مهندسون يصممون مستشعرا يحوّل الضوء لإشارات كهربائية بكفاءة 200 %

يمكن استخدامه في التكنولوجيا التي تراقب العلامات الحيوية للأشخاص

مهندسون يصممون مستشعرا يحوّل الضوء لإشارات كهربائية بكفاءة 200 %
TT
20

مهندسون يصممون مستشعرا يحوّل الضوء لإشارات كهربائية بكفاءة 200 %

مهندسون يصممون مستشعرا يحوّل الضوء لإشارات كهربائية بكفاءة 200 %

استطاع مجموعة من العلماء انتاج مستشعر يحول الضوء إلى إشارات كهربائية بكفاءة مذهلة تبلغ 200 في المائة؛ وهو رقم يبدو «مستحيلًا» تم تحقيقه من خلال غرابة فيزياء الكم. وهذه هي حساسية الجهاز المعروف باسم «الثنائي الضوئي».
ويقول الفريق المسؤول عن ابتكاره إنه يمكن استخدامه في التكنولوجيا التي تراقب العلامات الحيوية للشخص (بما في ذلك ضربات القلب أو معدل التنفس) دون الحاجة إلى إدخال أي شيء أو حتى ربطه بجسم.
وتقاس كفاءة الثنائي الضوئي عادةً بعدد جسيمات الضوء المتاحة التي يمكن تحويلها إلى إشارات كهربائية. فيما يتحدث العلماء عن شيء وثيق الصلة، ولكن أكثر تحديدًا قليلاً هو إنتاج «الإلكترون الضوئي» أو عدد الإلكترونات التي تولدها الفوتونات التي تضرب جهاز الاستشعار. إذ يتم تحديد إنتاجية الإلكترون الضوئي للديود الضوئي من خلال كفاءتها الكمية؛ (القدرة الأساسية للمادة على إنتاج جسيمات حاملة شحنة على مستوى أساسي) بدلاً من كمية الطاقة الكهربائية المنتجة، وذلك وفق موقع «ساينس إليرت» العلمي، نقلا عن مجلة «ساينس أدفانسز».
وفي توضيح أكثر لهذا الأمر، قال المهندس الكيميائي رينيه يانسن من جامعة أيندهوفن للتكنولوجيا في هولندا «يبدو صوته مذهلاً، لكننا لا نتحدث عن كفاءة الطاقة العادية هنا. ما يهم في عالم الثنائيات الضوئية هو الكفاءة الكمية. فبدلاً من الكمية الإجمالية للطاقة الشمسية يتم حساب عدد الفوتونات التي يحولها الصمام الثنائي إلى إلكترونات».
وكنقطة انطلاق، عمل الفريق على جهاز يجمع بين نوعين من خلايا الألواح الشمسية «البيروفسكايت والعضوية» من خلال تكديس الخلايا بحيث تلتقط طبقة الضوء الذي فاتته طبقة أخرى، وقد حقق الباحثون 70 في المائة من الكفاءة الكمية.
ولدفع هذا الرقم إلى أعلى، تم تقديم ضوء أخضر إضافي. حيث تم تحسين المستشعر أيضًا لتحسين قدرته على تصفية أنواع مختلفة من الضوء، والاستجابة لعدم وجود ضوء على الإطلاق. وأدى هذا إلى دفع الكفاءة الكمية للديود الضوئي إلى ما يزيد على 200 في المائة، على الرغم من أنه في هذه المرحلة ليس من الواضح بالضبط سبب حدوث هذا التعزيز.
قد يكون المفتاح هو الطريقة التي تنتج بها الديودات الضوئية تيارًا. إذ تثير الفوتونات الإلكترونات في مادة الثنائي الضوئي، ما يجعلها تهاجر وتؤدي إلى تراكم الشحنات. ويفترض الباحثون أن الضوء الأخضر قد يطلق إلكترونات على طبقة واحدة تتحول إلى تيار فقط عندما تضرب الفوتونات طبقة مختلفة.
من جهته، يقول المهندس الكيميائي ريكاردو أولييرو من جامعة أيندهوفن للتكنولوجيا «نعتقد أن الضوء الأخضر الإضافي يؤدي إلى تراكم الإلكترونات في طبقة البيروفسكايت. ويعمل هذا كخزان للشحنات التي يتم إطلاقها عندما يتم امتصاص فوتونات الأشعة تحت الحمراء في الطبقة العضوية. وبعبارة أخرى، كل فوتون للأشعة تحت الحمراء يمر عبره ويتحول إلى إلكترون، ويحصل على مرافق من إلكترون إضافي، ما يؤدي إلى كفاءة تصل إلى 200 في المائة أو أكثر».
وفي هذا الاطار، يعد الثنائي الضوئي الأكثر كفاءة أيضًا ثنائيًا ضوئيًا أكثر حساسية؛ وهو الثنائي الأكثر قدرة على مراقبة التغيرات الصغيرة جدًا في الضوء من مسافات أكبر. وهذا يعيدنا إلى قياس نبضات القلوب ومستويات التنفس.
فباستخدام الثنائي الضوئي الفائق النحافة (وهو أرق بمئة مرة من ورقة جريدة) قاس الباحثون تغيرات طفيفة في ضوء الأشعة تحت الحمراء المنعكس من إصبع من مسافة 130 سم (51.2 بوصة). وقد ثبت أن هذا يتطابق مع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، تمامًا كما يفعل مستشعر الساعة الذكية ولكنه يعمل عبر طاولة.
ومع إعداد مماثل، قام الفريق بقياس معدلات التنفس من حركات الصدر الطفيفة. وهناك إمكانية لجميع أنواع المراقبة والأغراض الطبية إذا كان من الممكن تطوير التكنولوجيا بنجاح في مرحلة المختبر.
ويخلص يانسن الى القول «نريد أن نرى ما إذا كان بإمكاننا تحسين الجهاز، على سبيل المثال من خلال جعله أسرع. نريد أيضًا استكشاف ما إذا كان بإمكاننا اختبار الجهاز سريريًا».


مقالات ذات صلة

«دِل» تعزز التحول الرقمي في السعودية عبر 3 عقود من الابتكار والشراكة

خاص تلتزم شركة «دِل» بدعم التحول الرقمي للمملكة وتشكيل مستقبل الاقتصاد الرقمي في المنطقة (شاترستوك)

«دِل» تعزز التحول الرقمي في السعودية عبر 3 عقود من الابتكار والشراكة

«دِل» تدعم تحول المملكة الرقمي عبر استثمارات جديدة تشمل مركزاً لوجيستياً في الدمام وبرامج تدريبية تعزز الكفاءات المحلية وتدفع نحو اقتصاد رقمي متقدم.

نسيم رمضان (الرياض)
تكنولوجيا يمكن استخدام هذه التكنولوجيا في مجالات متنوعة بما في ذلك اللياقة البدنية والرعاية الصحية والعمليات العسكرية وحتى في البيئات القاسية (MIT)

ملابس تراقب صحتك... ألياف كمبيوتر مرنة داخل الأقمشة لجمع وتحليل البيانات

يمكن للألياف الذكية التواصل بعضها مع بعض داخل قطعة الملابس ما يخلق شبكة نسيجية قادرة على إجراء حسابات معقدة دون الحاجة إلى أسلاك.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يبين التقرير أن 86% من الحوادث الإلكترونية الكبرى في 2024 أدت إلى توقف تشغيلي أو تلف سمعة أو خسائر مالية (شاترستوك)

الهجمات الإلكترونية في 2024... أسرع وأذكى وأكثر تدميراً

يظهر التقرير أن الهجمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكنها سرقة البيانات في 25 دقيقة فقط؛ ما يجعل الاكتشاف أصعب.

نسيم رمضان (لندن)
خاص تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي في الكشف المبكر عن الأمراض ما يحسن نتائج العلاج ويقلل التكاليف (شاترستوك)

خاص كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل مستقبل الرعاية الصحية الرقمية في السعودية؟

يجعل الذكاء الاصطناعي الرعاية الصحية أكثر تخصيصاً وإتاحة وكفاءة بدءاً من التشخيص والعلاج وصولاً إلى تفاعل المرضى وتحسين العمليات التشغيلية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تؤدي واحدة من كل أربع عشرة إصابة ببرامج سرقة المعلومات إلى سرقة بيانات بطاقات الائتمان (شاترستوك)

تسريب بيانات أكثر من مليوني بطاقة مصرفية عبر الإنترنت المظلم

تقرير «كاسبرسكي» يؤكد على ضرورة تحسين الأمن السيبراني لمواجهة برامج سرقة المعلومات المتطورة والمنتشرة بشكل متزايد.

نسيم رمضان (لندن)

فنانون بأدوار داعمة يلفتون الأنظار في دراما رمضان بمصر

مصطفى غريب نال إشادات عدة (حسابه على فيسبوك)
مصطفى غريب نال إشادات عدة (حسابه على فيسبوك)
TT
20

فنانون بأدوار داعمة يلفتون الأنظار في دراما رمضان بمصر

مصطفى غريب نال إشادات عدة (حسابه على فيسبوك)
مصطفى غريب نال إشادات عدة (حسابه على فيسبوك)

لفت فنانون بأدوار داعمة الأنظار في الدراما الرمضانية المصرية هذا العام، حيث تنوعت مشاركاتهم بين الظهور الشرفي، والأدوار الثانوية، وحتى الأدوار الثانية بعد البطل، مع ظهور بعضهم على الملصقات الدعائية للأعمال، ما يعكس مدى تأثيرهم في الأحداث.

وكانت الفنانة السودانية إسلام مبارك قد جذبت الأنظار في بداية الموسم، من خلال تقديمها دور «مدينة» بمسلسل «أشغال شقة جداً»، بتقديم شخصية الخادمة النيجيرية التي تسببت في الكثير من المشكلات للعائلة، واستطاعت بفضل أدائها أن تحظى بإشادات واسعة رغم مساحة الدور المحدودة، وفي المسلسل نفسه، لفت الفنان مصطفى غريب الأنظار بدور «عربي»، صديق البطل الذي يجسده هشام ماجد، مع قدرته على إضفاء طابع كوميدي وإنساني على الشخصية.

مصطفى غريب مع هشام ماجد في مشهد من «أشغال شقة جداً» (حسابه على فيسبوك)
مصطفى غريب مع هشام ماجد في مشهد من «أشغال شقة جداً» (حسابه على فيسبوك)

وفي مسلسل «قلبي ومفتاحه»، قدم الفنان محمود عزب أداءً متميزاً بشخصية عامل المطعم الذي يعيش قصة حب قديمة لا يستطيع البوح بها، لكن الأحداث تأخذ منحى غير متوقع عندما يلجأ إلى صديقه للنصيحة، ليجد عزب نفسه في مأزق بعدما يتورط صديقه (أشرف عبد الباقي) في الزواج من حبيبته. رغم قلة مشاهده، فإن عزب نجح في ترك بصمة واضحة من خلال تجسيده لمشاعر الحزن والصراع الداخلي.

وفي العمل نفسه، تألق الفنان دياب في دور تاجر العُملة وصاحب معرض الأجهزة الكهربائية، الذي يفرض سيطرته على من حوله ويسعى للتحكم في حياتهم.

دياب على الملصق الدعائي لمسلسل «قلبي ومفتاحه» (الشركة المنتجة)
دياب على الملصق الدعائي لمسلسل «قلبي ومفتاحه» (الشركة المنتجة)

وقدمت نيكول سابا دوراً لافتاً في مسلسل «وتقابل حبيب»، بطولة ياسمين عبد العزيز، إذ جسدت شخصية سيدة أعمال تضغط على زوجها لإعلان زواجهما السري، مما يخلق أزمات متلاحقة في القصة.

وتعد الفنانة انتصار من بين الفنانات اللاتي قدمن أدواراً لافتة هذا الموسم، حيث نالت إشادات عبر دوريها في مسلسلي «إش إش» الذي تقدم بطولته الفنانة مي عمر وتجسد فيه انتصار دور راقصة معتزلة، ومسلسل «80 باكو»، الذي تجسد فيه شخصية «مالكة كوافير» في وسط القاهرة، وهو المكان الذي تتحرك من خلاله الأحداث الرئيسية للمسلسل الذي تلعب بطولته هدى المفتي.

انتصار على الملصق الدعائي لمسلسل «80 باكو» (الشركة المنتجة)
انتصار على الملصق الدعائي لمسلسل «80 باكو» (الشركة المنتجة)

وتعزي الناقدة المصرية فايزة هنداوي تألق بعض الممثلين في الأدوار الداعمة أو الثانية إلى «كتابة السيناريو ورسم الشخصيات بشكل محكم»، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «المسألة لم تعد مرتبطة بالبطل فقط، بل بمدى تأثير الشخصية في الأحداث»، لافتة إلى أن «قوة أي عمل فني تكمن في قدرته على تقديم جميع الشخصيات بشكل متكامل، مما يسمح لكل ممثل بالتألق، وليس فقط البطل الرئيسي».

وأضافت أن «الأعمال القوية دائماً ما تعتمد على بناء درامي محكم، فلا تكون الشخصيات مجرد أدوات لتحريك الأحداث، بل تمتلك أبعاداً واضحة تجعلها تساهم بشكل فعال في القصة»، مشيرة إلى أن «الكتابة الجيدة هي الأساس، وأن الجمهور لم يعد يفرق بين دور كبير ودور صغير، بل أصبح الحكم الأساسي على الشخصية هو مدى تأثيرها وإقناعها».

نيكول سابا - حسابها على فيسبوك
نيكول سابا - حسابها على فيسبوك

رأي يدعمه الناقد محمود قاسم الذي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «بروز الأدوار الثانية يعتمد على 3 أطراف رئيسية، هي المخرج، والممثل، والنص المكتوب؛ فالمخرج الذكي يمتلك رؤية واسعة تجعله يهتم بجميع الشخصيات، وليس فقط بأداء البطل، وهو ما يجعله يوجه الممثل بشكل دقيق داخل الاستوديو، مما يساعده على تقديم أفضل ما لديه». وأوضح أن «الأدوار الثانية ستظل عنصراً أساسياً في نجاح أي عمل فني، لكن تألقها يحتاج إلى إخراج متمكن، وممثل قادر على التفاعل مع الشخصية، وسيناريو يمنح الأدوار الثانوية حقها في التميز، وفي ظل الأزمة التي تواجهها الدراما بالكتابة فإن بروز هذه النوعية من الأدوار أمر لا يتكرر كثيراً».

الفنانة السودانية إسلام مبارك في مشهد من «أشغال شقة جداً» (حسابها على فيسبوك)
الفنانة السودانية إسلام مبارك في مشهد من «أشغال شقة جداً» (حسابها على فيسبوك)