كشفت الاستخبارات الداخلية في ألمانيا عن امتلاكها أدلة على وجود صلات لـ160 شخصاً بـ«الحرس الثوري» الإيراني، وأقرت الحكومة الألمانية بزيادة عمليات التجسس من جانب عملاء المخابرات الإيرانية على المعارضين الإيرانيين الذي يقيمون في ألمانيا منذ بدء الاحتجاجات.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن المعلومات التي كشفتها وزارة الداخلية الألمانية جاءت رداً على طلب إحاطة من الكتلة البرلمانية لحزب «لينكه» اليساري.
وأفادت صحيفة «فيلت أم زونتاج» السبت، بأن الحكومة الألمانية أقرت بزيادة عمليات التجسس من جانب عملاء للمخابرات الإيرانية على الإيرانيين المنفيين الذين يعيشون في ألمانيا منذ بدء الاحتجاجات الجماهيرية في بلادهم العام الماضي.
وقالت الحكومة الاتحادية إن الاضطرابات التي اندلعت في أنحاء إيران إثر وفاة شابة احتجزتها شرطة الأخلاق العام الماضي، أدت إلى «دلالات متزايدة على ما يحتمل أنها عمليات تجسس على فعاليات وأفراد للمعارضة» الإيرانية في ألمانيا.
وذكرت الحكومة في ردها: «الحكام في إيران يعتبرون جماعات المعارضة والأفراد تهديداً لاستمرار وجود النظام». وأضافت أن جهاز المخابرات الداخلية في البلاد حدد هوية 160 فرداً على صلة بألمانيا، وكذلك بـ«الحرس الثوري» الإيراني، حسب «رويترز».
قبل ذلك بشهرين، قالت الحكومة الألمانية إنها تحقق مع 24 إيرانياً في 9 ملفات تحقيق مفتوحة منذ 2018.
ونقلت الصحيفة عن الحكومة القول إن «أنشطة التجسس المكثفة» لـ«الحرس الثوري» موجهة بشكل خاص إلى أهداف موالية لإسرائيل ولليهود في ألمانيا.
ودعت المتحدثة باسم السياسة الداخلية في الكتلة البرلمانية لحزب اليسار، مارتينا رينر، إلى توفير حماية أفضل لأعضاء المعارضة الإيرانيين في ألمانيا. وأضافت في تصريح لصحيفة «فيلت أم زونتاج»، أن «على السلطات زيادة ضغط الملاحقة الجنائية، وعند الضرورة اتخاذ عواقب دبلوماسية، مثل سحب الحصانة الدبلوماسية أو طرد عملاء».
ويأتي الإعلان عن دور «الحرس الثوري» في التجسس على معارضيه، في وقت تناقش فيه دول الاتحاد الأوروبي تصنيف «الحرس الثوري» على قائمة المنظمات الإرهابية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يطالب فيها «حزب اليسار الألماني» باستفسار من السلطات حول الإجراءات التي تتخذها الأجهزة الأمنية لحماية المعارضين الإيرانيين. والشهر الماضي، أفادت تقارير بأن الحكومة الألمانية تعتقد أن المعارضين الإيرانيين يشكلون بؤرة أنشطة الأجهزة الأمنية الإيرانية في ألمانيا.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قالت أوساط أمنية ألمانية إن وزارة الاستخبارات الإيرانية تجسست على جوزيف شوستر، رئيس اللجنة المركزية لليهود الألمان. وأشارت إلى دور «جاسوس عراقي - ألماني» في جمع المعلومات الخاصة بشوستر.
وفي يوليو (تموز) 2018، كشف تقرير لوكالة المخابرات الداخلية الألمانية عن دور السفارة الإيرانية ببرلين في عمليات التجسس على المعارضة الإيرانية بألمانيا، مشيراً إلى نشاط «الحرس الثوري» الإيراني وذراعه للعمليات الخارجية «فيلق القدس» بألمانيا.
وذكر تقرير المخابرات الألمانية حينذاك، أن عمليات التجسس في ألمانيا تديرها وزارة الاستخبارات والأمن القومي في إيران، وأنها تجمع معلوماتها بشكل أساسي عن معارضين في ألمانيا، ولكن عملياتها تمتد أحياناً إلى دول أوروبية أخرى.
وكانت المحكمة الألمانية الاتحادية قد أدانت باكستانياً (31 عاماً) في مارس (آذار) 2017، بالسجن 4 سنوات و3 أشهر بعد إدانته بالتجسس لصالح جهاز استخبارات «الحرس الثوري» وجمع معلومات عن أهداف محتملة لهجمات «الحرس الثوري»، من بينها الرئيس السابق للجمعية الألمانية - الإسرائيلية، وأستاذ اقتصاد فرنسي - ألماني.
واعتقلت ألمانيا في نهاية 2015، الإيرانيَّين «ميسم.ب» (32 سنة)، و«سعيد.ر» (33 سنة) بتهمة التجسس لصالح إيران ضد المعارضة الإيرانية الناشطة في ألمانيا. وكان الاثنان ينتميان إلى منظمة «مجاهدي خلق» المعارضة، قبل أن يكرسا نشاطهما للتجسس على المنظمة نفسها منذ سنة 2013.
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، أعلنت إيران عن اعتقال مواطن إيراني، وجهت إليه تهمة التجسس لالتقاطه صوراً من منشآت نفطية في مدينة العميدية (أميدية) دون تقديم تفاصيل.
واحتجز «الحرس الثوري» الإيراني العشرات من مزدوجي الجنسية والأجانب في السنوات الأخيرة، ومعظمهم واجهوا تهم تجسس، فيما يتّهم نشطاء حقوقيون إيران باعتقال مزدوجي الجنسية والأجانب بهدف الضغط على دول أخرى لتقديم تنازلات.
إيران تكثف أنشطة التجسس على المعارضين في ألمانيا
برلين لديها أدلة على وجود صلات لـ160 شخصاً بـ«الحرس الثوري»
إيران تكثف أنشطة التجسس على المعارضين في ألمانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة