المتحف المصري في التحرير يُبرز مقتنياته بسيناريو عرض جديد

افتتاح المرحلة الأولى من التطوير بمشاركة تحالف عالمي

مجموعة من التماثيل الأثرية من الخشب (خاص الشرق الأوسط)
مجموعة من التماثيل الأثرية من الخشب (خاص الشرق الأوسط)
TT

المتحف المصري في التحرير يُبرز مقتنياته بسيناريو عرض جديد

مجموعة من التماثيل الأثرية من الخشب (خاص الشرق الأوسط)
مجموعة من التماثيل الأثرية من الخشب (خاص الشرق الأوسط)

بسيناريو عرض جديد، ونظم إضاءة حديثة، يحاول المتحف المصري بالتحرير إبراز مقتنياته الأثرية، مُقدماً تجربة «مختلفة» لزائريه، الذين اعتادوا التجول بين قاعاته وأروقته المزدحمة، ما كان يُقلل من فرص تأمل القطع الأثرية التي يزخر بها.
هذا السيناريو الجديد هو جزء من مشروع تطوير تنفّذه وزارة السياحة والآثار المصرية، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، وبمشاركة لجنة علمية تضم عدداً من علماء المصريات بالجامعات المصرية، إضافةً إلى تحالف من 5 متاحف عالمية: اللوفر في باريس، والمتحف البريطاني، والمتحف المصري بتورين، ومتحف برلين، والمتحف الوطني للآثار في ليدن بهولندا.

واحتفل المتحف، الواقع في قلب القاهرة، (مساء الاثنين) بانتهاء تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع التطوير، ما عدّه أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار المصري، بمثابة «رسالة للعالم أجمع»، مفادها أن «المتحف المصري بالتحرير مستمر في أداء دوره، وما زال يطوِّر من نفسه، لينافس باقي المتاحف الحديثة الكبرى كالمتحف القومي للحضارة المصرية، والمتحف المصري الكبير».
ومع بناء مصر متاحف جديدة، أبرزها «المتحف المصري الكبير» بمنطقة الرماية، والمقرر افتتاحه قريباً، أُثيرت مخاوف بشأن مستقبل المتحف المصري بالتحرير، لا سيما مع نقل «أبرز» معروضاته، وعلى رأسها مقتنيات «توت عنخ آمون». لكنّ المسؤولين عن الآثار في مصر دافعوا عن مستقبله، بمشروع التطوير. وأكدت كلماتهم في حفل افتتاح المرحلة الأولى منه أن «متحف التحرير باقٍ ولن يموت».
وقال وزير السياحة والآثار إن «المتحف المصري بالتحرير لم يَبُح بأسراره، وما زالت مخازنه تحوي كنوزاً لم تُعرض من قبل، تنتظر إعادة اكتشافها وتقديمها للجمهور». وأكد أن «المتحف هو أقدم مؤسسة مصرية قائمة لحفظ الآثار المصرية منذ افتتاحه عام 1902. ومجموعاته الأثرية الثرية والفريدة تعد مرجعاً أساسياً لا غنى عنه لكل دارسي علم المصريات وعشاق الحضارة المصرية».

بدوره قال د.كريستيان جريكو، مدير المتحف المصري بتورين ورئيس تحالف المتاحف الأوروبية الخمسة المشرف على التطوير، إن «نتائج المرحلة الأولى من المشروع هي الأساس الذي سوف يُبنى عليه المستقبل الرائع للمتحف المصري بالتحرير».
وتوفر خطة تطوير المتحف إطاراً استراتيجياً لأنشطته وخدماته، ما يفيد في دعم نقل ملف تسجيله من القائمة التمهيدية إلى القائمة الدائمة لمواقع التراث العالمي بمنظمة «اليونيسكو»، وفقاً لوزير السياحة والآثار، الذي أشار إلى عقد شراكات مع القطاع الخاص لتقديم وتشغيل ورفع كفاءة الخدمات المقدمة للزائرين في المتاحف والمواقع الأثرية المختلفة.
وفي أبريل (نيسان) 2021 تم ضم المتحف المصري بالتحرير إلى القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي، بـ«اليونيسكو».

ويستطيع زائر المتحف أن يلمح علامات مشروع التطوير في الطابق الأرضي من المبنى، من خلال فتارين عرض جديدة، مع لوحات إرشادية تحمل معلومات عن الأثر، ونظام إضاءة يسهم في إبراز القطعة الأثرية، إلى جانب تخفيف «التكدس» الذي كان السمة الأساسية في المتحف لعقود طويلة. وقال الدكتور محمود مبروك، مستشار وزير السياحة والآثار للعرض المتحفي، لـ«الشرق الأوسط» إن «سيناريو العرض المتحفي الجديد مبنيّ على إضافة سياق تاريخي للقطع الأثرية، لمنح صورة كاملة للزائر عن الأثر». وضَرَبَ المثل بتمثال للملك زوسر، وُضع خلفه جزء من حائط مقبرته المزيّن بأحجار (الفيانس) الزرقاء، ما «يجعل الزائر يشعر كأنه داخل المقبرة».

وشملت المرحلة الأولى من مشروع التطوير قاعة عصور ما قبل التاريخ، والعصر العتيق بالدور الأرضي بالمتحف. وقال الدكتور حسن سليم، أستاذ المصريات بجامعة عين شمس، في كلمته ممثلاً عن أعضاء اللجنة التوجيهية المصرية للمتحف، إن «سيناريو العرض المتحفي لقاعات الدور الأرضي تتبلور فيه فكرة الملكية، حيث تمت إعادة عرض أول تمثال ملكي في الحضارة المصرية، إلى جانب نقوش مقبرة 100 من عصر الأسرة صفر من هيراكونبوليس، تزامناً مع عرض منتجات تلك الفترة من الأدوات الحجرية والأواني الفخارية وأدوات الزينة المصنوعة من العاج».
ولفت مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، إلى أنه «إيماناً بأهمية المتحف وضرورة وجوده باقياً أمد الدهر كواحد من أهم متاحف العالم، تم وضع خطة تطوير شاملة له، تسهم في زيادة موارده المالية». وقال إن «مشروع التطوير تضمَّن تغطية النوافذ الموجودة بالممر الغربي بالكامل حتى عصر الدولة الحديثة، باستخدام (ستائر معدنية)، ما يسمح بظهور جماليات القطع المعروضة».

وشملت المرحلة الأولى من مشروع التطوير عرض «أول» بردية أثرية اكتُشفت بأيادٍ مصرية. وتحمل البردية، التي عُثر عليها في منطقة آثار سقارة في مايو (أيار) الماضي، اسم «وزيري 1»، نسبةً إلى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري.
ويبلغ طول البردية 16 متراً، وتتضمن 113 فصلاً من «كتاب الموتى»، بالخط الهيراطيقي، موزعةً على 150 عموداً مختلف المقاسات. وتعود إلى بداية العصر البطلمي (نحو 300 عام قبل الميلاد)، حسب الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الذي أوضح أن البردية «وُجدت في تابوت»، وتتضمن نصوصاً من «كتاب الموتى لشخص يُدعى أحمس». وأشار إلى أن «أهم ما يميزها أنها الوحيدة من بين ما عُثر عليه في سقارة التي لها سياق أثري معروف، حيث إنها خرجت من تابوت شخص يحمل الاسم المدون عليها»، موضحاً أن «اسم أحمس ظهر على البردية 260 مرة». و«كتاب الموتى» هو مجموعة من الوثائق الدينية والنصوص الجنائزية التي كانت تستخدم في مصر القديمة، لتكون دليلاً للمتوفى في رحلته للعالم الآخر، ويضم دعوات وأناشيد وصلوات.


مقالات ذات صلة

احتفاء بحاتم الطائي في حائل

يوميات الشرق احتفاء بحاتم الطائي في حائل

احتفاء بحاتم الطائي في حائل

تنظم وزارة الثقافة السعودية، في مدينة حائل الواقعة شمال البلاد، يوم الجمعة المقبل، مهرجاناً تحت شعار «في ضيافة الطائي»، وذلك احتفاء بابن المدينة الذي أصبح مثالاً للكرم بين العرب، وأحد أبرز شعرائهم على مدار التاريخ. وتحتفل الوزارة بشخصية حاتم الطائي، وقِيمه الحميدة، وأعماله الخالدة في ذاكرة الشعر العربي، ومكانته الثقافية.

يوميات الشرق سقوط أمطار داخل بهو المتحف الكبير يثير جدلاً في مصر

سقوط أمطار داخل بهو المتحف الكبير يثير جدلاً في مصر

قللت وزارة السياحة والآثار المصرية من خطورة سقوط أمطار داخل بهو المتحف الكبير بميدان الرماية، (غرب القاهرة)، وذلك بعد ساعات من الجدل الذي واكب تداول صور ومقاطع مصورة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لسقوط مياه أمطار على تمثال الملك رمسيس الثاني داخل البهو. ونفت الوزارة، في بيان لها، على لسان اللواء عاطف مفتاح، المشرف على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به «وجود خطورة من سقوط هذه الأمطار»، مشيراً إلى «أن تمثال رمسيس الثاني لم ولن يتأثر بمياه الأمطار، وأن المتحف وجميع فراغاته في أفضل حالة من الحفظ». وأوضح أن سقوط الأمطار أمر طبيعي ومتوقع ومدروس في أثناء تصميم وتنفيذ المتحف ولا يُمثل أي

منى أبو النصر (القاهرة)
يوميات الشرق 3 أنصاب جنائزية في حائل والحِجر السعوديتين

3 أنصاب جنائزية في حائل والحِجر السعوديتين

خرجت من أراضي المملكة العربية السعودية عدد كبير من المنحوتات تشهد لتطوّر هذا التعبير الفني خلال مراحل زمنية متلاحقة. تعود أقدم هذه المنحوتات إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد، وهي من الطراز الجنائزي، وأهمّها نصبان يتميّزان بملامحهما الآدمية مصدرهما قرية الكهفة في منطقة حائل، ونصب ثالث مشابه لهما، مصدره منطقة الحِجر في محافظة العلا. تقع منطقة حائل في شمال نجد، في منتصف الجزء الشمالي الغربي من المملكة، وتُعدّ من أقدم مناطق الاستيطان في شبه الجزيرة العربية. وتقع قرية الكهفة في القسم الشرقي من هذه المنطقة.

يوميات الشرق هيكل لأكبر الديناصورات في متحف التاريخ الطبيعي بلندن

هيكل لأكبر الديناصورات في متحف التاريخ الطبيعي بلندن

يُعرض في لندن بدءاً من اليوم الجمعة هيكل عظمي لأحد أكبر الديناصورات، في أوّل معرض مماثل في أوروبا، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وكان هذا الحيوان يعيش قبل نحو مائة مليون سنة في باتاغونيا ويأكل 130 كيلوغراماً من النباتات يومياً. ويُعرَض الهيكل الذي ينتمي إلى عائلة التيتانوصورات والمُسمى «تيتان باتاغونيا» في صالة عرض متحف التاريخ الطبيعي في لندن. وأكد الباحثون أنّه لو كان بوضعية مستقيمة لكان حجمه مماثلاً لمبنى مؤلّف من 5 طوابق. ويشكل الهيكل العظمي البالغ ارتفاعه 37.2 متر نسخة طبق الأصل لأحد التيتانوصورات الستة التي عُثر عليها بعدما اكتشف مزارع أرجنتيني عظمة ضخمة بارزة من الأرض في عام 2010.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم هيكل عظمي لأكبر الديناصورات يُعرض في لندن

هيكل عظمي لأكبر الديناصورات يُعرض في لندن

يُعرض في لندن بدءاً من الجمعة هيكل عظمي جرى صبّه لأحد أكبر الديناصورات على الإطلاق، في أوّل معرض لهيكل عظمي مماثل في أوروبا، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية. وكان هذا الحيوان يعيش قبل نحو مائة مليون سنة في باتاغونيا ويأكل 130 كيلوغراماً من النباتات يومياً. ويُعرَض الهيكل العظمي للحيوان، الذي ينتمي إلى عائلة التيتانوصورات والمُسمى «تيتان باتاغونيا» في صالة عرض متحف التاريخ الطبيعي في لندن.

«الشرق الأوسط» (لندن)

استعادة التراث الحضاري المصري في معرض للحرف اليدوية

منتجات يدوية وحرف تراثية متنوعة في المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)
منتجات يدوية وحرف تراثية متنوعة في المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)
TT

استعادة التراث الحضاري المصري في معرض للحرف اليدوية

منتجات يدوية وحرف تراثية متنوعة في المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)
منتجات يدوية وحرف تراثية متنوعة في المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)

في خطوة لاستعادة التراث الحضاري المصري، عبر تنشيط وإحياء الحرف اليدوية والتقليدية، افتتح رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الدورة السادسة لمعرض «تراثنا»، الخميس، التي تضم نحو ألف مشروع من الحرف اليدوية والتراثية، بالإضافة إلى جناح دولي، تشارك فيه دول السعودية والإمارات والبحرين وتونس والجزائر والهند وباكستان ولاتفيا.

المعرض الذي يستمر حتى 21 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، يضم معروضات من الجمعيات الأهلية، من مختلف محافظات مصر، والمؤسسات الدولية شركاء التنمية، بهدف «إعادة إحياء الحرف اليدوية والصناعات التقليدية والتراثية، بما يُعزز من فرص تطورها؛ لكونها تُبرز التراث الحضاري المصري بشكل معاصر، يلبي أذواق قاعدة كبيرة من الشغوفين بهذا الفن داخل مصر وخارجها، كما تُسهم في تحسين معيشة كثير من الأسر المُنتجة»، وفق تصريحات لرئيس الوزراء المصري على هامش الافتتاح، كما جاء في بيان نشره مجلس الوزراء، الخميس.

رئيس الوزراء المصري يتفقد أجنحة المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)

ووفق تصريحات صحافية للرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، باسل رحمي، يقدم المعرض مجموعة من الفنون المصرية المُتفردة، مثل: السجاد والكليم اليدوي، والمنسوجات، والتلّى، ومفروشات أخميم، والإكسسوار الحريمي، والحرف النحاسية والزجاجية، وأعمال التطريز، والخيامية، والصدف، والتابلوهات، والخزف، والجلود، ومنتجات الأخشاب، والخوص، والأثاث، إلى جانب الملابس التراثية، والمكرميات، وأعمال الرسم على الحرير، والبامبو، ومنتجات سيناء، وغيرها.

منتجات متنوعة في أجنحة المعرض (رئاسة مجلس الوزراء)

وعرض جناح هيئة التراث السعودية، منتجات عددٍ من أمهر الحرفيين المتخصصين في الصناعات اليدوية التقليدية، كما عرض جناح غرفة رأس الخيمة، منتجات محلية تراثية، وكذلك جناح الديوان الوطني للصناعات التقليدية في الجمهورية التونسية.

وأعلن رحمي عن توقيع بروتوكولات تعاون مع عدة دول، من بينها الهند، لتبادل الخبرات والتنسيق في المعارض المشتركة؛ بهدف نشر الصناعات اليدوية والعمل على تسويقها داخل مصر وخارجها، مؤكداً على عقد بروتوكول تعاون مع شركة ميناء القاهرة الدولي؛ لتوفير منصات تسويقية تحت العلامة التجارية «تراثنا» داخل صالات مطار القاهرة الدولي، وإتاحة مساحات جاذبة لجمهور المسافرين والزوار لعرض وبيع منتجات الحرفيين المصريين اليدوية والتراثية.

معرض «تراثنا» يضم كثيراً من المنتجات المصنوعة يدوياً (رئاسة مجلس الوزراء)

كما سيتم توقيع مذكرة تفاهم ثلاثية بين جهاز تنمية المشروعات، والشركة المسؤولة عن تشغيل المتحف المصري الكبير، وكذلك الشركة المسؤولة عن تنظيم عمليات إنتاج وعرض المنتجات الحرفية داخل متجر الهدايا الرسمي بالمتحف لدعم وتأهيل أصحاب الحرف اليدوية والتراثية وتطوير منتجاتهم، تمهيداً لعرضها بعدد من المتاجر في مناطق سياحية مختلفة داخل وخارج البلاد، في إطار تعزيز التكامل بين الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص.