عبداللهيان يتهم الغرب بـ«التحريض على الاضطرابات»

قائد «الحرس الثوري» هدد الدول الأوروبية بزيادة مدى الأسلحة

عبداللهيان يلقي خطاباً أمام «مجلس حقوق الإنسان» في جنيف أمس (أ.ف.ب)
عبداللهيان يلقي خطاباً أمام «مجلس حقوق الإنسان» في جنيف أمس (أ.ف.ب)
TT

عبداللهيان يتهم الغرب بـ«التحريض على الاضطرابات»

عبداللهيان يلقي خطاباً أمام «مجلس حقوق الإنسان» في جنيف أمس (أ.ف.ب)
عبداللهيان يلقي خطاباً أمام «مجلس حقوق الإنسان» في جنيف أمس (أ.ف.ب)

اتهم وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، الدول الغربية بـ«التحريض» على الاضطرابات في إيران، فيما وجه قائد «الحرس الثوري» تهديداً شديد اللهجة إلى الدول الأوروبية بسبب نشاط المعارضة الإيرانية، ملوحاً بزيادة مدى الأسلحة الإيرانية.
ودافع عبداللهيان، في خطاب أمام «مجلس حقوق الإنسان» التابع للأمم المتحدة في جنيف، عن تعامل السلطات مع الاحتجاجات التي اندلعت في سبتمبر (أيلول) الماضي إثر وفاة الشابة مهسا أميني في أثناء احتجازها لدى الشرطة.
ولفت عبداللهيان إلى أن طهران شكلت لجنة للتحقيق في جميع جوانب «أعمال الشغب»، وتحديد هوية المسؤولين عن الاضطرابات، و«التحقق من المزاعم والاتهامات ضد القوى الأمنية». وقال إن احترام حقوق الإنسان «قيمة أساسية متجذرة» لدى المؤسسة الحاكمة في إيران، مضيفاً أن السلطات الإيرانية «تعاطفت مع أسرة مهسا أميني».
وقال: «ينبغي على أي دولة أو مجموعة من الدول ألا تخول نفسها المطالبة بالملكية الحصرية لحقوق الإنسان أو الوصاية عليها. وينبغي على أي دولة ألا ترغم الآخرين على الخضوع لأي تفسير مزعوم لحقوق الإنسان». وتابع أن حقوق الإنسان «جرى التلاعب بها؛ لأغراض سياسية لعدد محدود من الدول»؛ وفق بيان نشرته وزارة الخارجية الإيرانية.
وكان «مجلس حقوق الإنسان» قد أقر، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إرسال لجنة تحقيق إلى إيران للنظر في كل الانتهاكات المرتبطة بقمع الاحتجاجات. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي قررت الأمم المتحدة طرد إيران من اللجنة الأممية المعنية بحقوق المرأة.
ووفق «وكالة نشطاء حقوق الإنسان في إيران (هرانا)»؛ قتل 530 شخصاً من بين المتظاهرين؛ بمن فيهم 71 قاصراً، واعتقلت السلطات نحو 20 ألفاً خلال حملة إخماد الاحتجاجات.
وانتقد عبداللهيان بشدة بث قناة «إيران إنترناشيونال»، التي واجه طاقمها تهديدات إيرانية دفعت بالشرطة البريطانية إلى اتخاذ إجراءات لحماية مقر القناة التي قررت الأسبوع الماضي البث مؤقتاً من واشنطن.
ونددت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، بانتهاكات حقوق الإنسان وقمع الاحتجاجات في إيران. وقالت أمام «مجلس حقوق الإنسان»: «يمكنني أن أؤكد لكم أننا لن ننساكم في إيران». وطالبات الوزيرة بالتوقف عن تنفيذ أي إعدامات أخرى؛ وفق ما أوردت وكالة الأنباء الألمانية.
وأجرى عبداللهيان مشاورات مع نظيرته البلجيكية؛ حجة لحبيب، التي كتبت في تغريدة على «تويتر» أنها طالبت المسؤول الإيراني بإطلاق سراح عامل الإغاثة البلجيكي، أوليفييه فانديكاستيل، المحتجز في طهران منذ فبراير (شباط) العام الماضي، حيث كان يعمل منذ 6 سنوات لدى عدد من المنظمات غير الحكومية.
وبدأ عبداللهيان لقاءاته بمشاورات مع نظيره الفنلندي بيكا هافيستو. ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن عبداللهيان قوله إن بلاده «تعارض توسع حلف (الناتو) واستمرار الحرب في أوكرانيا وترفض تهديد سيادة وسلامة أراضي الدول».
