أسفرت هجمات مسلحة استهدفت مدنيين في شمال وشرق بوركينا فاسو، عن سقوط ثمانية قتلى على الأقل وإصابة آخرين، وتشير الحكومة بأصابع الاتهام إلى جماعات إرهابية مرتبطة بتنظيمي «داعش» و«القاعدة»، إلا أنها في الوقت نفسه تواصل الاستعداد لشن حرب على هذه الجماعات، إذ ظهر رئيس البلاد النقيب إبراهيم تراوري وهو يهدد عناصر الأمن الذين «قد يتقاعسون» عن جبهات القتال.
في غضون ذلك، أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» تعليق أنشطتها في مناطق من بوركينا فاسو، بعد مقتل اثنين من عمالها في هجوم استهدف فريقاً تابعاً لها، وقالت المنظمة إن مسلحين «استهدفوا سيارة هويتها واضحة، وتقل فريقاً طبياً من أربعة أفراد على الطريق بين ديدوغو وتوغان» في شمال غربي بوركينا فاسو.
رئيسة المنظمة إيزابيل ديفورني أدانت الهجوم، وعَدَّته «متعمداً مستهدِفاً فريقاً إنسانياً محدداً بوضوح في إطار مهمته الطبية»، مشيرة إلى أن موظفي المنظمة غير الحكومية «مصدومون وغاضبون من هذا الاغتيال»، قبل أن تعلن المنظمة غير الحكومية تعليق أنشطتها «في منطقة بوكل دو موهون» التي وقع فيها الهجوم. وقالت رئيسة المنظمة إنه «سيتعين علينا أيضاً أن نجري مناقشات بسرعة مع جميع أطراف النزاع لفهم ما حدث».
على صعيد آخر، شن مسلحون هجوماً على قرية تقع شرق بوركينا فاسو، قتل فيه ستة أشخاص كان منهم ثلاثة مدنيين، وثلاثة مسلحين يتطوعون للقتال مع الجيش الحكومي، واستمر الهجوم لعدة ساعات، وأحرق منفذون منازل وبعض الممتلكات، ما خلّف أضراراً مادية كبيرة في القرية.
وتشير التقديرات إلى أن خمسين شخصاً قتلوا خلال هجمات شنها الإرهابيون في مناطق متفرقة من بوركينا فاسو، خلال الأسبوع الماضي، كان أغلبهم من المدنيين، في البلد الواقع في غرب أفريقيا والذي يعاني منذ 2015 من تصاعد وتيرة الهجمات الإرهابية، أسفرت عن مقتل الآلاف ونزوح ملايين من قراهم، فيما تشير بعض التقديرات إلى أن 40 في المائة من مساحة البلاد خارج سيطرة الحكومة.
وأسفرت هذه الأوضاع الأمنية عن أزمة سياسية في البلد، ووقوع انقلابين عسكريين في أقل من عام، كان آخرهما نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، قاده النقيب الشاب إبراهيم تراوري الذي أعلن فور وصوله إلى الحكم أن هدفه الوحيد هو القضاء على الإرهاب، وبدأ تراوري التحرك نحو عقد شراكة عسكرية مع روسيا، بعد أن طلب من الفرنسيين سحب 400 فرد من قواتهم الخاصة المتمركزة في البلد بحجة محاربة الإرهاب.
وخلال اجتماع مع قادة الشرطة، أمس (الخميس)، قال تراوري إن على الجميع أن يكونوا جاهزين للتوجه نحو الجبهات لقتال الإرهابيين، وأضاف: «أقول لكم هنا، وبكل صراحة، لن نقبل أي أعذار حين نرسم خلال الأيام المقبلة خطة الانتشار ونوعية الوحدات التي سنرسلها للجبهات، لن نقبل أي أعذار ممن يرتدي الزي العسكري، ويحاول التقاعس عن الذهاب إلى الجبهة، الجميع سيذهبون. وأكد تراوري في خطاب شديد اللهجة أمام قيادات الشرطة: «الجميع سيذهبون إلى جبهات القتال، لأنه ليس من المنطقي أن يكون المدنيون يقاتلون في الخطوط الأمامية، ونحن نرفض الذهاب، لا مبرر لذلك أبداً»، وأضاف: «هنالك من يتعالون على الذهاب إلى الجبهة والقتال، أقول لهؤلاء إنه من الأفضل لهم إذن العودة إلى حياة المدنيين». وخلص إلى التأكيد على أن «هذه الحرب سنخوضها، وفي غضون أيامٍ قليلة سنذهب للقتال، وعلى كل واحد منا أن يكون جاهزاً لذلك، ولا أريد أي أعذار».
8:32 دقيقه
الإرهاب يتصاعد في بوركينا فاسو ورئيس البلاد يهدد المتقاعسين عن القتال
https://aawsat.com/home/article/4151046/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D9%8A%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B9%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%88%D8%B1%D9%83%D9%8A%D9%86%D8%A7-%D9%81%D8%A7%D8%B3%D9%88-%D9%88%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%AF-%D9%8A%D9%87%D8%AF%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B9%D8%B3%D9%8A%D9%86-%D8%B9%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AA%D8%A7%D9%84
الإرهاب يتصاعد في بوركينا فاسو ورئيس البلاد يهدد المتقاعسين عن القتال
أصابع الاتهام تشير إلى جماعات مرتبطة بتنظيمي «داعش» و«القاعدة»
- نواكشوط: الشيخ محمد
- نواكشوط: الشيخ محمد
الإرهاب يتصاعد في بوركينا فاسو ورئيس البلاد يهدد المتقاعسين عن القتال
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة