الماء والنور والإيمان تتجسد في تشكيلات حجرية

في ملتقى طويق للنحت بالرياض

{تموج المحيط} لليليا بوبورنيكفا (رياض آرت - ملتقى طويق)     -    {عندما تمطر} ليانيك روبرت (الشرق الأوسط)    -     {تفاهم} لخوسيه ميلان (الشرق الأوسط)
{تموج المحيط} لليليا بوبورنيكفا (رياض آرت - ملتقى طويق) - {عندما تمطر} ليانيك روبرت (الشرق الأوسط) - {تفاهم} لخوسيه ميلان (الشرق الأوسط)
TT

الماء والنور والإيمان تتجسد في تشكيلات حجرية

{تموج المحيط} لليليا بوبورنيكفا (رياض آرت - ملتقى طويق)     -    {عندما تمطر} ليانيك روبرت (الشرق الأوسط)    -     {تفاهم} لخوسيه ميلان (الشرق الأوسط)
{تموج المحيط} لليليا بوبورنيكفا (رياض آرت - ملتقى طويق) - {عندما تمطر} ليانيك روبرت (الشرق الأوسط) - {تفاهم} لخوسيه ميلان (الشرق الأوسط)

تشكيلات فنية مختلفة، بعضها عبر عن الماء، والآخر عن النور والإيمان، شكلتها أيدي فنانين عبر النقش والحفر والصقل في أحجار رملية أو من الغرانيت، اجتمعت في معرض ملتقى طويق للنحت، الذي أقيم السبت الماضي بالرياض. والآن من بعد اجتماعها تتفرق تلك التعبيرات في أنحاء مدينة الرياض، كل منها يحمل رسالة صانعه أو صانعته للجمهور الأوسع.
الأمر اللافت في معرض طويق للنحت، الذي اختتم فعالياته أول من أمس، هو قوة الموضوعات التي ماثلت قوة وصلابة الحجر، وعمقها، التي أبرزها الفنانون من خلال كتل جامدة، بعضها تم تنعيمه ليصبح أملسَ، والبعض الآخر احتفظ بخشونة طبيعية، وفي كل حالاته استطاع الحجر أن يكون موصلاً جيداً لما أراد الفنانون إيصاله للجمهور، يذكر أحد أعضاء لجنة اختيار الفنانين أن من أهم مقومات نجاح أي عمل نحتي، هو أن ينجح في عكس الفكرة والمفهوم المراد، وفي أغلب الأعمال التي طالعناها في الملتقى يمكننا القول إن الرسالة وصلت.
وخلال جولة لـ«الشرق الأوسط» عبر بعض المنحوتات، وأحاديث مع ناحتيها، نخرج بانطباعات ومشاعر مختلفة وردود فعل متنوعة من أفراد الجمهور الذين حضروا ليلة افتتاح العرض. المؤكد منها أن هناك اهتماماً متنامياً بالنحت في السعودية، ليس قادماً جديداً، ولكنه عبر طويق يعيش مرحلة جديدة من الإبداع والحضور الواثق.

زوار الملتقى أمام عمل للفنان فهد الجبرين (رياض آرت - إنستغرام)

أولى محطات الجولة كانت مع عمل بعنوان «تموج المحيط» للفنانة ليليان بوبورنيكفا من بلغاريا، الذي يقف برفقة أعمال أخرى تتخذ من الماء موضوعاً للتعبير، يصف ماريك ويلنسكي المنسق الفني للملتقى هذا الجانب من العرض بأنه «قسم الماء».
- ليليا بوبورنيكفا: تموج المحيط
ليليا بوبورنيكفا تقف بجوار عملها تتلقى الإطراء بسعادة، وتشرح لمن يريد ما أرادت قوله عبر القطعة. «عملك يتحدث عن المحيط؟» أبدأ حديثي معها وتجيب: «هو عن المحيط وعن قوس قزح وعن جمال الطبيعة». للفنانة شغف بالطبيعة عبرت عنه من قبل بالفراشات الملونة المنحوتة في دوائر، ويظهر قوس قزح في أكثر من عمل أيضاً. ما تعبر عنه في «تموج المحيط» (وهو عبارة عن قوس منحوت من حجر الرياض) هو التواصل بين الحضارات. تشير في حديثها معي إلى أن حجر الرياض «جميل جداً، سهل الاستخدام دون أن يكون عرضة للتهشم فهو مستقر جداً». تشير إلى التدرجات اللونية الواضحة على القوس قائلة إنها أخذت وقتها وهي «تلعب» بالأشكال: «قمت بصقل بعض الأماكن لأخرج ألواناً مختلفة». تصف تجربة الاشتراك في ملتقى طويق بأنها «تجربة جميلة»، أما المكان حولها فقد ألهمها الكثير: «هو مكان جميل جداً ومتفرد». تتحدث بانبهار عن الضوء الصافي الذي لا تحجبه غيوم: «كل صباح أحرص على الاستيقاظ قبل شروق الشمس وأجلس لمراقبة ذلك المشهد البديع، خاصة أن المساحات مفتوحة». تترك الرياض وفي قلبها أمنية بالعودة، وإحساس بالسعادة أن عملها سيعرض في العاصمة السعودية.

{حجارة المطر} لروب جود (الشرق الأوسط)

- يانيك روبرت: عندما تمطر
في عمله «عندما تمطر» يصور الفنان الفرنسي يانيك روبرت لحظة سقوط قطرة المطر، تبرز في محيطها الحجري وهي تتحدر ببطء، وقليلاً قليلاً تستجمع قوة وشكلاً. المنحوتة موضوعة على قاعدة من الغرانيت، وتتجه عبر خطها النحيل إلى السماء كأنما تشير إلى منشأها، حيث تتقابل القوى الطبيعية، لتتصادم وتتفاعل مع بعضها بعضاً. وفق الفنان: «لقاء القوى المضادة يخلق المطر الذي يملك القدرة على نحت نقوشنا وإثراء محيطاتنا».
- روب جود: حجارة المطر
عمل الفنان روب جود «حجارة المطر» من الأعمال التي تفاعل معها الجمهور بشكل كبير، حيث تمثل سحابات متداخلة تفصل بينها ممرات ضيقة. وبجانب الاستمتاع بتشكلاتها الفنية الجميلة بصرياً، أثارت القطعة الرغبة في الكثيرين لاعتلائها والمرور داخل طبقات العمل، مثَّل العمل اللقطة التصويرية المثلى أيضاً، وبدا واضحاً أن العلاقة ما بين الجمهور والعمل ستعتمد على التفاعل الذاتي والتواصل. في «حجارة المطر» نحت الفنان ثلاثة ألواح عريضة من الغرانيت باللون البيج، لتمثل صفائح واسعة من السحب المتداخلة والمتفاعلة لخلق حضور زمني رائع. ثُبتت المنحوتة عمودياً على قاعدة من الغرانيت الداكن مع مقاعد مدمجة، وقياساً على استقبال جمهور الملتقى لها، فمن المتوقع أن يصبح هذا العمل نقطة محورية للمدينة، مما سيخلق مساحة للتفاعل الاجتماعي والتأمل الهادئ.

{انتشار} لسيلفان بات (رياض آرت - ملتقى طويق)

- خوسيه ميلان: تفاهم
عمل للفنان الإسباني خوسيه ميلان، الذي يحمل عنوان «تفاهم» من الأعمال التي توقف عندها الكثيرون. ممتع جداً الدوران حول عمل ميلان، فهو يتخذ شكلاً مغايراً في كل جهة. صنع عمله من الغرانيت وعبر من خلاله عن الصمت والفهم والتفاهم، عناصر من التواصل البشري، التي تسمو بالإنسان مثلما تسمو كتل الحجر الغرانيتي أمامنا بكل أناقة ورفعة. يقول إن عمله يقدم تصوراً عن «كيف يمكن للأضداد أن تتفاعل، كيف يمكن أن تضع أربعة عناصر في مكان واحد لتعكس فكرة تواصل الأضداد. تتقابل الكتل الحجرية أمامنا، تفصل بينها مساحات طفيفة ولكنها ترتكز على نقطة محددة، ومع انحناءاتها تجاه بعضها بعضاً وتفرقها تظهر مساحة داخلية مربعة» يقول إنها تمثل: «الصمت وهو أمر أساسي ليستطيع الإنسان فهم غيره، يجب أن يسمع له أولاً». يعترف أن مادته المختارة للتعبير عن هذا المفهوم، وهي الغرانيت «ثقيلة جداً»، ولكنه استطاع ترويضها «بالنسبة لي من المهم تغيير ذلك التصور، بالنسبة لي تبدو القطعة خفيفة وطائرة»
- سيلفان بات: انتشار
الفنان البلجيكي سيلفان بات اختار المزج بين حجر الرياض والغرانيت في عمله المعنون «انتشار»، عمل منساب يحتوي قطعاً طويلة من الحجر، تنتظم سوياً في أماكن وتطل بأطرافها في أماكن أخرى. يحاول الفنان عبر التكوين المثير للتأمل احتواء المشاعر المشبعة بالحرية والتناقضات. يتلقى الفنان الأسئلة حول عمله، ويشير إلى اختلاف ملمس وشكل الحجر في مناطق وإلى قطع الغرانيت، التي تبرز حادة في مناطق أخرى. يقول إنه يستخدم النحت كاستعارة للتوازن والتناغم بين الطبيعة وعمل الإنسان.
- آنا ماريا نيغارا: بوابة النور
استوحت الفنانة عملها من الكتابات الموجودة في القرآن الكريم، وتمثل البوابة الضوءَ، الذي يهدي ويرشد كل إنسان. تخلق المنحوتة ارتباطاً ديناميكياً متناسقاً بين الطبيعة والتكنولوجيا والفلسفة والفن.تقول لي إنها استوحت عملها من سورة النور في القرآن، وخاصة الآية «الله نور السماوات والأرض»، ورداً على سؤالي إذا ما كانت تتحدث العربية أجابت بالنفي، مضيفة أنها لطالما أعجبت بالحرف العربي ولها أصدقاء يفسرون لها ما يستعصي عليها. وترجع سبب افتنانها بالحرف العربي لزياراتها المتكررة لمصر في طفولتها وأصدقائها هناك الذين شجعوها على استكشاف الخط العربي في أعمالها الفنية. تشير إلى أن العمل يعكس لحظات الشروق والغروب بشكل جمالي بديع، وأن الكثيرين من الزوار حرصوا على التقاط الصور لهم، مستغلين تلك اللحظات من الضياء.

{بوابة النور} لآنا ماريا نيغارا (الفنانة)   -     {تمكين - 2023} لمحمد الثقفي (رياض آرت - ملتقى طويق)

- وفاء القنيبط: تناغم
تهتم الفنانة السعودية وفاء القنيبط بتوثيق أسماء الله الحسنى عبر النحت، وفي هذا العمل تناولت كلمة «السميع»، وشكلت بالحجر معنى الكلمة. وفي عملها الذي يتميز بالانسيابية حفرت الكلمة على هيئة الأذن، التي تحتضن الكلمات. تقول إنها أرادت عكس تناغم الحرف العربي بليونته وعمقه مع قساوة الكتلة الحجرية. تقول في تعريفها للعمل إن «نعومة الحرف العربي تتموج داخل صلابة وقوة الغرانيت». تتحدث معي عن عملها «أنا يهمني أوثق أسماء الله نحتياً، فهذه كلمة (السميع)، تشبه في تكوينها شكل الأذن، أحرص على أن تكون الصفة تحمل شكلها، وصورتها». ترى القنيبط أن تشكيل الحجر يحمل إحساساً عميقاً: «عندما أعمل مع الطبيعة أحس بروحانية عالية». ورغم أنها شكلت عملها بالحجر فإنها عادة ما تعمل بالمعادن، مشيرة إلى أنها تجد متعة في تشكيلها بالنار.

{نقاط مستمرة} لطلال الطخيس (رياض آرت - ملتقى طويق)

- رجاء الشافعي: لنزهر معاً
الفنانة السعودية رجاء الشافعي تفخر بأنها علمت نفسها فن النحت، أحبت فن الرسم وتفوقت فيه، ولكن النحت شدها لتعلمه، لتعبر من خلاله عن أفكار لا يمكن لغير الحجر إيصالها.
تشير إلى أن عملها الذي يحمل عنوان «لنزهر سوياً» يحاول التفاعل مع الموضوع العام للملتقى هذا العام، وعبرت عن ذلك بطريقتها الخاصة: «فكرة السمبوزيوم هذا العام هي عن الانسجام، عبرت عنها عبر التناغم بين الأزواج، أرى أن كل طرف يدخل في العلاقة وله آماله وأحلامه ولا يجب أن يتخلى أي طرف عن ذلك. يجب أن يدعم كل طرف الآخر، وإذا تم ذلك ستكون علاقة ناجحة وستمد جذورها». تشير للمنحوتة بينما تتحدث، تنقسم القطعة لجزأين يربط بينهما شريط حجري. الجزء العلوي يمثل زوجين، كتلتين من الحجر الأملس ترتبط فيما بينها برباط وثيق، في الجزء الأسفل والمصنوع من الغرانيت يرتبط بالجزء الأول عبر شريط من الحجر يبدو كامتداد للكتل العلوية. «كونت هذا العمل على تصور شخصين يعانقان بعضهما بعضاً والجزء الأسفل ليس فقط قاعدة، بل هو أيضاً جزء هام من المنحوتة». تعلق على استخدام الغرانيت وحجر الرياض في عملها «عادة أستخدم الرخام في نحت أعمالي، وهي المرة الأولى، التي أستخدم الغرانيت أو الحجر الرملي سهل العمل، ولكنه مثير للغبار (تضحك) مقارنة بالرخام بالطبع، كنت أيضا متحمسة لتجربة الغرانيت واستمتعت بالعمل». تصف رجاء الشافعي تجربة عمل الفنانين الآخرين في الملتقى بأنها «حلقة دراسية كبيرة» وتضيف: «كنت مشاركة في الدورة الماضية وأردت العودة للاستفادة من النحاتين القادمين من بلدان مختلفة. نتناقش طوال الوقت، فنحن نعيش في المكان نفسه نتحدث عن أنواع الحجر، المعدات وغيرها». تشعر رجاء الشافعي بأن منحوتاتها ستعرف الناس بها لأجيال قادمة: «أشعر بالحماس أن عملي سيظل بعدي على هذه الأرض وأن الناس سيعرفونني من خلاله».
- محمد الثقفي: تمكين، 2023
رمز عنوان عمل محمد الثقفي إلى مستقبل المرأة المليء بالتفاؤل والتغيير، ويشير عمله إلى تفاصيل هندسية تشير إلى التراث والثقافة، حيث خطت المرأة في المملكة العربية السعودية خطوات كبيرة نحو التمكين في السنوات الأخيرة. وساعدت «رؤية 2030» في تمهيد الطريق نحو وصول المرأة السعودية إلى مناصب قيادية على المستويين المحلي والدولي. ويمثل العمل توازناً من حيث دور المرأة والرجل في المجتمع.

{لنزهر معاً} لرجاء الشافعي (رياض آرت - ملتقى طويق)

مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

«جوي أووردز» تحتفي بالفائزين بجوائزها في الرياض

الأميركي ماثيو ماكونهي يحمل «جائزة شخصية العام» خلال حفل «جوي أووردز» (موسم الرياض)
الأميركي ماثيو ماكونهي يحمل «جائزة شخصية العام» خلال حفل «جوي أووردز» (موسم الرياض)
TT

«جوي أووردز» تحتفي بالفائزين بجوائزها في الرياض

الأميركي ماثيو ماكونهي يحمل «جائزة شخصية العام» خلال حفل «جوي أووردز» (موسم الرياض)
الأميركي ماثيو ماكونهي يحمل «جائزة شخصية العام» خلال حفل «جوي أووردز» (موسم الرياض)

بحضورٍ لافت من الشخصيات البارزة والمرموقة في عالم الفن والموسيقى والرياضة وصناعة الترفيه، أقيم مساء السبت، حفل تتويج الفائزين بالنسخة الخامسة لجوائز «جوي أووردز» (Joy Awards) لعام 2025 في العاصمة السعودية الرياض.

وبعد مشاركة واسعة وإقبال غير مسبوق من الجمهور في مرحلة التصويت، توافد نجوم عرب وعالميون إلى مقر الحفل الذي احتضنته منطقة «anb Arena»، ضمن فعاليات «موسم الرياض»، حيث انضموا بعد المرور على السجادة الخزامية إلى ‏ليلة استثنائية، في أكبر وأهم حفل للجوائز الفنية العربية بالمعايير العالمية.

ومنذ الساعات الأولى من الحدث، وصل نخبة من فناني ونجوم العالم، تقدّمهم الممثل والمنتج العالمي أنتوني هوبكنز، وصانع الأفلام الأميركي مايك فلاناغان، والممثل التركي باريش أردوتش، وأسطورة كرة القدم الفرنسي تييري هنري، وغيرهم.

توافد نجوم الفن إلى مقر حفل «جوي أووردز» في الرياض (هيئة الترفيه)

وواكب وصول النجوم عزف حي وعروض فنية في الرواق، بينما امتلأت باحة الاستقبال بالجماهير التي حيّتهم، وأبدى الضيوف سرورهم بالمشاركة في الحدث الاستثنائي الذي يحتفي بالفن والفنانين.

وأكد فنانون عرب وعالميون، لحظة وصولهم، أن الرياض أصبحت وجهة مهمة للفن، ويجتمع فيها عدد كبير من النجوم، لتكريم الرواد والمميزين في أداءاتهم وإنتاجهم، وتشجيع المواهب الواعدة التي ينتظرها مستقبل واعد في السعودية.

وانطلقت الأمسية الاستثنائية بعرضٍ مميز لعمالقة الفن مع المغنية والممثلة الأميركية كريستينا أغيليرا، وقدَّم تامر حسني ونيللي كريم عرضاً غنائياً مسرحياً، تبعه آخرَان، الأول للموسيقي العالمي هانز زيمر، وجمع الثاني وائل كفوري مع الكندي مايكل بوبليه، ثم عرض للأميركي جوناثان موفيت العازف السابق في فرقة مايكل جاكسون، قبل أن تُختَتم بـ«ميدلي» للمطرب التركي تاركان.

المغنية كريستينا أغيليرا خلال عرضها في حفل «جوي أووردز» (هيئة الترفيه)

وشهد الحفل تكريم الراحل الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن الذي ترك بصمته الكبيرة في عالم الفن بـ«جائزة صُنَّاع الترفيه الماسيَّة»، تسلّمها نجله الأمير خالد، قبل أن يُقدِّم المغني الأوبرالي الإيطالي الشهير أندريا بوتشيلي مقطوعة موسيقية كلاسيكية إهداء للراحل، و«ديو» جمعه مع فنان العرب محمد عبده.

وتُوِّج رائد السينما السعودية المُخرِج عبد الله المحيسن، والفنان عبد الله الرويشد، والموسيقار بوتشيلي، والممثل مورغان فريمان، والموسيقي هانز زيمر، والمخرج الكوري جي كي يون، والفنان ياسر العظمة، والمُخرِج محمد عبد العزيز بـ«جائزة الإنجاز مدى الحياة»، والممثل الأميركي ماثيو ماكونهي بـ«جائزة شخصية العام»، والمخرج العالمي جاي ريتشي، والممثل الهندي هريثيك روشان، والمصمم اللبناني زهير مراد بـ«الجائزة الفخرية».

الفنان ياسر العظمة يلقي كلمة بعد تكريمه بـ«جائزة الإنجاز مدى الحياة» (هيئة الترفيه)

كما تُوِّج بـ«جائزة صُنّاع الترفيه الفخرية» الممثلة مريم الصالح، والممثلين إبراهيم الصلال، وسعد خضر، وعبد الرحمن الخطيب، وعبد الرحمن العقل، وعلي إبراهيم، وغانم السليطي، ومحمد الطويان. وقدّمها لهم سلمان الدوسري وزير الإعلام السعودي.

وفاز في فئة «المسلسلات»، سامر إسماعيل بجائزة «الممثل المفضَّل» عن دوره في «العميل»، وهدى حسين بـ«الممثلة المفضّلة» عن «زوجة واحدة لا تكفي»، والعنود عبد الحكيم بـ«الوجه الجديد المفضّل» عن «بيت العنكبوت»، و«شباب البومب 12» بـ«المسلسل الخليجي المفضَّل»، و«نعمة الأفوكاتو» بـ«المسلسل المصري المفضَّل»، و«مدرسة الروابي للبنات 2» بـ«المسلسل المشرقي المفضَّل».

أما في فئة «الإخراج»، ففازت رشا شربتجي بجائزة «مخرج المسلسلات المفضَّل» عن عملها «ولاد بديعة»، وطارق العريان بـ«مخرج الأفلام المفضَّل» عن «ولاد رزق 3: القاضية».

حفل استثنائي لتتويج الفائزين بجوائز «جوي أووردز» في الرياض (هيئة الترفيه)

وضمن فئة «السينما»، فاز هشام ماجد بجائزة «الممثل المفضَّل» عن دوره في «إكس مراتي»، وهنا الزاهد بـ«الممثلة المفضَّلة» عن «فاصل من اللحظات اللذيذة»، و«ولاد رزق 3: القاضية» بـ«الفيلم المفضَّل».

وفاز في فئة «الرياضة»، اللاعب سالم الدوسري كابتن فريق الهلال السعودي بجائزة «الرياضي المفضَّل»، ولاعبة الفنون القتالية السعودية هتان السيف بـ«الرياضيِّة المفضَّلة».

أما فئة «المؤثرين»، ففاز أحمد القحطاني «شونق بونق» بجائزة «المؤثر المفضَّل»، ونارين عمارة «نارين بيوتي» بـ«المؤثرة المفضَّلة».

وضمن فئة «الموسيقى»، تقاسَمت «هو أنت مين» لأنغام، و«هيجيلي موجوع» لتامر عاشور جائزة «الأغنية الأكثر رواجاً»، وذهبت «الأغنية المفضَّلة» إلى «الجو» لماجد المهندس، وفاز عايض بـ«الفنان المفضَّل»، وأصالة نصري بـ«الفنانة المفضَّلة»، وراكان آل ساعد بـ«الوجه الجديد المفضَّل».

الرياض وجهة مهمة للفن والرياضة تجمع كبار نجوم العالم (هيئة الترفيه)

وكتب المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه، في منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «بدعم مولاي الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو سيدي ولي العهد عراب الرؤية وقائدنا الملهم (الأمير محمد بن سلمان) اليوم نشهد النجاح الكبير لحفل توزيع جوائز جوي أووردز 2025».

وتعدّ «جوي أووردز»، التي تمنحها هيئة الترفيه السعودية، واحدةً من أرقى الجوائز العربية، وتُمثِّل اعترافاً جماهيرياً بالتميُّز في الإنجازات الفنية والرياضية ومجالات التأثير. ويُقدِّم حفلها أحد المشاهير الذي يمثل قيمة جماهيرية لدى متابعيه من جميع أنحاء العالم.

وشهدت جوائز صُنّاع الترفيه في نسختها الخامسة، منافسة قوية في مختلف فئاتها التي تشمل «السينما، والمسلسلات، والموسيقى، والرياضة، والمؤثرين، والإخراج»، مع التركيز على أهم الأعمال والشخصيات المتألقة خلال العام.

وتُمنح لمستحقيها بناء على رأي الجمهور، الأمر الذي صنع منها أهمية كبيرة لدى مختلف الفئات المجتمعية التي يمكنها التصويت لفنانها أو لاعبها المفضل دون أي معايير أخرى من جهات تحكيمية.