في أوضح تعليق أميركي على المبادرة الصينية لوقف الحرب في أوكرانيا، رأى الرئيس الأميركي جو بايدن أن فكرة تفاوض الصين على نتائج الحرب في أوكرانيا «ليست عقلانية». وأضاف في مقابلة أجرتها معه قناة «إيه بي سي نيوز» مساء الجمعة، في الذكرى السنوية الأولى للحرب، أن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصفق لها، فكيف يمكن أن تكون جيدة؟»، وقال بايدن: «لم أر شيئاً في الخطة من شأنه أن يشير إلى أن هناك شيئاً سيكون مفيداً لأي شخص غير روسيا».
وتحثّ مبادرة الصين كلا الجانبين على الاتفاق على «خفض تدريجي للتصعيد، وتحذر من استخدام الأسلحة النووية». وتعد الخطة المنصوص عليها في ورقة وزارة الخارجية الصينية، تكراراً إلى حد كبير للنهج الذي اتبعته الصين منذ أن أطلقت روسيا ما تسميه «عمليتها العسكرية الخاصة» في 24 فبراير (شباط) من العام الماضي. ورغم ذلك، عدت «المبادرة الصينية» خطوة نادرة من جانب بكين. وقال محللون إن بكين تقدم نفسها كمشارك محتمل في أي محادثات سلام لاحقة، وتطالب ضمنياً بالمشاركة الدولية، وليس في صفقة توسطت فيها الدول الغربية وحدها.
ورغم دعوة بكين إلى محادثات سلام، يؤكد مسؤولون أميركيون أن الصين تدرس تسليم قذائف مدفعية وطائرات مسيرة إلى الجيش الروسي، الأمر الذي قد يطيل الحرب. لكنهم أضافوا أنه لم يتم تسليم أسلحة حتى الآن. «لكن إذا مضت الصين قدماً في تقديم مساعدات فتاكة لروسيا، فإن التوترات الناتجة، قد تعيد تشكيل العلاقات الغربية مع بكين لسنوات، وربما يكون لها عواقب وخيمة على ساحة المعركة في أوكرانيا، في وقت يستعد فيه الجانبان لهجوم الربيع».
وقال الرئيس بايدن للصحافيين يوم الجمعة إنه «لا يوجد دليل حتى الآن» على أن الصين تساعد روسيا في حربها ضد أوكرانيا. وقال إنه أجرى «حديثاً طويلاً» خلال الصيف مع الزعيم الصيني شي جينبينغ، وأكد أن مئات الشركات انسحبت من روسيا بعد الغزو. وقال بايدن إنه في ذلك الوقت، ذكّر الزعيم الصيني بأن حكومته قالت إن مستقبل الصين يتطلب استثمارات من الدول الغربية. وفي حديثه مع قناة «إيه بي سي نيوز»، قال الرئيس الأميركي إن بلاده «ستفرض عقوبات صارمة» على الصين أو أي كيان ساعد الجهود العسكرية الروسية في أوكرانيا. ورداً على سؤال عمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستقوم بتسليم أوكرانيا طائرات مقاتلة، قال بايدن إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «لا يحتاج إلى طائرات (إف - 16) حالياً»، مستبعداً بذلك إرسال مثل هذه المقاتلات إلى أوكرانيا في الوقت الراهن.
ومن جهته، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الجنرال باتريك رايدر، أن الولايات المتحدة لم تر بعد أدلة عن قيام الصين بتقديم أسلحة لروسيا. لكنه أضاف: «لم نلحظ أيضاً أنهم تخلوا عن الفكرة». وقال رايدر للصحافيين: «ما يدعو إلى السخرية أن اقتراح خطة السلام الصينية الأخيرة، يتضمن احترام سيادة جميع البلدان، لذلك يأمل المرء أن يقوم الصينيون باحترامها واحترام حق أوكرانيا في الوجود، بدلاً من تقديم مساعدة قاتلة محتملة تهدف إلى قتل الأوكرانيين الأبرياء ومحو بلدهم؛ لذلك سنستمر في مراقبة ذلك عن كثب». وسبق أن أشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومدير الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي جون كيربي، إلى أن هناك مؤشرات على أن الصين تدرس إمكانية تقديم مساعدة قاتلة.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين، قولهم، إن إدارة بايدن، تدرس رفع السرية عن بعض المعلومات الاستخباراتية التي أدت إلى هذه الاستنتاجات، لتتم مشاركتها مع الحكومات الحليفة والرأي العام. وذكرت مجلة «ديرشبيغل» الألمانية، أن روسيا كانت تتفاوض مع شركة صينية لشراء 100 طائرة انتحارية من دون طيار، ستكون جاهزة في الربيع. وقال التقرير نقلاً عن خبراء عسكريين لم يكشف عن هويتهم إنه يعتقد أن الطائرات المسيرة قادرة على حمل متفجرات. وقال المسؤولون إن أي قرار صيني بتقديم أسلحة سيحفز مناقشات الغرب بشأن عقوبات جديدة على الصين. وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين يوم الخميس، إن الولايات المتحدة ستواصل تحذير مسؤولي الحكومة الصينية والشركات والبنوك بشأن العواقب المحتملة لمساعدة روسيا.
في المقابل، انتقدت الصين شحنات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، ونفى مسؤولون في بكين أنها تفكر في إرسال أسلحة إلى روسيا. وفيما يعتقد أن روسيا فقدت الآلاف من قطع المدفعية والدبابات... وغيرها من المعدات المهمة في الحرب حتى الآن، وكانت تحرق الذخيرة بمعدلات سريعة، ذكرت مصادر عسكرية أن الوحدات القتالية الروسية اشتكت في الأسابيع الأخيرة من عدم تمكنها من الحصول على الإمدادات الكافية من قذائف المدفعية.
بايدن يشكك في خطة السلام الصينية ويستبعد تزويد أوكرانيا بـ «إف ـ 16»
بايدن يشكك في خطة السلام الصينية ويستبعد تزويد أوكرانيا بـ «إف ـ 16»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة