الخرطوم والحركات المسلحة تتبنيان صيغة محدثة لـ«اتفاق جوبا للسلام»

البرهان وسلفاكير وقّعا على التعديل الجديد

الفريق عبد الفتاح البرهان (أ.ب)
الفريق عبد الفتاح البرهان (أ.ب)
TT

الخرطوم والحركات المسلحة تتبنيان صيغة محدثة لـ«اتفاق جوبا للسلام»

الفريق عبد الفتاح البرهان (أ.ب)
الفريق عبد الفتاح البرهان (أ.ب)

شهد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق عبد الفتاح البرهان، ورئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، في العاصمة «جوبا» أمس التوقيع على مصفوفة جديدة لتنفيذ «اتفاقية جوبا للسلام» الموقّعة في عام 2020 بين الحكومة السودانية والفصائل المسلحة في مناطق النزاعات في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
ووقّع عن الحكومة السودانية، الفريق شمس الدين كباشي، وعن أطراف العملية السلمية، رؤساء وقادة التنظيمات والحركات، وممثلو الدول الضامنة والشاهدة على الاتفاق. وأكد البرهان في كلمته حرص الحكومة السودانية على «اتفاق جوبا للسلام»، والعمل على تذليل العقبات والتحديات التي تواجه تنفيذه. وقال إن ورشة «جوبا» هي المعنية بتقييم اتفاق السلام، وليس دونها لتنفيذ الاتفاقية التي تحظى بمشاركة واسعة من حكومة السودان وأطراف السلام والضامنين والشهود من الأشقاء والأصدقاء، كما نص عليه اتفاق السلام.
وأعلن البرهان التزام حكومة السودان بالعمل على تنفيذ المصفوفة بمواقيتها الجديدة؛ حتى يتحقق الأمن والسلام والاستقرار والتنمية في ربوع البلاد. وقال إن السودان وجنوب السودان قررا الانتقال بعلاقاتهما إلى فضاءات أرحب من خلال الشروع الفعلي في تنفيذ اتفاق التعاون الموقع بين البلدين وتطبيق اتفاقية الحريات الأربع، مضيفاً: «نعمل على تأمين الحدود بين البلدين، وفتح المعابر لانسياب حركة التجارة والمنافع المتبادلة». وأضاف قائلاً: «إن السودان برئاسته للدورة الحالية لمنظمة التنمية الحكومية (إيقاد)، يحرص على تنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان وبروتوكولاته المنشطة بمشاركة أعضاء المنظمة والمجتمع الدولي والإقليمي».
وبدوره أكد رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، أن مخرجات ورشة تقييم تنفيذ «اتفاق جوبا للسلام» هدفت لتذليل العقبات والتحديات، داعياً المجتمع الدولي لدعم تنفيذه. وناشد سلفاكير، رئيس الحركة الشعبية، عبد العزيز الحلو، ورئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد نور، للانضمام إلى ركب السلام، لإكمال السلام في السودان.
ومن جهة ثانية ذكر بيان صادر عن مجلس الرئاسة السوداني، أمس أن البرهان وسلفاكير، عقدا جلسة مباحثات ثنائية، تناولت التعاون المشترك في جميع المجالات.
وجدد رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، خلال المباحثات، تأكيده على خروج المؤسسة العسكرية من العملية السياسية تمهيداً لتشكيل حكومة مدنية ذات قاعدة واسعة، تقود البلاد خلال الفترة الانتقالية. وواجه «اتفاق جوبا للسلام» معوقات؛ إذ تعثر تنفيذ ملف الترتيبات الأمنية بدمج مقاتلي الفصائل المسلحة والجيش الوطني، وعدم توفير التمويل لمعالجة قضايا عودة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم الأصلية.
وسبق أن وُضعت جداول ومصفوفات زمنية لتنفيذ «اتفاق جوبا للسلام» تبدأ بعد 3 أشهر من توقيعه، إلا أن جميع الأطراف، ومنها الحكومة والفصائل المسلحة لم تلتزم بها. وشارك في الورشة التي عقدت بجوبا، واختتمت أول من أمس، عضوا مجلس السيادة الانتقالي الفريق شمس الدين كباشي ومالك عقار، وقادة الفصائل المسلحة، أبرزهم رئيس «حركة العدل والمساواة»، جبريل إبراهيم، وزعيم «حركة جيش تحرير السودان» مني أركو مناوي، ورئيس الجبهة الثورية، الهادي إدريس.


مقالات ذات صلة

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

شمال افريقيا الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

الرياض تكثف اتصالاتها لوقف التصعيد في السودان

كثَّفت المملكة العربية السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان. وأجرى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أمس، اتصالات هاتفية، مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية، وإنهاء العنف، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين، بما يضمن أمنَ واستقرار ورفاه السودان وشعبه.

شمال افريقيا «أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

«أمانة» السعودية تجلي 1765 شخصاً لـ32 دولة من السودان

نقلت سفينة «أمانة» السعودية، اليوم (الخميس)، نحو 1765 شخصاً ينتمون لـ32 دولة، إلى جدة، ضمن عمليات الإجلاء التي تقوم بها المملكة لمواطنيها ورعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان، إنفاذاً لتوجيهات القيادة. ووصل على متن السفينة، مساء اليوم، مواطن سعودي و1765 شخصاً من رعايا «مصر، والعراق، وتونس، وسوريا، والأردن، واليمن، وإريتريا، والصومال، وأفغانستان، وباكستان، وأفغانستان، وجزر القمر، ونيجيريا، وبنغلاديش، وسيريلانكا، والفلبين، وأذربيجان، وماليزيا، وكينيا، وتنزانيا، والولايات المتحدة، وتشيك، والبرازيل، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وهولندا، والسويد، وكندا، والكاميرون، وسويسرا، والدنمارك، وألمانيا». و

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

مصريون يسهمون في إغاثة النازحين عند المعابر الحدودية

بعد 3 أيام عصيبة قضتها المسنة السودانية زينب عمر، بمعبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان، وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على غر

شمال افريقيا الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

الأمم المتحدة تطلب 445 مليون دولار لمساعدة الفارين من السودان

أعلنت الأمم المتحدة، الخميس، أنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص توقعت أن يفروا بحلول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، مضيفة أن مصر وجنوب السودان سيسجّلان أكبر عدد من الوافدين. وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر؛ لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية. وحتى قبل هذه الأزمة، كانت معظم العمليات الإنسانية في البلدان المجاورة للسودان، التي تستضيف حالياً الأشخاص الفارين من البلاد، تعاني نقصاً في التمو

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

الصراع في الخرطوم يوجّه ضربة جديدة للاقتصاد

وجّه الصراع المحتدم الذي يعصف بالسودان ضربة قاصمة للمركز الرئيسي لاقتصاد البلاد في العاصمة الخرطوم. كما عطّل طرق التجارة الداخلية، مما يهدد الواردات ويتسبب في أزمة سيولة. وفي أنحاء مساحات مترامية من العاصمة، تعرضت مصانع كبرى ومصارف ومتاجر وأسواق للنهب أو التخريب أو لحقت بها أضرار بالغة وتعطلت إمدادات الكهرباء والمياه، وتحدث سكان عن ارتفاع حاد في الأسعار ونقص في السلع الأساسية. حتى قبل اندلاع القتال بين طرفي الصراع في 15 أبريل، عانى الاقتصاد السوداني من ركود عميق بسبب أزمة تعود للسنوات الأخيرة من حكم الرئيس السابق عمر البشير واضطرابات تلت الإطاحة به في عام 2019.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

الملك محمد السادس يهنئ ترمب ويؤكد «امتنان» المغرب لموقفه من الصحراء

العاهل المغربي الملك محمد السادس (ماب)
العاهل المغربي الملك محمد السادس (ماب)
TT

الملك محمد السادس يهنئ ترمب ويؤكد «امتنان» المغرب لموقفه من الصحراء

العاهل المغربي الملك محمد السادس (ماب)
العاهل المغربي الملك محمد السادس (ماب)

هنأ العاهل المغربي الملك محمد السادس، اليوم الأربعاء، دونالد ترمب على فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، مؤكداً «امتنان الشعب المغربي» لاعترافه خلال ولايته الرئاسية الأولى بسيادة المملكة على إقليم الصحراء المتنازع عليه.

وقال العاهل المغربي في برقية تهنئة إلى ترمب، نشرتها «وكالة الأنباء المغربية»: «يطيب لي، بمناسبة انتخابكم مجدداً رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، أن أبعث إليكم بأحر تهانئي، مقرونة بأصدق متمنياتي لكم بكامل التوفيق في مهامكم السامية». مضيفاً: «إنني لأستحضر فترة ولايتكم السابقة، التي بلغت علاقاتنا خلالها مستويات غير مسبوقة، تميزت باعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الكاملة للمملكة المغربية على كامل ترابها في الصحراء».

وتابع العاهل المغربي موضحاً في برقية التهنئة: «هذا الموقف التاريخي، الذي سيظل الشعب المغربي ممتناً لكم به، يمثل حدثاً هاماً ولحظة حاسمة»، و«يعد بآفاق أرحب لشراكتنا الاستراتيجية».

وكان الجمهوري ترمب أول رئيس دولة غربية يعترف بسيادة المغرب على هذا الإقليم، الذي يشكل محور نزاع بين المغرب وجبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر منذ نحو نصف قرن. وجاء هذا الاعتراف في الأسابيع الأخيرة للولاية السابقة لترمب في البيت الأبيض.

يشار إلى أن المغرب حصل خلال الأعوام التالية على تأييد دول غربية أخرى لخطة الحكم الذاتي، التي يطرحها حلاً وحيداً للنزاع. ومن أبرز هذه الدول فرنسا، التي أكد رئيسها إيمانويل ماكرون من الرباط نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أنها ستنشط «دبلوماسياً» في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لدعم مقترح المغرب.

وفي قراره الأخير حول هذا النزاع، دعا مجلس الأمن الدولي، الخميس الماضي، إلى وجوب التوصّل إلى «حل سياسي واقعي، وقابل للتحقيق ومستدام ومقبول من الطرفين». ورحب المغرب بهذا القرار. فيما لم تشارك الجزائر، التي تتولى عضوية غير دائمة في مجلس الأمن، في التصويت عليه؛ احتجاجاً على رفض تعديلات اقترحتها.

كما أعرب الملك محمد السادس في رسالة تهنئة ترمب عن تطلعه «إلى مواصلة العمل سوياً معكم من أجل النهوض بمصالحنا المشتركة، وتعزيز تحالفنا المتفرد في مختلف مجالات التعاون».