مؤسسة إيرانية تمنح مهاجم سلمان رشدي قطعة أرض

طهران تحكم بالإعدام على إيراني ـ ألماني... وبرلين تحتج

هادي مطر المعتدي على سلمان رشدي في المحكمة أغسطس الماضي (رويترز)
هادي مطر المعتدي على سلمان رشدي في المحكمة أغسطس الماضي (رويترز)
TT

مؤسسة إيرانية تمنح مهاجم سلمان رشدي قطعة أرض

هادي مطر المعتدي على سلمان رشدي في المحكمة أغسطس الماضي (رويترز)
هادي مطر المعتدي على سلمان رشدي في المحكمة أغسطس الماضي (رويترز)

أشادت مؤسسة إيرانية بالرجل الذي هاجم الروائي البريطاني سلمان رشدي العام الماضي، وقالت، إنها ستمنحه ألف متر مربع من الأراضي الزراعية على سبيل المكافأة، حسبما أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني أمس (الثلاثاء) عبر حسابه على «تليغرام». وخسر رشدي (75 عاماً) إحدى عينيه، كما فقد القدرة على استخدام إحدى يديه عقب تعرضه للاعتداء فوق خشبة مسرح في إحدى الفعاليات الأدبية بالقرب من بحيرة إيري في غرب مدينة نيويورك في أغسطس (آب) الماضي. والمعتدي هو، هادي مطر، شيعي أميركي من نيوجيرزي، لكنه دفع ببراءته في تهم محاولة القتل والاعتداء من الدرجة الثاني.
وقال محمد إسماعيل زارعي، الأمين العام للشبكة الشعبية لتنفيذ فتوى الإمام الخميني «نشكر بصدق الشاب الأميركي على العمل الشجاع الذي قام به وإسعاده المسلمين بفقء إحدى عيني رشدي وتعطيل إحدى يديه». وأضاف «لم يعد رشدي الآن أكثر من مجرد ميت على قيد الحياة ولتكريم هذا العمل الشجاع سيتم إهداء نحو ألف متر مربع من الأراضي الزراعية لهذا الشخص أو لأي من ممثليه القانونيين». وكان من المزمع أن يلقي رشدي محاضرة عن الحرية الأدبية في مؤسسة بمنطقة تشاوتاوكوا حينما سارع مطر إلى المنصة وطعنه، بحسب ما أعلنت الشرطة. ويأتي الهجوم بعد 33 عاماً من إصدار المرشد الإيراني السابق الخميني فتوى بإهدار دم رشدي.

صورة نشرها سلمان رشدي في حسابه بـ «تويتر» في 7 فبراير الجاري

وتنحدر أسرة مطر من بلدة يارون بجنوب لبنان. وأظهرت مراجعة لجهات إنفاذ القانون حول حسابات مطر على وسائل التواصل الاجتماعي، أنه متعاطف مع التشدد الشيعي و«الحرس الثوري» الإيراني، حسبما قالت محطة «إن بي سي» الإخبارية التلفزيونية. وتحمل شوارع بلدة يارون ملصقات للخميني، في حين قالت جماعة «حزب الله» في أغسطس، إنها لم تكن على دراية بأي شيء بخصوص الهجوم على رشدي. وقال علي تحفة، عمدة بلدة يارون، إن والدي مطر هاجرا إلى الولايات المتحدة حيث ولُد مطر وترعرع، لكنه لا يملك معلومات عن توجهاتهم السياسية.
وأمضى رشدي المولود في الهند لأسرة مسلمة من كشمير، تسع سنوات مختبئاً تحت حماية الشرطة البريطانية في أعقاب صدور فتوى الخميني بقتله. وعلى الرغم من أن حكومة الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي المؤيدة للإصلاح نأت بنفسها عن الفتوى الصادرة في أواخر التسعينات، فإن مكافأة بملايين الدولارات لمن يأتي برأس رشدي ظلت قائمة ولم تُلغ. وجرى تعليق حساب المرشد علي خامنئي على «تويتر» في عام 2019 لقوله، إن الفتوى ضد رشدي «نهائية».
على صعيد آخر، احتجت وزيرة الخارجية الألمانية، أمس، على أن الحكم بالإعدام في طهران على المعارض الإيراني - الألماني جمشد شارمهد واعتبرته «غير مقبول على الإطلاق». وقالت أنالينا بيربوك في بيان «إن الحكم بالإعدام على جمشد شارمهد غير مقبول. فليست عقوبة الإعدام قاسية وغير إنسانية ومهينة فحسب، بل إن جمشيد شارمهد لم يسبق له أن خضع لمحاكمة عادلة، ولم تتح له إمكانية الحصول على مساعدة قانونية يختارها بحرية». وأضافت، على هامش زيارة لمنطقة متضررة من الزلزال في تركيا، قولها إن «الأنباء الواردة من إيران صادمة، إن النطق بعقوبة الإعدام في إجراء لا يتوافق مع سيادة القانون مخالف للقانون الدولي ولحقوق الإنسان، ولهذا ندينه».
وحكم القضاء الإيراني أمس على المعارض الإيراني - الألماني جمشد شارمهد، الذي أُعلن عن توقيفه في أغسطس 2020، بالإعدام لتورطه المفترض في اعتداء إرهابي على مسجد في عام 2008، وفق ما أعلن أمس موقع «ميزان أونلاين» التابع للسلطة القضائية. ومثل جمشد شارمهد (67 عاماً) أمام محكمة في طهران في فبراير (شباط) 2022، حيث اتُهم بالمشاركة في تنفيذ هجوم على مسجد في شيراز (جنوب) أسفر عن مقتل 14 شخصاً في أبريل (نيسان) 2008.
وتابعت بيربوك قولها «كان ظهور شارمهد علناً أشبه بإدانته مسبقاً»، مضيفة «منذ توقيفه في ظروف مريبة جداً، واصلنا التدخل على مستوى عالٍ لصالح السيد شارمهد. لكن إيران تجاهلت هذه الجهود المكثفة، ورُفض دائماً طلبنا لتمكين القنصلية من التواصل معه والحصول على مواعيد المحاكمة». وتابعت «نطلب من إيران معالجة أوجه القصور هذه أثناء إجراءات الاستئناف وتصحيح الحكم وفقاً لذلك والتراجع عن عقوبة الإعدام»، محذرة من أن «تطبيق حكم الإعدام على شارمهد سيواجَه بردّ قوي».
وأثارت طهران سلسلة من التنديدات الدولية بعدما أعدمت في يناير (كانون الثاني) المسؤول السابق في وزارة الدفاع علي رضا أكبري بتهمة التجسس لحساب المملكة المتحدة. وشارمهد هو ثاني حامل جنسية أجنبية، إلى جانب الجنسية الإيرانية، يواجه خطر الإعدام في إيران.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

باريس تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

نددت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع علم بنما في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس التابع للبحرية الأميركية وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم الخارجية الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)
شؤون إقليمية منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

منظمات تندد بـ«إصرار» فرنسا «على رغبتها بترحيل» إيرانيين

قالت منظمات غير حكومية إن فرنسا احتجزت العديد من الإيرانيين في مراكز اعتقال في الأسابيع الأخيرة، معتبرة ذلك إشارة إلى أنّ الحكومة «تصر على رغبتها في ترحيلهم إلى إيران» رغم نفي وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وكتبت منظمات العفو الدولية، و«لا سيماد»، و«إيرانيان جاستس كوليكتيف» في بيان الأربعاء: «تواصل الحكومة إبلاغ قرارات الترحيل إلى إيران مهددة حياة هؤلاء الأشخاص وكذلك حياة عائلاتهم». واعتبرت المنظمات أن «فرنسا تصرّ على رغبتها في الترحيل إلى إيران»، حيث تشن السلطات قمعاً دامياً يستهدف حركة الاحتجاج التي اندلعت إثر وفاة الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني في سبتمبر (أيلول)، أثناء احتجازها لدى شرط

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قاآني: انتقمنا جزئياً لسليماني بطرد القوات الأميركية من المنطقة

