لا شك أن عمليات البحث عن الناجين من الزلازل تعد من أعقد وأصعب عمليات الإنقاذ أثناء الكوارث الطبيعية لأن البحث عن عالقين تحت أطنان من الركام ليس بالأمر السهل لا سيما إذا كانت العمليات تتم وسط تتابع الهزات الارتدادية التي تزيد خطر حدوث انهيارات وتعرض العاملين في الإنقاذ لخطر الموت، كما يحدث في عمليات الإنقاذ الجارية في 10 ولايات تركية ضربها زلزالان عنيفان مركزهما بلدتي بازارجيك وإلبستان في ولاية كهرمان ماراش فجر الاثنين الماضي بقوة 7.7 و7.6 درجة على التوالي.
الوقت والدقة عاملان مهمان للعاملين في البحث والإنقاذ، وهو ما توفره إلى حد كبير الأجهزة الحديثة المستخدمة في عمليات البحث والإنقاذ ومنها الطائرات المسيرة وأجهزة الاستشعار الزلزالي والكاميرات الحرارية والمسح وأجهزة الاستماع إلى نبضات القلب، ومع جميع هذه الأجهزة تبقى الكلاب المدربة من أهم العناصر في عمليات البحث والإنقاذ.
يعد جهاز « فييرا سكوب»، أحد أشهر وأهم الأجهزة التي يستخدمها رجال الإنقاذ ويوجد منه 5 أنواع أساسية هي أجهزة الاستشعار الزلزالي، التي تستخدم لتحديد موقع الضحايا المدفونين، وكاميرات البحث «تيك آر دي 90»، التي تسمح برؤية المحاصرين تحت الأنقاض، وتحديد الأماكن الضيقة التي يتعذر على رجال الإنقاذ الوصول إليها، إضافةً إلى صندوق التحكم الذي يساعد في تحديد موقع العالقين بدقة عالية وبالتالي يسهل عملية الحفر، وجهاز السكانر المتطور الذي يعمل بكفاءة عالية لا سيما في الساعات الأولى لوقوع الزلزال.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1622889573524152320?s=20&t=FraYXDkCLLFJbB3WCvCEmg
جميع هذه الأجهزة جربتها المنظمة الدولية للحماية المدنية مراراً في السنوات الأخيرة قبل أن تدخل حيز الخدمة بشكل رسمي، وساهمت في إنقاذ الآلاف، لا سيما في الزلزال الذي ضرب شمال شرقي اليابان عام 2011 بقوة 8.9 درجة ومن قبله زلزال كانتربري في نيوزلندا عام 2010 بقوة 7.4 درجة.
واستخدم فريق البحث والإنقاذ الصيني جهازا حديثا يستشعر نبضات القلب ساهم بنجاح في إنقاذ العشرات من تحت الأنقاض في تركيا التي انهار فيها 5775 مبنى بينها 900 انهارت بشكل كامل.
واستخدم الفريق الإسرائيلي أجهزة مسح متطورة للمباني، وأساليب متطورة في عمليات الإنقاذ حيث يقومون بإعطاء بعض السوائل ومحاليل التغذية للعالقين تحت الأنقاض قبل إخراجهم تساهم في إعادة قيم مكونات الجسم إلى وضعها الطبيعي وهو ما يؤدي إلى تجنيب الشخص صدمة الخروج المفاجئ التي قد تؤدي إلى الوفاة في الحال.
ويقول خبراء البحث والإنقاذ إنه رغم كل الأجهزة المتطورة، تعد الكلاب المدربة هي أفضل وسيلة للكشف عن حالة العالقين وأماكن تواجدهم تحت الأنقاض، وقد ساهمت بشكل كبير في عمليات الإنقاذ في تركيا وسوريا.
وتوافدت فرق البحث والإنقاذ والإغاثة على تركيا، حيث يعمل 6 آلاف و810 من عمال الإنقاذ والإغاثة من 66 دولة في المناطق التي ضربها الزلزال في جنوب تركيا وشرقها وجنوبها الشرقي.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده تلقت عروضاً للمساعدة من 95 دولة و16 منظمة دولية، وهناك فرق من 66 دولة تعمل في الميدان.
وأعلن الاتحاد الأوروبي تعبئة فرق البحث والإنقاذ والفرق الطبية من 20 دولة عضوا إلى جانب دول مؤهلة لنيل عضويته مثل ألبانيا والجبل الأسود، حيث تم إرسال نحو 1500 من أفراد الإنقاذ و100 كلب بحث إلى تركيا.
وسينظم الاتحاد الأوروبي في مارس (آذار) مؤتمرا للمانحين لجمع المساعدة من المجتمع الدولي لضحايا الزلزال في تركيا وسوريا.
وأعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) إرسال مرافق إقامة كاملة وشبه دائمة إلى تركيا. وتتألف المرافق عادة من مجمعات المقر المستخدمة في تدريبات وعمليات الناتو ومرافق مثل التدفئة والمولدات ومناطق العلاج الطبي.
ويعمل المسؤولون العسكريون في الناتو على تقييم الخيارات اللوجيستية والنقل الأكثر ملاءمة لشحن مرافق الإيواء الموجودة حاليا في مركز العمليات الجنوبية التابع لوكالة دعم الناتو في تارانتو بإيطاليا.
في غضون ذلك، تتدفق المساعدات الإغاثية والمالية على تركيا من مختلف أنحاء العالم، حيث يتواصل الجسر الجوي الإغاثي السعودي لمساعدة متضرري الزلزال المدمر، وقد وصلت، الجمعة، طائرات عدة تحمل أطناناً من المساعدات وفرق الإنقاذ والطوارئ المتخصصة.
وأعلن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (الذراع الإنسانية للسعودية) وصول 3 طائرات جديدة إلى تركيا تحمل مساعدات مختلفة للمتضررين، بما يسهم في تخفيف المعاناة مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ.
وتجاوزت المبالغ التي جمعت عبر حملة «ساهم» التي أطلقتها السعودية لمساعدة متضرري الزلزال في سوريا وتركيا، 65 مليون دولار تبرع بها أكثر من 600 ألف شخص داخل السعودية خلال يومين.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1623981359940222976?s=20&t=1qNRRtBuBJyJ1pQqYAi_Wg
ووصلت، الجمعة، طائرة إغاثية سعودية إلى مطار غازي عنتاب، في جنوب شرقي تركيا، تحمل 104 أطنان و62 كيلوغراماً من المساعدات الإغاثية تشمل المواد الغذائية والخيام والبطانيات والبسط والحقائب الإيوائية، بالإضافة إلى المواد الطبية، تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لمساعدة المتضررين من الزلزال المدمر في سوريا وتركيا.
وأفاد مركز الملك سلمان للإغاثة بمغادرة طائرتين إغاثيتين (الرابعة والخامسة) مطار الملك خالد الدولي، الجمعة، تقلان فريقاً سعودياً للبحث والإنقاذ مع جميع التجهيزات التي يحتاج إليها من الآليات والمعدات والمضخات والأدوية والتجهيزات التقنية وغيرها.
ويتوالى وصول المساعدات من مصر وباكستان ولبنان والجزائر والأردن والمغرب وتونس وأذربيجان وقرغيزستان، وغيرها من الدول.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1623057395248418816?s=20&t=OjBE8zTsXLysoLcfWXWggQ
أسلحة رجال الإنقاذ: أجهزة استشعار وكاميرات حرارية ولاقطات لنبضات القلب
الخبراء يعدون الكلاب المدربة أفضل الوسائل في مناطق الزلزال بتركيا
أسلحة رجال الإنقاذ: أجهزة استشعار وكاميرات حرارية ولاقطات لنبضات القلب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة