هل تنتقل الحرب على حركة «الشباب» إلى كينيا؟

عقب تحذيرات أميركية وغربية من هجمات في نيروبي

عناصر من الشرطة الكينية في موقع هجوم إرهابي بنيروبي عام 2019 (أ.ف.ب)
عناصر من الشرطة الكينية في موقع هجوم إرهابي بنيروبي عام 2019 (أ.ف.ب)
TT

هل تنتقل الحرب على حركة «الشباب» إلى كينيا؟

عناصر من الشرطة الكينية في موقع هجوم إرهابي بنيروبي عام 2019 (أ.ف.ب)
عناصر من الشرطة الكينية في موقع هجوم إرهابي بنيروبي عام 2019 (أ.ف.ب)

بعد إعلان قادة دول شرق أفريقيا عن إجراءات وخطوات في إطار التعاون مع مقديشو للقضاء على حركة «الشباب» الإرهابية. أصدرت عواصم غربية تحذيرات من هجمات إرهابية في كينيا.

وهنا أثير تساؤل حول هل تنتقل الحرب على حركة «الشباب» إلى كينيا؟ باحثون في الحركات المتطرفة لم يستبعدوا نقل المعركة ضد «الشباب» للخارج في كينيا أو إثيوبيا.

ووصفت الحكومة الكينية الإنذارات التي أصدرتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بأنها «مؤسفة تمامًا». وقال وزير الشؤون الخارجية الكيني، كورير سينجوي، إن بلاده «تسجل نجاحًا كبيرًا في محاربة الجماعة الإرهابية المرتبطة بتنظيم (القاعدة)». وأضاف في إشارة لعناصر حركة «الشباب» إنهم في الواقع «هاربون ويعتقد أن البعض عبروا حدودنا». وحث الوزير الكيني المواطنين على «توخي الحذر». وقال إن «التحذيرات الأميركية والبريطانية أدت إلى تعزيز الحكومة مستويات الأمان في المنشآت الهامة مثل الأماكن العامة».

وكانت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أعلنتا أن «الجماعات الإرهابية يمكن أن تشن هجومًا من دون سابق إنذار، وتستهدف مناطق بها العديد من الأشخاص». وفي بيان صدر عن سفارتها في نيروبي (الخميس) «حددت الولايات المتحدة مناطق حركة المرور المزدحمة التي يرتادها الأجانب والسياح في نيروبي وأماكن أخرى في كينيا كأهداف للجماعات الإرهابية». فيما نبهت بريطانيا في رعاياها إلى «توخي الحذر الشديد في النطاقات المذكورة في التحذير الأميركي».

يأتي ذلك بعد شهر من إصدار السفارة الأميركية في دار السلام بتنزانيا إنذارًا أمنيًا لمواطنيها بشأن ما وصفته بأنه «هجوم محتمل».

والشهر الماضي، أصدرت السفارة الفرنسية في كينيا تحذيرًا من الإرهاب للرعايا الغربيين، وحثتهم على تجنب الأماكن التي يتجمع فيها الأجانب ومنها الفنادق ومراكز التسوق، خاصة في العاصمة نيروبي. وأرسلت السفارة الألمانية إلى مواطنيها إنذارًا أقل تحديدًا بشأن الإرهاب، وحثت على توخي الحذر.

ومطلع الشهر الجاري، اتفق قادة الصومال وكينيا وجيبوتي وإثيوبيا على «القيام بعملية مشتركة لتحرير ما تبقى من الأراضي الصومالية من قبضة الإرهاب»، وذلك خلال قمة تشاورية عقدت في مقديشو. وتوصلت القمة إلى نتائج منها التخطيط المشترك وتنظيم حملة عمليات قوية في دول المواجهة، واستهداف المناطق المهمة التي توجد فيها حركة «الشباب»، خاصة في جنوب ووسط الصومال، علاوة على التعاون في تأمين المناطق الحدودية، بمنع عبور العناصر الإرهابية إلى دول الجوار، وإرساء نهج مشترك لأمن الحدود، وضمان الوصول القانوني إلى التجارة والحركة الشعبية.

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، أعلنت الحكومة الكينية أن قوات الأمن قتلت 10 مقاتلين من حركة «الشباب» الصومالية في شرق كينيا، كما عثروا على قذائف صاروخية وعبوات ناسفة بعد قتال المسلحين. وهاجمت حركة «الشباب» أهدافا داخل كينيا لسنوات للضغط على البلاد لسحب قواتها من قوة حفظ السلام التي يفرضها الاتحاد الأفريقي لمساعدة الحكومة المركزية الصومالية في محاربة الجماعة. واستهدفت عناصر الشباب قوات الأمن والمدارس والمركبات والبلدات والبنية التحتية للاتصالات في شمال شرق وشرق كينيا، لكن وتيرة وشدة هجماتهم كانت قد تراجعت في السنوات الأخيرة.

ومنذ يوليو (تموز) الماضي، يشنّ الجيش ومسلحون عشائريون عمليات عسكرية ضد حركة «الشباب» الإرهابية، وأعلنت السلطات استعادة السيطرة على مناطق كثيرة ومقتل مئات من مسلحي الحركة.

من جهته يرى الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة، أحمد سلطان، أن «حركة (الشباب) تدرس خيارات في التحرك، إثر الحملة التي تقودها الحكومة الصومالية عليها بالتعاون مع دول شرق أفريقيا ومساهمة من قوى دولية على رأسها الولايات المتحدة الأميركية والتي أدت إلى إضعاف الحركة بشكل كبير».

وأضاف سلطان لـ«الشرق الأوسط» أن «أهم تلك الخيارات هي نقل المعركة ضد (الشباب) للخارج في كينيا أو إثيوبيا، لكن استهداف حركة (الشباب) لنيروبي يأتي في مقدمة الأولويات بسبب القرب الجغرافي من ناحية، ولأن الحركة لها وجود عملياتي وخلايا (نشطة) قامت بعدد من الهجمات هناك».

ورأى سلطان أن تحرك الحركة المحتمل قد يأتي «محاولة لإثبات أنها ما تزال قوية وقادرة على المناورة، وقد تكون (الشباب) تلقت توجيهات من تنظيم (القاعدة) باستهداف قوى غربية في منطقة القرن الأفريقي». واعتقد سلطان أن «التحذيرات الأميركية والبريطانية لها مبرراتها، وأن رد الفعل الكيني روتيني ومنطقي أيضاً».


مقالات ذات صلة

تجدد احتجاجات المعارضة في كينيا

العالم تجدد احتجاجات المعارضة في كينيا

تجدد احتجاجات المعارضة في كينيا

تراوح الأزمة السياسية في كينيا في مكانها، بعد عودة احتجاجات المعارضة إلى الشوارع، وتجميد «حوار وطني» مزمع، تختلف المعارضة والرئيس حول طريقته وأهدافه. وانطلقت، الثلاثاء، موجة جديدة من الاحتجاجات، وأطلقت الشرطة الكينية الغاز المسيل للدموع على مجموعة من المتظاهرين في العاصمة نيروبي. ووفق وسائل إعلام محلية، شهد الحي التجاري المركزي انتشاراً مكثفاً للشرطة، وأُغلق عدد كبير من المتاجر، كما انطلق بعض المشرعين المعارضين، في مسيرة إلى مكتب الرئيس، لـ«تقديم التماس حول التكلفة المرتفعة، بشكل غير مقبول، للغذاء والوقود والكهرباء»، ومنعتهم الشرطة من الوصول للمبنى وفرقتهم باستخدام الغاز المسيل للدموع.

العالم تنامي «المعتقدات الشاذة» يثير مخاوف في كينيا

تنامي «المعتقدات الشاذة» يثير مخاوف في كينيا

تعيش كينيا حالة من الذعر مع توالي العثور على رفات في مقابر جماعية لضحايا على صلة بجماعة دينية تدعو إلى «الصوم من أجل لقاء المسيح»، الأمر الذي جدد تحذيرات من تنامي الجماعات السرية، التي تتبع «أفكاراً دينية شاذة»، خلال السنوات الأخيرة في البلاد. وتُجري الشرطة الكينية منذ أيام عمليات تمشيط في غابة «شاكاهولا» القريبة من بلدة «ماليندي» الساحلية، بعد تلقيها معلومات عن جماعة دينية تدعى «غود نيوز إنترناشونال»، يرأسها بول ماكينزي نثينغي، الذي قال إن «الموت جوعاً يرسل الأتباع إلى الله». ورصد أحدث التقديرات ارتفاع عدد ضحايا «العبادة جوعاً» إلى 83، وسط تزايد المخاوف من احتمال العثور على مزيد من الجثث. ووف

العالم عودة الاحتجاجات في كينيا... هل تُفاقم الأوضاع؟

عودة الاحتجاجات في كينيا... هل تُفاقم الأوضاع؟

رغم التحضيرات الجارية لمباحثات من المقرر إجراؤها بين الحكومة والمعارضة، يستمر التوتر السياسي في الهيمنة على المشهد بعد قرار المعارضة باستئناف الاحتجاجات، وهو ما يراه خبراء «تهديداً» لمساعي احتواء الخلافات، ومنذراً بـ«تصاعد المخاطر الاقتصادية». وأعلنت المعارضة الكينية عن عودة الاحتجاجات غداً (الأحد)، بعد 10 أيام من موافقة زعيم المعارضة رايلا أودينغا، على تعليقها وتمهيد الطريق لإجراء محادثات مع الرئيس ويليام روتو. وفي تصريحات تناقلتها الصحف الكينية، (الجمعة)، قال أودينغا، في اجتماع لمؤيديه في نيروبي، إن «التحالف سيواصل التحضير للمفاوضات، لكن الحكومة فشلت حتى الآن في تلبية مطالبها»، مشيراً إلى ما

العالم كينيا: تصاعُد الاضطرابات الاقتصادية وسط مخاوف من عودة الاحتجاجات

كينيا: تصاعُد الاضطرابات الاقتصادية وسط مخاوف من عودة الاحتجاجات

في ظل أزمة سياسية تعمل البلاد على حلها بعد تعليق احتجاجات قادتها المعارضة، ما زالت الأزمات الاقتصادية في كينيا تشكل مصدراً للتوتر والاضطرابات.

أفريقيا كينيا: تصاعد الاضطرابات الاقتصادية وسط مخاوف من عودة الاحتجاجات

كينيا: تصاعد الاضطرابات الاقتصادية وسط مخاوف من عودة الاحتجاجات

في ظل أزمة سياسية تعمل البلاد على حلها بعد تعليق احتجاجات قادتها المعارضة، ما زالت الأزمات الاقتصادية في كينيا تشكل مصدراً للتوتر والاضطرابات.


جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
TT

جرائم العنف الأسري تحصد امرأة كل 10 دقائق في العالم

نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)
نساء يشاركن في احتجاج لإحياء اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة أمام بوابة براندنبورغ ببرلين (أ.ب)

قُتلت 85 ألف امرأة وفتاة على الأقل عن سابق تصميم في مختلف أنحاء العالم عام 2023، معظمهن بأيدي أفراد عائلاتهنّ، وفقاً لإحصاءات نشرتها، (الاثنين)، الأمم المتحدة التي رأت أن بلوغ جرائم قتل النساء «التي كان يمكن تفاديها» هذا المستوى «يُنذر بالخطر».

ولاحظ تقرير لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في فيينا، وهيئة الأمم المتحدة للمرأة في نيويورك أن «المنزل يظل المكان الأكثر خطورة» للنساء، إذ إن 60 في المائة من الـ85 ألفاً اللاتي قُتلن عام 2023، أي بمعدّل 140 كل يوم أو واحدة كل عشر دقائق، وقعن ضحايا «لأزواجهن أو أفراد آخرين من أسرهنّ».

وأفاد التقرير بأن هذه الظاهرة «عابرة للحدود، وتؤثر على كل الفئات الاجتماعية والمجموعات العمرية»، مشيراً إلى أن مناطق البحر الكاريبي وأميركا الوسطى وأفريقيا هي الأكثر تضرراً، تليها آسيا.

وفي قارتَي أميركا وأوروبا، يكون وراء غالبية جرائم قتل النساء شركاء حياتهنّ، في حين يكون قتلتهنّ في معظم الأحيان في بقية أنحاء العالم أفرادا من عائلاتهنّ.

وأبلغت كثيرات من الضحايا قبل مقتلهنّ عن تعرضهنّ للعنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي، وفق بيانات متوافرة في بعض البلدان. ورأى التقرير أن «تجنّب كثير من جرائم القتل كان ممكناً»، من خلال «تدابير وأوامر قضائية زجرية» مثلاً.

وفي المناطق التي يمكن فيها تحديد اتجاه، بقي معدل قتل الإناث مستقراً، أو انخفض بشكل طفيف فقط منذ عام 2010، ما يدل على أن هذا الشكل من العنف «متجذر في الممارسات والقواعد» الاجتماعية ويصعب القضاء عليه، بحسب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الذي أجرى تحليلاً للأرقام التي استقاها التقرير من 107 دول.

ورغم الجهود المبذولة في كثير من الدول فإنه «لا تزال جرائم قتل النساء عند مستوى ينذر بالخطر»، وفق التقرير. لكنّ بياناً صحافياً نقل عن المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، شدّد على أن هذا الواقع «ليس قدراً محتوماً»، وأن على الدول تعزيز ترسانتها التشريعية، وتحسين عملية جمع البيانات.