طائرة شحن مائية كبيرة تدخل مرحلة التصميم

تحلق بالقرب من سطح المحيطات

تصميمان من «أورورا» و«جنرال أتوميكس»
تصميمان من «أورورا» و«جنرال أتوميكس»
TT

طائرة شحن مائية كبيرة تدخل مرحلة التصميم

تصميمان من «أورورا» و«جنرال أتوميكس»
تصميمان من «أورورا» و«جنرال أتوميكس»

وقعت شركتان أميركيتان عقوداً لتصميم طائرة شحن مائية كبيرة. وكانت وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة الأميركية (داربا) أعلنت في مايو (أيار) العام الماضي، عن مشروعٍ لتطوير فكرة هذه الطائرة الجديدة التي أسمتها «ليبرتي ليفتر Liberty Lifter «.
والطائرة المائية الكبيرة للشحن تستفيد من عملية دفع هجين يستند إلى تأثير الدفع الجوي للطيران لمسافات طويلة، ومن فاعلية المرور القريب فوق سطح البحر. وتُعرف وكالة «داربا» بأفكارها الجنونية، حتى إن قلة منها نُفّذت على أرض الواقع. ولكنّ المثير هذه المرّة هو أنّ شركتي طيران كبيرتين وقّعتا عقداً لتقديم تصاميمهما الخاصة لـ«ليبرتي ليفتر»، ما يعني أنّ الطائرة المزمعة قد تصبح حقيقة في المستقبل القريب.
ترتكز فكرة «ليبرتي ليفتر» على ابتكار نظام توصيل هجين يجمع بين سرعة الإقلاع الجوي وفاعلية الإقلاع البحري. صحيحٌ أنّ «ليبرتي ليفتر» ستكون قادرة على التحليق كما الطائرات التقليدية، إلا أن الإبحار لبضع عشرات الأمتار فوق الأمواج (حيث يعزّز الضغط على أسفل الجناحين المواجهين لسطح المياه، قوة الدفع للأعلى) من شأنّه أن يعزّز نطاق الطائرة الفعّال بنحو 50 في المائة. يعيد الاسم «ليبرتي ليفتر» الذاكرة إلى سفن «ليبرتي»، ويعكس هدف «داربا» تطوير طائرة سهلة البناء وقليلة الكلفة.
الشركتان اللتان تتلقّيان حالياً التمويل من «داربا» في مرحلة التصميم في مشروع «ليبرتي ليفتر»، هما «أورورا فلايت ساينسز» (تابعة لشركة بوينغ)، و«جنرال أتوميكس».
وصرّح كريستوفر كنت، مدير مشروع «ليبرتي ليفتر» في «داربا»: «نحن متحمّسون لإطلاق المشروع، ونتطلّع للعمل عن قرب مع الفريقين خلال تطويرهما لمبادئهما التصميمية في المرحلة الأولى. تبنّى الفريقان مقاربات تصميمٍ مختلفة كلياً، ما سيتيح لنا استكشاف مساحة تصميم واسعة نسبياً في المرحلة الأولى». ولم تتوفّر تفاصيل تقنية كثيرة عن التصاميم بعد ولكنّ النماذج الافتراضية محمّسة.
يبدو تصميم شركة «أوروا» أشبه بطائرة مائية تقليدية تستخدم 8 محركات مراوح توربينية وجناحاً مرتفعاً، بينما اتّجهت «جنرال أتوميكس» لتصميم أكثر مغامرة. فقد اعتمدت الأخيرة تصميماً بهيكل مزدوج وجناح منخفض مع 12 محرّك عمود دوار توربيني يشبه مبادئ «داربا» الأساسية، مع تعزيز التوازن فوق سطح المياه.
لا تكشف الصور التي نُشرت للتصميمين الكثير عن فاعلية عملية بناء الطائرة، هذا العامل الذي سيلعب دوراً بارزاً في قرار «داربا» حول التصميم النهائي الذي ستمضي بتنفيذه.
تتوقّع الوكالة أن يتطلّب العمل المبدئي على هذه التصاميم نحو 6 أشهر، تتبعها 9 أشهر؛ لإنضاج التصميم وتقديم المراجعة الأولية له. بعدها، ستُخصص 3 أشهر «للتخطيط التصنيعي واختبار/استعراض مراجعات وتقييمات التخطيط» اللذين سيزودان «داربا» بالمعلومات التي تحتاجها للانتقال إلى المرحلة الثانية من البرنامج لبناء طائرة إكس «ليبرتي ليفتر» كاملة منتصف عام 2024.


مقالات ذات صلة

«غوغل» تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

تكنولوجيا «Google Vids» هي أداة بسيطة لإنشاء فيديوهات احترافية تدعم العمل الجماعي والذكاء الاصطناعي لإعداد المخططات وإضافة الصور تلقائياً (غوغل)

«غوغل» تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

تستهدف هذه الخدمة الشركات التي تتطلع إلى إنتاج محتوى مرئي احترافي بكفاءة وسرعة دون الحاجة للخبرة الفنية العميقة.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا تتيح «فينغيج» قوالب وأدوات تخصيص سهلة بينما تستخدم «نابكن إيه آي» الذكاء الاصطناعي لتحويل النصوص إلى تصميمات جذابة (فينغيج)

أدوات مميزة لتحويل أفكارك إلى تصميمات مرئية جذابة

تخيل أن بإمكانك تصميم إنفوغرافيك أو تقرير جذاب بسهولة!

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص يتطلب «واي فاي 7» بنية تحتية متقدمة ودعماً لمعدلات بيانات أعلى (أدوبي)

خاص كيف يدعم «واي فاي 7» التحول الرقمي وشبكات القطاعات الحيوية؟

يعزز «واي فاي 7» الاتصال عالي السرعة ويدعم التحول الرقمي في القطاعات الحيوية مع تحسين الأمان وكفاءة استهلاك الطاقة لتحقيق الاستدامة.

نسيم رمضان (دبي)
الاقتصاد جناح «الوطنية للإسكان» في معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» بالرياض (حساب الشركة على «إكس»)

اتفاقية استثمارية بين «الوطنية للإسكان» السعودية و«نيفر كلاود» الكورية بـ532 مليون دولار

وقّعت «الشركة الوطنية للإسكان» السعودية اتفاقية استثمارية مبدئية للتفاهم مع شركة «نيفر كلاود» الكورية بقيمة ملياري ريال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا حذّرت شركة «فورتينت» من تهديدات سيبرانية متزايدة استهدفت انتخابات الرئاسة الأميركية 2024 (أدوبي)

تقرير استخباراتي: تزايد التهديدات السيبرانية خلال الانتخابات الأميركية

بيّن التقرير تسجيل أكثر من 1000 نطاق وهمي جديد يحمل محتوى انتخابياً منذ بداية عام 2024، يستهدف خداع الناخبين.

نسيم رمضان (لندن)

«فقاعة المياه»... على وشك الانفجار

«فقاعة المياه»... على وشك الانفجار
TT

«فقاعة المياه»... على وشك الانفجار

«فقاعة المياه»... على وشك الانفجار

واجهت الولايات المتحدة فقاعات اقتصادية مختلفة، لكن هناك ظاهرة أقل شهرة تؤثر على الصعيد الوطني: إنها «فقاعة المياه»، كما كتب مارك هانز ريتشر (*).

تحتوي الأرض على كمية محدودة من المياه؛ 0.5 في المائة فقط يمكن الوصول إليها، وعذبة، وقابلة للاستخدام. إنها موردنا الأكثر قيمة، وهي تحت ضغط لا يصدق إذ تتزايد ندرة المياه، وتتدهور جودة المياه، وتكافح المدن والولايات لمواجهة هذه التحديات.

أكبر التحديات التي تواجه المياه اليوم

تواجه المياه تحديات في ثلاثة مجالات رئيسية: تغير المناخ، والبنية الأساسية لمنشآت إمدادات المياه، وإهدار المياه. وتحفزنا هذه المجالات على زيادة الوعي والقلق بشأن مستقبل مواردنا المائية.

* تغير المناخ: تكافح الولايات مع ندرة المياه بسبب تغير المناخ. وتشهد أجزاء من الولايات المتحدة حالات جفاف شديدة، ما يؤدي إلى إحداث جفاف مطول مع مستويات مياه منخفضة بشكل حرج، ما دفع عدد من المجتمعات إلى تنفيذ قيود على استخدام المياه.

لا يوجد مكان أكثر وضوحاً من غرب الولايات المتحدة. فقد أجرت شركة «موين» استطلاعاً لإدراك المياه في عام 2022، ووجدت أن من بين 77 في المائة من الأميركيين الذين شملهم الاستطلاع الذين أبدوا قلقهم بشأن ندرة المياه، كان 87 في المائة منهم يعيشون على الساحل الغربي.

منشآت متقادمة وهدر المياه

* البنية التحتية: البنية التحتية المتقادمة في أميركا ضارة أيضاً بأنظمة مياه الشرب والصرف الصحي ومياه الأمطار. ويمكن أن يؤدي استمرار تدهور البنية التحتية إلى خلق مشكلات في جودة المياه وإمكانية الوصول إليها للمجتمعات.

وتشمل مجالات الاهتمام تآكل ونضج الأنابيب القديمة والمضخات ومرافق المعالجة وخطوط الصرف الصحي، وكلها يمكن أن تسبب أضراراً مدمرة للمياه ومخاطر صحية.

* إهدار المياه: يعد إهدار المياه عاملاً مهماً يسهم في فقاعة المياه. يستخدم عدد من الأميركيين المياه بشكل غير فعال وبلا تفكير، ويتجاهلون إصلاح مواقع التسريبات ويواصلون استخدام تركيبات السباكة القديمة.

من بين التحديات التي تواجه المياه اليوم، وجدت شركة «موين» أن إهدار المياه، بما في ذلك تلك الناجمة عن المهام اليومية في المنزل، هو الأسهل عموماً في المعالجة، ويمكن أن يقدم فوائد لتوفير التكاليف. يمكن للمستهلكين الذين يقومون بإصلاح التركيبات والتجهيزات المتسربة ويبذلون الجهود لتقليل النفايات أن يروا غالباً انخفاضاً ملحوظاً في فواتير المياه الخاصة بهم.

وللمساعدة في تقليل الإهدار، يمكن للحلول الذكية مثل أداة (Flo Smart Water Monitor and Shutoff) لإيقاف تشغيل مصدر المياه في المنزل إذا اكتشفت تسرباً كارثياً، بالإضافة إلى مراقبة استخدام المياه، وإجراء تغييرات سلوكية لاستخدام كمية أقل من المياه وخفض فاتورة المياه الخاصة بهم.

دور الإنسان في استهلاك المياه

تؤثر فقاعة المياه على الجميع، حتى لو لم يدركوا ذلك. أفادت وكالة حماية البيئة أن انخفاض مستويات المياه يمكن أن يسهم في زيادة تركيزات الملوثات، سواء الطبيعية أو البشرية، في إمدادات المياه لدينا.

وإحدى الطرق لمواجهة هذا الاتجاه هي تقليل استخدام المياه، ما يعني دخول كمية أقل من المياه إلى المجاري وبقاء المزيد في المسطحات المائية الطبيعية التي تستخدمها الحياة البرية والترفيه البشري.

يُظهر مسح شركة «موين» أنه في حين يريد الناس توفير المياه، فإنهم أحياناً يفشلون في تحقيق نواياهم الحسنة. فهم لا يغلقون المياه أثناء تنظيف أسنانهم أو يتركون الدش يعمل ليسخن لفترة أطول قليلاً. وإحدى الطرق لمعالجة هذه المشكلة هي من خلال التكنولوجيا الذكية، التي يمكن أن تساعد في توفير المياه.

مع استمرار نضوج سوق المنازل الذكية، نرى شركات أخرى تقدم أيضاً أنظمة مراقبة وحماية المياه التي تعمل على تحسين حياة المستهلكين في المنزل مع المساهمة في كوكب أكثر صحة. وهكذا تؤدي السلوكيات الصغيرة إلى تأثيرات كبيرة.

تسرب تريليون غالون سنوياً في أميركا

يمكن أن يهدر تسرب المياه في المنازل ما يقرب من تريليون غالون من المياه سنوياً على مستوى البلاد. يمكن لبرامج ابتكار المنتجات والتوعية أن تقلل من هذا التسرب. وقد أطلقت الشركة برنامجاً يسمى «Mission Moen» لتوفير تريليون غالون بحلول عام 2030، وحماية أغلى مورد في العالم. منذ عام 2020، نجحت شركة «موين» في توفير أكثر من 178 مليار غالون من المياه من خلال ابتكارات المنتجات وحدها.

عواقب بعيدة المدى

إن فقاعة المياه تشكل تهديداً وشيكاً وغالباً ما يتم التقليل من شأنه. وإذا انفجرت، فإن العواقب ستكون بعيدة المدى، وستؤثر على صحتنا وإمدادات الغذاء والتنوع البيولوجي للكوكب. ولإحداث فرق، هناك حاجة إلى جهد واسع النطاق لدفع جهود المساعدة في حماية هذا المورد الأساسي للأجيال القادمة والمساهمة أيضاً في مستقبل أكثر استدامة.

* الرئيس العالمي للتسويق والمدير العام للتجارة المباشرة في «Fortune Brands Innovations»، مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».

حقائق

تريليون

غالون من المياه يتسرب في المنازل الأميركية سنوياً