وقال عبداللهيان إن طهران «تدعم وقف الحرب في أوكرانيا والعودة إلى الحوار». ونفى عبداللهيان مرة أخرى إرسال مسيّرات إلى روسيا. وأضاف: «أبلغت الجمهورية الإسلامية الطرف الأوكراني عبر مختلف القنوات الدبلوماسية أننا مستعدون للجولة الثانية من حوار فرق الخبراء بين البلدين».
كما تطرق عبداللهيان إلى الملف النووي والمحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة لإحياء اتفاق 2015. وقال إن مدير «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، رافاييل غروسي، «سيسافر قريباً إلى طهران» وأضاف: «نأمل إحراز تقدم ملحوظ في القضايا التقنية إذا لم تمارس الضغوط السياسية على الوكالة الدولية».
وقال عبداللهيان: «منذ سبتمبر الماضي كنا مستعدين لإحياء الاتفاق النووي وإعادة جميع الأطراف إلى الاتفاق؛ لكن التوجه المزدوج لأميركا، وحساباتهم الخاطئة فيما يتعلق بالاضطرابات الداخلية في إيران، تسببا في وقفة للتوصل إلى اتفاق».
تزامناً مع ذلك، أعلن المتحدث باسم «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية»، بهروز كمالوندي، أن غروسي سيزور إيران خلال «الأيام المقبلة». ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن كمالوندي قوله إن «الذرية الإيرانية» وجهت «دعوة رسمية» إلى غروسي.
بموازاة ذلك؛ وجه قائد «الحرس الثوري»، حسين سلامي، تحذيراً إلى الأوروبيين من استمرار نشاط تيارات المعارضة الإيرانية. وقال سلامي إن «صبر الشعب الإيراني له حدود. حتى الآن تصرفنا بضبط النفس».
وقال سلامي: «يمكننا زيادة مدى أسلحتنا؛ لكننا لم نفعل. لماذا يستغلون ضبط النفس منا؟ كم يمكن للشعب الإيراني أن يصبر؟». وأضاف: «أقول لهم ألا يستمروا أكثر من ذلك. يجب عليهم ضبط النفس والهدوء. الأوروبيون أحياء بالنفط والأمن. يجب أن يكونوا حذرين وألا يعرضوا أنفسهم للخطر».
ونقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن سلامي قوله: «أصبحت الدول الأوروبية ملتقى للانفصاليين والمنشقين المناهضين لإيران». والخميس قال سلامي إن أوروبا «دخلت بشكل علني ورسمي في حرب ناعمة ضدنا... لسنا في سلام مع أعداء الثورة والأمة الإيرانية». وقبل تهديد قائد «الحرس الثوري» للأوروبيين بثلاثة أيام؛ هدد قائد «الوحدة الصاروخية» في «الحرس الثوري»، العميد أميرعلي حاجي زاده بالمضي قدماً في خطط اغتيال كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية السابقة؛ على رأسهم الرئيس دونالد ترمب، انتقاماً لمقتل قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني في مطلع 2020.
وأعلن حاجي زاده عن تطوير صاروخ «كروز» يصل مداه إلى 1650 كيلومتراً. وقال إن إيران «قادرة الآن على ضرب سفن أميركية على بعد ألفي كيلومتر». ووجه تحذيراً ضمنياً للأوروبيين بقوله إن «عدم تخطي هذا المدى هو مراعاة للأوروبيين الذين نأمل أن يحافظوا على احترام أنفسهم أيضاً».
وتفاخر سلامي بالتهديدات التي وجهت ضد صحافيين في بريطانيا، واستهدفت على وجه خاص طاقم قناة «إيران إنترناشيونال» الناطقة بالفارسية، وقال إن «طرد طاقم قناة (إيران إنترناشيونال) من لندن (...) يعني توسع رقعة القوة والنفوذ وتأثير شعاع الثورة».
ونظم المعارضون الإيرانيون الشهر الماضي مظاهرة كبيرة أمام مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ للمطالبة بوضع «الحرس الثوري» على قائمة الإرهاب. والأسبوع الماضي، اجتمع عشرات الآلاف من الإيرانيين في بروكسل أمام مقر الاتحاد الأوروبي لمطالبة أعضاء الكتلة بوضع «الحرس» على القائمة السوداء.
في الأثناء، قالت الحكومة الكندية أمس إنها قررت فرض عقوبات على 12 من كبار المسؤولين في «الحرس الثوري» وقوات إنفاذ القانون في إيران لمشاركتهم في «انتهاكات جسيمة ومنهجية لحقوق الإنسان».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

روسيا تدعو لتفادي التصعيد بعد تهديد ترمب بضرب إيران

ترمب ونتنياهو على هامش مؤتمر صحافي مشترك في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا (أ.ف.ب)
ترمب ونتنياهو على هامش مؤتمر صحافي مشترك في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا (أ.ف.ب)
TT

روسيا تدعو لتفادي التصعيد بعد تهديد ترمب بضرب إيران

ترمب ونتنياهو على هامش مؤتمر صحافي مشترك في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا (أ.ف.ب)
ترمب ونتنياهو على هامش مؤتمر صحافي مشترك في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا (أ.ف.ب)

قال الكرملين، اليوم (الثلاثاء)، إن فتح باب الحوار مع إيران بات ضرورياً، داعياً جميع الأطراف إلى الامتناع عن التصعيد، وذلك عقب تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترمب، لمَّح فيها إلى احتمال دعم بلاده توجيه «ضربة كبيرة أخرى» لإيران، إذا استأنفت تطوير برنامجها للصواريخ الباليستية أو برنامج الأسلحة النووية.

وجاءت تصريحات ترمب خلال حديثه إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقب اجتماعهما في منتجع مارالاغو؛ حيث قال إن طهران قد تعمل على استعادة برامج الأسلحة بعد القصف الأميركي العنيف في يونيو (حزيران).

وأضاف ترمب في مؤتمر صحافي: «كنت أقرأ أنهم يطورون أسلحة وأشياء أخرى، وإذا كانوا يفعلون ذلك، فهم لا يستخدمون المواقع التي دمرناها؛ بل ربما مواقع مختلفة».

وتابع: «نعرف بالضبط إلى أين يتجهون وماذا يفعلون، وآمل ألا يفعلوا ذلك؛ لأننا لا نريد أن نهدر وقوداً على طائرة (بي-2)»، في إشارة إلى القاذفة التي استُخدمت في الضربة السابقة، لافتاً إلى أن الرحلة «تستغرق 37 ساعة ذهاباً وإياباً».

وأوضح ترمب أن محادثاته مع نتنياهو تناولت دفع اتفاق السلام الهش في غزة، إضافة إلى معالجة المخاوف الإسرائيلية حيال إيران وجماعة «حزب الله» في لبنان.

وتصاعدت خلال الأسابيع الماضية التحذيرات الأميركية والإسرائيلية بشأن إعادة بناء إيران قدراتها الصاروخية والنووية، وسط تقديرات أمنية ترى أن الضربات التي استهدفت منشآت إيرانية خلال حرب يونيو لم تُنهِ التهديد.

وكانت إيران التي خاضت حرباً استمرت 12 يوماً مع إسرائيل في يونيو الماضي، قد أعلنت الأسبوع الماضي إجراء تدريبات صاروخية للمرة الثانية هذا الشهر.

وقال نتنياهو إن إسرائيل لا تسعى إلى مواجهة مع إيران، ولكنها «على علم بالتقارير»، مؤكداً أنه سيتناول أنشطة طهران خلال محادثاته مع ترمب.

وعقب تحذيرات ترمب، قال علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، إن «أي عدوان» على بلاده «سيقابل بردٍّ شديد».

وأضاف شمخاني في منشور على منصة «إكس»، أن «القدرات الصاروخية والدفاعية لإيران لا يمكن احتواؤها ولا تحتاج إلى تصريح»، وذلك بعد 6 أشهر من الضربات الأميركية والإسرائيلية على مواقع نووية إيرانية.

وقالت الخارجية الإيرانية، الاثنين، إن قنوات الاتصال مع واشنطن لا تزال قائمة عبر مكاتب رعاية المصالح، رغم تعثر المسار التفاوضي بعد الحرب، مشددة على أن التخصيب «حق سيادي» لا يخضع للتفاوض، وأن أي مسار دبلوماسي يجب أن يقترن بضمانات عملية لرفع العقوبات، وليس مجرد حوار شكلي.


أوجلان يدعو أنقرة إلى تسهيل التوصل إلى اتفاق بين «قسد» ودمشق

الشرع وعبدي خلال توقيع اتفاق اندماج «قسد» في الجيش السوري 10 مارس الماضي (إ.ب.أ)
الشرع وعبدي خلال توقيع اتفاق اندماج «قسد» في الجيش السوري 10 مارس الماضي (إ.ب.أ)
TT

أوجلان يدعو أنقرة إلى تسهيل التوصل إلى اتفاق بين «قسد» ودمشق

الشرع وعبدي خلال توقيع اتفاق اندماج «قسد» في الجيش السوري 10 مارس الماضي (إ.ب.أ)
الشرع وعبدي خلال توقيع اتفاق اندماج «قسد» في الجيش السوري 10 مارس الماضي (إ.ب.أ)

دعا زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان المسجون منذ 26 عاما، أنقرة إلى تسهيل التوصل إلى اتفاق بين دمشق و«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي يقودها الأكراد، وذلك في رسالة نقلها، الثلاثاء، حزب المساواة وديموقراطية الشعوب التركي المؤيد للأكراد.

وقال عبد الله أوجلان في رسالة مكتوبة بتاريخ 30 ديسمبر (كانون الأول): «من الضروري أن تلعب تركيا دوراً تيسيرياً وبنَّاءً ويركّز على الحوار في هذه العملية. هذا أمر بالغ الأهمية من أجل السلام الإقليمي ولتعزيز سلامها الداخلي».

والأسبوع الماضي، اتهمت أنقرة ودمشق «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) بالمماطلة في تنفيذ اتفاقية الاندماج في الجيش السوري الموقّعة في 10 مارس (آذار) الماضي، وأكدتا رفض أي محاولات للمساس بوحدة سوريا واستقرارها.

وخرقت «قسد» اتفاق وقف إطلاق النار واستهدفت نقاطاً للأمن الداخلي قرب دوارَي الشيحان والليرمون شمال حلب، حسب وسائل إعلام سورية.

وأفادت تقارير، الاثنين الماضي، بتعرض حاجز مشترك لقوات الأمن الداخلي (الأسايش) وقوات الأمن العام التابعة لـ«قسد»، في دوار الشيحان بمدينة حلب، لهجومٍ مسلح نفذته قوات تابعة لوزارة الدفاع السورية؛ ما أسفر عن إصابة عنصرين من «الأسايش» التي ردت على الهجوم في ظل حالة من الاستنفار الأمني في محيط الموقع.


تركيا: اعتقال المئات في حملة ضد «داعش» غداة اشتباك دامٍ

عناصر من الشرطة التركية خلال مداهمات (رويترز)
عناصر من الشرطة التركية خلال مداهمات (رويترز)
TT

تركيا: اعتقال المئات في حملة ضد «داعش» غداة اشتباك دامٍ

عناصر من الشرطة التركية خلال مداهمات (رويترز)
عناصر من الشرطة التركية خلال مداهمات (رويترز)

قال مكتب المدعي العام في إسطنبول إن الشرطة التركية اعتقلت 357 من المشتبه فيهم، بعملية ضد تنظيم «داعش»، الثلاثاء، ​بعد يوم من مقتل 3 من رجال الشرطة و6 مسلحين في تبادل لإطلاق النار شمال غربي البلاد.

ونفذت الشرطة حصاراً استمر 8 ساعات لمنزل في بلدة يالوفا الواقعة على ساحل بحر مرمرة جنوب إسطنبول، بعد أسبوع من اعتقال أكثر من 100 شخص يشتبه في انتمائهم لتنظيم «داعش» على خلفية اتهامات مزعومة بالتخطيط لتنفيذ هجمات ‌خلال أعياد الميلاد ورأس ‌السنة الجديدة.

الشرطة أمام منزل يُعتقد أنه يضم ​​عناصر مشتبهاً في انتمائهم لتنظيم «داعش» بمحافظة يالوفا التركية (رويترز)

وأصيب 8 من أفراد ‌الشرطة ⁠وعنصر ​أمني آخر خلال مداهمة المنزل الذي كان بين أكثر من 100 موقع استهدفتها السلطات الاثنين. وأضح وزير الداخلية التركي، علي يرلي قايا، أن السلطات نفذت مداهمات في 21 إقليماً. وكتب على «إكس»: «لم يسبق أن تركنا مجالاً لأولئك الذين يحاولون إخضاع هذا البلد بالإرهاب، ولن نترك لهم مجالاً في المستقبل أيضاً». وقال مكتب المدعي العام في ‌وقت سابق إن ‌الشرطة نفذت 114 مداهمة في إسطنبول ‌وإقليمين ⁠آخرين ​وصادرت ملفات ‌ووثائق رقمية متنوعة خلال العملية.

وقال مكتب المدعي العام في بيان إن الشرطة ألقت القبض على 110 من أصل 115 مشتبهاً فيهم كانوا مطلوبين لديها. وأضاف البيان أن السلطات صادرت ⁠ملفات ووثائق رقمية متنوعة خلال العملية، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وكثفت تركيا عملياتها ضد المشتبه في ‌انتمائهم لتنظيم «داعش» هذا العام، مع عودة التنظيم إلى الظهور على مستوى العالم.

ونفذت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي هجوماً ضد ‍مسلحي التنظيم في شمال غربي نيجيريا، بينما قالت الشرطة الأسترالية إن المسلحَين اللذين هاجما احتفالاً بـ«عيد الأنوار (حانوكا)» على شاطئ بونداي في سيدني هذا الشهر استلهما أفكارهما من تنظيم «داعش».

يغلق ضباط شرطة طريقاً تؤدي إلى موقع شنت فيه الشرطة التركية عملية على منزل يُعتقد أنه يضم عناصر مشتبهاً في انتمائهم لتنظيم «داعش» (رويترز)

وفي 19 ​ديسمبر (كانون الأول) الحالي، شن الجيش الأميركي هجمات ضد عشرات الأهداف التابعة لتنظيم «داعش» في سوريا ⁠رداً على هجوم على عسكريين أميركيين.

وقبل نحو عقد، اتُهم التنظيم المتشدد بالمسؤولية عن سلسلة من الهجمات على أهداف مدنية في تركيا، منها هجمات بالأسلحة النارية على ملهى ليلي في إسطنبول، والمطار الرئيسي في المدينة؛ مما أسفر عن مقتل العشرات.

جرحى يصلون إلى مستشفى في يالوفا بعد أن شنت الشرطة التركية عملية على منزل يُشتبه في إيوائه عناصر مزعومين بتنظيم «داعش» (أ.ف.ب)

وخلال تلك الفترة، تحولت تركيا لنقطة عبور رئيسية للمقاتلين الأجانب، ومن بينهم عناصر تنظيم «داعش» الذين كانوا يدخلون إلى سوريا ويخرجون منها خلال الحرب هناك.

ونفذت الشرطة عمليات متكررة ضد التنظيم في السنوات اللاحقة، وتراجع عدد الهجمات بشكل ملحوظ منذ ‌موجة العنف التي شهدتها البلاد بين عامي 2015 و2017.