علماء: ذوبان القطب الجنوبي السريع يخلق تجويفا محيطيا هائلا

علماء: ذوبان القطب الجنوبي السريع يخلق تجويفا محيطيا هائلا
TT

علماء: ذوبان القطب الجنوبي السريع يخلق تجويفا محيطيا هائلا

علماء: ذوبان القطب الجنوبي السريع يخلق تجويفا محيطيا هائلا

يؤدي الذوبان السريع إلى تآكل الشقوق الضعيفة في منطقة ثويتس الجليدية السفلية، فقد اكتشف العلماء الآن تجويفًا محيطيًا يصعب الوصول إليه تحت نهر جليدي مهم في القارة القطبية الجنوبية، حيث قام الباحثون بحفر أكثر من 500 متر من الجليد للتحقيق في التجويف الضيق للمياه المتجمدة التي تذوب والمعروفة باسم النهر الجليدي؛ حيث يرتفع الجليد عن قاع البحر ويبدأ في الطفو.
والمنطقة المناخية الأكثر عرضة للخطر في القارة القطبية الجنوبية هي مكان بعيد؛ قطعة ضيقة من مياه البحر تحت لوح من الجليد العائم يزيد سمكه على نصف كيلومتر. إلّا ان العلماء اكتشفوا أخيرا شيئًا يثير الدهشة؛ وهو ان «معدل الذوبان أضعف بكثير مما كنا نظن، بالنظر إلى درجة حرارة المحيط»، وفق الدكتور بيتر ديفيس عالم المحيطات في المسح البريطاني لأنتاركتيكا بكامبريدج؛ والذي كان جزءًا من الفريق الذي حفر الحفرة الضيقة. مضيفا «قد تبدو النتائج وكأنها أخبار جيدة، لكنها ليست كذلك... فعلى الرغم من معدلات الذوبان المنخفضة، ما زلنا نشهد تراجعًا سريعًا؛ حيث يتلاشى الجليد بشكل أسرع من إعادة ملئه».
وفي هذا الاطار، أجرى ديفيس وحوالى 20 عالمًا آخر هذا البحث في «ثويتس غلاسير» (حزام ناقل ضخم من الجليد يبلغ عرضه حوالى 120 كيلومترًا يتدفق قبالة الساحل الغربي لأنتاركتيكا).
وقد أظهرت قياسات الأقمار الصناعية أن ثويتس يفقد الجليد بسرعة أكبر من أي وقت في آخر بضعة آلاف من السنين. لقد تسارع تدفقه إلى المحيط بنسبة 30 في المائة على الأقل منذ عام 2000، ما أدى إلى نزيف أكثر من 1000 كيلومتر مكعب من الجليد؛ وهو ما يمثل ما يقرب من نصف الجليد المفقود من القارة القطبية الجنوبية بأكملها.

وذكر موقع «ساينس نيوز» العلمي المتخصص أنه يعود جزء كبير من فقدان الجليد الحالي إلى تيارات المحيط الدافئة والمالحة التي تزعزع استقرار النهر الجليدي في منطقة التأريض؛ على بعد حوالى 500 متر تحت مستوى سطح البحر بموقع الحفر، حيث يرتفع الجليد عن قاعه ويطفو.
ويقع نهر ثويتس الجليدي ومعظم الصفيحة الجليدية غرب أنتاركتيكا على طبقة من الحصى يبلغ ارتفاعها مئات الأمتار تحت مستوى سطح البحر، مما يجعل الجليد عرضة لتيارات المحيط الدافئة والمالحة التي تعانق قاع البحر.
ثويتس معرض للخطر بشكل خاص لأن أجزاء من منطقة التأريض تقع على بعد كيلومتر واحد تحت مستوى سطح البحر، مما يعرضها لأدفأ المياه.
وعندما أرسل الباحثون مركبة ROV تعمل عن بعد إلى أسفل البئر وفي الماء وجدوا أن الكثير من الذوبان يتركز في الأماكن التي يكون فيها النهر الجليدي بالفعل تحت ضغط ميكانيكي داخل شقوق ضخمة تسمى «الصدوع القاعدية» تقطع هذه الفتحات إلى الجانب السفلي من الجليد.
وأفاد الباحثون في مقالتين نُشرتا يوم أمس بمجلة «نيتشر» العلمية، أنه حتى كمية صغيرة من الذوبان في هذه النقاط الضعيفة يمكن أن تحدث قدرًا كبيرًا غير متناسب من الأضرار الهيكلية على النهر الجليدي.
بدوره، يقول الدكتور تيد سكامبوس عالم الجليد بجامعة كولورادو بولدر الذي لم يكن جزءًا من الفريق «إن هذه النتائج مفاجأة بعض الشيء. إذ تتم مراقبة ثويتس والأنهار الجليدية الأخرى في الغالب بواسطة الأقمار الصناعية، ما يظهر أن الترقق والذوبان يحدثان بشكل موحد تحت الجليد».
ومع استمرار ارتفاع درجة حرارة العالم بسبب تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، فإن الجليد نفسه لديه القدرة على رفع مستوى سطح البحر العالمي بمقدار 65 سم على مدى قرون. كما سيؤدي انهياره إلى زعزعة استقرار ما تبقى من الصفيحة الجليدية غرب أنتاركتيكا، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي بمقدار ثلاثة أمتار.
ومع هذه النتائج الجديدة، وفق سكامبوس «فإننا نرى عمليات أكثر تفصيلاً ستكون مهمة لنمذجة كيفية استجابة النهر الجليدي للاحترار في المستقبل، ومدى سرعة ارتفاع مستوى سطح البحر».


مقالات ذات صلة

علماء: عام 2024 سيكون الأكثر حرارة على الإطلاق

بيئة متوسط درجات الحرارة كان مرتفعاً للغاية منذ يناير حتى أكتوبر (أ.ب)

علماء: عام 2024 سيكون الأكثر حرارة على الإطلاق

كشفت خدمة «كوبرنيكوس» لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي اليوم (الخميس) عن أن عام 2024 سيتخطى 2023 ليصبح العام الأعلى حرارة منذ بدء التسجيلات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم الدكتور زهير الحارثي خلال القمة العالمية لقادة ورموز الأديان في باكو (كايسيد)

«كايسيد» يؤكد أهمية الحوار البنّاء في دفع التقدم العالمي

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز «كايسيد» للحوار، على أهمية الحوار البنّاء في دفع عجلة التقدم العالمي، ودور المجتمعات الدينية للتصدي لتحديات تغير المناخ.

«الشرق الأوسط» (باكو)
يوميات الشرق الزائر الأبيض... وإن تأخَّر (أ.ب)

الثلوج تزور جبل فوجي بعد أطول تأخُّر منذ 130 عاماً

غطَّت الثلوج قمة جبل فوجي الياباني بعد أكثر من شهر على الموعد المعتاد، وتسجيل رقم قياسي لأطول فترة تأخُّر لهذا التساقُط منذ 130 عاماً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد صورة جماعية في الاجتماع الدوري الـ35 لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة بجدة (الشرق الأوسط)

مسؤول عراقي لـ«الشرق الأوسط»: مشروعات مشتركة جديدة مع السعودية لتحقيق الاستدامة البيئية

يعيش العراق حالة انتعاش في المسارات كافة؛ منها قطاع البيئة الذي يعيش طفرة نوعية في المشروعات، وتحسين البنية التحتية، وفقاً لما أورده الدكتور جاسم الفلاح.

سعيد الأبيض (جدة)
أوروبا الملك فيليب السادس يتحدث مع الجمهور الغاضب خلال زيارته جنوب شرقي إسبانيا المتضرر من الفيضانات (أ.ب)

217 قتيلاً حصيلة فيضانات إسبانيا والملك يقطع زيارة إثر احتجاجات

قطع الملك فيليب السادس والملكة ليتيسيا، الأحد، زيارتهما إلى جنوب شرقي إسبانيا المتضرر من الفيضانات بعدما اعترضتهما حشود ساخطة.

«الشرق الأوسط» (فالنسيا)

البروفسور ناصر الرباط يفوز بجائزة مسابقة عبد الله المبارك الصباح

الشيخ مبارك العبد الله الصباح يسلم الجائزة للبروفسور ناصر الرباط وتبدو رئيسة لجنة التحكيم فرنسيس غي عن يمين الصورة (خاص)
الشيخ مبارك العبد الله الصباح يسلم الجائزة للبروفسور ناصر الرباط وتبدو رئيسة لجنة التحكيم فرنسيس غي عن يمين الصورة (خاص)
TT

البروفسور ناصر الرباط يفوز بجائزة مسابقة عبد الله المبارك الصباح

الشيخ مبارك العبد الله الصباح يسلم الجائزة للبروفسور ناصر الرباط وتبدو رئيسة لجنة التحكيم فرنسيس غي عن يمين الصورة (خاص)
الشيخ مبارك العبد الله الصباح يسلم الجائزة للبروفسور ناصر الرباط وتبدو رئيسة لجنة التحكيم فرنسيس غي عن يمين الصورة (خاص)

أقامت جمعية الصداقة الكويتية – البريطانية، مساء الأربعاء 6 نوفمبر (تشرين الثاني)، حفلها السادس والعشرين لإعلان جوائز مسابقة عبد الله المبارك الصباح لأفضل الكتب الصادرة بالإنجليزية عن الشرق الأوسط، وذلك برعاية مبرة عبد الله المبارك الصباح، وسفارة دولة الكويت في لندن.

وأكد ممثل المبرة الشيخ مبارك العبد الله الصباح على أهمية الجائزة في دعم الثقافة والتعريف بمنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص والعالم الإسلامي بشكل عام، حيث تمنح للباحثين في مختلف التخصصات.

وتتزامن جائزة هذا العام مع الاحتفال بمرور 125 عاماً على الشراكة الكويتية - البريطانية الاستراتيجية التي تشمل التعاون في المجالات الأمنية والتجارية والثقافية والعلمية.

وإيماناً بأهمية إثراء شريحة القراء الأجانب بتاريخ العالم العربي والإسلامي، فقد تم الإعلان عن مضاعفة قيمة الجائزة. وفاز بالجائزة الأولى البروفسور ناصر الرباط أستاذ العمارة الإسلامية في الولايات المتحدة عن كتابه Writing Egypt، الذي يتناول فيه المشروع التاريخي للمؤرخ المصري تقي الدين المقريزي.

وحضر الحفل نخبة من كبار الأكاديميين المتخصصين في الدراسات الإسلامية الشرق أوسطية ومثقفين وإعلاميين عرب وبريطانيين.