السلطات الأمنية تمنع تجمعاً لقوات «درع السودان»

قائدها يتوعد بلقاء جماهيري في الخرطوم

قوات «الدعم السريع» التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة (أ.ف.ب)
قوات «الدعم السريع» التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة (أ.ف.ب)
TT

السلطات الأمنية تمنع تجمعاً لقوات «درع السودان»

قوات «الدعم السريع» التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة (أ.ف.ب)
قوات «الدعم السريع» التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة (أ.ف.ب)

تحدى قائد فصيل مسلح يدعى «درع السودان»، قرارات الأمن السوداني بعدم دخوله إلى منطقة حطاب شمال الخرطوم بحري، فيما شهدت منطقة حطاب وجوداً أمنياً مكثفاً لقوات من الجيش والأمن على متن عشرات السيارات العسكرية، ما أثار حالة من الاحتقان والتوتر وسط الأهالي، كادت أن تؤدي إلى مناوشات بين أنصار «درع السودان» وقوات الأمن.
وقال قائد «درع السودان» أبو عاقلة كيلك، وهو ضابط سابق بالجيش، لدى مخاطبته أمس حشوداً جماهيرية في ضواحي المنطقة، «لم نأتِ هنا لاستعراض عسكري، وإنما لمخاطبة أهالي المنطقة»، معبراً عن استيائه من إجراءات السلطة بمنعه من إقامة لقاء سلمي، متوعداً بإقامة حشد جماهيري كبير داخل العاصمة الخرطوم في الأيام المقبلة.
وكانت لجنة أمن منطقة شرق النيل بولاية العاصمة أصدرت قراراً بمنع اللقاء الجماهيري لقائد «قوات الدرع»، مؤكدة أنها لن تسمح بقيام أي منشط يتعارض مع مبادئ تأمين ولاية الخرطوم ويؤدي إلى خلل أمني. ووجهت اللجنة الأمنية باتخاذ كل التدابير لتنفيذ قرارها، وفي حالة إصرار قوات الدرع على اللقاء الجماهيري يتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المخالفين للقرار.
وقال كيلك وسط هتافات مؤيديه، إن «قوات الدرع» تكونت بسبب غياب الأمن في البلاد، مشيراً إلى أحداث التفلت والقتل والنهب التي تحدث في شوارع الخرطوم جهاراً نهاراً وفي بعض المناطق الريفية. وأكد أن «قوات الدرع» غير مدعومة من قوات «الدعم السريع» أو الاستخبارات العسكرية، كما يروج البعض، مضيفاً أن الحكومة تعلم أن «قوات الدرع» ليست جهوية ولا سياسية ولا تمارس النهب.
وجدد كيك المطالبة بإلغاء «اتفاقية جوبا للسلام» الموقعة بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة في عام 2020. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعلن الفصيل المسلح عن نفسه بعرض عسكري لقواته في منطقة جبال الغر التي تقع على حدود ولاية القضارف في شرق البلاد. ويدعي الفصيل المسلح تمثيل أقاليم وسط وشمال السودان، أسوة بالحركات المسلحة التي تدعي تمثيل إقليم دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق.
وفي وقت سابق، أعلن قائد قوات «درع السودان»، أن قواته العسكرية قوامها أكثر من 75 ألف مقاتل مسجلين في كشوفات موثقة. وكانت وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت فيديوهات وصوراً للعرض العسكري لتلك القوات يظهر فيه أشخاص بأزياء عسكرية، يحملون رتباً عليا، وهم على رتل من العربات العسكرية، وتحيط بهم أعداد كبيرة من الجنود ومواطنين يلوحون بالأسلحة النارية من نوع «كلاشنكوف».
وتعود جذور القائد أبو عاقلة كيلك إلى منطقة البطانة، وهي سهل في مساحات كبيرة على حدود عدد من الولايات، تشمل الخرطوم، والجزيرة، وكسلا، والقضارف. ويطالب كيلك بدمج «قوات الدرع» في القوات المسلحة على غرار «قوات الدعم السريع» والحركات المسلحة الأخرى. وتعرف هذه القوات نفسها على صفحتها الرسمية على موقع «فيسبوك» بأنها حركة مطلبية تكونت من أجل حقوق سكان وسط السودان ومناطق البطانة والشرق ونهر النيل والشمالية وكردفان، وتطالب بمعالجة كل الأسباب التي أدت إلى بروز القضايا المطلبية، عبر مراجعة السياسات الخاطئة، وإيجاد سياسات بديلة لحلها.
وتؤكد «قوات الدرع» أنها لا تنتمي لأي حزب أو جهة، وبررت التحول إلى فصيل عسكري لحماية المنطقة، في ظل انتشار الحركات والميليشيات المسلحة في البلاد. وكان «منبر البطانة الحر»، وهو تجمع أهلي، قد حذر في وقت سابق من عمليات تجنيد وعسكرة في وسط السودان على يد مجموعة تطلق على نفسها «قوات درع السودان». وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ألقت السلطات السودانية القبض على المتحدث الأسبق للقوات المسلحة، العميد الصوارمي خالد سعد، بسبب تشكيله قوات عسكرية تحت اسم «قوات كيان الوطن» قوامها من المقاتلين السابقين بالقوات المسلحة.


مقالات ذات صلة

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

فيصل بن فرحان وغوتيريش يبحثان وقف التصعيد في السودان

بحث الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم (الخميس)، الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف في السودان، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين على أرضه. وأكد الأمير فيصل بن فرحان، خلال اتصال هاتفي أجراه بغوتيريش، على استمرار السعودية في مساعيها الحميدة بالعمل على إجلاء رعايا الدول التي تقدمت بطلب مساعدة بشأن ذلك. واستعرض الجانبان أوجه التعاون بين السعودية والأمم المتحدة، كما ناقشا آخر المستجدات والتطورات الدولية، والجهود الحثيثة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مصر تعدد «إنجازاتها» في «حقوق الإنسان» قبل مراجعة دورية بجنيف

بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر تعدد «إنجازاتها» في «حقوق الإنسان» قبل مراجعة دورية بجنيف

بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
بنايات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

عدّدت مصر «إنجازاتها» في ملف حقوق الإنسان خلال السنوات الأخيرة، قبل مناقشة «تقرير المراجعة الشاملة» أمام المجلس الدولي لحقوق الإنسان بجنيف، في يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكدت القاهرة «هدم السجون (غير الآدمية) وإقامة مراكز إصلاح حديثة».

وتقدمت الحكومة المصرية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بتقريرها الرابع أمام «آلية المراجعة الدورية الشاملة» التابعة لمجلس حقوق الإنسان الدولي، تمهيداً لمناقشته الشهر المقبل، وهو تقرير دوري تقدمه مصر كل 4 سنوات... وسبق أن قدّمت القاهرة 3 تقارير لمراجعة أوضاع حقوق الإنسان في أعوام 2010، و2014، و2019.

وقال عضو «المجلس القومي لحقوق الإنسان» بمصر، رئيس «المنظمة المصرية لحقوق الإنسان» (مؤسسة حقوقية)، عصام شيحة، إن «الحكومة المصرية حققت (قفزات) في ملف حقوق الإنسان»، وأشار في تصريحات تلفزيونية، مساء الخميس، إلى أن «السنوات الأخيرة، شهدت قنوات اتصال بين المنظمات الحقوقية والمؤسسات الحكومية بمصر»، منوهاً إلى أن «مصر هدمت كثيراً من السجون القديمة التي كانت (غير آدمية) وأقامت مراكز إصلاح حديثة».

وأوضح شيحة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، الجمعة، أن «الحكومة المصرية تبنت فلسفة عقابية جديدة داخل السجون عن طريق الحد من العقوبات السالبة للحريات، وأنها هدمت نحو 15 سجناً، وقامت ببناء 5 مراكز إصلاح وتأهيل وفق أحدث المعايير الدولية، وتقدم برامج لتأهيل ودمج النزلاء».

عادّاً أن تقديم مصر لتقرير المراجعة الدورية أمام «الدولي لحقوق الإنسان» بجنيف، «يعكس إرادة سياسية للتواصل مع المنظمات الدولية المعنية بملف حقوق الإنسان».

وشرعت وزارة الداخلية المصرية أخيراً في إنشاء «مراكز للإصلاح والتأهيل» في مختلف المحافظات، لتكون بديلة للسجون القديمة، ونقلت نزلاء إلى مراكز جديدة في «وادي النطرون، وبدر، و15 مايو»، وتضم المراكز مناطق للتدريب المهني والفني والتأهيل والإنتاج، حسب «الداخلية المصرية».

ورغم الاهتمام الحكومي بملف حقوق الإنسان في البلاد، وفق مراقبين؛ فإن عضو «المجلس القومي لحقوق الإنسان» يرى أن «هناك ملفات تحتاج إلى تحرك مثل ملف الحبس الاحتياطي في التهم المتعلقة بالحريات».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستعرض التقرير الثالث لـ«الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان» في مصر (الرئاسة المصرية)

وفي وقت سابق، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، استجابته لتوصيات مناقشات «الحوار الوطني» (الذي ضم شخصيات عامة وحزبية وأكاديميين وسياسيين) بشأن قضية الحبس الاحتياطي، داعياً في إفادة للرئاسة المصرية، أغسطس (آب) الماضي، إلى «أهمية تخفيض الحدود القصوى لمدد الحبس، وتطبيق بدائل مختلفة للحبس الاحتياطي».

ويرى وكيل «لجنة حقوق الإنسان» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، النائب أيمن أبو العلا، أن «الحكومة المصرية حققت تقدماً في تنفيذ محاور (الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان) التي أطلقتها عام 2021»، ودلل على ذلك بـ«إلغاء قانون الطوارئ، وتشكيل لجان للعفو الرئاسي، والسعي إلى تطبيق إصلاح تشريعي مثل تقديم قانون جديد لـ(الإجراءات الجنائية) لتقنين الحبس الاحتياطي».

وكان وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، قد عرض على الرئيس المصري، الأربعاء الماضي، التقرير الثالث لـ«الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان»، متضمناً «المبادرات والبرامج التي جرى إعدادها للارتقاء بأوضاع حقوق الإنسان بمفهومها الشامل، السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي».

وحسب إفادة للرئاسة المصرية، وجه الرئيس المصري بـ«استمرار جهود نشر الوعي بحقوق الإنسان في مؤسسات الدولة كافة، ورفع مستوى الوعي العام بالحقوق والواجبات»، وشدد على «تطوير البنية التشريعية والمؤسسية لإنجاح هذا التوجه».

عودة إلى وكيل «لجنة حقوق الإنسان» بـ«النواب» الذي قال إن ملف حقوق الإنسان يتم استغلاله من بعض المنظمات الدولية سياسياً أكثر منه إنسانياً، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك ازدواجية في معايير بعض المنظمات التي تغض الطرف أمام انتهاكات حقوق الإنسان في غزة ولبنان، وتتشدد في معاييرها مع دول أخرى».