الريال ينهي مغامرة الهلال «العالمية» ويتوج بطلاً لمونديال الأندية

ممثل الكرة السعودية قدم أداءً مشرفاً وقاتل حتى النهاية أمام عملاق أوروبا

لاعبو ريال مدريد خلال تتويجهم باللقب (رويترز)
لاعبو ريال مدريد خلال تتويجهم باللقب (رويترز)
TT

الريال ينهي مغامرة الهلال «العالمية» ويتوج بطلاً لمونديال الأندية

لاعبو ريال مدريد خلال تتويجهم باللقب (رويترز)
لاعبو ريال مدريد خلال تتويجهم باللقب (رويترز)

قدم الهلال السعودي أكثر مما هو مطلوب منه، أمام أحد أعرق الأندية العالمية على الإطلاق، ودخل التاريخ بأداء مشرف في النهائي الذي خسره بنتيجة 5 - 3 أمام ريال مدريد الإسباني، الذي توج بطلاً لكأس العالم للأندية 2023 بالمغرب.
ورفض ممثل الكرة السعودية والآسيوية الاستسلام مبكراً أمام الفريق الملكي الجامح والمدجج بالنجوم، وكان منافساً شرساً، ونداً لند طوال وقت المباراة، لكن فوارق النجوم والخبرة تفوقت ومالت في نهاية الأمر لصالح عملاق أوروبا.
وسبق للنادي الملكي المتوج بلقب النسخة الأخيرة لدوري أبطال أوروبا، أن حصد لقب المونديال 4 مرات من قبل في أعوام 2014 و2016 و2017 و2018، في الوقت الذي أصبح فيه الهلال أول فريق سعودي، وثالث فريق عربي يبلغ المباراة النهائية بعد العين الإماراتي والرجاء المغربي، وكذلك بات ثالث فريق آسيوي يبلغ هذه المحطة بعد العين وكاشيما إنتلرز الياباني.
كما يعد الهلال أكثر الأندية الآسيوية تسجيلاً للأهداف في مونديال الأندية بإجمالي 17 هدفاً.
وشارك الهلال في مونديال الأندية للمرة الثالثة بعد أن أحرز المركز الرابع بمشاركتيه السابقتين في عامي 2019 و2021.

كنو متجاوزاً كروس ومودريتش في إحدى الهجمات الزرقاء (أ.ب)

وشق الهلال طريقه ببراعة إلى المباراة النهائية عبر فوزه المستحق على فلامينغو البرازيلي 3 - 2 في المربع الذهبي، بعد أن بدأ مشواره بفوز ماراثوني على الوداد المغربي 5 - 3 بركلات الجزاء الترجيحية، فيما بدأ الريال مسيرته من الدور نصف النهائي مباشرة، ونجح في تخطي الأهلي المصري بأربعة أهداف مقابل هدف، ليستعيد اللقب الغائب عن خزائنه منذ 2018.
وفي مباراة أمس، قطع علي البليهي محاولة أولى لريال مدريد مع الدقيقة الثانية بعد انطلاقة المباراة، وذلك بعدما مرر كارفخال كرة ساقطة داخل منطقة الجزاء انبرى لها البليهي وحولها لضربة ركنية، جاء الرد بعدها سريعاً من موسى ماريغا الذي توغل داخل منطقة جزاء ريال مدريد وحول الكرة صوب الأرجنتيني فييتو، لكن كرته خرجت لضربة مرمى دون أن تحمل معها خطورة كبيرة.
وشن ريال مدريد ضغطاً كبيراً في منطقة ملعب الهلال، حيث لم يدُم صمود دفاع الأزرق طويلاً، إذ نجح فينيسيوس جونيور بترجمة تمريرة متقنة داخل شباك عبد الله المعيوف كهدف أول.
ذلك التقدم أربك المشهد بين دفاعات الفريق الهلالي الذي تراجع بصورة مبالغة نحو ملعبه وسط ضغط كبير لريال مدريد، لتستقبل شباك المعيوف مجدداً هدفاً ثانياً بعد خمس دقائق من الهدف الأول، وذلك بعدما سدد فالفيردي كرة قوية سكنت شباك الهلال مع الدقيقة 18.
كانت لقطة الهدف الثاني تترجم الحالة الفنية لفريق الهلال بعد أن تحولت الكرة المرتدة له إلى هجمة خطرة على شباكه، بعد أن قطعت الكرة من سالم الدوسري وأرسلت ساقطة داخل منطقة الجزاء أبعدها جيانغ برأسه، لتجد فالفيردي على قوس منطقة الجزاء سددها قوية سكنت الشباك.
بدأ الهلال في حالة مرتبكة مع تقدم ريال مدريد بثنائية في الجزء الأول من توقيت المباراة، لكن كرة مرتدة منظمة أرسلها محمد كنو صوب ماريغا الذي انطلق وتوغل داخل منطقة الجزاء ليسدد الكرة قوية تسكن شباك ريال مدريد.
والتقط الهلال الأنفاس وبدأ يمسك زمام اللعب قليلاً بعد بدايته المتعثرة نسبياً، وتناصف الفريقان اللعب مع هدوء أكبر لريال مدريد، وكادت نهاية الشوط تحمل أخباراً مفرحة للهلال بعد هجمة سالم الدوسري التي سقط معها داخل منطقة الجزاء، وطالب بضربة جزاء، لكن الحكم أشار إلى استمرار اللعب.

ماريغا في إحدى الهجمات الهلالية (إ.ب.أ)

وبدأ الشوط الثاني بنشوة زرقاء، وسجل أولى محاولاته الهجومية بعرضية سعود عبد الحميد التي لم تثمر عن تفاعل إيجابي، قبل أن يقود ماريغا هجمة أخرى ويمررها نحو فييتو داخل منطقة الجزاء، لكن الأخير لم يُجِد التعامل مع الكرة التي مضت نحو حارس ريال مدريد بهدوء كبير.
عزز الفرنسي كريم بنزيمه تقدم فريقه ريال مدريد مع الدقيقة 54 بعدما ترجم عرضية فينيسيوس جونيور التي خادعت دفاعات الهلال وركنها بهدوء داخل شباك عبد الله المعيوف.
لم يمنح ريال مدريد فريق الهلال فرصة لالتقاط الأنفاس، إذ نجح فالفيردي مجدداً بزيارة شباك الهلال وسط غفلة من دفاعات الفريق مع الدقيقة 58.
وكان سعود عبد الحميد من جانب فريق الهلال الأكثر فاعلية في الجانب الهجومي، وحاول لأكثر من مرة ببداية هجمات متنوعة، إلا أن الدقيقة 63 حملت أخباراً مثالية له بعدما انطلق الأرجنتيني لوسيانو فييتو بالكرة التي مررها له، ونجح بتسجيل الهدف الثاني للفريق الأزرق.
دقائق قليلة بعد هدف فييتو حتى نجح فينيسيوس مجدداً من زيارة ثانية لشباك الهلال بعد خطأ دفاعي استغله جونيور وأرسل الكرة نحو شباك عبد الله المعيوف في الدقيقة 69.
ولم يرفع الهلال راية الاستسلام، إذ نجح البديل ميشال ديلغادو في قيادة هجمة زرقاء مع الدقيقة 79، وتجاوز دفاعات ريال مدريد ليمررها نحو فييتو الذي دار بالكرة وركنها داخل الشباك كهدف ثالث للهلال.

بنزيمه محتفلاً بعد الهدف الثالث للريال (إ.ب.أ)

مقالات ذات صلة

15 مليون جنيه إسترليني لكل فريق مشارك في «مونديال الأندية»

رياضة عالمية «فيفا» سيوزع مكافآت نقدية مجزية للأندية المشاركة في كأس العالم بشكلها الجديد (الشرق الأوسط)

15 مليون جنيه إسترليني لكل فريق مشارك في «مونديال الأندية»

سيتم توزيع 500 مليون جنيه إسترليني، «بواقع 15.6 مليون» لكل فريق مشارك في كأس العالم للأندية 2025 بالولايات المتحدة، وذلك بحسب ما أفادت به «ذا تايمز».

فاتن أبي فرج (بيروت)
رياضة عالمية النادي يريد من «فيفا» تطبيق القاعدة التي تحظر على الأندية التي تنتمي لمالك واحد من المشاركة في البطولة (أ.ف.ب)

نادي كوستاريكي يهدد «فيفا» بالقضاء للحصول على مقعد بكأس العالم للأندية

يطالب فريق ليغا ديبورتيفا ألاخويلينسي النادي الأكثر تتويجاً بالألقاب في كوستاريكا الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالحصول على مقعد ببطولة كأس العالم للأندية

«الشرق الأوسط» (سان خوسيه)
رياضة عربية ميلوني يحتفل مع زملائه بعد تسجيله الهدف الثالث للإمارات في مرمى قرغيزستان (أ.ف.ب)

«تصفيات كأس العالم»: الإمارات تعود للانتصارات بفوز سهل على قرغيزستان

عادت الإمارات للانتصارات في المرحلة الثالثة لتصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم 2026، بفوزها 3-صفر على ضيفتها قرغيزستان.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
رياضة عالمية النسخة الجديدة من كأس العالم للأندية صمّمتها شركة «تيفاني آند كو» (الشرق الأوسط)

كأس العالم للأندية «الجديدة»... تحفة فنية بذهب عيار 24  

كشف «فيفا» النقاب عن الكأس الرسمية لبطولة كأس العالم للأندية التي ستُرفع لأول مرة في النسخة الافتتاحية المقررة العام المقبل في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (ميامي )
رياضة عربية استاد «974» في قطر يعود لاستضافة المباريات (رويترز)

استاد «974» يعود إلى الحياة تزامناً مع مرور عامين على المونديال الأخير

سيعود استاد «974» في قطر إلى استضافة مباريات كرة القدم مجدداً ضمن بطولة كأس القارات للأندية.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».