ابتكار روبوت يساعد رجال الإطفاء في الحالات الطارئة

ابتكار روبوت يساعد رجال الإطفاء في الحالات الطارئة
TT
20

ابتكار روبوت يساعد رجال الإطفاء في الحالات الطارئة

ابتكار روبوت يساعد رجال الإطفاء في الحالات الطارئة

ابتكر باحثون بجامعة راي خوان كارلوس وجامعة مدريد المستقلة روبوتا أرضيا مستقلا يمكنه مساعدة رجال الإطفاء عند التعامل مع حالات الطوارئ في البيئات الداخلية. حيث يمكن أن يسمح نظامهم، الذي تم تقديمه في «Journal of Field Robotics»، للوكلاء بالاستجابة لحالات الطوارئ من الحرائق لتخطيط تدخلاتهم بشكل أفضل وإخلاء المسارات الآمنة لهم للوصول إلى المناطق المتضررة ودعمهم أثناء عمليات الإخلاء.
ولتوضيح هذا الأمر أكثر، قالت نويليا فرنانديز تالافيرا أحد الباحثين الذين أجروا الدراسة «هذا العمل جزء من مشروع يسمى HelpResponder؛ والذي يهدف إلى تقليل معدلات الحوادث وأوقات مهام فرق التدخل. ويتم تحقيق ذلك باستخدام منارات ثابتة وطائرات بدون طيار وروبوتات أرضية. فقد تم تطوير الروبوت الأرضي كجزء من مشروع BSc ويدعم فرق الطوارئ من خلال الحصول على المعلمات البيئية في الوقت الفعلي»، وذلك وفق «teachxplor» العلمي.

فقد أبرزت الدراسات الحديثة التي استكشفت تطور الحرائق في إسبانيا الحاجة إلى تقنيات جديدة يمكن أن تساعد رجال الإطفاء بشكل أفضل. حيث جمعت هذه الأعمال بيانات حول الحوادث التي أثرت على الوكلاء المستجيبين الذين تعاملوا مع المهام في البيئات الداخلية، مثل انهيار الهياكل أو تقلص الأمراض المرتبطة باستنشاق الغازات السامة، وفق تلافيرا وباحثين آخرين، الذين يبيّنون «تكشف هذه الإحصائيات عن حاجة رجال الإطفاء لمعرفة البيئة قبل التدخل. كل المعلومات حول موقع الحرائق ووجود الغازات الضارة والمسارات المحتملة ذات صلة بتنفيذ تدخلات أكثر فعالية وأمانًا. لذا يمكن للروبوت الذي ابتكرته تلافيرا وزملاؤها مراقبة البيئة المحيطة به، ومشاركة البيانات التي يجمعها مع الوكلاء البشريين. إذ يتم تحقيق ذلك باستخدام مستشعرات مختلفة يمكنها قياس درجة الحرارة والرطوبة وجودة الهواء في بيئة داخلية، بالإضافة إلى موضعها وموضع الأشياء الأخرى. حيث ثم يتم حفظ هذه البيانات في قاعدة بيانات يمكن لرجال الإطفاء الوصول إليها عن بعد من خلال تطبيق الهاتف الذكي».
وتضيف تالافيرا أن «الروبوت لديه ثلاثة أوضاع تشغيلية للتعامل مع سيناريوهات مختلفة. ويسمح الوضع اليدوي للمشغل بالتحكم فيه عن بُعد باستخدام لوحة مفاتيح أو عصا تحكم أو لوحة تحكم لتوليد أوامر السرعة. كما يمكن للمشغل أيضًا التحكم في الروبوت من عرض مباشر أو من خلال واجهة مستخدم رسومية. وفي الحالة الأخيرة، يجب أن تكون الواجهة توفر معلومات كافية للحفاظ على الوعي بالحالة مثل خريطة المشهد والموقع الدقيق للروبوت وصور الكاميرا الخاصة به وما إلى ذلك. فيما يسمح وضع التشغيل الثاني للروبوت، والذي يطلق عليه الوضع المستقل، باستكشاف بيئة داخلية بشكل مستقل مع تجنب العقبات المحتملة. ولتحقيق ذلك، يعتمد على خوارزمية تخطيط مسار التغطية التي تستخدم البيانات التي تم جمعها بواسطة أجهزة الاستشعار المتكاملة لتحديد موقع الروبوت، واكتشاف وتحديد العوائق في محيطه، وتوجيهه من خلال مجموعة من نقاط الطريق». مؤكدين «عندما يكون الروبوت في وضع التشغيل الذاتي، يمكنه تغطية غرف وممرات كاملة، ما يوفر معلومات محلية عن الظروف البيئية. وأخيرًا ، ينشئ وضع الإخلاء طرقًا سريعة وآمنة نحو الأهداف. حيث يستخدم هذا الوضع المعرفة المسبقة للمشهد لحساب أقصر مسار من الموقع الحالي إلى الهدف. يمكن أن يكون هذا الموقع الهدف هو الخروج من المبنى أو الموقع ضحية من بين أمور أخرى».

يمتلك روبوت الباحثين الجديد تصميمًا معياريًا، ما يعني أنه يمكن إضافة مكونات أخرى (على سبيل المثال الكاميرات الحرارية أو أجهزة الاستشعار الأخرى) دون تغيير تكوينه الأساسي. بالإضافة إلى ذلك، فإن الروبوت صغير الحجم ويعتمد على مكونات ميسورة التكلفة. وهذا يسمح له بالوصول إلى المناطق التي يتعذر على العناصر البشرية الوصول إليها مع تسهيل انتشارها على نطاق واسع أيضًا.
واختبرت تلافيرا وزملاؤها الروبوت الخاص بهم في سلسلة من الاختبارات، بما في ذلك المحاكاة والتجارب الواقعية. وكانت نتائجهم واعدة للغاية حيث يمكن للروبوت التعامل بفعالية مع المهام المختلفة، بينما يتفادى العقبات بشكل مستقل ويقدم دعمًا قيمًا لرجال الإطفاء.
وفي التقييمات، يمكن للروبوت التعامل مع مهام مختلفة في يوم واحد، وذلك بفضل مكوناته القوية واستقلالية البطارية الجيدة. فقد أنشأ الفريق أيضًا محاكاة للروبوت يمكن أن تساعد أيضًا رجال الإطفاء على الاستعداد للتدخلات المستقبلية في الأماكن المغلقة، ومساعدتهم على تحديد المسارات الأكثر كفاءة وأمانًا للوصول إلى الموقع المطلوب أو ببساطة التدرب على استخدام الروبوت.
وفي هذا الاطار، كشفت تلافيرا «لقد طورنا نظامنا بالتعاون مع مستخدميه النهائيين وقمنا بالتحقق منه في سيناريوهات واقعية للغاية. تم إجراء الاختبارات الحقيقية في مركز السلامة الموحد في Alcorcón بالتعاون مع إدارة الإطفاء في تلك المدينة. وأظهرت النتائج أن النموذج الأولي يمكن أن يعمل في ظل ظروف قاسية ويحدد موقع البؤر الساخنة والسامة داخل خريطة التدخل. حيث يغطي بشكل فعال السيناريوهات ويتفادى العقبات، حتى يتمكن رجال الإطفاء من اتخاذ قرارات سريعة بناءً على البيانات التي تم الحصول عليها وإنشاء استراتيجية للتدخل». مؤكدة «يمكن قريبًا توظيف الروبوت الذي ابتكرته تالافيرا وزملاؤها واختباره من قبل أقسام مكافحة الحرائق الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تلهم إنشاء أنظمة روبوتية مماثلة مصممة لمساعدة المستجيبين الأوائل الآخرين، بما في ذلك ضباط الشرطة أو الفرق التي تكمل مهام البحث والإنقاذ». وشرحت «ستكون الخطوات التالية في بحثنا هي تحسين نظام الملاحة المستقل من خلال دمج ROS وتعزيز المحاكاة لإعادة إنتاج سيناريوهات ديناميكية حيث تتقدم النار والدخان بنفس الطريقة التي تتقدم بها في المواقف الحقيقية. كما يتم تطوير منصة الويب التي تشمل تقنيات مختلفة بحيث يمكن تحليل البيانات التي تم جمعها بواسطة الروبوت والطائرات بدون طيار والمنارات في وقت واحد. وبهذه الطريقة سيصبح النظام أسهل في الاستخدام وأكثر قيمة في حالات الطوارئ».


مقالات ذات صلة

روبوت يقفز بلا توقف... هل يكون بطل المهام المستحيلة؟

تكنولوجيا يمكن للروبوت القفز فوق العقبات المرتفعة والتنقل عبر الأسطح المائلة أو غير المستوية مع استهلاك طاقة أقل مقارنةً بالروبوتات الطائرة (MIT)

روبوت يقفز بلا توقف... هل يكون بطل المهام المستحيلة؟

الروبوت القافز الصغير من «MIT» يجمع بين خفة الحركة وكفاءة الطاقة وقادر على تجاوز العقبات والتضاريس المعقدة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يمثل «Veo 2» نقلة نوعية في أدوات الإبداع الرقمي ويمنح المستخدمين منصة قوية لرواية القصص بصرياً وبمسؤولية (غوغل)

«غوغل» تطلق «Veo 2» لصناعة الفيديو بالذكاء الاصطناعي عبر «جيمناي»

يحول نموذج «Veo 2» النصوص إلى فيديوهات واقعية عبر «جيمناي» وبدقة عالية، مع أدوات أمان مدمجة، ودعم للمشاركة، والإبداع العالمي.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا يشهد الذكاء الاصطناعي التوليدي اعتماداً متسارعاً في قطاعي الرعاية الصحية وعلوم الحياة عالمياً (شاترستوك)

تقنية واعدة وسط تحديات الخصوصية... كيف تتبنَّى الصحة والدواء الذكاء التوليدي؟

يكشف تقرير لشركة «ساس» عن تسارع اعتماد الذكاء التوليدي في قطاعي الصحة وعلوم الحياة، مع استثمارات كبيرة وتحديات بارزة في الخصوصية وحوكمة البيانات.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا 5 نصائح لرصد المراقبة أثناء العمل

5 نصائح لرصد المراقبة أثناء العمل

يساور بعض العاملين قلق متزايد من إمكانية مراقبة اتصالاتهم في العمل واستخدامها ضدهم... والواقع أن رؤساءك قد يتمكنون من رؤية كل ما تفعله عبر هاتفك أو الكمبيوتر ال

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مستكشفون يغوصون في أعماق المحيطات (أوشن كويست)

السعودية: إطلاق «أوشن كويست» غير الربحية لتسريع استكشاف المحيطات

أعلنت مؤسسة «أوشن كويست» غير الربحية، الاثنين، انطلاقها رسمياً في السعودية، في خطوة مهمة نحو مرحلة جديدة من استكشاف أعماق المحيطات وفرص التعاون في هذا القطاع.

«الشرق الأوسط» (جدة)

اتهامات لمحمد رمضان بـ«إهانة علم مصر»

محمد رمضان يرفع العلم المصري خلال الحفل (حسابه بموقع «فيسبوك»)
محمد رمضان يرفع العلم المصري خلال الحفل (حسابه بموقع «فيسبوك»)
TT
20

اتهامات لمحمد رمضان بـ«إهانة علم مصر»

محمد رمضان يرفع العلم المصري خلال الحفل (حسابه بموقع «فيسبوك»)
محمد رمضان يرفع العلم المصري خلال الحفل (حسابه بموقع «فيسبوك»)

ما زالت تداعيات أزمة إطلالة الفنان المصري محمد رمضان في حفله الأخير بمهرجان «كوتشيلا» الغنائي بأميركا في تصاعدٍ، خصوصاً بعد تقديم بلاغات عدة للنائب العام بمصر من قبل مواطنين وقانونين اتهموه بمخالفة العادات والتقاليد وإهانة العلم المصري، على خلفية ارتدائه زياً مخالفاً لقواعد الذوق العام، كونه يشارك بالحدث كأول فنان مصري.

وتصدر رمضان «الترند» بمنصة «إكس» في مصر، الثلاثاء، لليوم الثاني على التوالي، عقب نشره مجموعةً من صور الحفل عبر خاصية «ستوري» بحساباته على موقعي «إنستغرام»، و«فيسبوك»، مما عرّضه لانتقادات عدة عبر منشورات وتعليقات «سوشيالية».

لقطة من حفل محمد رمضان في «كوتشيلا» (حسابه بموقع «فيسبوك»)
لقطة من حفل محمد رمضان في «كوتشيلا» (حسابه بموقع «فيسبوك»)

ومن بين البلاغات التي قدمها محامون بمصر، وأعلنوا ذلك عبر حساباتهم بمواقع التواصل، بلاغ المحامي سمير صبري للنائب العام الذي «اتهم رمضان بالظهور بملابس مخلة بالآداب العامة، وإهانة العلم المصري، والإساءة للدولة وللحضارة والفن المصري، وقيامه بالتعدي على قيم وعادات المجتمع».

وقام المحامي أحمد مهران بتقديم بلاغ يتهم فيه رمضان بـ«نشر الفسق، وهدم قيم المجتمع وزعزعة الاستقرار، وتعمد ارتداء ملابس غير لائقة»، بينما قدم المحامي عاطف عبد الهادي بلاغاً تضمن اتهاماً لرمضان بـ«إهانة علم مصر الذي رفعه وهو يرتدي ملابس لا تليق بالرجال»، وفق ما أورده بالبلاغ.

وتضمن بلاغ المحامي هشام رضا حسان اتهامات بـ«القيام بتصرفات خادشة لآداب المجتمع المصري، بما يخالف القيم والضوابط التي يفرضها القانون».

ويعاقب قانون العلم، والنشيد والسلام الوطنيين، الصادر برقم 41 لسنة 2014، بالحبس مدة لا تزيد على سنة، وغرامة لا تتجاوز 30 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من ارتكب في مكان عام جريمة إهانة العلم.

المحامي المصري الدكتور حسام لطفي قال لـ«الشرق الأوسط»، إن الواقعة المنسوبة لعضو نقابة فنية، وقعت على أرض غير مصرية في حفل صدرت له التراخيص المتطلبة هناك، وفيما يتعلق بالمساءلة التأديبية «إن كان لها محل»، فنحن بصدد شأن نقابي طبقاً لأحكام القانون المصري.

من جانبه، أكد الكاتب سيد محمود، مستشار اتحاد النقابات الفنية بمصر، أن «محمد رمضان لم يتم التحقيق معه حتى الآن لأنه ليس موجوداً هو وممثله القانوني، كما أنه لم تصل اتحاد النقابات شكوى رسمية بخصوص إطلالته الأخيرة بأميركا، ولذلك لن يتم استدعاؤه إلا في حالة تقديم بلاغات للنائب العام، وبناءً عليها سيتم إبلاغ النقابات لاتخاذ الإجراءات اللازمة».

لقطة من حفل محمد رمضان في «كوتشيلا» (متداولة بمواقع سوشيالية)
لقطة من حفل محمد رمضان في «كوتشيلا» (متداولة بمواقع سوشيالية)

وأوضح محمود لـ«الشرق الأوسط» أن «اتحاد النقابات ليس جهةً قانونيةً، لكن نقابة الممثلين بدورها ستقيم حجم ما تم فعله وبناءً عليه تتم العقوبة، والتي لن تصل حتماً للشطب»، وفق قوله.

ودافعت مصممة الأزياء المصرية فريدة تمرازا عن إطلالة رمضان، معلنةً عبر حسابها بموقع «إنستغرام» أن تصميمها الذي ارتداه رمضان «مستوحى من الرموز المصرية القديمة»، بينما تجاهل رمضان الرد على الأزمة المثارة، ولم يعلق حتى الآن عبر حساباته الرسمية بمواقع التواصل.

من جانبه أكد الشاعر والناقد الموسيقي المصري فوزي إبراهيم لـ«الشرق الأوسط» أن الفنان أحياناً يراهن على شعبيته، ويعتقد أن أي صدمة أو مجازفة يمكن أن يتقبلها الجمهور، خصوصاً بعد تقديم محمد رمضان برنامج «مدفع رمضان».

ووصف فوزي ما فعله رمضان بـ«المجازفة غير المحسوبة، وأن إطلالته أحدثت رد فعل عكسياً».