روجر ووترز يثير زوبعة في مجلس الأمن

فنان «بينك فلويد» يبرر غزو روسيا لأوكرانيا

روجر ووترز يثير زوبعة في مجلس الأمن
TT

روجر ووترز يثير زوبعة في مجلس الأمن

روجر ووترز يثير زوبعة في مجلس الأمن

أثار الفنان روجر ووترز، أحد مؤسسي فرقة «بينك فلويد» البريطانية الشهيرة، زوبعة خلال مشاركته بطلب من موسكو في جلسة علنية عقدها مجلس الأمن حول أوكرانيا. ومع أنه وصف غزو أوكرانيا بأنه «غير قانوني»، اعتبر أن ذلك ما كان ليحصل إلا بسبب «استفزاز» الغرب لروسيا.
وطلبت روسيا من ووترز (79 عاماً) التحدث أمام الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن في ضوء مقابلة أجراها مع صحيفة ألمانية أشاد فيها بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين. غير أن ووترز فاجأ دعاته الروس عندما قال إن «غزو روسيا لأوكرانيا غير قانوني»، مضيفاً: «أنا أدينه بأشد العبارات الممكنة». واستدرك أن «الغزو الروسي لأوكرانيا لم يكن من دون استفزاز، لذلك أنا أيضاً أدين المحرضين بأقوى العبارات الممكنة».
بدلاً من تمثيل وجهة نظر روسيا، قال الموسيقي إنه كان يتحدث نيابة عن «4 مليارات أو نحو ذلك من الإخوة والأخوات» في الأرض. وتساءل: «ماذا يقول الملايين الذين لا صوت لهم؟ يقولون شكراً لكم على الاستماع إلينا اليوم. نحن كثيرون لا نشارك في أرباح صناعة الحرب». وأضاف: «نحن لا نربي أبناءنا وبناتنا عن طيب خاطر لتوفير القنابل لمدافعكم». ورأى أن «المسار الوحيد المعقول للعمل اليوم هو الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في أوكرانيا».
وتجاهل المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا كلام ووترز عن عدم شرعية الغزو، مشيداً بالموسيقي؛ لأن «تحليله للأحداث دقيق للغاية». وكرر اعتقاده بأن الغرب يشن حرباً على روسيا.
وأثارت تصريحات ووترز حفيظة الأعضاء الآخرين في المجلس. وقال نائب المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز: «اجتمعنا اليوم مرة أخرى لنستمع إلى نسخة أخرى تفيد بأن سبب الغزو الروسي الوحشي لأوكرانيا هو في الواقع خطأ أوكرانيا أو شركاء أوكرانيا. أو على حد تعبير السيد ووترز، أصدقاء أوكرانيا المحرضون». وأضاف: «أنا أقر بالتأكيد أن لدى (ووترز) مؤهلات رائعة كفنان»، لكن مؤهلاته للتحدث إلينا كخبير في الحد من التسلح أو قضايا الأمن الأوروبي «تبدو أقل وضوحاً بالنسبة إليّ».
أما المندوب الأوكراني سيرغي كيسليتسيا فرفض تعليقات ووترز، مستعيداً كلمات أغنية «لبنة أخرى في الجدار» من عام 1979 لـ«بينك فلويد»، بعدما غزا الاتحاد السوفياتي أفغانستان الذي انتقدته الفرقة. وقال إن «من المفارقات، إن لم تكن شديدة النقد، أن يحاول السيد ووترز الآن تبييض غزو آخر. كم من المحزن أن يراه معجبوه السابقون وهو يقبل دور مجرد لبنة في جدار، جدار التضليل والدعاية الروسية». وأضاف: «أنا متفاجئ من أن (ووترز) لم ينفخ بالوناً على شكل خنزير في القاعة اليوم، على غرار ما فعله في حفلات عدة. كيف كان سيبدو البالون هذه المرة يا ووترز؟ خنزير مع صليب معقوف ومنجل ومطرقة؟».
وأشار المندوب الألباني فيريت خوجة إلى أن زملاء ووترز السابقين أطلقوا أغنية لدعم أوكرانيا خلال العام الماضي، مما أدى إلى «تعميق الصدع» بين ووترز وزميله السابق في «بينك فلويد» عازف الغيتار ديفيد غيلمور. وقال إن «بينك فلويد اسم كنت متعلقاً به». لكن «ربط هذا الاسم الآن بشيء مثل هذه الحرب بالوكالة، يجعلني حزيناً». وكانت بلدية كراكوف في بولندا أعلنت أن ووترز هو شخص غير مرغوب فيه بعد مواقفه التي وُصفت بأنها متسامحة مع الحرب في أوكرانيا، ودفعت إلى إلغاء حفلتين كانتا مقررتين له في المدينة البولندية.


مقالات ذات صلة

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».