روسيا تقصف أوكرانيا بوابل من الصواريخ مع اقتراب الذكرى الأولى للحرب

اشتداد المعركة للسيطرة على باخموت وقائد «فاغنر» يتوقع السيطرة عليها بعد أسابيع

دبابة أوكرانية على خط المواجهة في باخموت (رويترز)
دبابة أوكرانية على خط المواجهة في باخموت (رويترز)
TT

روسيا تقصف أوكرانيا بوابل من الصواريخ مع اقتراب الذكرى الأولى للحرب

دبابة أوكرانية على خط المواجهة في باخموت (رويترز)
دبابة أوكرانية على خط المواجهة في باخموت (رويترز)

أعلنت أوكرانيا الخميس أنها تعرّضت لضربات صواريخ ومسيّرات ليلاً، وأنها أسقطت 16 صاروخاً من أصل 32 أطلقتها روسيا ليلاً من طائرات وسفينة في البحر الأسود. وقالت إن روسيا قصفتها بعدة ضربات صاروخية مع سعي قواتها للتقدم شرقاً، بينما تعهد حلفاء كييف الغربيون بتقديم مساعدات عسكرية إضافية من أجل هجوم أوكراني مضاد مزمع في الربيع. وذكر سلاح الجو الأوكراني أنه اتساقا مع نمط القصف الجوي المكثف في الوقت الذي تحقق فيه أوكرانيا تقدماً في ساحة المعركة أو على الصعيد الدبلوماسي، أطلقت روسيا 32 صاروخاً في الساعات الأولى من صباح الخميس. وقال إنه أسقط نصف عدد الصواريخ، وهو معدل أقل من المعتاد.
وصرح مسؤولون أوكرانيون بأن الدفاعات الجوية في الجنوب أسقطت ثمانية صواريخ من طراز «كاليبر» أُطلقت من سفينة في البحر الأسود.
وضربت صواريخ أخرى شمال وغرب أوكرانيا، وكذلك دنيبروبتروفسك وكيروفوهراد في وسط البلاد.
وقال رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندري يرماك على تليغرام: «للأسف، وقعت أضرار في الشمال والغرب، وكذلك في منطقتي دنيبروبتروفسك وكيروفوهراد».
ونشر حاكم منطقة دنيبروبتروفسك سيرغي ليساك صوراً تُظهر حافلات إطفاء تعمل في أحد الأحياء حيث دُمّرت منازل أو تضررت. وأشار حاكم منطقة لفيف (غرب) ماكسيم كوزيتسكي إلى أن ضربة استهدفت «منشأة حيوية» دون التسبب في أي إصابات، وتمت السيطرة على الحريق.

ويُشتبه في أن موسكو تستعد لشن هجوم كبير جديد في نهاية الشتاء أو الربيع، بعد أشهر من النكسات العسكرية، وبعد عام من بدء اجتياحها لأوكرانيا. وتشكل منطقتا لوغانسك ودونيتسك معا دونباس، المركز الصناعي لأوكرانيا الذي تحتله روسيا الآن جزئيا، وتسعى للسيطرة عليه كاملا. وينصب تركيز موسكو حاليا على تطويق مدينة باخموت الصغيرة في دونيتسك والسيطرة عليها.
وستمنح السيطرة على باخموت روسيا نقطة انطلاق للزحف نحو مدينتين أكبر هما كراماتورسك وسلوفيانسك وتقعان أبعد باتجاه الغرب في دونيتسك، مما سيعيد إليها الزخم قبل الذكرى الأولى للحرب. وللتصدي لذلك، تكثف دول حلف شمال الأطلسي إنتاجها من ذخائر المدفعية لأن أوكرانيا تطلق القذائف بأسرع مما يستطيع الحلفاء صنعها. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: «علينا التأكد من أنه سيكون هناك شعور حقيقي هذا الربيع بأن أوكرانيا تتجه نحو النصر».
وتوقع قائد مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية السيطرة على باخموت، مركز المعارك الجارية في شرق أوكرانيا، في «مارس (آذار) أو أبريل (نيسان)»، ناسبا البطء في تقدم القوات الروسية إلى «البيروقراطية العسكرية الرهيبة».
وقال يفغيني بريغوجين في مقطع فيديو نشر ليل الأربعاء الخميس على تليغرام: «أعتقد أن (ذلك سيتم) في مارس أو أبريل. من أجل السيطرة على باخموت يجب قطع كل طرق الإمدادات».
وفي فيديو آخر نشر على موقع جهازه الإعلامي على تليغرام، قال بريغوجين منددا: «أعتقد أننا كنا سيطرنا على باخموت لولا تلك البيروقراطية العسكرية الرهيبة، ولو لم يكونوا يضعون عقبات على طريقنا كل يوم».
وقال إن عدم تمكن مجموعته بعد الآن من تجنيد سجناء لإرسالهم على الجبهات لقاء إصدار عفو بحقهم «يستنزف» مجموعته. وأضاف «سيأتي وقت يتراجع فيه عدد الوحدات، وبالتالي حجم المهام التي نود تنفيذها». وتتصدر مجموعة فاغنر الخاصة للمرتزقة منذ أشهر الهجوم على باخموت متكبدة خسائر فادحة، وجندت كثيراً من عناصرها في السجون الروسية لإرسالهم إلى القتال في أوكرانيا.
وكان بريغوجين أعلن في 9 فبراير (شباط) وقف عمليات التجنيد هذه، ولم يعد يخفي خلافه مع القيادة العسكرية الروسية.
وقائد مجموعة فاغنر كان حليفا خفيا للكرملين ينفذ لحسابه مهمات لا يمكن للجيش الاضطلاع بها، مع الحرص على البقاء في الظل. لكن بعد سنوات من النفي، أقر علنا مؤخرا بأنه مؤسس فاغنر التي شوهد مقاتلوها في الشرق الأوسط وفي أفريقيا، كما أقر بمشاركته في التدخل الروسي في الانتخابات في الولايات المتحدة، وبأنه أنشأ «جيوشا إلكترونية» تشن حملات تضليل إعلامي، ونشر أخبار كاذبة على الإنترنت.
قال مركز أبحاث رائد الأربعاء إن روسيا فقدت نحو نصف أفضل دباباتها منذ اجتياحها أوكرانيا وتكافح لتعويضها، بينما تستعد كييف لتسلم دبابات حديثة من الغرب.
وقال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن موسكو حافظت على سلامة قواتها الجوية إلى حد بعيد، وقد تنشرها بشكل أكثر فاعلية في المرحلة التالية من الحرب.
وفي تقرير (التوازن العسكري) السنوي، وهو أداة مرجعية رئيسية لخبراء الدفاع، قال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن معدلات خسارة بعض فئات الدبابات الروسية الأكثر حداثة تصل إلى 50 في المائة، مما أجبر موسكو على الاعتماد على نماذج أقدم تعود للحقبة السوفياتية. وقال هنري بويد الباحث في المعهد لـ«رويترز»: «أسطولهم الحالي من المدرعات على الجبهة يبلغ نحو نصف الحجم الذي كان عليه في بداية الحرب». وقدر خسائر الدبابات الروسية بما يتراوح بين 2000 و2300، وخسائر أوكرانيا بنحو 700.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أمس الخميس إن على الحلف أن يكون مستعدا لمواجهة طويلة الأمد مع روسيا تتجاوز الأزمة الحالية الناجمة عن الاجتياح الروسي لأوكرانيا المستمر منذ نحو عام. وقال في مقابلة: «يجب أن نكون مستعدين للأمد الطويل، لكن ذلك قد يستمر لسنوات كثيرة جدا جدا»، فيما قالت مصادر دبلوماسية في بروكسل أمس الخميس إن دول الاتحاد الأوروبي «على مسار جيد» لفرض عقوبات جديدة على روسيا يوم 24 فبراير، وطلبت المصادر عدم ذكر أسمائها بسبب الطبيعة السرية للمحادثات بين ممثلي الدول السبع والعشرين الأعضاء في التكتل في بروكسل حول العقوبات الجديدة المقترحة على تدفقات تجارية تقدر قيمتها بما يعادل 11 مليار يورو (11.8 مليار دولار).
وقال دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي على دراية بالمناقشات: «الحزمة يتعين أن تكون جاهزة في وقت مناسب ليوم 24 فبراير. إنها على مسار جيد. لا توجد نقاط خلاف كبرى».
وقال آخر إن المحادثات «إيجابية نسبيا بشكل عام»، مع العمل على بعض المسائل الفنية التي طرحت للعمل عليها على المستوى التقني في الوقت الراهن قبل اجتماع آخر للسفراء قد يعقد يوم الثلاثاء المقبل حول العقوبات المقترحة.


مقالات ذات صلة

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أوروبا جندي أوكراني على خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها سيطرت على بلدات في منطقتين رئيسيتين تقعان على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، فيما يتقدم جيشها باتجاه مدينتين استراتيجيتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.