قال مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، إن قواته انتقمت جزئيا من القوات الأميركية بطردها من المنطقة، مضيفا في الوقت نفسه «القدس ليست الهدف النهائي وإنما هدف وسط»، مشددا على ضرورة أن تجد إيران موقعها في انتقال القوة من الغرب إلى الشرق. ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن قاآني قوله خلال اجتماع الجمعية العامة لطلاب الحوزات العلمية في قم إن «أميركا وإسرائيل وحتى الناتو و... تقوم بالتعبئة لتخريب إيران». وقال قاآني «مثلما قال المرشد فإن إيران من المؤكد لن تبقى بعد 25 عاماً، وهم (الإسرائيليون) يستعجلون ذلك».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

فرنسا تدين احتجاز إيران ناقلة نفط في مياه الخليج

ندّدت فرنسا باحتجاز البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني ناقلة النفط «نيوفي» التي ترفع عَلَم بنما، في مضيق هرمز الاستراتيجي، وذلك صبيحة الثالث من مايو (أيار)، وفق المعلومات التي أذاعها الأسطول الخامس، التابع لـ«البحرية» الأميركية، وأكدها الادعاء الإيراني. وأعربت آن كلير لوجندر، الناطقة باسم «الخارجية» الفرنسية، في مؤتمرها الصحافي، أمس، أن فرنسا «تعرب عن قلقها العميق لقيام إيران باحتجاز ناقلة نفطية» في مياه الخليج، داعية طهران إلى «الإفراج عن الناقلات المحتجَزة لديها في أسرع وقت».

ميشال أبونجم (باريس)

إسرائيل ترى تهديداً متزايداً من سوريا رغم النبرة المعتدلة لحكامها

إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)
إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)
TT

إسرائيل ترى تهديداً متزايداً من سوريا رغم النبرة المعتدلة لحكامها

إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)
إسرائيل تقول إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة (رويترز)

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم (الأحد)، إن التهديدات التي تواجهها إسرائيل من سوريا لا تزال قائمةً رغم النبرة المعتدلة لقادة قوات المعارضة الذين أطاحوا بالرئيس بشار الأسد قبل أسبوع، وذلك وسط إجراءات عسكرية إسرائيلية لمواجهة مثل هذه التهديدات.

ووفقاً لبيان، قال كاتس لمسؤولين يدققون في ميزانية إسرائيل الدفاعية: «المخاطر المباشرة التي تواجه البلاد لم تختفِ، والتطورات الحديثة في سوريا تزيد من قوة التهديد، على الرغم من الصورة المعتدلة التي يدّعيها زعماء المعارضة».

وأمس (السبت)، قال القائد العام لإدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، الذي يوصف بأنه الزعيم الفعلي لسوريا حالياً، إن إسرائيل تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير هجماتها على سوريا، لكنه ليس مهتماً بالانخراط في صراعات جديدة في الوقت الذي تركز فيه البلاد على إعادة الإعمار.

ويقود الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، «هيئة تحرير الشام» الإسلامية، التي قادت فصائل مسلحة أطاحت بالأسد من السلطة، يوم الأحد الماضي، منهيةً حكم العائلة الذي استمرّ 5 عقود من الزمن.

ومنذ ذلك الحين، توغّلت إسرائيل داخل منطقة منزوعة السلاح في سوريا أُقيمت بعد حرب عام 1973، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، حيث سيطرت قواتها على موقع عسكري سوري مهجور.

كما نفَّذت إسرائيل، التي قالت إنها لا تنوي البقاء هناك، وتصف التوغل في الأراضي السورية بأنه «إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن الحدود»، مئات الضربات على مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا.

وقالت إنها تدمر الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية لمنع استخدامها من قبل جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد من السلطة، وبعضها نشأ من رحم جماعات متشددة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» و«داعش».

وندَّدت دول عربية عدة، بينها مصر والسعودية والإمارات والأردن، بما وصفته باستيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة في هضبة الجولان.

وقال الشرع في مقابلة نُشرت على موقع «تلفزيون سوريا»، وهي قناة مؤيدة للمعارضة، إن الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة. وأضاف أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى صراعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار.

وذكر أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار «بعيداً عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة».