بينما تعاني القارة السمراء من أزمات ومشاكل تتوالى وسط تصاعد التغيرات الجيوسياسية حول العالم، حذر مدير برنامج الأغذية العالمي أمس السبت، من أن عدم تجديد المبادرة المدعومة من الأمم المتحدة والتي مكنت أوكرانيا من تصدير الحبوب عبر الموانئ الواقعة تحت الحصار الروسي سيكون كارثيا في ظل وجود ملايين على شفا المجاعة في أفريقيا.
وقال مسؤول أوكراني كبير يوم الجمعة، إن المفاوضات الخاصة بتمديد اتفاق ممر تصدير الحبوب عبر البحر الأسود ستنطلق في غضون أسبوع.
وفي مقابلة مع رويترز على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن قال مدير برنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي: «الأمر بالغ الأهمية». وأضاف: «مع كل الأزمات التي نواجهها حول العالم من تغير المناخ والجفاف والفيضانات العارمة لا يمكننا تحمل انهيار مبادرة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود على الإطلاق».
وسمحت المبادرة التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا في يوليو (تموز) الماضي بمرور الصادرات من ثلاثة موانئ أوكرانية.
وتم تمديد المبادرة لمدة 120 يوما أخرى في نوفمبر (تشرين الثاني)، ومن المقرر تجديدها مرة أخرى في مارس (آذار)، لكن روسيا أشارت إلى أنها غير راضية عن بعض جوانب الاتفاق وطالبت برفع العقوبات التي تؤثر على صادراتها الزراعية.
وقال بيزلي إن التدفقات الحالية للسلع والحبوب، والتي تفيد بيانات الأمم المتحدة بأنها تصب في مصلحة الاتحاد الأوروبي والصين وتركيا بشكل خاص، بموجب المبادرة لا تزال أقل بكثير من الحجم المطلوب.
وحذر موسكو من أن إغلاق الموانئ سيكون كارثيا، لا سيما بالنسبة لأفريقيا، حيث يواجه ملايين الأشخاص المجاعة. وقال: «أفريقيا هشة للغاية في الوقت الحالي. 50 مليون شخص على شفا المجاعة».
وقال: «أسعار المواد الغذائية وتكاليف الوقود والتضخم وثلاث سنوات من أزمة كوفيد... ليس لدى الناس المزيد من القدرة على التحمل، وإذا لم نتدخل ونخفض التكاليف، فقد يكون عام 2024 الأسوأ الذي نشهده منذ مئات السنين».
في الأثناء، قال أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة أمس، إن المنظمة ستنفق 250 مليون دولار من صندوق الطوارئ لمواجهة «أزمات منسية» في أنحاء العالم، بما في ذلك مساعدة المجتمعات التي تواجه خطر المجاعة في أفريقيا. وأضاف في مؤتمر صحافي على هامش القمة السنوية للاتحاد الأفريقي في إثيوبيا: «أُعلن عن أكبر تخصيص على الإطلاق من الصندوق المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة».
واقتربت العقود الآجلة للقمح في بورصة شيكاغو، خلال تعاملات الأسبوع الماضي، من أعلى مستوى في ستة أسابيع مع استمرار التركيز على المخاطر التي تشكلها الحرب على إمدادات الحبوب في البحر الأسود.
وبقيت أسعار الذرة ثابتة تقريبا بعد ارتفاعها مع القمح. وتراجعت أسعار فول الصويا مع انخفاض أسعار دقيق الصويا بعدما اقتربت يوم الاثنين من أعلى مستوى في تسعة أعوام وسط الجفاف في الأرجنتين.
وقال توبين جوري مدير الإستراتيجية الزراعية في بنك الكومنولث الأسترالي: «لا تزال الهمهمات في السوق تركز بشكل أو بآخر على المخاوف بشأن الاعتماد على إمدادات البحر الأسود على المدى القريب».
وفي أحدث انتقاد روسي للاتفاق المبرم وقت الحرب الذي يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود، قالت موسكو يوم الاثنين الماضي، إنه سيكون من «غير المناسب» تمديد الاتفاق ما لم يتم رفع العقوبات التي تؤثر على صادراتها الزراعية.
في غضون ذلك، يراقب المتعاملون الطقس الرطب في البرازيل الذي أدى إلى تباطؤ الحصاد المبكر لفول الصويا وزراعة المحصول الثاني للذرة في البلاد.
أفريقيا على شفا «كارثة غذائية» حال عدم تجديد روسيا مبادرة تصدير الحبوب
الأمم المتحدة ستنفق 250 مليون دولار لمواجهة خطر المجاعة
أفريقيا على شفا «كارثة غذائية» حال عدم تجديد روسيا مبادرة تصدير الحبوب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة