها الرئاسي من بين 3 أسماء
ترقب لإعلان إردوغان موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية اليوم
المعارضة التركية تختار مرشحها الرئاسي من بين 3 أسماء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة