كارثة الزلزال في تركيا... تراجع الآمال في العثور على أحياء

في اليوم السادس... فرق الإنقاذ تواصل العمل وشكاوى من غياب التنسيق

سيدة تبكي أمام قبور في محافظة كهرمان ماراش بعد كارثة الزلزال المدمر في تركيا (أ.ف.ب)
سيدة تبكي أمام قبور في محافظة كهرمان ماراش بعد كارثة الزلزال المدمر في تركيا (أ.ف.ب)
TT

كارثة الزلزال في تركيا... تراجع الآمال في العثور على أحياء

سيدة تبكي أمام قبور في محافظة كهرمان ماراش بعد كارثة الزلزال المدمر في تركيا (أ.ف.ب)
سيدة تبكي أمام قبور في محافظة كهرمان ماراش بعد كارثة الزلزال المدمر في تركيا (أ.ف.ب)

دخلت كارثة زلزالي كهرمان ماراش اللذين ضربا 10 ولايات في جنوب وشرق وجنوب شرقي تركيا يومها السادس وتبدلت الآمال بين المواطنين في العثور على ذويهم أحياء إلى استخراج جثثهم حتى يقوموا بدفنها.
وأعلنت إدارة الطوارئ والكوارث التركية ارتفاع عدد قتلى الزلزالين إلى 20 ألفا و665 والإصابات لأكثر من 93 ألفا.
وقالت، في بيان السبت، إنه تم إجلاء ما يقرب من 93 ألف شخص، وإن أعمال البحث والإنقاذ والإغاثة مستمرة ويشارك فيها أكثر من 166 ألف فرد، مشيرةً إلى وقوع 1891 هزة ارتدادية منذ وقوع زلزالي كهرمان ماراش فجر الاثنين الماضي.
آلاف الناجين ينتظرون ليل نهار أمام الركام متحدين البرد الشديد متشبثين بالأمل في خروج أحد من ذويهم حيا من بين الأنقاض، بينما تواصل فرق البحث والإنقاذ محاولاتها ضد عقارب الساعة، وعلى الجانب الآخر تجرى عمليات إزالة أنقاض المباني التي اكتملت أعمال البحث والإنقاذ فيها.
وتواصل السلطات التركية، نقل المصابين من المناطق المنكوبة جراء الزلزالين إلى ولايات أخرى، لتلقي العلاج. ووصلت إلى مطار أتاتورك بإسطنبول، فجر السبت، طائرة شحن عسكرية آتية من ولاية أضنة (جنوب) وعلى متنها 47 مصابا، كما وصلت طائرة إسعاف عسكرية قادمة من أضنة أيضاً وعلى متنها 5 مصابين. وعقب وصول الطائرتين إلى المطار نقلت فرق الإسعاف المصابين إلى مستشفيات المدينة لتقديم الرعاية الصحية لهم.
وهناك مئات الآلاف من الأشخاص الذين أصبحوا بلا مأوى بسبب عدم قدرتهم على دخول منازلهم المهددة بالانهيار بسبب الهزات الأرضية التي أدت إلى سقوط أكبر عدد من الضحايا في الولايات التي ضربها الزلزالان اللذان وقعا في بازارجيك وإلبيتسان في كهرمان ماراش جنوب تركيا فجر الاثنين الماضي بقوة 7.7 و7.6 على التوالي، وتأثرت بهما إلى جانب كهرمان ماراش كل من هطاي، أديامان، أضنة، كيليس، عثمانية، مالاطيا، غازي عنتاب، شانلي أورفا وديار بكر، إلى جانب مناطق في سوريا.
وقال نائب الرئيس التركي فؤاد أوكطاي، في ساعة مبكرة السبت، إن نحو مليون و50 ألف مواطن من متضرري الزلزالين يقيمون في مراكز إيواء مؤقتة تم إنشاؤها في مناطق الزلزالين في الولايات العشر المتضررة.
وأشار إلى أن فرق الإنقاذ نجحت خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة في إخراج 67 مواطناً أحياء من تحت الأنقاض، وأن 31 ألفا و254 من أفراد البحث والإنقاذ يواصلون جهودهم في منطقة الزلزالين، بمشاركة 12 ألفا و26 من المعدات الثقيلة. وأضاف أن 80 ألف مصاب يتلقون العلاج في المستشفيات، كما تم إجلاء 190 ألف مواطن من المدن المنكوبة إلى مناطق أكثر أمنا.
ومع مرور الساعات، يتلاشى الأمل شيئا فشيئا، لكن فرق البحث والإنقاذ تواصل عملها على أمل الوصول إلى أحياء بعد أن شهد اليوم الخامس، الجمعة، نجاحها في إنقاذ 67 شخصاً أحياء من تحت الأنقاض.
وقال الفنان التركي محسون كيرميزي أوغلو، الذي ينتظر في إحدى المناطق المنكوبة في أديامان وشارك في أعمال الإنقاذ على أمل خروج أفراد من عائلته أحياء رغم مرور 127 ساعة، إن الوضع صعب جدا والناس في العراء ولم يعد الأمل فقط في أن يخرج أحد حيا، لكن الناس يريدون إخراج ذويهم حتى لو كانوا جثثا.
وأضاف كيرميزي أوغلو لـ«الشرق الأوسط» أننا لن نفقد الأمل وفرق الإنقاذ تعمل بسرعة كبيرة ولا يزال لديها أمل حتى لو كان ضئيلا في العثور على أحياء.
وفي أديامان ومالاطيا، تولت قوات الدرك أعمال تنسيق البحث والإنقاذ والإغاثة بعد أن اشتكى المواطنون من عدم وجود تنسيق وعدم قدرتهم على الحصول على الطعام أو خيمة للاحتماء بها من البرد وسط انقطاع الكهرباء والماء والغاز.
وفي مدينة أنطاكيا التي تضررت بشدة في ولاية هطاي، قال المدرب المساعد لفريق هطاي سبور لكرة القدم، جوكهان زان، لـ«الشرق الأوسط» إن الوضع سيئ جدا وإن أنطاكيا شبه مدمرة بالكامل والناس يحتاجون إلى أبسط الأشياء، إنني أوجه نداء إلى رئيس الجمهورية والحكومة والأحزاب السياسية والمنظمات المدنية، أن هذا ليس وقت الخلاف والحساب، وليتنا جميعا نتضامن حتى في هذا الوقت فقط، لأن هناك من يمكن أن يموت ليس تحت الأنقاض فقط وإنما من الجوع والبرد.
وأشار إلى أن المتطوعين للعمل في البحث والإنقاذ تنقصهم أبسط الأدوات وخاصةً المقصات الطويلة المخصصة لقطع الحديد لمساعدتهم في ثقب الخرسانة والوصول إلى العالقين تحت الأنقاض.


مقالات ذات صلة

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

شؤون إقليمية أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

أنقرة تستبق «رباعي موسكو» بمطالبة دمشق بموقف واضح تجاه قضايا التطبيع

استبقت تركيا انعقاد الاجتماع الرباعي لوزراء خارجيتها وروسيا وإيران وسوريا في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي في إطار تطبيع مسار العلاقات مع دمشق، بمطالبتها نظام الرئيس بشار الأسد بإعلان موقف واضح من حزب «العمال الكردستاني» والتنظيمات التابعة له والعودة الطوعية للاجئين والمضي في العملية السياسية. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن بلاده تتوقع موقفاً واضحاً من دمشق حيال «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي» والتنظيمات التابعة له، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تنظر إليها أنقرة على أنها امتداد لـ«العمال الكردستاني» في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

خصوم إردوغان يتهمونه بـ«مفاوضة» أوجلان في سجنه طلباً لأصوات كردية

واجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ادعاءً جديداً من خصومه في المعارضة، بشأن إرساله مبعوثين للتفاوض مع زعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة، عبد الله أوجلان، من أجل توجيه رسالة للأكراد للتصويت لصالحه في الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 مايو (أيار) الحالي. وقالت رئيسة حزب «الجيد» المعارض، ميرال أكشنار، إن إردوغان أرسل «شخصية قضائية» إلى أوجلان في محبسه، وإنها تعرف من الذي ذهب وكيف ذهب، مشيرة إلى أنها لن تكشف عن اسمه لأنه ليس شخصية سياسية. والأسبوع الماضي، نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إعلان الرئيس السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» السجين، صلاح الدين دميرطاش، أن يكون إردوغان أرسل وف

