حذر بالأسواق في بداية أسبوع البيانات

الذهب يتأثر بصعود الدولار

مشاة يعبرون أمام شاشة تعرض تحركات الأسهم على مؤشر «نيكي» الياباني في أحد شوارع العاصمة طوكيو (أ.ب)
مشاة يعبرون أمام شاشة تعرض تحركات الأسهم على مؤشر «نيكي» الياباني في أحد شوارع العاصمة طوكيو (أ.ب)
TT

حذر بالأسواق في بداية أسبوع البيانات

مشاة يعبرون أمام شاشة تعرض تحركات الأسهم على مؤشر «نيكي» الياباني في أحد شوارع العاصمة طوكيو (أ.ب)
مشاة يعبرون أمام شاشة تعرض تحركات الأسهم على مؤشر «نيكي» الياباني في أحد شوارع العاصمة طوكيو (أ.ب)

وسط تعاملات حذرة، مع ترقب المستثمرين لأسبوع طويل من البيانات الاقتصادية المهمة، استقرت الأسهم الأوروبية يوم الاثنين؛ إذ عوضت المكاسب المستمرة لأسهم شركات التعدين على خلفية الرهانات على تعافي الطلب في الصين، خسائر سهم «تيليكوم إيطاليا» الذي قاد الأسهم المتراجعة في منطقة اليورو.
ولم يشهد المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي تغيراً يذكر، بعد ارتفاع طفيف عند بدء التداول. وقفز مؤشر الموارد الأساسية 1.4 في المائة، بعد ارتفاع أسعار المعادن الصناعية على أمل تعافي الطلب من الصين، أكبر المستهلكين، وبدعم من اضطرابات إمدادات التعدين العالمية. وأدى ذلك أيضاً إلى ارتفاع أسعار النفط، ومكاسب لمخزونات الطاقة الأوروبية بنسبة 0.3 في المائة. وانخفض المؤشر «يورو ستوكس» الذي يضم كبرى الشركات في منطقة اليورو 0.1 في المائة. وتعثرت الأسواق العالمية خلال معظم الأسبوع الماضي، بعد بيانات التضخم الأميركية التي جاءت أعلى من المتوقع، والتي زادت من الأدلة على أن الزيادات الحادة في أسعار الفائدة لم تنجح في تهدئة الأسعار بعد، بما يرضي مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي).
وفي آسيا، سجلت الأسهم اليابانية قليلاً من المكاسب عند الإغلاق. وارتفع «نيكي» عند الإغلاق 0.07 في المائة، مسجلاً 27531.94 نقطة، وظل قرب منتصف المدى الذي يتحرك فيه منذ 24 يناير (كانون الثاني) الماضي، بينما زاد المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً 0.39 في المائة، مسجلاً 1996.78 نقطة. ويرجع سبب تواضع مكاسب «نيكي» على الأرجح إلى ضعف أسهم ثقيلة الوزن على المؤشر، مثل أسهم شركات الرقائق التي اقتفت أثر تراجع «وول ستريت» يوم الجمعة، بينما دعم الارتفاع في عائدات السندات الأميركية الأسهم في القطاع المالي، فجنى «توبكس» المكاسب.
كما برزت تراجعات لأسهم شركات الطاقة في التأثير على «نيكي» وسط تراجع لأسعار النفط؛ لكن إعلان نتائج الأعمال أدى إلى تحقيق سهم شركة صناعة إطارات السيارات «يوكوهاما رابر» لزيادة كبيرة بلغت 10.2 في المائة. وشهدت الأسهم المدرجة على «نيكي» إجمالاً، وعددها 225، ارتفاع 162 وتراجع 59، واستقرار 4.
ومن جانبها، تراجعت أسعار الذهب يوم الاثنين متأثرة بارتفاع الدولار. وهبط سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 1.837.59 دولار للأونصة (الأوقية) بحلول الساعة 00:48 بتوقيت غرينتش. وتراجعت العقود الآجلة للذهب الأميركي 0.1 في المائة إلى 1847.60 دولار.
وارتفع مؤشر الدولار 0.2 في المائة، مما يجعل السبائك المسعرة بالدولار الأميركي أقل جاذبية للمشترين حائزي العملات الأخرى. وتتوقع أسواق المال الآن أن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة القياسية فوق 5 في المائة، بحلول مايو (أيار) مع بلوغ الأسعار ذروتها عند 5.3 في المائة في يوليو (تموز) بعد أن أظهرت بيانات في الآونة الأخيرة قلة التوظيف في سوق العمل، إلى جانب ارتفاع التضخم وأسعار المستهلكين.
ويعتبر الذهب وسيلة للتحوط ضد التضخم المتصاعد، ولكن أسعار الفائدة المرتفعة تزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الأصفر الذي لا يدر عائداً. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، هبط سعر الفضة في المعاملات الفورية 0.7 في المائة إلى 21.58 دولار للأونصة، وانخفض البلاتين 0.3 في المائة إلى 914.17 دولار، كما هبط البلاديوم 0.6 في المائة إلى 1488.61 دولار.


مقالات ذات صلة

كندا تتسابق لتصبح أكبر منتج لليورانيوم في العالم مع ارتفاع الطلب عليه

الاقتصاد أحد مناجم اليورانيوم في كندا (موقع الحكومة الكندية)

كندا تتسابق لتصبح أكبر منتج لليورانيوم في العالم مع ارتفاع الطلب عليه

تتسابق كندا لتصبح أكبر منتج لليورانيوم بالعالم استجابةً للطلب المتزايد على الطاقة النووية الخالية من الانبعاثات والتوترات الجيوسياسية.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
الاقتصاد نظام نقل الحركة للدراجات الكهربائية ذات العجلتين من إنتاج شركة «فوكسكون» (رويترز)

«فوكسكون» التايوانية تحقق إيرادات قياسية في الربع الرابع بفضل الذكاء الاصطناعي

تفوقت شركة «فوكسكون» التايوانية، أكبر شركة لصناعة الإلكترونيات التعاقدية في العالم، على التوقعات لتحقق أعلى إيراداتها على الإطلاق في الربع الرابع من عام 2024.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
الاقتصاد ورقة نقدية من فئة 5 دولارات مع علم أميركي في الخلفية (رويترز)

الدولار يواصل هيمنته في بداية 2025

سجَّل الدولار أعلى مستوياته في أشهر عدة مقابل اليورو والجنيه الإسترليني، يوم الخميس، وهو أول يوم تداول في عام 2025، مستمداً قوته من مكاسب العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن - سنغافورة )
خاص سقوط جدار برلين كَسر القواعد التي كانت تنظّم التنافس بين القوى القديمة (غيتي)

خاص فشل القوة وثلاثة إخفاقات عالمية

هُزمت الولايات المتحدة في الصومال والعراق، ثم في أفغانستان، وسرعان ما ظهرت الصين بوصفها المستفيد الأكبر من العولمة، التي كانت تُحرر نفسها من المجال الأميركي.

برتراند بادي
الاقتصاد متعاملون أمام شاشة عرض أسهم في بورصة تايلاند (رويترز)

الأسواق الآسيوية تشهد تقلبات ملحوظة مع اقتراب نهاية العام

شهدت الأسواق الآسيوية تقلبات ملحوظة يوم الجمعة، مع تحركات متفاوتة للأسواق الإقليمية في ظل اقتراب نهاية العام.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)

الصين تهرع لدعم اليوان وأسواق الأسهم النازفين

لوحة الكترونية تعرض حركة الاسهم على جسر للمشاة وسط الضاحية المالية في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)
لوحة الكترونية تعرض حركة الاسهم على جسر للمشاة وسط الضاحية المالية في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)
TT

الصين تهرع لدعم اليوان وأسواق الأسهم النازفين

لوحة الكترونية تعرض حركة الاسهم على جسر للمشاة وسط الضاحية المالية في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)
لوحة الكترونية تعرض حركة الاسهم على جسر للمشاة وسط الضاحية المالية في مدينة شنغهاي الصينية (رويترز)

سارعت البورصات الصينية والبنك المركزي إلى الدفاع عن اليوان وأسواق الأسهم المتدهورين يوم الاثنين، في محاولة لتهدئة المستثمرين القلقين بشأن عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض وقدرة بكين على إنعاش الاقتصاد.

وقبل أسبوعين فقط من بدء ترمب رئاسته الثانية للولايات المتحدة، هزت تهديداته بفرض رسوم جمركية كبيرة على الواردات الصينية اليوان، ودفعت عائدات السندات في البر الرئيسي إلى الانخفاض وأدت إلى بداية صعبة للأسهم في عام 2025.

ويوم الاثنين، ضعف اليوان الصيني الخاضع لسيطرة مشددة إلى أدنى مستوياته في 16 شهرًا، بينما لامس مؤشر الأسهم القيادية أضعف مستوياته منذ نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث انخفض بنسبة 0.9 بالمائة خلال اليوم، قبل أن يغلق منخفضًا بنسبة 0.2 بالمائة. وانخفض المؤشر بنسبة 5 بالمائة خلال الأسبوع الماضي ليسجل أكبر خسارة أسبوعية له في أكثر من عامين.

وقالت ثلاثة مصادر مطلعة على الأمر لرويترز إن البورصات الصينية طلبت من صناديق الاستثمار المشتركة الكبيرة تقييد بيعها للأسهم في بداية العام، مما يؤكد المزاج المتوتر في السوق.

وتلقت أربعة صناديق استثمار مشتركة كبيرة على الأقل مكالمات من بورصتي شنغهاي وشنتشن في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي و2 و3 يناير (كانون الثاني) الجاري، تطلب منهم شراء المزيد من الأسهم مما يبيعونه كل يوم.

وقالت بورصتا شنغهاي وشنتشن يوم الأحد إنهما اجتمعتا مؤخرًا مع مؤسسات أجنبية، وأكدتا للمستثمرين أنهما ستواصلان فتح أسواق رأس المال الصينية. وأفادت وكالة أنباء "ييكاي" المملوكة للدولة يوم الاثنين أن بنك الشعب الصيني قد يصدر المزيد من سندات اليوان في هونغ كونغ في يناير (كانون الثاني) الجاري، في إشارة إلى أن السلطات تريد امتصاص سيولة العملة لتخفيف المضاربة. وقالت فاينانشال نيوز، وهي مطبوعة للبنك المركزي، إن بنك الشعب الصيني لديه الأدوات والخبرة للرد على انخفاض قيمة اليوان.

وقال تشارو تشانانا، كبير استراتيجيي الاستثمار في "ساكسو": "إن منع الانخفاض الحاد في قيمة اليوان سيكون أمرًا بالغ الأهمية لتعافي الصين. أي انتعاش تكتيكي هذا العام سيحتاج إلى أكثر من مجرد تدابير تحفيزية، وخاصة ما إذا كانت الصين قادرة على التفاوض على صفقة مع الرئيس المنتخب ترمب".

وعانى ثاني أكبر اقتصاد في العالم على مدى السنوات القليلة الماضية، حيث أدى تباطؤ سوق العقارات وتباطؤ الدخل إلى استنزاف الطلب الاستهلاكي وإلحاق الضرر بالشركات. كانت الصادرات واحدة من النقاط المضيئة القليلة، لكنها قد تواجه تعريفات جمركية أميركية باهظة في ظل إدارة ترمب الثانية.

وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 4 بالمائة، بينما انخفض مؤشر "سي إس آي 300" الصيني بنسبة 4.3 بالمائة منذ الانتخابات الأميركية في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، مما يسلط الضوء على المخاوف بشأن الرسوم الجمركية، فيما استقرت الأسهم الأوروبية في نفس الفترة.

وقدمت السلطات الصينية تدابير دعم مختلفة منذ سبتمبر (أيلول)، بما في ذلك مخططات المبادلة وإعادة الإقراض بقيمة إجمالية 800 مليار يوان (109 مليارات دولار)، لدعم ثقة المستثمرين ووضع حد أدنى للأسهم.

وكان اليوان يسجل بشكل روتيني أدنى مستوياته في عدة أشهر منذ فوز ترمب بالانتخابات الأميركية حيث أدى التهديد بالرسوم الجمركية إلى جانب المخاوف بشأن التعافي الاقتصادي البطيء للصين إلى تدفقات رأس المال إلى الخارج.

وبلغ سعر اليوان الفوري 7.3301 مقابل الدولار يوم الاثنين، وهو أضعف مستوى له منذ سبتمبر 2023، بعد اختراق العتبة الرئيسية البالغة 7.3 مقابل الدولار لأول مرة منذ عام 2023 يوم الجمعة. وانخفض اليوان بنسبة 2.8 بالمائة مقابل الدولار في عام 2024، وهو الانخفاض السنوي الثالث له، مما يعكس صراع معظم العملات ضد الدولار القوي.

وعلى الرغم من جهود الصين لوقف انخفاض اليوان من خلال المعايير اليومية التي تحددها، فإن انخفاض العائدات المحلية وقوة الدولار الواسعة النطاق قوضت جهودها.

وقال استراتيجيو "بنك أوف أميركا" في مذكرة، إن احتياطيات النقد الأجنبي الصينية البالغة 3.3 تريليون دولار قد يكون لها بعض أثر الحماية لتدفقات رأس المال الخارجة، على الرغم من أن الاستهلاك والتدفق الخارجي سيكونان سلبيين لمعنويات سوق الأسهم الصينية.

وأضافوا: "التوترات الجيوسياسية والسياسات الأميركية المحتملة قد تؤدي إلى ارتفاع تكلفة رأس المال وخفض التصنيف مرة أخرى في عام 2025. ومع ذلك، نعتقد أن أسوأ عمليات بيع في سوق الصين كان يجب أن تنتهي".

وحذر البنك المركزي يوم الجمعة مديري الصناديق من دفع عائدات السندات إلى مستويات أدنى، وسط مخاوف من أن فقاعة السندات قد تعيق جهود بكين لإحياء النمو وإدارة اليوان.

وفي إشارة إلى التباطؤ الاقتصادي والضغوط الانكماشية المتجذرة، تتداول العائدات على السندات قصيرة الأجل، التي تستحق بعد سبع سنوات أو أقل، عند مستويات أقل من سعر الفائدة الرسمي، وهو سعر إعادة الشراء العكسي لمدة سبعة أيام. كما وصلت العائدات طويلة الأجل إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق.

وقال فريد نيومان، كبير الاقتصاديين في آسيا لدى "إتش إس بي سي": "في حين وعد المسؤولون الصينيون بمزيد من التحفيز، مما يشير إلى المزيد من التيسير النقدي والمالي، ينتظر المستثمرون إشارات ملموسة على استجابة الطلب"، مؤكدا أنه "بعد العديد من التقلبات على مدار العام الماضي، هناك حاجة إلى أدلة أكبر على أن اقتصاد الصين يستجيب لإجراءات الاستقرار". وأضاف أن الاختبار الرئيسي لثقة المستهلك سيكون احتفالات رأس السنة القمرية الجديدة الوشيكة، والتي تبدأ في 29 يناير (كانون الثاني) الجاري.