عبد الملك: المأساة الإنسانية في اليمن سببها الانقلاب

دعا إلى معالجة جذر الأزمة واستبعد التوصل إلى سلام مع الميليشيات

رئيس الحكومة اليمنية في جنيف  خلال اجتماع مجلس حقوق الإنسان أمس (سبأ)
رئيس الحكومة اليمنية في جنيف خلال اجتماع مجلس حقوق الإنسان أمس (سبأ)
TT

عبد الملك: المأساة الإنسانية في اليمن سببها الانقلاب

رئيس الحكومة اليمنية في جنيف  خلال اجتماع مجلس حقوق الإنسان أمس (سبأ)
رئيس الحكومة اليمنية في جنيف خلال اجتماع مجلس حقوق الإنسان أمس (سبأ)

شدد رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، الاثنين، على ضرورة معالجة جذور الأزمة الحقيقية في بلاده والمتمثلة في انقلاب الميليشيات الحوثية، مشيراً إلى أن ذلك هو سبب الأزمة الإنسانية، مع استبعاده إمكانية التوصل إلى سلام مع الجماعة الإرهابية المدعومة من إيران.
تصريحات عبد الملك، جاءت خلال كلمة له أمام افتتاح الدورة 52 لمجلس حقوق الإنسان التي بدأت أعمالها في مدينة جنيف السويسرية، حيث أوضح أن رؤية حكومته كانت ولا تزال تؤكد على معالجة الجذر الحقيقي للأزمة والمتمثل في استكمال إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة والنظام والقانون والحقوق والحريات.
وقال إن صون حقوق الإنسان وحمايتها جزآن أساسيان من التزام حكومته بسلام عادل ومستدام ينهي سياق الحرب ويعيد الأمن والسلام إلى البلاد.
وتطرق رئيس مجلس الوزراء اليمني إلى ما تسببت به الحرب التي فرضتها الميليشيات الحوثية من تراجع للحقوق المكتسبة التي حققتها بلاده على مدى أكثر من ستة عقود، وقال إن الميليشيات أحلت بدل ذلك «حالة من الإرهاب والقتل والقمع للحريات ومحاولة فرض نظام عنصري طائفي دخيل على المجتمع اليمني، وتفخيخ التعليم وعقول النشء والشباب بأفكار إرهابية متطرفة، واستهداف الحقوق والحريات التي كفلها النظام والقانون وبخاصة للنساء، وابتداع شروط تقييدية لسلب حقهن في التعليم والعمل». وأضاف: «نحن أمام ميليشيا لا تؤمن بالسلام بل تعمل على تغذية العنف والصراعات، وتجاربنا معها طويلة، حيث كانت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي حاضرين معنا في كل تفاصيلها، وشهدا كيف أفشلت كل اتفاق يهدف إلى إنهاء معاناة الشعب ويحفظ حقوقه، وآخرها اتفاق الهدنة الإنسانية برعاية أممية الذي لم تنفذ الميليشيا أياً من التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق، حتى أسقطته في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي».
واتهم عبد الملك الميليشيات الحوثية بانتهاك كل المواثيق والأعراف القانونية والأخلاقية ومبادئ حقوق الإنسان، وقال إنها استخدمت التجويع كسلاح لإخضاع المجتمع ونهب المساعدات الإنسانية، وطوعت القضاء كأداة سياسية لإرهاب كل من يعارضها، مع إصدار وتنفيذ أحكام إعدام بحق أبرياء مختطفين من سياسيين وحقوقيين وصحافيين وطلاب وأكاديميين، وتهجير المواطنين من منازلهم، حتى أضحى في اليمن أكثر من أربعة ملايين نازح داخلياً، وتحويل اليمن إلى أكبر حقل ألغام في العالم، وتفخيخ التعليم بأفكار إرهابية متطرفة، وتجنيد الأطفال واستخدامهم كوقود في الحرب.
وأشار رئيس الحكومة اليمنية إلى تعمد الميليشيات الحوثية نشر الجهل والتضليل، ومن ذلك حملاتها العدائية ضد اللقاحات، وهو ما تسبب في عودة أمراض وأوبئة كانت بلاده قد تجاوزتها منذ عقود ومنها شلل الأطفال. وأوضح أن هذه الصورة المأساوية في بلاده هي التي حملت الحكومة على تصنيف الميليشيات الحوثية جماعة إرهابية، داعياً المجتمع الدولي إلى تصنيفها على لوائح الإرهاب.
وجدد عبد الملك التأكيد على أن جوهر السلام في بلاده يتحقق باستعادة الأوضاع القانونية والدستورية التي تحفظ للأفراد والجماعات حقوقهم وحريتهم وكرامتهم، وقال إن «كل اتفاق لا يتأسس على قاعدة الالتزام بالدستور والقانون واحترام حقوق الإنسان والقوانين والقرارات الدولية هو تسوية على حساب الشعب والمواطنين، كما أنه في خلاصته مكافأة لنهج استخدام العنف لتحقيق مكاسب سياسية، وانتهاك القوانين وحقوق الإنسان». وأكد رئيس مجلس الوزراء اليمني أن حكومته تولي ملف حقوق الإنسان اهتماماً خاصاً، وترى أن المدخل الأساسي لمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان يتم من خلال استعادة عمل مؤسسات الدولة وسلطاتها وفقاً لضوابط القوانين الوطنية والمواثيق الدولية وتفعيل آليات الرصد والمحاسبة، وتمكين القضاء والنيابات واللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان.
وخاطب عبد الملك المشاركين في اجتماعات دورة مجلس حقوق الإنسان، لجهة «النظر إلى ما يجري في بلاده بعين العقل وقلب الإنسان»، وقال: «نحن نواجه ميليشيات متطرفة لا تؤمن بالديمقراطية والسلام، بل لا تؤمن أصلاً بالمجتمع الدولي ومنظومته الحقوقية».


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.