الاستخبارات الأوكرانية: لا مؤشر على أن الصين تعتزم إمداد روسيا بأسلحة

رئيس الاستخبارات الأوكرانية كيريلو بودانوف (رويترز)
رئيس الاستخبارات الأوكرانية كيريلو بودانوف (رويترز)
TT

الاستخبارات الأوكرانية: لا مؤشر على أن الصين تعتزم إمداد روسيا بأسلحة

رئيس الاستخبارات الأوكرانية كيريلو بودانوف (رويترز)
رئيس الاستخبارات الأوكرانية كيريلو بودانوف (رويترز)

أعلن رئيس الاستخبارات الأوكرانية كيريلو بودانوف في مقابلة بثتها إذاعة «صوت أميركا»، أمس الاثنين أنه لا يرى «أي مؤشر» على أن الصين تعتزم إمداد روسيا بأسلحة.
وفي معرض حديثه عن التصريحات التي صدرت عن مسؤولين أميركيين أخيراً ومفادها أن الصين تعتزم تزويد الجيش الروسي بأسلحة لمساعدته في غزوه لأوكرانيا، في اتهامات نفتها بكين بشدة، قال بودانوف «أنا لا أشاطر هذا الرأي». وفي المقابلة التي أجرتها الإذاعة الأميركية معه في 25 الجاري، أضاف المسؤول الأوكراني «في الوقت الحالي، لا أعتقد أن الصين ستوافق على نقل أسلحة إلى روسيا... لا أرى أي مؤشر على أن مثل هذه الأمور يتم حتى البحث فيها».
وبعدما ألحت عليه «صوت أميركا» بالسؤال عن الاتهامات الأميركية، قال بودانوف «أنا رئيس جهاز الاستخبارات وأنا، مع كل الاحترام الذي أكنه لكم، لا أستند على آراء أفراد بل على حقائق فقط. أنا لا أرى حقائق من هذا القبيل». وأجريت المقابلة مع المسؤول الأوكراني عشية تصريحات أدلى بها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» ويليام بيرنز في مقابلة بثتها شبكة «سي بي إس» مساء الأحد واتهم فيها الصين بالتفكير في إمداد روسيا بأسلحة فتاكة.
وقال بيرنز للشبكة الأميركية «نحن واثقون من أن المسؤولين الصينيين يدرسون تزويد روسيا أعتدة فتاكة». وفي مقابلته مع الإذاعة الأميركية أكد بودانوف أن إيران هي «عملياً الدولة الوحيدة التي تنقل أسلحة خطرة إلى روسيا». وأضاف «كانت هناك معلومات تفيد بأن شيئاً ما جاء من كوريا الشمالية، لكن ليس لدينا تأكيد على ذلك. ليست هناك أي حالة رصدنا فيها هنا سلاحاً من كوريا الشمالية».
وبالنسبة لرئيس الاستخبارات الأوكرانية فإن «روسيا تحاول فحسب شراء كل ما تيسر لها من أي مكان تيسر لها، لأن مشاكلها كبيرة». وعن إرسال الأسلحة إلى روسيا قال بودانوف «إن الحكومة الصربية رفضت إرسال أسلحة إلى موسكو في ظل الغزو الروسي المستمر لأوكرانيا». وأشار إلى أن الكثيرين في موسكو كانوا يتوقعون تلقي أسلحة من صربيا.
وأكد أن «روسيا تحاول شراء أي شيء من أي مكان، لأن مشاكلها كبيرة بالفعل. وصربيا، التي كان الجميع في روسيا يعلقون آمالا كبيرة عليها، رفضت إرسال أسلحة إليهم»، بحسب وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية «يوكرينفورم». وأضاف بودانوف إن هناك بعض الجهود التي تبذلها روسيا لشراء أسلحة عبر دول أخرى على نطاق واسع إلى حد ما. وقال بودانوف «إنهم يحاولون الآن مع ميانمار. وسنرى ما سيحدث مع مرور الوقت. ولكن في الواقع، فيما يتعلق بإمدادات الأسلحة، فإن روسيا تقتصر على إيران».
وقال بودانوف إن الاتحاد الروسي هو في الواقع دولة «فقاعة». وقال بودانوف «القادة الروس يفهمون بوضوح الشيء الرئيسي: وهو أن الأسلحة النووية ليست أسلحة، ولكنها وسيلة للردع الاستراتيجي، وأن استخدام رادع نووي، من قبل أي شخص في العالم، سيؤدي إلى عواقب وخيمة بالنسبة لكل من يفعل ذلك».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».