الشرطة التونسية تعتقل مدير مكتب رئيس حركة {النهضة}

رجال الإعلام يتظاهرون ضد «تعدد الانتهاكات المتكررة على الصحافيين»

جانب من الوقفة الاحتجاجية التي نفذها الصحافيون التونسيون وسط العاصمة أمس (إ.ب.أ)
جانب من الوقفة الاحتجاجية التي نفذها الصحافيون التونسيون وسط العاصمة أمس (إ.ب.أ)
TT

الشرطة التونسية تعتقل مدير مكتب رئيس حركة {النهضة}

جانب من الوقفة الاحتجاجية التي نفذها الصحافيون التونسيون وسط العاصمة أمس (إ.ب.أ)
جانب من الوقفة الاحتجاجية التي نفذها الصحافيون التونسيون وسط العاصمة أمس (إ.ب.أ)

أكد خليل البرعومي، القيادي السابق بحركة النهضة التونسية، خبر توقيف فوزي كمون، مدير مكتب راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان التونسي المنحل، الليلة قبل الماضية.
وتولى كمون إدارة مكتب الغنوشي منذ 2016، عوضاً عن زبير الشهودي الذي استقال من منصبه. وقالت وسائل إعلام محلية إن النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بتونس أذنت باعتقال كمون، الذي عبر في أكثر من مناسبة عن معارضته للمسار السياسي الذي اقترحه الرئيس قيس سعيد، مبرزة أن توقيفه له صلة بمباشرة الأبحاث معه بخصوص قضية ضده منذ أكثر من شهر. لكن المحامي سمير بن عمر أكد في المقابل أن أسباب التوقيف ما زالت مجهولة.
ويعتبر كمون من قيادات النهضة المقربة من الغنوشي، وسبق أن شغل بعد ثورة 2011 منصب مدير مكتب حمادي الجبالي، الأمين العام الأسبق للحركة، ثم عضواً بديوان رئيس الحكومة، كما تقلد مسؤولية نائب رئيس لجنة الإعداد المادي للمؤتمر العاشر لحركة النهضة؛ ولذلك توقع عدد من المراقبين أن يكشف كمون عن معطيات مهمة حول عدد من القضايا والاتهامات المرفوعة ضد قيادات النهضة.
ويأتي توقيف مدير الغنوشي، إثر سلسلة من اعتقالات شملت بعض وجوه المعارضة وناشطين سياسيين، ورجال أعمال وقضاة وإعلاميين، من ضمنهم قيادات حركة النهضة، وأبرزهم عبد الحميد الجلاصي القيادي السابق في الحركة، ونور الدين البحيري نائب رئيس حركة النهضة ووزير العدل السابق، كما تم اعتقال علي العريض رئيس الحكومة السابق منذ 19ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بتهمة تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر، ومنح جوازات سفر تونسية لأجانب.
كما طالت الاعتقالات مجموعة من المتهمين بالتآمر على أمن الدولة، وشملت رجل الأعمال كمال لطيف، والناشط السياسي خيام التركي، ولزهر العكرمي الوزير السابق والمحامي، ووكيل النيابة السابق القاضي البشير العكرمي، ورئيس محكمة التعقيب السابق الطيب راشد، إضافة إلى مدير إذاعة «موزاييك» الخاصة نور الدين بوطار، وقيادات «ائتلاف الكرامة»، المتهمة في قضية المطار، دون توضيح السلطات طبيعة التهم الموجهة لهم والرابط الذي يجمع بينهم.
في غضون ذلك، نفذ أمس عدد من أنصار حركة النهضة وقفة تضامن مع القياديين علي العريض ونور الدين البحيري، أمام مقر وزارة العدل التونسية، ورفع المحتجون شعارات تنادي بضرورة إطلاق سراحهما، ووقف ما اعتبروه «محاكمات سياسية».
وخلفت هذه الاعتقالات ردود أفعال غاضبة داخل تونس وخارجها، حيث أكد نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن بلاده تشعر بـ«قلق بالغ» تجاه تقارير عن اعتقال شخصيات سياسية وقادة أعمال وصحافيين في تونس، خلال الأيام القليلة الماضية، موضحاً أن المسؤولين الأميركيين يتواصلون مع حكومة تونس على جميع المستويات؛ دعماً لحقوق الإنسان وحرية التعبير في البلاد.
من ناحية أخرى، نفذ الصحافيون التونسيون، أمس، يوم «الغضب الصحافي» في العاصمة، ووضع الصحافيون ملصقات حمراء على أفواههم، رافعين شعار «لا لتصفية الإعلام».
وقال محمد ياسين الجلاصي، نقيب الصحافيين، إن هذا التحرك يأتي للاحتجاج على ما اعتبرته تجويعاً ممنهجاً للصحافيين، وضرب استمرارية وسائل الإعلام، واستهداف حرية التعبير، وإصرار الحكومة على رفض نشر الاتفاقية الإطارية المشتركة بالرائد الرسمي (الصحيفة الرسمية التونسية)».
يذكر أن النقابة أقرت «يوم الغضب الصحافي»؛ احتجاجاً على وضعية المؤسسات الإعلامية، واستهداف حرية التعبير والتضييق على الإعلاميين، إضافة إلى تعدد الانتهاكات والاعتداءات المتكررة على الصحافيين، على حد تعبيرها.


مقالات ذات صلة

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

شمال افريقيا تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على  أمن الدولة»

تونس تحقق مع 4 محامين في قضية «التآمر على أمن الدولة»

وجه القطب القضائي لمكافحة الإرهاب طلبا رسميا إلى رئيس الفرع الجهوي للمحامين بتونس لبدء تحقيق ضدّ المحامين بشرى بلحاج حميدة، والعيّاشي الهمّامي، وأحمد نجيب الشابي، ونور الدين البحيري، الموقوف على ذمة قضايا أخرى، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف «التآمر على أمن الدولة». وخلفت هذه الدعوة ردود فعل متباينة حول الهدف منها، خاصة أن معظم التحقيقات التي انطلقت منذ فبراير (شباط) الماضي، لم تفض إلى اتهامات جدية. وفي هذا الشأن، قال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة، وأحد أهم رموز النضال السياسي ضد نظام بن علي، خلال مؤتمر صحافي عقدته اليوم الجبهة، المدعومة من قبل حركة النهضة، إنّه لن

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

المنقوش تبحث في الجزائر الانتخابات الليبية وعودة الحركة على المعابر

بحثت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الجزائري أحمد عطاف، خلال زيارة لها اليوم الخميس إلى الجزائر، في فتح المعابر البرية والنقل البحري والجوي أمام حركة التجارة وتنقل الاشخاص، بعد سنوات طويلة من الإغلاق، بسبب الأزمة السياسية والامنية في ليبيا.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

الرئيس التونسي يؤكد «احترام حرية التعبير»

أعلنت نقابة الصحافيين التونسيين أمس رصد مزيد من الانتهاكات ضد حرية التعبير، مع تعزيز الرئيس قيس سعيد لسلطاته في الحكم، وذلك ردا على نفي الرئيس أول من أمس مصادرة كتب، وتأكيده أن «الحريات لن تهدد أبدا»، معتبرا أن الادعاءات مجرد «عمليات لتشويه تونس». وكان سحب كتاب «فرانكشتاين تونس» للروائي كمال الرياحي من معرض تونس الدولي للكتاب قد أثار جدلا واسعا في تونس، وسط مخاوف من التضييق على حرية الإبداع. لكن الرئيس سعيد فند ذلك خلال زيارة إلى مكتبة الكتاب بشارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة قائلا: «يقولون إن الكتاب تم منعه، لكنه يباع في مكتبة الكتاب في تونس...

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

تشكيل أول كتلة نيابية في البرلمان التونسي الجديد

بعد مصادقة البرلمان التونسي المنبثق عن انتخابات 2022، وما رافقها من جدل وقضايا خلافية، أبرزها اتهام أعضاء البرلمان بصياغة فصول قانونية تعزز مصالحهم الشخصية، وسعي البرلمانيين لامتلاك الحصانة البرلمانية لما تؤمِّنه لهم من صلاحيات، إضافة إلى الاستحواذ على صلاحيات مجلس الجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، وإسقاط صلاحية مراقبة العمل الحكومي، يسعى 154 نائباً لتشكيل كتل برلمانية بهدف خلق توازنات سياسية جديدة داخل البرلمان الذي يرأسه إبراهيم بودربالة، خلفاً للبرلمان المنحل الذي كان يرأسه راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة». ومن المنتظر حسب النظام الداخلي لعمل البرلمان الجديد، تشكيل كتل برلمانية قبل

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

تونس: الشركاء الأجانب أصدقاؤنا... لكن الاستقرار خط أحمر

أكد وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمار أمس، الاثنين، أنه لا مجال لإرساء ديكتاتورية في تونس في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن التونسيين «لن ينتظروا أي شخص أو شريك للدفاع عن حرياتهم»، وفق ما جاء في تقرير لـ«وكالة أنباء العالم العربي». وأشار التقرير إلى أن عمار أبلغ «وكالة تونس أفريقيا للأنباء» الرسمية قائلاً: «إذا اعتبروا أنهم مهددون، فسوف يخرجون إلى الشوارع بإرادتهم الحرة للدفاع عن تلك الحريات». وتتهم المعارضة الرئيس التونسي قيس سعيد بوضع مشروع للحكم الفردي، وهدم مسار الانتقال الديمقراطي بعد أن أقر إجراءات استثنائية في 25 يوليو (تموز) 2021 من بينها حل البرلمان.

المنجي السعيداني (تونس)

الرئيس التونسي يطالب بـ«حلول جذرية» في مستوى انتظارات الشعب

الرئيس قيس سعيد (أ.ف.ب)
الرئيس قيس سعيد (أ.ف.ب)
TT

الرئيس التونسي يطالب بـ«حلول جذرية» في مستوى انتظارات الشعب

الرئيس قيس سعيد (أ.ف.ب)
الرئيس قيس سعيد (أ.ف.ب)

شدّد رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيّد خلال اللقاء الذي جمعه، أمس الخميس، بقصر قرطاج، برئيس الحكومة، كمال المدوري، على ضرورة مضاعفة الجهود في كل المجالات، واستنباط «حلول جذرية في جميع القطاعات التي تم تدميرها». مؤكداً على أن تكون التشريعات، التي يتم إعدادها، في مستوى تطلّعات الشعب التونسي، وأن يشعر كل مسؤول، مهما كانت درجة مسؤوليته، أنّ تونس تعيش مرحلة تاريخية جديدة، وأن يستحضر في كل وقت معاناة التونسيين، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية.

كما أكد سعيد العمل على اقتراح حلول جذرية، «بعيداً عن الترقيع والرتق»، لأوضاع تحتاج إلى بناء صلب «في مستوى انتظارات الشعب، الذي نهبت ثرواته وتم الاستيلاء على مقدراته، وما زالت بعض الدوائر تسعى إلى عرقلة جهود الدولة لزرع بذور اليأس والإحباط»، حسب نص البلاغ. مشيراً أيضاً إلى أنه «لا مجال للتسامح مع كل مسؤول يُعطّل تقديم الخدمات للمواطنين، ومن يتعمد مثل هذه الممارسات فلا بد أن يتحمل تبعاتها القانونية».

في سياق ذلك، تم التعرض خلال اللقاء إلى وضع حد للحالة التي آلت إليها الأملاك المصادرة، ووضع إطار قانوني جديد، «تعود بموجبه الأملاك للدولة وإلى الشعب التونسي وهي من حقه المشروع، فكثيرة هي العقارات التي تم إهمالها، فتقلصت قيمتها في ترتيب مفضوح للتفويت فيها بأبخس الأثمان، وهو ما يجب التصدي له، ومحاسبة كل من تسبب في هذه الجرائم النكراء»، وفق ما جاء في البلاغ.

والتقى رئيس الجمهورية، أمس الخميس بقصر قرطاج، وزيرة العدل، ليلى جفال، وبحث معها الزمن القضائي الذي يستغرقه البت في العديد من القضايا. وأكد وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية، أنه «لا يُمكن تطهير البلاد إلا بقضاء عادل، فلا يُظلم أحد ولا يفلت من المحاسبة أحد»، مشيراً في هذا السياق، إلى وجود كثير من القضاة الشرفاء، الذين يعون «أهمية وظيفتهم النبيلة في إرساء العدل، ويتساوى أمامهم كلّ المتقاضين، فالعدل أساس العمران وغيابه مؤذن بخرابه».

في سياق آخر، أكّد رئيس الجمهورية إعادة مشروع تنقيح مجلة الشغل، بما يضمن حقّ العمال بإنهاء عقود المناولة، ومع التحسّب في هذا المشروع لكلّ من يستبدل بعمّالٍ آخرين، حتى لا تنطبق عليه الأحكام الجديدة مع ترتيب آثار جزائية على هذه الممارسات.

وشدد الرئيس سعيد في هذا السياق على وضع حدّ لما يسمى العقود المحدودة في الزمن في أسرع الأوقات، «لأن العلاقة الشغلية يجب أن تكون عادلة، ولأن العامل له الحقّ في أجر مجز، وفي حياة مستقرّة مع التحسّب أيضاً في مشروع نصّ القانون للحالات، التي يمكن أن يستغلّها ليغمطوا العمّال حقوقهم».

وخلّص رئيس الجمهورية إلى التأكيد على أن الاستقرار الاجتماعي «لا يمكن أن يتحقّق إلا على أساس العدل».