الصراع محتدم على التفوق التقني والاقتصادي

من لقاء بلينكن ـ وانغ (أ.ب)
من لقاء بلينكن ـ وانغ (أ.ب)
TT

الصراع محتدم على التفوق التقني والاقتصادي

من لقاء بلينكن ـ وانغ (أ.ب)
من لقاء بلينكن ـ وانغ (أ.ب)

مع تمدد الصراع بين الصين والولايات المتحدة؛ من مصانع رقائق الكومبيوتر إلى مناطيد التجسس، حسم الجدل بأنه يدور حول التفوق التكنولوجي والاقتصادي. ومع سعي الصين لتطوير تقنياتها من خلال الإنفاق الضخم على الأبحاث، ردَّت الولايات المتحدة عليه بالمثل.
ومن جهتها، سنّت بكين قوانين تسمح لها بالاستحواذ على التكنولوجيا التي تستخدمها الشركات الأجنبية، ومصادرتها على أراضيها. ويتهم المسؤولون في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حالياً، الصين باستخدام محاكمها ولجان براءات الاختراع لتقويض حقوق الملكية الفكرية الأجنبية ومساعدة الشركات الصينية. ويقول هؤلاء إن الصين تركز مثل هذه الجهود على الصناعات التي تعتبرها مهمة، بما في ذلك التكنولوجيا والأدوية والمعادن الأرضية النادرة، بحسب «وول ستريت جورنال».
في الواقع، احتدمت المعركة حول اكتساب الصين للتكنولوجيا منذ سنوات، إذ تنتشر المنتجات المقلدة التي تحمل شعارات الشركات الغربية في الصين. ورغم محاولة بكين، في الفترة الأخيرة، إظهار انخراطها في معركة قمع الشركات المحلية التي تنتهك حقوق الملكية الفكرية لبعض الشركات الأجنبية، يشكك المسؤولون الغربيون في ذلك. بل يقول مسؤولون أميركيون وأوروبيون وبعض مسؤولي الشركات الغربية، إن بكين تسير في الاتجاه المعاكس في بعض الصناعات.
في المقابل، بغضّ النظر عن هوية ساكن البيت الأبيض الحزبية، ديمقراطياً كان أو جمهورياً، يرجح مواصلة واشنطن اعتبار آسيا والمحيط الهادي وقوة الصين الصاعدة «أولويتها» الجيوسياسية الرئيسية، على الرغم من التركيز الحالي على الحرب في أوكرانيا.
ومع أن البعض يرجح أن تواصل أوروبا الاعتماد اقتصادياً على الصين، والامتناع عن الانحياز في تنافسها الاستراتيجي القائم مع الولايات المتحدة، فإن الحرب الأوكرانية ودروس رهان الأوروبيين على الغاز الروسي تفرض على الأوروبيين التطلع إلى تقليل التبعيات الاقتصادية المحفوفة بالمخاطر على الصين.


مقالات ذات صلة

بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

الولايات المتحدة​ بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

بايدن يستضيف رئيس الفلبين لمواجهة تصاعد التوترات مع الصين

في تحول كبير نحو تعزيز العلاقات الأميركية - الفلبينية، يستضيف الرئيس الأميركي جو بايدن، الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور، في البيت الأبيض مساء الاثنين، في بداية أسبوع من اللقاءات رفيعة المستوى، تمثل تحولاً في العلاقة بين البلدين التي ظلت في حالة من الجمود لفترة طويلة. زيارة ماركوس لواشنطن التي تمتد 4 أيام، هي الأولى لرئيس فلبيني منذ أكثر من 10 سنوات.

هبة القدسي (واشنطن)
العالم الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

الحرب الباردة بين أميركا والصين... هل تتغيّر حرارتها؟

من التداعيات المباشرة والأساسية للحرب في أوكرانيا عودة أجواء الحرب الباردة وبروز العقلية «التناحرية» التي تسود حالياً العلاقة بين الولايات المتحدة والصين. ومع كل ما يجري في العالم، نلمح الكثير من الشرارات المحتملة التي قد تؤدي إلى صدام بين القوتين الكبريين اللتين تتسابقان على احتلال المركز الأول وقيادة سفينة الكوكب في العقود المقبلة... كان لافتاً جداً ما قالته قبل أيام وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين وشكّل انعطافة كبيرة في مقاربة علاقات واشنطن مع بكين، من حيّز المصالح الاقتصادية الأميركية إلى حيّز الأمن القومي.

أنطوان الحاج
الاقتصاد الشركات الأميركية في الصين  تخشى مزيداً من تدهور علاقات البلدين

الشركات الأميركية في الصين تخشى مزيداً من تدهور علاقات البلدين

تخشى الشركات الأميركية في الصين بشكل متزايد من مزيد من التدهور في العلاقات بين البلدين، وفقاً لدراسة استقصائية أجرتها غرفة التجارة الأميركية في الصين. وأعرب 87 في المائة من المشاركين في الدراسة عن تشاؤمهم بشأن توقعات العلاقة بين أكبر الاقتصادات في العالم، مقارنة بنسبة 73 في المائة في استطلاع ثقة الأعمال الأخير. ويفكر ما يقرب من ربع هؤلاء الأشخاص، أو بدأوا بالفعل، في نقل سلاسل التوريد الخاصة بهم إلى دول أخرى.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد دعوات أميركية للحد من اعتماد الدول الغنية على السلع الصينية

دعوات أميركية للحد من اعتماد الدول الغنية على السلع الصينية

من المتوقع أن يبحث قادة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في قمتهم المقررة باليابان الشهر المقبل، الاتفاق على تحديد رد على التنمر الاقتصادي من جانب الصين.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الصين تنتقد «الإكراه الاقتصادي» الأميركي

الصين تنتقد «الإكراه الاقتصادي» الأميركي

انتقدت بكين الجمعة، عزم واشنطن فرض قيود جديدة على استثمارات الشركات الأميركية في نظيرتها الصينية، معتبرة أن خطوة كهذه هي أقرب ما يكون إلى «إكراه اقتصادي فاضح وتنمّر تكنولوجي». وتدرس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، برنامجاً لتقييد استثمارات خارجية أميركية، بما يشمل بعض التقنيات الحسّاسة التي قد تكون لها آثار على الأمن القومي. وتعاني طموحات الصين التكنولوجية أساساً من قيود تفرضها الولايات المتحدة ودول حليفة لها، ما دفع السلطات الصينية إلى إيلاء أهمية للجهود الرامية للاستغناء عن الاستيراد في قطاعات محورية مثل أشباه الموصلات. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ونبين، إن «الولايات المتحد

«الشرق الأوسط» (بكين)

وضع الليبراليين مُقلق في استطلاعات الرأي

 زارا فاغنكنيشت (رويترز)
زارا فاغنكنيشت (رويترز)
TT

وضع الليبراليين مُقلق في استطلاعات الرأي

 زارا فاغنكنيشت (رويترز)
زارا فاغنكنيشت (رويترز)

يحلّ حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف راهناً في المركز الثاني في استطلاعات الرأي للانتخابات الألمانية المقبلة، وتصل درجة التأييد له إلى 18 في المائة مقابل 33 في المائة للديمقراطيين المسيحيين، و15 في المائة للاشتراكيين، و11 في المائة لحزب «الخضر».

لكن اللافت أن الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي لا يحظى حتى الآن بنسبة كافية لدخوله البرلمان الفيدرالي، فتأييده يقف عند 4 في المائة فقط، علماً بأن القانون يشترط الـ5 في المائة حداً أدنى لدخول البرلمان. كذلك سقط حزب «دي لينكا» اليساري المتشدد دون عتبة الـ5 في المائة، إذ يسجل حالياً نسبة تأييد لا تزيد على 3 في المائة بعد انقسامه، وتأسيس زارا فاغنكنيشت حزبها الشعبوي الخاص، الذي لا يبدو أيضاً -حسب الاستطلاعات- أنه سيحصل على نسبة أعلى من 4 في المائة. بالتالي، إذا صدقت هذه الاستطلاعات، فإن أربعة أحزاب فقط ستدخل البرلمان المقبل من أصل سبعة ممثَّلة فيه اليوم. وسيقلص هذا الاحتمال الخليط المحتمل للمشاركة في الحكومة الائتلافية القادمة، بسبب رفض كل الأحزاب التحالف مع حزب «البديل لألمانيا» رغم النسبة المرتفعة من الأصوات التي يحظى بها. وعليه، قد يُضطر الديمقراطيون المسيحيون إلى الدخول في ائتلاف مع الاشتراكيين و«الخضر» مع أنهم يفضلون أصلاً التحالف مع الليبراليين الأقرب إليهم آيديولوجياً.