أكّد لورد طارق أحمد، وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن السلطات البريطانية تعمل على توفير الأمن في موقع مناسب يتيح لقناة «إيران إنترناشونال» مواصلة خدماتها في المملكة المتحدة.
وشدّد لورد أحمد في حوار مع «الشرق الأوسط»، (الجمعة)، على حرص بلاده على أمن الصحافيين وحرية الإعلام، موضحاً أن بعض عمليات القناة الناطقة بالفارسية مستمرة في لندن، بينما تم نقل بعض عملياتها الأخرى إلى الولايات المتحدة.
وكانت القناة، التي تتخذ من غرب لندن مقرّاً لها، قد أعلنت الأسبوع الماضي عن وقف بث برامجها من لندن ونقل البث على مدار 24 ساعة إلى واشنطن، وذلك بعد تهديدات أمنية استهدفت صحافييها من النظام الإيراني.
وبسؤاله عمّا إذا كانت بريطانيا عاجزة عن حماية الصحافيين على أراضيها، قال لورد أحمد: «ليس الأمر كذلك. نعمل بالتعاون مع الشرطة على ضمان أمن الأفراد العاملين في «إيران إنترناشونال، وأمن المؤسسة».
وتابع: «أؤكد لك أننا نعمل بشكل بنّاء وشامل، على جميع المستويات مع (إيران إنترناشونال) ليس لطمأنتهم فحسب ولكن لضمان أمن كلٍّ من المؤسسة والأشخاص الذين يعملون لصالحها».
وفي حين رفض الوزير الخوض في التفاصيل، أكّد عمل السلطات مع القناة لـ«توفير الأمن في موقع مناسب، مما يسمح لهم بمواصلة خدمتهم». وقال: «أعتقد، ولأسباب تشغيلية، أن (القناة) تبحث في نقل بعض عملياتها مؤقتاً إلى الولايات المتحدة. لكن بعض عملياتها ستستمر (في بريطانيا)».
وأكّد آدم بيلي، المتحدث باسم «إيران إنترناشونال»، توجّه القناة لاستئناف أعمالها من لندن في مكاتب جديدة في المستقبل. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن طاقم غرفة الأخبار يعمل حالياً من المنازل «كما فعلنا خلال إغلاق كورونا»، موضحاً أن جميع عمليات البث تتم من واشنطن، بينما تستمر عمليات جمع الأخبار في لندن بشكل طبيعي من خلال الاستوديوهات.
وأكّد بيلي أن لدى القناة مكاتب جديدة ستنتقل إليها، «لكن ليس الآن». وتابع: «لقد عملنا على الانتقال إلى استوديوهات جديدة منذ ما يقارب 9 أشهر. تقرر ذلك قبل فترة طويلة من التهديدات الأمنية في نوفمبر (تشرين الثاني)»، مؤكداً أنْ «لا موعد بعد للانتقال، لكنه سيحدث». وتحفّظ بيلي عن كشف موقع المقر الجديد للقناة، واكتفى بالقول إن «(المخاوف) الأمنية لن تطرح صعوبات».
الشرطة البريطانية بالقرب من مقر قناة «إيران إنترناشونال»
وتقود شرطة لندن وقوات مكافحة الإرهاب عملية أمنية واسعة لمواجهة التهديدات المحتمَلة من إيران ضد أفراد مقيمين في المملكة المتحدة.
وفي وقت امتنعت شرطة لندن عن الرد على سؤال «الشرق الأوسط» حول حجم التهديدات الإيرانية للصحافيين باعتبار «التحقيق مستمراً»، فإنها ذكّرت بنجاح الشرطة وضباط في جهاز أمن «إم آي 5» في إحباط 15 مؤامرة منذ بداية عام 2022، إما لخطف، أو حتى قتل، بريطانيين أو مقيمين في المملكة المتحدة يُنظر إليهم على أنهم أعداء للنظام الإيراني.
وعبّر بيلي عن امتنان القناة لجهود الحكومة وقوات الأمن. وقال إن «الحكومة البريطانية منحتنا دعماً معنوياً هائلاً منذ نوفمبر. نحن ممتنون للغاية لذلك، لأنه كان بمثابة دفعة معنوية حقيقية لموظفينا». كما أكّد المتحدّث أن شرطة العاصمة وقوات الأمن كانت متجاوبة وداعمة بشكل كبير، «فعندما تلقينا تهديدين بالقتل في نوفمبر الماضي، تم نشر سبع مركباتِ استجابةٍ مدرعةٍ لحماية الاستوديوهات خلال دقائق».
وشدّد لورد أحمد على حرص المملكة المتحدة على أمن وسلامة الصحافيين المقيمين على أراضيها، لافتاً إلى أنه قاد هذه الجهود إلى جانب وزير الخارجية السابق جيريمي هانت. وقال: «نحن نفخر بإطلاق تحالف حرية الإعلام في عام 2019، الذي يهدف إلى حماية الصحافيين في جميع أنحاء العالم»، لافتاً إلى أن الحكومة «لا تتجاهل فناءها الخلفي». ولهذا السبب، يقول الوزير البريطاني إن الحكومة وضعت «خطة عمل وطنية لحماية الصحافيين وحرية الإعلام هنا في المملكة المتحدة. فنحن ندرك تماماً (طبيعة) التحديات، والتي تجلّت بوضوح شديد في التهديدات التي سعت طهران إلى فرضها على (إيران إنترناشونال)».