وضع رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، شروطاً جديدة للاستمرار في الاتفاق الإطاري الموقع بينه والمدنيين، أبرزها دمج قوات الدعم السريع وقوات الحركات المسلحة في الجيش، وتوحد المجموعات السياسية المتصارعة، وحذر مما سماه المزايدات على القوات المسلحة باعتبارها تضم «الإخوان المسلمين».
وأكد البرهان بلهجة غاضبة، في كلمة في ولاية نهر النيل (شمال) أمس، أن قيادة القوات المسلحة دعمت «الاتفاق الإطاري» عن قناعة لأنه «يعالج لنا مشاكل السودان»، وأنها لم تقبله من أجل «قوى تحالف إعلان الحرية والتغيير» وقال: «لن نقف مع الحرية والتغيير أو الكتلة الوطنية، أو أي جهة أخرى، فنحن نقف مع السودان والسودانيين».
واشترط البرهان للمضي قدماً في «الاتفاق الإطاري» دمج «قوات الدعم السريع» في الجيش، وقال: «قبلناه لأن فيه بنداً مهماً جداً يهمنا كعسكريين وهو دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة... هذا هو الفيصل بيننا وبين الحل الجاري الآن... الاتفاق تضمن كلاماً واضحاً ومنصفاً عن دمج الدعم السريع، ودمج الحركات المسلحة في القوات المسلحة، وقطعاً سنذهب فيه، ليكون هناك جيش وطني واحد يدافع عن السودان ويحمي أهل السودان، لكن أي كلام غير هذا لن يكون مقبولاً ولن يذهب أحد في الاتفاق للأمام من دونه».
وخاطب البرهان «تحالف الحرية والتغيير» قائلاً: «أنتم الحرية والتغيير (ما بتخوفوا) أي جهة، ولا الكتلة الوطنية، ونحن لن ننتصر لمجموعة سياسية على حساب مجموعة أخرى، فنحن مع الحق وننصر الحق... (الحرية والتغيير) ضيعت فرصة قيادة الشعب السوداني في 2019، ولا تزال لديها هذه الفرصة، فإذا كانت تريد قيادة الشعب السوداني عليها أن تقبل الآخرين، وسنكون نحن العسكريين تحت قيادة القوى المدنية متى ما كانت قوى حقيقية، وتريد فعلاً إقامة سودان الحرية والعدالة».
وبلهجة حادة، حذر البرهان مما سماه «المزايدة على الجيش»، مؤكداً أن «الجيش ليس محل مزايدة وليس محلاً لأن يوصف بأنه مع فلان وضد فلان. هذا جيش السودان، لن يقف مع أي جهة إلا بالحق، فإذا كنت تريده للانتصار على جهة، فلن تجد هذه النصرة منا».
ونفى البرهان وجود «كيزان» (أنصار النظام السابق من الإسلاميين) في الجيش، واعتبر ذلك ادعاء كاذباً، وقال: «الجيش مؤسسة قديمة وراسخة لم يصنعها (عمر حسن) البشير، وسيظل بعدنا موجوداً. أذهب أنا وغيري وتظل المؤسسة موجودة تؤدي رسالتها... هذا كله كذب، الجيش ليس فيه كيزان، هذا جيش السودان ينظر للوطن وهمومه».
وأوضح البرهان أن قبولهم بالخروج من العمل السياسي والسير في طريق الاتفاق الوطني، لا يعنيان أنهم لا يعرفون متى يتوقفون ومتى يتقدمون، وتابع: «نحن داعمون للاتفاق الإطاري، ليس لشيء آخر، بل لأن فيه أشياء حقيقية تخرجنا من الأزمة».
وحذر البرهان مما سماه محاولات «تخويف الجيش»، وإذا «كانت هناك جهة تتخيل أنها ممكن تخيف الجيش أو تهزمه، فهي (غلطانة)، ونقول لها: (هذا الجيش ظل يقاتل منذ مائة سنة ولم تهزمه جهة ما)... أنت قد تقتل البرهان، وقد تقتل قادة الجيش لكن الجيش سيظل موجوداً، وما دام شباب السودان موجودين لن يهزم».
ودعا البرهان الكتلة الموقعة على «الاتفاق الإطاري» والكتلة الديمقراطية للاتفاق بقوله: «نقولها ثانية لإخواننا السياسيين، يجب أن تتفقوا (عشان) تخرجوا البلد، ولا تزايدوا أو تكيدوا لبعض... نحن في دولة ولسنا (شلليات ولا مقطوعيات)».
وقال البرهان إن «تحالف الحرية والتغيير» والكتلة الوطنية اقتربا من الاتفاق: «نقول لهم اتفقوا لنخرج من هذا الانسداد السياسي»، مقترحاً خروج القادة العسكريين من المشهد السياسي والعسكري بقوله: «أنا أقترح أن نذهب كلنا كقادة عسكريين لنفتح المجال لغيرنا، إذا كنا سبباً لتعطيل العملية السياسية، ليأتِ قادة جدد يقودون البلاد ويبنونها... إخوتنا في الحرية والتغيير ضيعتم فرصة سابقة، فلا تضيعوا الفرصة الحالية، إذا أردتم قيادة الشعب السوداني قودوه بأريحية وحكمة وبقبول الناس، وحينها كلهم سيذهبون معكم، ونحن سندعمكم ونساعدكم لنساعد السودان ليعبر إلى الحرية والعدالة».
البرهان يشدد على دمج «الدعم السريع» في الجيش وينفي وجود «إخوان» داخله
قائد الجيش السوداني حذر من محاولات تخويف القوات المسلحة والمزايدة عليها
البرهان يشدد على دمج «الدعم السريع» في الجيش وينفي وجود «إخوان» داخله
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة