متفائلاً بأغنية «من يومها صار القمر أكبر»، اختار صاحب أحد المحال التجارية في مدينة الجيزة، صوت فيروز لجذب المواطنين لمعروضاته بمناسبة «عيد الحب». وتُبرز الواجهة الزجاجية للمحل، الذي يقع في الحي المتميز بمدينة السادس من أكتوبر (غرب القاهرة) والمُتخصص في بيع الهدايا، عدداً متنوعاً من الهدايا المُغلفة بأقمشة التُل الحمراء الساطعة في محاولة لجذب المارة للمحل.
ويشرح البائع محمد علاء، لزبائن المحل، أنه بإمكانهم اختيار هدايا لعيد الحب تتوافق مع «الميزانية». ويشير لصناديق الهدايا المُلونة مختلفة الأحجام كوسيلة جذابة لتقديم الهدايا التي يختارها الزبائن.
«دباديب وشوكولاته» هي الأبرز والأكثر شيوعاً كما يقول محمد لـ«الشرق الأوسط» لاختيارات الزبائن في «عيد الحب»، موضحاً أن «ثمن أحد (الدباديب) متوسط الحجم 550 جنيهاً (18 دولاراً)، وبلا شك ارتفع ثمنه كما كل البضائع، حيث كان ثمنه قبل عدة أشهر لا يتجاوز 300 جنيه (نحو 10 دولارات)»، مضيفاً: «حضر أحد الزبائن وطلب مني أن أدبر له هدية في حدود 200 جنيه، وعلى الرغم من أن هذا المبلغ كان يستطيع شراء هدية مناسبة العام الماضي؛ فقد اقترحت عليه هذا العام هدية أبسط تناسب ميزانيته»، ويضيف البائع: «الهدية في النهاية شيء رمزي، وتبدو الهدايا بشكل عام وسط موجة الغلاء بنداً هامشياً، وهو ما يجعلني أشير للزبائن ببدائل أقل سعراً كبعض الإكسسوارات، أو قطع الزينة والشموع للبيت، أما (الدباديب) فهامش ربحها بالنسبة لنا ضعيف جداً رغم أسعارها التي تضاعفت».
ولا يعد «عيد الحب» مناسبة ينتظرها المُحبون لتبادل الهدايا وعبارات الحب فقط، بل يعد موسماً ينتظره الباعة وأصحاب المحال والمشروعات من أجل الترويج لمنتجاتهم مُغلفة بعبارات احتفالية تحشد إعلاناتها الترويجية منذ مطلع فبراير (شباط) من كل عام. إلا أن غلاء الأسعار خيم على احتفالات «عيد الحب».
وتواجه مصر موجة غلاء عقب انخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار الذي بلغ سعره 30.43 جنيه حتى (مساء الأحد)، وذلك وسط ارتفاع معدلات التضخم في مصر التي بلغت معدلات قياسية هي الأعلى منذ 5 سنوات.
إضافة إلى ذلك، تخصص صفحات التسوق الإلكتروني أقساماً خاصة بعرض تخفيضات أسعار بمناسبة «عيد الحب» لا سيما منتجات التجميل والعطور والملابس، التي تصل تخفيضات بعضها إلى 50 في المائة، وذلك خاص بمنتجات محدودة. وتلجأ المحال والصفحات التجارية المخصصة لبيع الحلويات لمواقع التواصل الاجتماعي للترويج لمنتجاتها بتقديم عروض «تنافسية» عبر طرح صور جذابة لمنتجاتها من «شوكولاته» و«كيك عيد الحب» الذي يشهد صيحات لافتة في التصميم والمذاق، إلا أن سالي سمير، صاحبة متجر للحلويات، تقول إن «موسم (عيد الحب) هذا العام لحق بأزمة الغلاء التي ضاعفت من أسعار جميع مكونات صناعة الحلوى».
وتقول سالي لـ«الشرق الأوسط»: «أعتمد في صناعة الحلوى والمخبوزات على خامات مرتفعة الجودة، لضمان الحفاظ على مستوى منتجاتي والحفاظ على زبائني، والمكونات الرئيسية كالكاكاو والدقيق والبيض والسكر، جميعها تضاعفت أسعارها مع الغلاء، فقد اشتريت كرتونة بيض بسعر الجملة بـ115 جنيهاً، وتلك منتجات لا يستطيع أي عامل في مجال الصناعات الغذائية الاستغناء عنها أو إيجاد بديل لها».
وتضيف سالي: «قررت هذا العام طرح (كيك) عيد الحب بحجم أقل لأستطيع بيعه بسعر متوسط، ولكي أجذب الزبائن، وطرحته بسعر 100 جنيه، وفي النهاية فإن هامش الربح ضعيف بسبب ارتفاع التكاليف من ناحية، ونظر العديد من الزبائن للحلوى الآن بوصفها سلعة رفاهية يمكن الاستغناء عنها حتى في عيد الحب».
غلاء الأسعار يُخيم على احتفالات «عيد الحب» في مصر
رغم عروض تخفيضات أسعار الهدايا
غلاء الأسعار يُخيم على احتفالات «عيد الحب» في مصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة