عبر تحليل الحديث... منظومة للذكاء الصناعي تكشف الاكتئاب

تطوير منظومة إلكترونية لاكتشاف الإصابة بهذا المرض قد يساعد الأطباء في سرعة تحديد المرضى الذين يحتاجون للمساعدة (رويترز)
تطوير منظومة إلكترونية لاكتشاف الإصابة بهذا المرض قد يساعد الأطباء في سرعة تحديد المرضى الذين يحتاجون للمساعدة (رويترز)
TT
20

عبر تحليل الحديث... منظومة للذكاء الصناعي تكشف الاكتئاب

تطوير منظومة إلكترونية لاكتشاف الإصابة بهذا المرض قد يساعد الأطباء في سرعة تحديد المرضى الذين يحتاجون للمساعدة (رويترز)
تطوير منظومة إلكترونية لاكتشاف الإصابة بهذا المرض قد يساعد الأطباء في سرعة تحديد المرضى الذين يحتاجون للمساعدة (رويترز)

ابتكر فريق من الباحثين بالصين منظومة للذكاء الصناعي، يمكنها مساعدة علماء النفس في اكتشاف حالات الإصابة بالاكتئاب عن طريق تحليل الحديث، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية».
يذكر أن الاكتئاب من أكثر الأمراض النفسية انتشاراً في العالم، حيث يصيب 9.5 في المائة من البالغين بالولايات المتحدة كل عام، وبالتالي فإن تطوير منظومة إلكترونية لاكتشاف الإصابة بهذا المرض قد يساعد الأطباء في سرعة تحديد المرضى الذين يحتاجون للمساعدة المهنية، وربما يقلل من معدلات الانتحار الناجمة عن الإصابة بهذا المرض.
وبحسب دراسة أوردتها الدورية العلمية «Mobile Networks and Applications»، طور فريق بحثي من معهد جينهوا للأبحاث المتقدمة وجامعة هاربين للعلوم والتكنولوجيا في الصين، معادلة خوارزمية للذكاء الصناعي يمكنها اكتشاف الإصابة بالاكتئاب من حديث الشخص. وتم تدريب هذه المنظومة للتعرف على الانفعالات المختلفة التي يشعر بها الشخص من خلال تحليل حديثه.
وقد تمت تغذية المنظومة التي أطلق عليها اسم «دياك ووز» بمجموعة من المقاطع الصوتية وتعبيرات وجه ثلاثية الأبعاد لمرضى مصابين بالاكتئاب وآخرين أصحاء، وتم جمع هذه المقاطع من خلال مقابلات أجريت مع سلسلة من المرضى والمتطوعين للحديث بشأن حالتهم المزاجية وشؤون حياتهم المختلفة.
ومن أجل تصنيف السمات النفسية للمتحدثين خلال تلك المقابلات، استخدم الفريق البحثي برنامجاً إلكترونياً أطلق عليه اسم «أوبن سمايل»، ويستخدم خبراء الكومبيوتر هذا البرنامج في المعتاد من أجل استخلاص خواص المقاطع الصوتية المختلفة وتصنيفها.
ويقول الباحث تيان شو الذي شارك في ابتكار منظومة الذكاء الصناعي في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني «ميديكال إكسبريس» المتخصص في الأبحاث الطبية، إن المنظومة يمكنها تحليل المقاطع الصوتية والبصرية واستخلاص بعض العناصر، مثل نبرات الصوت واختيار العبارات والتركيبات اللغوية والإشارات الحركية وتحليلها بشكل متعمق، لتحديد ما إذا كان المتحدث مصاباً بالاكتئاب أم لا.
ويهدف الفريق البحثي إلى تطوير المنظومة الجديدة في المستقبل من أجل مساعدة أطباء النفس والمتخصصين على رصد أعراض الأمراض النفسية المختلفة وتشخيصها.



تحديد عُمر بقايا هيكل عظمي لطفل مات قبل 27 ألف عام

فكّ ألغاز الماضي (أ.ب)
فكّ ألغاز الماضي (أ.ب)
TT
20

تحديد عُمر بقايا هيكل عظمي لطفل مات قبل 27 ألف عام

فكّ ألغاز الماضي (أ.ب)
فكّ ألغاز الماضي (أ.ب)

حدَّد باحثون بريطانيون عُمر بقايا هيكل عظمي لطفل قديم أثار اهتماماً واسعاً عند اكتشافه لامتلاكه خصائص مشتركة بين البشر الحديثين وإنسان «نياندرتال» البدائي.

وعُثر على البقايا قبل 27 عاماً داخل ملجأ صخري يُعرف باسم «لاغار فيلهو» في البرتغال، حيث ظهر الهيكل شبه المُكتمل ملوَّناً بصبغة حمراء؛ ما دفع العلماء إلى الاعتقاد بأنّ الجثة ربما غُطيت بجلد حيواني مُصبّغ قبل الدفن.

وعند تحليل سمات الهيكل، لاحظ الباحثون أنّ بعض الخصائص، مثل بنية الجسم وعظام الفك، تُشبه تلك الموجودة لدى إنسان «نياندرتال» (انقرض في أوروبا قبل نحو 24 ألف عام)؛ ما أثار فرضية أنَّ الطفل قد يكون نتاج تزاوج بين المجموعتين. كانت هذه الفكرة ثورية في ذلك الوقت، لكنَّ التطوّرات الجينية اللاحقة أكدت حدوث هذا التهجين؛ إذ لا يزال الحمض النووي لإنسان «نياندرتال» حاضراً في جينات البشر المعاصرين.

واجه العلماء صعوبة في تحديد الفترة الزمنية التي عاش فيها الطفل بدقّة، بسبب نمو جذور نباتية داخل العظام وتلوّث العيّنات بمواد عضوية أخرى، ما حال دون استخدام تقنية الكربون المُشعّ؛ لذلك اعتمدوا على تأريخ الفحم وعظام حيوانات محيطة بالهيكل تراوحت أعمارها بين 27.700 و29.700 عام.

ومع تطوُّر التقنيات، حلَّل الفريق، وفق دراسة نشرتها مجلة «ساينس أدفانسز» ونقلتها «أسوشييتد برس»، بروتيناً موجوداً بشكل رئيسي في العظام البشرية، مُستخدمين عيّنة من ذراع الطفل المكسورة لتأكيد النتائج السابقة: أنّ عمر الهيكل يراوح بين 27.700 و28.600 عام.

وصرَّحت بيتان لينسكوت، المُشاركة في الدراسة والباحثة بجامعة ميامي: «شعرنا بأننا نعيد للطفل جزءاً من قصّته المنسية. لم يكن الهيكل مجرّد بقايا، وإنما قبر طفل صغير. لا بد أنّ أحداً ما أحبَّه، وجعله يضحك، ورافق خطواته القليلة على الأرض».

من جهته، أكد عالم الآثار بجامعة درم البريطانية، بول بيتيت، أنّ البحث يبرز كيف أسهمت طرق التأريخ الحديثة في فكّ ألغاز الماضي. في حين شبَّه المؤلِّف من جامعة لشبونة، جواو زيلهاو، أهمية دراسة الأصول البشرية بالاحتفاظ بصور الأسلاف، قائلاً: «إنها سبيل إلى التذكُّر».