أفريقيا على شفا «كارثة غذائية» حال عدم تجديد روسيا مبادرة تصدير الحبوب

الأمم المتحدة ستنفق 250 مليون دولار لمواجهة خطر المجاعة

تحميل ناقلة بالقمح في ميناء تشورنومورسك على البحر الأسود أمس لتسليمها إلى كينيا وإثيوبيا في إطار مبادرة الحبوب (إ.ب.أ)
تحميل ناقلة بالقمح في ميناء تشورنومورسك على البحر الأسود أمس لتسليمها إلى كينيا وإثيوبيا في إطار مبادرة الحبوب (إ.ب.أ)
TT
20

أفريقيا على شفا «كارثة غذائية» حال عدم تجديد روسيا مبادرة تصدير الحبوب

تحميل ناقلة بالقمح في ميناء تشورنومورسك على البحر الأسود أمس لتسليمها إلى كينيا وإثيوبيا في إطار مبادرة الحبوب (إ.ب.أ)
تحميل ناقلة بالقمح في ميناء تشورنومورسك على البحر الأسود أمس لتسليمها إلى كينيا وإثيوبيا في إطار مبادرة الحبوب (إ.ب.أ)

بينما تعاني القارة السمراء من أزمات ومشاكل تتوالى وسط تصاعد التغيرات الجيوسياسية حول العالم، حذر مدير برنامج الأغذية العالمي أمس السبت، من أن عدم تجديد المبادرة المدعومة من الأمم المتحدة والتي مكنت أوكرانيا من تصدير الحبوب عبر الموانئ الواقعة تحت الحصار الروسي سيكون كارثيا في ظل وجود ملايين على شفا المجاعة في أفريقيا.
وقال مسؤول أوكراني كبير يوم الجمعة، إن المفاوضات الخاصة بتمديد اتفاق ممر تصدير الحبوب عبر البحر الأسود ستنطلق في غضون أسبوع.
وفي مقابلة مع رويترز على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن قال مدير برنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي: «الأمر بالغ الأهمية». وأضاف: «مع كل الأزمات التي نواجهها حول العالم من تغير المناخ والجفاف والفيضانات العارمة لا يمكننا تحمل انهيار مبادرة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود على الإطلاق».
وسمحت المبادرة التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا في يوليو (تموز) الماضي بمرور الصادرات من ثلاثة موانئ أوكرانية.
وتم تمديد المبادرة لمدة 120 يوما أخرى في نوفمبر (تشرين الثاني)، ومن المقرر تجديدها مرة أخرى في مارس (آذار)، لكن روسيا أشارت إلى أنها غير راضية عن بعض جوانب الاتفاق وطالبت برفع العقوبات التي تؤثر على صادراتها الزراعية.
وقال بيزلي إن التدفقات الحالية للسلع والحبوب، والتي تفيد بيانات الأمم المتحدة بأنها تصب في مصلحة الاتحاد الأوروبي والصين وتركيا بشكل خاص، بموجب المبادرة لا تزال أقل بكثير من الحجم المطلوب.
وحذر موسكو من أن إغلاق الموانئ سيكون كارثيا، لا سيما بالنسبة لأفريقيا، حيث يواجه ملايين الأشخاص المجاعة. وقال: «أفريقيا هشة للغاية في الوقت الحالي. 50 مليون شخص على شفا المجاعة».
وقال: «أسعار المواد الغذائية وتكاليف الوقود والتضخم وثلاث سنوات من أزمة كوفيد... ليس لدى الناس المزيد من القدرة على التحمل، وإذا لم نتدخل ونخفض التكاليف، فقد يكون عام 2024 الأسوأ الذي نشهده منذ مئات السنين».
في الأثناء، قال أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة أمس، إن المنظمة ستنفق 250 مليون دولار من صندوق الطوارئ لمواجهة «أزمات منسية» في أنحاء العالم، بما في ذلك مساعدة المجتمعات التي تواجه خطر المجاعة في أفريقيا. وأضاف في مؤتمر صحافي على هامش القمة السنوية للاتحاد الأفريقي في إثيوبيا: «أُعلن عن أكبر تخصيص على الإطلاق من الصندوق المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة».
واقتربت العقود الآجلة للقمح في بورصة شيكاغو، خلال تعاملات الأسبوع الماضي، من أعلى مستوى في ستة أسابيع مع استمرار التركيز على المخاطر التي تشكلها الحرب على إمدادات الحبوب في البحر الأسود.
وبقيت أسعار الذرة ثابتة تقريبا بعد ارتفاعها مع القمح. وتراجعت أسعار فول الصويا مع انخفاض أسعار دقيق الصويا بعدما اقتربت يوم الاثنين من أعلى مستوى في تسعة أعوام وسط الجفاف في الأرجنتين.
وقال توبين جوري مدير الإستراتيجية الزراعية في بنك الكومنولث الأسترالي: «لا تزال الهمهمات في السوق تركز بشكل أو بآخر على المخاوف بشأن الاعتماد على إمدادات البحر الأسود على المدى القريب».
وفي أحدث انتقاد روسي للاتفاق المبرم وقت الحرب الذي يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود، قالت موسكو يوم الاثنين الماضي، إنه سيكون من «غير المناسب» تمديد الاتفاق ما لم يتم رفع العقوبات التي تؤثر على صادراتها الزراعية.
في غضون ذلك، يراقب المتعاملون الطقس الرطب في البرازيل الذي أدى إلى تباطؤ الحصاد المبكر لفول الصويا وزراعة المحصول الثاني للذرة في البلاد.


مقالات ذات صلة

زخم سياسي في جدة... زيارة رابعة لزيلينسكي ومحادثات أميركية - أوكرانية

الخليج ولي العهد السعودي مستقبلاً الرئيس الأوكراني في زيارة سابقة للسعودية (رويترز) play-circle 02:32

زخم سياسي في جدة... زيارة رابعة لزيلينسكي ومحادثات أميركية - أوكرانية

قبل أن تحط طائرته في جدة بأربع وعشرين ساعة، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن كييف «مهتمة أكثر بالسلام».

غازي الحارثي (الرياض)
الولايات المتحدة​ مقاتلة أميركية من طراز «إف 35» في عرض جوي (أ.ف.ب)

أميركا تتصدر مبيعات الأسلحة عالمياً بسبب حرب أوكرانيا

زادت الولايات المتحدة حصتها من مجمل الصادرات العالمية للأسلحة لتصل إلى 43 في المائة بين عامي 2020 و2024. وكانت أوكرانيا المستورد الأكبر في خضم الحرب مع روسيا.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشرق الأوسط يتحدث للصحافيين في حديقة البيت الأبيض (أ.ب) play-circle

ويتكوف يتوقع إنجاز صفقة المعادن مع أوكرانيا هذا الأسبوع

قال ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشرق الأوسط، الاثنين، إنه يتوقع إحراز تقدم كبير بشأن أوكرانيا هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا تعتزم بولندا تخصيص 5 % من الناتج المحلي الإجمالي السنوي للإنفاق الدفاعي (رويترز) play-circle

كيف تسعى بولندا لبناء الجيش البري الأقوى في أوروبا؟

تسعى بولندا لإنفاق 5 في المائة من ناتجها المحلي على الدفاع، وتعتزم بناء جيش من 300 ألف جندي مجهّز بأحدث المعدات العسكرية ومبني وفق نموذج «الناتو».

«الشرق الأوسط» (وارسو)
أوروبا صورة لجندي من القوات الخاصة الروسية يرتدي قناعاً ويسير داخل أنبوب لنقل الغاز (تلغرام) play-circle

قوات خاصة روسية تتسلل إلى كورسك عبر أنابيب لنقل الغاز

تسللت قوات خاصة روسية عبر خط أنابيب غاز لمهاجمة الوحدات الأوكرانية التي تقاتل في منطقة كورسك، في الوقت الذي تسعى فيه موسكو لاستعادة أجزاء من مقاطعتها الحدودية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

الرئيس التنفيذي لـ«أرامكو»: يجب إعادة التفكير في خطط التحول بمجال الطاقة

الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)
الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT
20

الرئيس التنفيذي لـ«أرامكو»: يجب إعادة التفكير في خطط التحول بمجال الطاقة

الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)
الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «سيرا ويك» العام الماضي (أرشيفية - أ.ف.ب)

قال الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر، يوم الاثنين، إن صانعي السياسات والمسؤولين التنفيذيين في مجال الطاقة بحاجة إلى إعادة التفكير في خطط التحول في مجال الطاقة، وإلى التوقف عن التركيز على عناصر التحول التي فشلت، مشدداً على الحاجة إلى الاستثمار في الوقود الأحفوري؛ لتلبية الطلب العالمي.

تأتي تصريحات الناصر في وقت تسعى فيه إدارة الرئيس دونالد ترمب إلى زيادة إنتاج النفط والغاز إلى أقصى حد، وهو تحول دراماتيكي في سياسة الطاقة الأميركية، بعد أن كان الرئيس السابق جو بايدن قد سنّ تشريعاً لتسريع التحول عن الوقود الأحفوري في أكبر اقتصاد في العالم، وفق «رويترز».

أما في أوروبا، فقد أبطأ صانعو السياسات في أوروبا من طرح سياسات الطاقة النظيفة وتأخير أهدافها مع ارتفاع تكاليف الطاقة عقب الحرب الروسية - الأوكرانية في عام 2022، مما أدى إلى تحويل تركيزهم إلى أمن الطاقة. وقد تراجعت شركات النفط الأوروبية الكبرى عن خططها الرامية إلى بناء تكنولوجيات أكثر مراعاةً للبيئة لأنها أثبتت أنها غير مربحة.

وقال الناصر أمام المديرين التنفيذيين من كبرى شركات الطاقة في العالم في مؤتمر «سيرا ويك» في هيوستن: «يمكننا جميعاً أن نشعر برياح التاريخ في أشرعة صناعتنا مرة أخرى». وأضاف: «لقد حان الوقت للتوقف عن تعزيز الفشل»، مشيراً إلى الهيدروجين الأخضر كمثال على الوقود الذي كان محور سياسات تحول الطاقة، ولكنه لا يزال مكلفاً للغاية بحيث لا يمكن استخدامه تجارياً على نطاق واسع.

وأوضح أن مصادر الطاقة الجديدة يمكن أن تكون مكملة للوقود الأحفوري ولكن لا يمكن أن تحل محله. وشدد على أن هناك حاجة إلى الاستثمار في جميع مصادر الطاقة لتلبية الطلب العالمي على الطاقة، قائلاً: «لقد كانت الاستراتيجية الحالية المتمثلة في التحول المبكر إلى بدائل غير ناضجة مدمرة للغاية. ولا يمكن للمصادر الجديدة أن تلبي حتى النمو في الطلب».

ولفت إلى أن إلغاء الضوابط التنظيمية وتقديم حوافز أكبر للمؤسسات المالية لتوفير «تمويل غير متحيز» ضروريان لضمان استثمارات كافية في مجال الطاقة.

وقال الناصر إن «أرامكو» استثمرت أكثر من 50 مليار دولار العام الماضي، في مشاريع الطاقة التقليدية والمتجددة. وأضاف أن الشركة تستهدف الاستثمار فيما يصل إلى 12 غيغاوات من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بحلول عام 2030.

ودعا الناصر في كلمته أمام المؤتمر العام الماضي الصناعة إلى «التخلي عن خيال التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري».