برامج ذكاء صناعي منفلتة تزوّر الوجوه والأصوات

تقنية «التزوير العميق» تزدهر مع انعدام التشريعات القانونية

يغطى الوجه بإطار من الأسلاك بهدف إجراء التغييرات بتقنية «التزوير العميق»
يغطى الوجه بإطار من الأسلاك بهدف إجراء التغييرات بتقنية «التزوير العميق»
TT

برامج ذكاء صناعي منفلتة تزوّر الوجوه والأصوات

يغطى الوجه بإطار من الأسلاك بهدف إجراء التغييرات بتقنية «التزوير العميق»
يغطى الوجه بإطار من الأسلاك بهدف إجراء التغييرات بتقنية «التزوير العميق»

تُستخدم تقنية «ديب فيك» (برنامج إلكتروني يتيح للنّاس تبديل الوجوه، والأصوات، وغيرها من السمات لابتكار محتوى رقمي مزوّر) منذ بضع سنوات لصناعة بديلٍ لإيلون ماسك وهو يروّج لعملية احتيال بواسطة العملات المشفّرة، أو «لتعرية» أكثر من 100 ألف امرأة رقمياً على منصّة تليغرام، أو لسرقة ملايين الدولارات من شركات عبر تقليد أصوات تنفيذيّيها على الهاتف.

تقنية منفلتة

تعجز السلطات في معظم أنحاء العالم عن التعامل مع هذه التقنية، حتّى إنّ القوانين التي تضبط انتشارها لا تزال قليلة جداً، على الرغم من نموّ هذا البرنامج وزيادة تطوّره ووصوله للمستخدمين.
وتأمل الصين أن تكون استثناءً في هذا المجال بعد أن أقرّت الشهر الماضي قوانين جديدة تفرض الحصول على موافقة الشخص أو صاحب موضوع المادّة التي أخضعت للتلاعب، وأن تحمل دمغات بتواقيع رقمية أو علامات مائية، وإجبار مزوّدي خدمات «ديب فيك» على توفير وسائل لـ«دحض الشائعات».
لكنّ الصين تواجه العقبات نفسها التي أدت إلى إحباط جهود سابقة لتنظيم المواد المزيّفة التي تنتجها هذه التقنية. ذلك لأنّ أسوأ مستخدميها يكونون غالباً الأصعب ضبطاً لأنّهم يعملون دون هوية، ويتأقلمون بسرعة، ويتشاركون بابتكاراتهم الصناعية من خلال منصّات إلكترونية مفتوحة. سلّطت خطوة الصين الضوء أيضاً على سببٍ آخر لتبنّي عددٍ قليلٍ من الدول قوانين ضابطة في هذا المجال، وهو شعور كثيرين بالقلق من استخدام الحكومات هذه القوانين لخنق حريّة التعبير.
ويرى خبراء التقنية أنّ مجرّد مضيّ الصين بتطبيقها لقوانينها الجديدة سيؤثّر على كيفية تعاطي حكومات أخرى مع التعلّم الآلي والذكاء الصناعي اللذين يشغّلان تقنية «ديب فيك». وبسبب السوابق القليلة في هذا المجال، يبحث المشرّعون اليوم حول العالم عن حالات اختبار للّحاق بالصين أو رفض خطوتها.
يعتبر رافيت دوتان، باحثٌ في مرحلة ما بعد الدكتوراه ومدير مختبر «كولابوريتف إي آي ريسبونسبليتي» في جامعة بيتسبرغ، أنّ «مشهد الذكاء الصناعي مثير لاهتمام السياسات العالمية، لأنّ الدول تتنافس لفرض طريقة التعامل مع هذه المسألة. نعلم أنّ القوانين آتية، لكنّنا لا نعرف ما هي بعد، إذ يوجد كثير من الاحتمالات».

تطبيقات واعدة ومخيفة

تحمل تقنيات «ديب فيك» آمالاً واعدة في قطاعات كثيرة. فقد أحيت الشرطة الهولندية العام الفائت قضية مجمّدة من عام 2003 بابتكار شخصية رقمية لضحية جريمة قتل (13 عاماً) ونشرت صوراً له يسير بين مجموعة من أصدقائه وأفراد عائلته في الزمن الحاضر. تُستخدم التقنية أيضاً للسخرية والتهكّم، وتخدم المتبضّعين الإلكترونيين في تجربة الملابس في غرف تبديل افتراضية، وفي محاكاة المتاحف، ومن قبل الممثلين الذين يأملون التحدّث بلغات عدّة في إطلاقات الأفلام الدولية. علاوةً على ذلك، استخدم باحثون من مختبر الإعلام في معهد ماساتشوستس للتقنية، وفي منظّمة اليونيسف، تقنيات مشابهة لدراسة حالات التعاطف، من خلال وضع مشاهد الحرب والدمار، التي سبّبتها الحرب السورية، على صور مدن في أميركا الشمالية وأوروبا.
في المقابل، يساهم برنامج «ديب فيك» في تطبيقاتٍ مخيفة كثيرة أيضاً، إذ يتخوّف خبراء القانون من أن سوء استخدام تقنيات «ديب فيك» يهشم ثقة الناس بشرائط المراقبة الأمنية، والكاميرات الجسدية، وغيرها من الأدلّة، «ففي قضية حضانة في إحدى المحاكم البريطانية عام 2019، قدّم وكيل أحد الأبوين مقطعاً معدّلاً يظهر الطرف الآخر وهو يهدّد الطفل بعنف».
قد يساهم المحتوى الرقمي المزوّر أيضاً بتشويه سمعة رجال الشرطة والتحريض عليهم، أو في إرسالهم في مهام كاذبة. وكانت وزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة قد حذّرت من مخاطر أخرى للـ«ديب فيك»، أبرزها التنمّر الإلكتروني، والابتزاز، والتلاعب بالبورصة، والاضطرابات السياسية.
ويتوقّع بعض الخبراء أن يصبح 90 في المائة من المحتوى الإلكتروني مفبركاً خلال سنواتٍ قليلة.
وأشار تقرير لليوروبول (وكالة تطبيق القانون الأوروبية) العام الماضي إلى أنّ العدد المتزايد لمواد «ديب فيك» يمكن أن يؤدّي إلى وضعٍ يفتقر فيه النّاس إلى واقعٍ مشترك، أو يؤسس لارتباك اجتماعي حول أيّ من مصادر المعلومات يتمتّع بالموثوقية، أي ما يُعرف بـ«نهاية عالم المعلومات» أو «لا مبالاة الواقع».

فشل قانوني

تحدّث مسؤولون بريطانيون العام الفائت أيضاً عن تهديدات عدّة، أبرزها موقع إلكتروني «يعرّي النساء افتراضياً» حصد 38 مليون زيارة في الأشهر الثمانية الأولى من 2021. لكنّ الاقتراحات القاضية بوضع ضوابط لهذه التقنية في المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي لا تزال بانتظار تحويلها إلى قوانين.
وفي الولايات المتّحدة، باءت محاولات تشكيل قوّة خاصّة لمعاينة تقنية «ديب فيك» بالفشل. ففي عامي 2019 و2021 تقدّمت عضو الكونغرس إيفيت د. كلارك، بمشروع قانون، عنوانه «الدفاع عن كلّ شخص من الإطلالات المزيفة من خلال شمل فعل الاستغلال بقانون المحاسبة»، لكنّه لا يزال بانتظار التصويت عليه. وتحدّثت كلارك عن نيّتها تقديم مشروع القانون نفسه هذا العام أيضاً.
واعتبرت كلارك أنّ قانونها، الذي سيفرض على محتوى «ديب فيك» عرض علامات مائية أو أسماء تعريفية، كان «إجراءً للحماية» على عكس القوانين الصينية التي وصفتها بأنّها «تميل إلى آليات للسيطرة».
وتستهدف القوانين المطبّقة في الولايات المتّحدة بمعظمها المقاطع المزيّفة السياسية والإباحية. من جهته، قال مارك بيرمن، عضو الحزب الديمقراطي في جمعية ولاية كاليفورنيا، الذي يمثّل أجزاء من وادي سيليكون، ويرعى هذا النوع من التشريعات، إنّه ليس على علمٍ بأيّ جهود تُبذل لإنفاذ قوانينه عبر الدعاوى القانونية أو الغرامات.
وتحظر ولايات قليلة أخرى، كنيويورك، المحتوى المزيّف الإباحي. وخلال ترشّحه لدورة أخرى في انتخابات عام 2019، قال حاكم ولاية هيوستن إنّ إعلاناً حساساً تابعاً لمرشّح آخر خرق أحد قوانين تكساس التي تحظر المحتوى السياسي المضلّل المصمّم بتقنيات «ديب فيك».
لكنّ القوانين وقرارات الحظر قد تواجه صعوبة في احتواء تقنية صُمّمت للتأقلم والتحسّن المستمر. فقد أثبت باحثون من مؤسسة راند للأبحاث والتطوير مدى صعوبة تحديد محتوى «ديب فيك»، بعرض مجموعة مقاطع فيديو على أكثر من 3 آلاف شخص، طلبوا منهم تحديد المقاطع المزوّرة (كمقطع «ديب فيك» الذي أظهر الناشطة في مجال المناخ غريتا تونبرغ وهي تتنصّل من نظرية وجود التغير المناخي).
أخطأت المجموعة المشاركة في ثلث الحالات، حتّى إنّ عشرات الطلّاب الذين يدرسون التعلّم الآلي في جامعة كارنيغي ميلون أخطأوا في أكثر من 20 في المائة من المرّات.
وتحاول مبادرات من شركات كـ«مايكروسوفت» و«أدوبي» اليوم إثبات أصالة المواد الإعلامية وتدريب تقنيات الاعتدال للتعرّف على التناقضات التي تكشف المحتوى المفبرك. لكنّ المعاناة في التفوق على صانعي محتوى «ديب فيك» حقيقية ومتواصلة، لأنّهم يكتشفون غالباً وسائل جديدة لتصحيح العيوب، وإزالة العلامات المائية المعرّفة، وتعديل البيانات الوصفية لتغطية آثارهم.
وأخيراً، يقول جاريد موندشين، عالم في مؤسسة راند: «يوجد سباق تسلّح تقني بين صانعي مقاطع (ديب فيك) وراصديها، وحتّى يحين وقت البدء بابتكار وسائل تحسّن رصد المحتوى المزوّر، سيكون من الصعب على أيّ تشريعات، مهما كثرت، أن تضع حداً لهذا الموضوع».

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«ثورة الذكاء الاصطناعي» تطغى على «قمة الويب» في لشبونة

تكنولوجيا خلال جلسة في «قمة الويب» 2024 في لشبونة عاصمة البرتغال 12 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

«ثورة الذكاء الاصطناعي» تطغى على «قمة الويب» في لشبونة

يطغى الذكاء الاصطناعي والتحوّلات الناتجة عنه على المناقشات خلال «قمة الويب» التي تُعقَد في لشبونة هذا الأسبوع على خلفية إعادة انتخاب ترمب رئيساً لأميركا.

«الشرق الأوسط» (لشبونة)
علوم مسيرة الإنسان نحو المستقبل... اتجاهات وتوجهات مبهمة

تنبؤات المستقبل... التاريخ يثبت صعوبة طرحها

قبل 50 عاماً ظهرت توقعات الحرب النووية والطفرة السكانية التي ستتجاوز قدرة الكوكب على إطعام سكانه.

«الشرق الأوسط»
تكنولوجيا تتيح «فينغيج» قوالب وأدوات تخصيص سهلة بينما تستخدم «نابكن إيه آي» الذكاء الاصطناعي لتحويل النصوص إلى تصميمات جذابة (فينغيج)

أدوات مميزة لتحويل أفكارك إلى تصميمات مرئية جذابة

تخيل أن بإمكانك تصميم إنفوغرافيك أو تقرير جذاب بسهولة!

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

الصورة تساوي ألف كلمة، لكنك لا تحتاج إلى كتابة أي منها من أجل البحث على الإنترنت هذه الأيام، إذ تستطيع البرامج الموجودة على هاتفك، بمساعدة الذكاء الاصطناعي....

جيه دي بيرسدورفر (نيويورك)

سماعات محمولة «ذكية» تتعرف على شكل أذني المستخدم

«إنزون إتش 9»: صوتيات مجسمة لمزيد من الانغماس في الألعاب
«إنزون إتش 9»: صوتيات مجسمة لمزيد من الانغماس في الألعاب
TT

سماعات محمولة «ذكية» تتعرف على شكل أذني المستخدم

«إنزون إتش 9»: صوتيات مجسمة لمزيد من الانغماس في الألعاب
«إنزون إتش 9»: صوتيات مجسمة لمزيد من الانغماس في الألعاب

يبحث اللاعبون ومحبو الصوتيات عن سماعات محمولة تلبي احتياجاتهم؛ من حيث جودة الصوتيات وتجسيمها والعمر الممتد للبطارية وراحة الاستخدام، ولكنها غالباً ما تكون مصممة لعموم المستخدمين. ولكن سماعات الألعاب «سوني إنزون إتش 9» (Inzone H9) وسماعات الأذن «دبليو إف-سي 700 إن» تدعم تصوير الأذن، وتعديل خصائصها لتتوافق مع شكل أذن كل مستخدم، وتقديم أفضل تجربة صوتية ممكنة.

واختبرت «الشرق الأوسط» السماعتين، ونذكر ملخص التجربة.

سماعات «إنزون إتش 9» مريحة للاستخدام المطول

تصميم أنيق وعصري

أول ما ستلاحظه لدى استخدام سماعات «إنزون إتش 9» هو تصميمها الأنيق والعصري؛ حيث تستخدم اللونين الأبيض والأسود بشكل يُشابه تصميم جهاز «بلايستيشن 5»، على الرغم من أنها مصممة للاستخدام على الكومبيوتر الشخصي والهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية، إضافة إلى جهاز «بلايستيشن 5». أما وسادات الأذن فكبيرة ومريحة للاستخدام المطول بفضل الحشوة الجلدية السميكة، مع تقديم حشوة مريحة أسفل الحلقة الرأسية.

ويمكن تدوير سماعات الأذن لتصبح مسطحة، وذلك لدى إزالة السماعات عن الرأس ووضعها حول الرقبة بهدف استخدامها أثناء التنقل، كما يمكن توسيع مفصل وسادات الأذن لضبط ارتفاعها حسب شكل رأس المستخدم. وتقدم السماعات أضواء «إل إي دي» تومض باللون الأبيض لدى ترابطها مع الكومبيوتر من خلال وحدة «يو إس بي» تتصل به، وتعمل بتردد 2.4 غيغاهرتز (يسمح بترابطها مع الكومبيوتر الشخصي أو جهاز «بلايستيشن 5»)، أو باللون الأزرق لدى ارتباطها بالأجهزة المختلفة عبر تقنية «بلوتوث».

ويوجد في السماعة اليسرى مؤشر لتعديل درجة ارتفاع الصوت، وزر لتفعيل وإيقاف عمل ميزة إلغاء الضوضاء (Active Noise Cancellation ANC) ومنفذ «يو إس بي تايب-سي» لشحنها. وبالنسبة للسماعة اليمنى، فيوجد بها زر لتفعيل الميكروفون الصوتي، وآخر لتفعيل وإيقاف ميزة «بلوتوث»، وزر خاص لتشغيل السماعات أو إيقافها عن العمل. وصنعت السماعات من البلاستيك المقوى، ويبلغ وزنها 327 غراماً.

مزايا متقدمة

من أهم مزايا السماعات دعمها لتقنية إلغاء الضوضاء، مثل صوت المحادثات من حول المستخدم، وصوت مكيف الهواء والمراوح وضجيج السيارات، وغيرها. وتستخدم السماعات محركات صوتية تعمل بمغناطيس «نيوديميوم» عالي الأداء بقطر 40 ملليمتراً، وتدعم تشغيل الصوتيات بترددات تتراوح بين 5 و20 ألف هرتز، مع قدرتها على تشغيل الصوتيات الجهورية منخفضة التردد (Bass) بجودة عالية لسماع صوت الانفجارات بمتعة كبيرة.

وتستطيع السماعات تشغيل الصوتيات الحادة أو متوسطة أو منخفضة الارتفاع بكل سهولة مع إعادة توزيعها بشكل متقن حتى لا تتنافس بين بعضها، مع دعم توزيع الصوتيات الأفقية والطولية بشكل مبهر، ما ينجم عنه تركيز أكبر على الصوتيات أثناء اللعب. ويتصل الميكروفون بالسماعات، ويتم كتمه آليّاً لدى تدويره إلى الأعلى، وذلك بهدف تسهيل استخدامه وإيقافه عن العمل دون الحاجة للضغط على أي زر.

اتصال لاسلكي متعدد

ونظراً لأن السماعات تتصل لاسلكياً بالكومبيوتر الشخصي أو «بلايستيشن 5» عبر وحدة «يو إس بي» خاصة، فسيحصل المستخدم على زمن استجابة منخفض للغاية، مقارنة بالاتصال عبر تقنية «بلوتوث»، وهي ميزة مهمة في الألعاب التنافسية التي يحتاج فيها اللاعب إلى سماع أصوات خطوات الأعداء من حوله، مع تزامن الصوت والصورة بشكل مريح للغاية.

وتجدر الإشارة إلى أن السماعات تدعم الاتصال بالكومبيوتر أو جهاز «بلايستيشن 5»، عبر وحدة «يو إس بي» ومع الهاتف الجوال عبر تقنية «بلوتوث» بالوقت نفسه، وذلك حتى لا يفوت المستخدم المكالمات أو التنبيهات خلال جلسات اللعب، مع خفض درجة ارتفاع صوت الهاتف الجوال مقارنة بالكومبيوتر الشخصي أو «بلايستيشن 5» للتركيز على مجريات اللعب بشكل أفضل.

تحليل شكل كل أذن

ويمكن استخدام برنامج «إنزون هاب» (Inzone Hub) على الكومبيوتر الشخصي بنظام التشغيل «ويندوز» لاستخدام إعدادات ترددات الصوتيات (Equalizer) المسبقة، أو تخصيصها حسب الرغبة وبكل سهولة. ويسمح هذا البرنامج باستخدام هاتف المستخدم (من خلال تطبيق «سبيشال ساوند بيرسونالايزر 360 - 360 Spatial Sound Personalizer) لتصوير شكل أذن المستخدم وتحليله وتعديل الخصائص الصوتية للسماعات، لتقدم أفضل تجربة لكل مستخدم، وبشكل مجسم. كما يمكن تعديل ألوان وميض «إل إي دي» من خلال البرنامج حسب رغبة المستخدم.

ولدى تجربة السماعات، لوحظ أنها تقدم توازناً متقناً بين الموسيقى والمؤثرات الصوتية والمحادثات داخل الألعاب، مع تجسيمها بشكل مبهر يزيد من مستويات الانغماس، وكانت جودة المحادثات واضحة. ولدى استخدام السماعات على جهاز «بلايستيشن 5»، فكانت تتكامل معه بشكل سلس؛ إذ تُظهر على الشاشة درجة ارتفاع الصوت لدى تعديلها، مع عرض شحن البطارية المتبقية.

وتعمل البطارية لنحو 50 ساعة بالشحنة الواحدة لدى إيقاف عمل ميزة إلغاء الضوضاء، وبنسبة ارتفاع صوت تبلغ 75 في المائة لدى الاتصال عبر وحدة «يو إس بي». ويمكن شحن البطارية لمدة 10 دقائق وتشغيلها لساعة كاملة، مع القدرة على استخدام السماعات خلال شحنها.

والسماعات متوفرة بإصدارين، الأول باللونين الأبيض والأسود، والثاني باللون الأسود مع تقديم حلقة لونها أبيض في جهة المفصل الذي يربط بين السماعات والحلقة الرأسية، ويبلغ سعرها 949 ريالاً سعودياً (نحو 253 دولاراً أميركياً).

سماعات أذن صغيرة

وإن كنت ترغب في استخدام سماعات أذن صغيرة الحجم للاستماع إلى الموسيقى أثناء التنقل، فيمكنك استخدام سماعات «سوني دبليو إف-سي 700 إن» (WF-C700N) التي توضع داخل الأذن. وتتميز السماعات بجودتها الصوتية العالية وتصميمها المريح؛ حيث يعمل هيكل شبكي حول الميكروفون على خفض تشويش الرياح، ليتمكن المستخدم من التحدث بوضوح حتى في الهواء الطلق.

وتجمع السماعات بين الشكل الذي يتناسب مع أذن المستخدم وتصميم السطح المريح لثبات أكبر في أذن المستخدم حتى أثناء ممارسة الرياضة. ويسمح الزر الأيسر على السماعات بالتبديل بين ميزة إلغاء الضوضاء ووضع الصوت المحيطي بضغطة واحدة. وباستخدام الزر الأيمن، يمكن للمستخدم تشغيل الأغاني أو إيقافها مؤقتاً أو تخطيها. ويسمح الزران بتفعيل ميزة المساعد الصوتي للهاتف الجوال، واستلام المكالمات من دون استخدام اليدين، إلى جانب سهولة التحكم بدرجة ارتفاع الصوتيات بالضغط على السماعة عدة مرات متتالية. علبة السماعات صغيرة، ويسهل وضعها في جيب المستخدم أثناء التنقل.

تجربة صوتية "تجسيمية"

وبالنسبة للتجربة الصوتية، تقدم السماعات محركاً بقطر 5 ملليمترات، يستطيع تشغيل الصوتيات الجهورية (Bass) بقوة ووضوح، مع دعم تشغيل الصوتيات متوسطة الترددات بشكل مميز، ما ينجم عنه متعة أكبر لدى مشاهدة عروض الفيديو أو الاستماع إلى الموسيقى. كما تدعم السماعات تجسيم الصوتيات بتقنية «دولبي آتموس» (Dolby Atmos) بجودة عالية، مع دعم تخصيص إعدادات الترددات الصوتية (Equalizer) أو استخدام إعدادات مسبقة حسب نوع الموسيقى المرغوب فيه، للحصول على تجربة صوتية عالية الجودة لجميع فئات الموسيقى أو عروض الفيديو.

و
«دبليو إف - سي 700 إن»: حجم ووزن منخفضان بعمر بطارية ممتد

يمكن استخدام تطبيق «سبيشال ساوند بيرسونالايزر 360» (360 Spatial Sound Personalizer) لتصوير شكل أذن المستخدم وتحليله وتعديل الخصائص الصوتية للسماعات، لتقدم أفضل تجربة لكل مستخدم، وبشكل مجسم، خصوصاً لدى ترابط السماعات مع تلفزيونات «برافيا إكس آر».

تطويرات صوتية

ويتميز «محرك تحسين الصوت الرقمي» (Digital Sound Enhancement Engine) بقدرته على إعادة الترددات العالية التي تزول لدى تشغيل ملفات صوتية مضغوطة عبر الإنترنت، وتقديم جودة صوتية عالية تقارب جودة التسجيل الأصلي وبشكل أفضل بكثير مقارنة بالاستماع إلى الموسيقى المضغوطة دون استخدام هذا المحرك، ما ينجم عنه تجربة سماع للموسيقى طبيعية أكثر.

ويمكن إلغاء تفعيل ميزة إلغاء الضوضاء لسماع البيئة من حول المستخدم (مثل سماع صوت السيارات القريبة أو مناداة الآخرين له في بيئة العمل أو في المنزل)، وذلك من خلال استخدام ميكروفونات خاصة في السماعات، إلى جانب دعم ميزة التركيز على الصوت (Focus on Voice) لخفض درجة ارتفاع الصوتيات لدى الدردشة مع الآخرين من حول المستخدم دون نزع السماعات من أذن المستخدم، وإعادة درجة ارتفاع الصوتيات إلى طبيعتها بعد الانتهاء من التحدث.

إعدادات حسب مكان المستخدم

هناك ميزة أخرى مثيرة للاهتمام، وهي قدرة السماعات على التعرّف على موقع المستخدم، وتفعيل إعدادات صوتية خاصة بكل موقع آلياً، مثل إيقاف عمل ميزة إلغاء الضوضاء في بيئة العمل، وتفعيلها في التدريب الرياضي، وزيادة درجة ارتفاع الصوتيات في المطاعم، وبكل سهولة. كما تدعم السماعات ميزة التحقق من مكانها عبر الهاتف الجوال لمعرفة المكان الذي وضعها فيه المستخدم آخر مرة.

ويمكن ترابط السماعات مع الكومبيوتر الشخصي الذي يعمل بنظامي التشغيل «ويندوز 10 أو 11» عبر تقنية «بلوتوث»، وبكل سهولة. وتتصل السماعات بالأجهزة المختلفة عبر شريحتي «بلوتوث»، تُرسل الصوتيات إلى الأذنين اليمنى واليسرى في الوقت نفسه، إلى جانب تصميم هوائي مطور لضمان تقديم اتصال ثابت وجودة صوتية عالية. كما يمكن ربط السماعات مع جهازين في آنٍ واحد، لتتعرف السماعات على الهاتف الذي وردت المكالمة إليه، وتفعل ميزة المحادثات عبره آلياً.

وتستطيع السماعات العمل نحو 7.5 ساعة بالشحنة الواحدة، مع تقديم 7.5 ساعة إضافية من خلال البطارية المدمجة في العبوة، مع القدرة على شحنها لمدة 10 دقائق (من خلال العبوة التي يمكن شحنها من خلال منفذ «يو إس بي تايب-سي») واستخدامها لساعة كاملة.

السماعات تدعم مقاومة العرق، ورذاذ المياه وفقاً لمعيار «IPX4»، ويبلغ وزن كل منها 4.6 غرام فقط، وهي متوفرة بألوان الأسود أو الأبيض أو الأخضر أو البنفسجي، ويبلغ سعرها 399 ريالاً سعودياً (نحو 106 دولارات أميركية).