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

دخول تركيا «النادي النووي» مهم... وزوال مخاوف «تشيرنوبل» مسألة وقت

<div>دفع إقدام تركيا على دخول مجال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء عبر محطة «أككويو» التي تنشئها شركة «روساتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد، والتي اكتسبت صفة «المنشأة النووية» بعد أن جرى تسليم الوقود النووي للمفاعل الأول من مفاعلاتها الأربعة الخميس الماضي، إلى تجديد المخاوف والتساؤلات بشأن مخاطر الطاقة النووية خصوصاً في ظل بقاء كارثة تشيرنوبل ماثلة في أذهان الأتراك على الرغم من مرور ما يقرب من 40 عاما على وقوعها. فنظراً للتقارب الجغرافي بين تركيا وأوكرانيا، التي شهدت تلك الكارثة المروعة عام 1986، ووقوعهما على البحر الأسود، قوبلت مشروعات إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية باعتراضات شديدة في البد</div>

شؤون إقليمية أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

أنقرة: وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يجتمعون في 10 مايو

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، اليوم الأربعاء، إن اجتماع وزراء خارجية تركيا وسوريا وروسيا قد يُعقَد بموسكو، في العاشر من مايو (أيار)، إذ تعمل أنقرة ودمشق على إصلاح العلاقات المشحونة. كان جاويش أوغلو يتحدث، في مقابلة، مع محطة «إن.تي.في.»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية «أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

«أككويو» تنقل تركيا إلى النادي النووي

أصبحت تركيا رسمياً عضواً في نادي الدول النووية بالعالم بعدما خطت أولى خطواتها لتوليد الكهرباء عبر محطة «أككويو» النووية التي تنفذها شركة «روسآتوم» الروسية في ولاية مرسين جنوب البلاد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خطوة تزويد أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بالمحطة، بـ«التاريخية»، معلناً أنها دشنت انضمام بلاده إلى القوى النووية في العالم، مشيراً إلى أن «أككويو» هي البداية، وأن بلاده ستبني محطات أخرى مماثلة. على ساحل البحر المتوسط، وفي حضن الجبال، تقع محطة «أككويو» النووية لتوليد الكهرباء، التي تعد أكبر مشروع في تاريخ العلاقات التركية - الروسية.


إسرائيل ترفض اتهامات إيران حول مسؤوليتها عن سقوط الأسد

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
TT

إسرائيل ترفض اتهامات إيران حول مسؤوليتها عن سقوط الأسد

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يمين) ووزير الدفاع يسرائيل كاتس (يسار) يزوران نقطة مراقبة في مرتفعات الجولان (د.ب.أ)

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم (الأربعاء)، رفض الدولة العبرية الاتهامات الإيرانية بوجود «مؤامرة أميركية - إسرائيلية مشتركة» للإطاحة بنظام الأسد في سوريا، متهماً إيران بمحاولة إقامة «جبهة شرقية» على الحدود مع الأردن، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال كاتس خلال جولة مع قادة عسكريين على الحدود الأردنية، إن المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، «اتهم اليوم إسرائيل بسقوط الأسد... على خامنئي أن يلوم نفسه» بدلاً من ذلك، ويكف عن تمويل المجموعات المسلحة «في سوريا ولبنان وغزة لبناء الأذرع التي يوجهها في محاولة لهزيمة دولة إسرائيل».

وأضاف وزير الدفاع: «جئت اليوم إلى هنا لأضمن أن إيران لن تنجح في بناء ذراع الأخطبوط التي تخطط لها، وتعمل على إنشائها هنا من أجل إقامة جبهة شرقية ضد دولة إسرائيل».

وأشار كاتس إلى أن إيران تقف وراء «محاولات تهريب الأسلحة وتمويل وتعزيز الإرهاب (في الضفة الغربية المحتلة) عبر الأردن».

وقال إنه أصدر تعليمات للجيش «بزيادة العمليات الهجومية ضد أي نشاط إرهابي» في الضفة الغربية و«تسريع بناء السياج على الحدود الإسرائيلية - الأردنية».

في خطابه الأول منذ سقوط نظام الأسد، الأحد، اتهم خامنئي الولايات المتحدة و«الكيان الصهيوني» بالتخطيط للإطاحة بالأسد.

وأوضح: «لا يجب أن يشكك أحد في أن ما حدث في سوريا هو نتاج مخطط أميركي صهيوني مشترك».

وكان للأسد دور استراتيجي في «محور المقاومة» الإيراني المناهض لإسرائيل.