انطلاق أول منصة عربية للصُم في مصر

تتيح مشاهدة الأفلام بلغة الإشارة

فريق الصم يشارك في إدارة المنصة
فريق الصم يشارك في إدارة المنصة
TT

انطلاق أول منصة عربية للصُم في مصر

فريق الصم يشارك في إدارة المنصة
فريق الصم يشارك في إدارة المنصة

انطلقت أول منصة عربية للصُم في مصر، حيث تتيح مشاهدة الأفلام بلغة الإشارة. وتهدف منصة «سينما للصم» التي انطلقت قبل أيام من القاهرة، إلى تمكين الصم من مشاهدة الأفلام القصيرة والمستقلة والمسلسلات مترجمةً للغة الإشارة بأسلوب احترافي ومنهجي. وهنا يبرز دور محمد هشام، وإسلام جاد، وشروق محمد، وبسمة محمد، وهم أربعة من شباب الصم يقومون بمشاهدة الأفلام التي تعرض على منصة «سينما للصم» لتحديد مدى ملاءمتها لنفسية الصم والبكم، وترجمتها للغة الإشارة، بالإضافة إلى الترويج للمنصة بين الصم.
وتجذب المنصة منذ انطلاقها قطاعا من شباب الصم الذين توالت تعليقاتهم بالإشادة بهذا الإنجاز الذي تحقق لهم، وانطلقت المنصة من مبادرة «سينما في كل مكان» التي أطلقها المنتج والموزع السينمائي وجيه اللقاني، حسبما يؤكد في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، «أطلقنا هذه المبادرة عام 2013 بهدف عرض الأفلام المستقلة التي لا يتاح عرضها للجمهور على القنوات التليفزيونية، وكنا نقوم بعرضها في المراكز الثقافية والأندية بمختلف محافظات مصر، وخلال المبادرة كنا نتردد على مراكز خاصة بالصم والبكم وقمنا بترجمة الأفلام للغة الإشارة، وأنشأنا لذلك وحدة ترجمة الفيلم (سي)، التي أخذت مراحل من التطوير قام بها الصم بأنفسهم، إذ إن غالبية الأفكار والمشاريع التي نقوم بها نابعة منهم، فقد جاءت فكرة المنصة بعدما قالوا إن بعض زملائهم لا يستطيعون حضور العروض التي نقيمها في المراكز المختلفة، ومن هنا فكرنا في هذه المنصة، التي يضم فريق إدارتها مجموعة من الصم والبكم، كما أن كل المساعدين معنا إما من الصم أو أبناء الصم، وهؤلاء يجيدون لغة الإشارة إجادة تامة منذ طفولتهم ويجيدون مصطلحاتها، وهم قادرون على ابتكار إشارات سهلة ومفهومة.
ويعمل مع المنصة فريق من المبرمجين المحترفين الذين تمكنوا من الحصول على عشرة أفلام قصيرة بحقوق رمزية؛ إيمانا من شركات الإنتاج بالفكرة، وهناك أفلام تم الحصول عليها دون مقابل. ويضيف اللقاني: «تلقينا اختيارات كثيرة ومهمة لأفلام شاركت في مهرجانات وحصلت على العديد من الجوائز، كما تعرض المنصة أفلاما عربية، من بينها فيلم مغربي، وآخر من سوريا، ونتمنى أن نعرض أفلاما طويلة غير أنها مرتبطة بحقوق عرض كبيرة، ونسعى الفترة القادمة لعقد لقاءات تعريفية ببعض مراكز الصم بالدول العربية، ليتمكن جميع الصم من مشاهدة الأفلام مترجمة للغة الإشارة مع أصدقائهم وأسرهم في أي وقت». ويشير إلى أن «المشروع حظي بدعم اتحاد المعاهد الثقافية الأوروبية (يونيك) الذي ساهم في إطلاق المنصة في مرحلتها الأولى».
ووفقا للاتحاد العالمي للصم فإنه يوجد في مصر أكثر من سبعة ملايين ونصف المليون نسمة من الصم والبكم يمثلون قرابة عشرة في المائة من نسبة الصم والبكم في العالم، طبقا لإحصائية أصدرتها الأمم المتحدة عام 2018.



المخرجة التونسية مريم جعبر لـ«الشرق الأوسط»: «ماء العين» يركز على «العائدين من داعش»

مشهد من الفيلم  (مهرجان الجونة)
مشهد من الفيلم (مهرجان الجونة)
TT

المخرجة التونسية مريم جعبر لـ«الشرق الأوسط»: «ماء العين» يركز على «العائدين من داعش»

مشهد من الفيلم  (مهرجان الجونة)
مشهد من الفيلم (مهرجان الجونة)

تترقب المخرجة التونسية مريم جعبر عرض فيلمها «ماء العين» في الصالات السينمائية خلال العام المقبل مع انتهاء جولته في المهرجانات السينمائية الدولية، معربة عن أملها في أن يثير الفيلم وقصته أسئلة لدى الجمهور، يفكر فيها ويبحث عن إجابات لها.

وحصل الفيلم التونسي على جائزة أفضل فيلم عربي مناصفة، في النسخة الماضية من مهرجان «الجونة السينمائي» في أول عرض له بالمنطقة العربية، وهو من بطولة صالحة النصراوي، ومحمد حسين قريع، وآدم بيسا.

وتدور أحداث الفيلم، الحاصل على دعم من صندوق البحر الأحمر، في الريف التونسي، حول عائلة لديها ثلاثة أبناء، تستيقظ الأم في أحد الأيام على رحيل اثنين منهم للانضمام إلى تنظيم متطرف (داعش)، ويعود أحدهما بعد شهور برفقة زوجته الحامل، مما يضع العائلة أمام أعباءً مرتبطة بطريقة التعامل معهما، في استكمالٍ لفيلمها القصير «إخوان» الذي قدمته جعبر ووصل إلى القائمة القصيرة لجائزة أوسكار أفضل فيلم قصير عام 2018.

وتقول مريم جعبر لـ«الشرق الأوسط» إن «العودة لتصوير الفيلم الروائي الطويل بعد 5 سنوات من فيلمي القصير أمر لم يكن سهلاً، لكن وجود فريق العمل نفسه والعلاقة الإنسانية التي نشأت بيننا واستمرت، ساعداني على الاستمتاع بالتجربة خلال التصوير». وأشارت إلى أن تعايشها مع الشخصيات الرئيسية خلال السنوات الماضية كان من الأمور التي جعلتها وفريق العمل يعملون بحرية أمام الكاميرا، سواء من الممثلين أو سكان القرية التي جرى فيها التصوير.

صالحة النصراوي في مشهد من الفيلم (مهرجان الجونة)

وأضافت أنها «فور الانتهاء من الفيلم قمت بعرضه على بعض التونسيين الذين أعجبوا بالعمل وأحبوه بشدة وتعاملوا معه من منظور إنساني»، لافتة إلى أنها «كانت ترغب في التركيز على الجانب الإنساني، وسعدت بوصول هذه الفكرة إلى من شاهدوا العمل أولاً».

ورغم أن مريم جعبر تعيش معظم الوقت في الولايات المتحدة، فإنها تشعر بالارتباط الشديد بتونس، وتحب تصوير أعمال فيها وعنها باستمرار، وأوضحت: «بحكم مرافقتي لعائلتي، كانت نشأتي بين كندا والولايات المتحدة وتونس، حيث قضيت وقتاً كبيراً مع عائلتي في الجنوب الذي يحمل عادات وتقاليد مختلفة عن شمال تونس الذي شهد تصوير الفيلم».

وذكرت مريم أنها قضت فترة طويلة في القرية بعد اختيارها لتصوير الأحداث فيها حتى تفهم طبيعة عادات أهلها وتقاليدهم وطريقة تعاملهم، لافتة إلى أن دعم الأهالي لها ولفريق العمل ومساندتهم للفيلم عبر فتح منازلهم ومساعدة المصورين والفنيين خلف الكاميرا؛ كلها أمور ساعدت كثيراً في خروج الفيلم للنور، و«ستكون حريصة على مشاهدته معهم».

وأشارت مخرجة الفيلم إلى أن العمل يركز بشكل أكبر على ما يدفع الأشخاص للقيام بأعمال شديدة التطرف، وهو الأمر الذي التفتت إليه خلال وجودها في تونس عام 2016 مع رصد تزايد الملتحقين بتنظيم «داعش» في سوريا وعدة مناطق أخرى من دون أن يكون هناك وجه للتشابه بين هؤلاء الأشخاص أو دوافع مشتركة لهم، لكونهم ينتمون لخلفيات مختلفة.

وتوضح مريم أن «طبيعة المشكلات التي يعيشها الشباب في تونس تختلف عن المشكلات التي يعيشها غيرهم من الشباب، سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة وحتى في بعض الدول العربية والإسلامية؛ الأمر الذي جعلني أركز على معالجة القصة من جانب إنساني بحت»، مشيرة إلى أن تعدد أماكن إقامتها وتنقلها وفّرا لها فرصة لمراقبة الأحداث ورؤيتها بشكل مختلف.

وأضافت: «أسعى في تجاربي السينمائية للبحث عن الأشياء التي تتيح مساحة للترابط الإنساني، مع التركيز على التفاصيل الدقيقة والانتباه للروابط الاجتماعية التي تجمع الأفراد في المجتمع»، وأوضحت أنها «عملت على إبراز هذا الجانب من خلال العلاقات بين الأبطال، بالإضافة إلى طريقة التصوير التي تناقشت فيها مع مدير التصوير لإيصال فكرة الفيلم».

تشعر مريم جعبر بأنها كانت محظوظة بتوافر الإمكانيات المادية والدعم مقارنة بغيرها من المخرجين العرب الذين يجدون صعوبة في تمويل مشاريعهم السينمائية الجديدة، لافتة إلى «أهمية العمل على تسهيل دعم صناعة السينما بشكل أكبر في ظل الحاجة إلى تقديم أفلام مختلفة».

وتابعت أن «جزءاً من المعاناة التي يعيشها صناع السينما العرب لمسته عندما واجه عدد من فريق العمل بالفيلم صعوبة في السفر لحضور عرضه في النسخة الماضية من مهرجان برلين، في حين لم أواجه المشكلة نفسها لكوني أحمل جواز سفر أميركياً».