نيجيريا: أزمة «العملة الجديدة» تشعل المنافسة قبل أسبوعين من الانتخابات

توقعات بـ«أصوات عقابية» ضد الحزب الحاكم

نيجيريا: أزمة «العملة الجديدة» تشعل المنافسة قبل أسبوعين من الانتخابات
TT

نيجيريا: أزمة «العملة الجديدة» تشعل المنافسة قبل أسبوعين من الانتخابات

نيجيريا: أزمة «العملة الجديدة» تشعل المنافسة قبل أسبوعين من الانتخابات

قبل أسبوعين على انطلاق الانتخابات العامة، تصاعدت أزمة «العملة الجديدة» في نيجيريا، وسط اتهامات متبادلة بين مرشح الحزب التقدمي الحاكم بولا تينوبو، ومنافسيه من أحزاب المعارضة، لا سيما أتيكو أبو بكر، مرشح حزب «الشعب الديمقراطي» المنافس الرئيسي للحزب الحاكم.
وكان من المقرر أن يسلّم النيجيريون الأوراق النقدية القديمة من فئة 1000 و500 و200 (نايرا) مقابل أوراق مصممة حديثًا، بحلول يوم الجمعة 10 فبراير (شباط) الجاري، كجزء من مبادرة البنك المركزي للسيطرة على التضخم. إلا أن المحكمة العليا في نيجيريا، قررت الأربعاء، وقف قرار الحكومة بمبادلة الأوراق النقدية، لحين البت في طعن قانوني من ثلاث ولايات، اعتبرت خطة تبادل النقود تسبب «صعوبات قبل الانتخابات». ومن المقرر نظر الطعن يوم 15 فبراير.
ودافع مرشح الحزب الحاكم عن خطة الحكومة، مشيرا إلى أن المعارضة تخطط لاستخدام ندرة الوقود والنيرا (العملة النيجيرية) لإفشال الانتخابات، وحض النيجيريين على مقاومة المؤامرات وحماية الديمقراطية في البلاد.
ووصف تينوبو، في حديث له في تجمع انتخابي في أبوجا، الثلاثاء، ما يعيشه الشعب بالفترة الصعبة في حياة البلاد. وقال: «ما تريده المعارضة وأعداء الديمقراطية هو خلق حالة من الحصار والتوتر الوطني يمكن أن يعطل الانتخابات العامة القادمة ويخلق جو الفتنة في بلادنا».
وأضاف: «إنني أتعاطف مع النيجيريين في جميع أنحاء البلاد، وخاصة الجماهير الفقيرة، الذين أُجبروا على تحمل وطأة وآلام سياسة اقتصادية جديدة وندرة الوقود أكثر من غيرهم».
في المقابل، اتهم أتيكو أبو بكر، منافسه تينوبو، بتخزين مبالغ ضخمة من الأوراق النقدية الجديدة من أجل إلحاق آلام بالنيجيريين. وقال المتحدث باسم حملة أبو بكر الانتخابية، في بيان، إن الحملة تساند النيجيريين في دعوة تينوبو ومناصريه لإنهاء «الأنشطة الإجرامية» المتمثلة في «تخزين مليارات من الأوراق المالية الجديدة»، لتحقيق هدفهم وهو «شراء الأصوات»، بغض النظر عن «المصاعب الشديدة التي تسببها تصرفاتهم الشريرة لملايين النيجيريين».
ومع اقتراب الموعد النهائي لتبادل العملات، شهدت البنوك ازدحاما كبيرا من المواطنين الذين اكتظوا منذ إصدار القرار لساعات في صفوف طويلة أمام المصارف للحصول على النقد بالعملة الجديدة، وشهدت بعض المناطق النيجيرية مظاهرات واحتجاجات عنيفة على إثر ندرة العملة.
ويتوجه النيجيريون إلى صناديق الاقتراع في 25 فبراير، لانتخاب رئيس جديد، ثم ينتخبون المحافظين والمجالس المحلية بعد أسبوعين؛ لكن هذه الانتخابات تأتي فيما تشهد البلاد غضباً على خلفية تفشي البطالة وتراجع الاقتصاد، علاوة على ندرة العملة الجديدة والوقود وارتفاع تكاليف المعيشة. وتعاني البلاد أيضاً من تزايد نفوذ الجماعات الإرهابية وعلى رأسها جماعة «بوكو حرام»، وتزايد عمليات خطف وقطع الطرق، بسبب توترات دينية وعرقية.
ويأمل 18 مرشحاً الحلول مكان الرئيس الحالي محمد بخاري. ويُنظر إلى بولا تينوبو من حزب «المؤتمر الشعبي» العام الحاكم، وأتيكو أبو بكر من حزب «الشعب الديمقراطي»، وبيتر أوبي من حزب «العمال»، على أنهم المرشحون البارزون في المسابقة.
ويرى المحلل الاقتصادي النيجيري، مكي أبو بكر، أن ملف تغيير العملة وغيره من الملفات الاقتصادية والأمنية والمعاناة التي يتكبدها النيجيريون على أثرها ستؤثر في العملية الانتخابية، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «قد يصوت النيجيريون عقابية ضد تينوبو مرشح الحزب الحاكم بسبب غضبهم».
وقال: «يدعي الحزب الحاكم والرئيس بخاري أن تغيير العملة استهدف منع شراء الأصوات وتجفيف تمويل الإرهاب، لكن الشعب يرى أن حكومة بخاري قضت وقتاً طويلاً في السلطة ولم تنجح سياساته في كبح الإرهاب، وبالتالي تثور الشبهات والغضب حول توقيت القرار ولا ترى قطاعات كبيرة من المواطنين سوى المعاناة المترتبة عليه». واعتقد أبو بكر أن «حكم المحكمة العليا جاء متأخراً وقد يساهم في تقليل الغضب لكن ليس بوتيرة كبيرة». وتابع: «المشكلة الآن أن حجم العملة القديمة المتبقية في أيدي الناس ليس كبيراً... الجميع مُني بخسائر مادية ووضع ما تبقى لديه في البنوك».
وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال المحلل السياسي النيجيري حسين لون بللو، إن «الغضب من سياسات بخاري والحزب الحاكم يتصاعد لا سيما في أوساط الشباب»، مشيرا إلى أن «ذلك يظهر بوضوح في تعبيرهم عن آرائهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي».


مقالات ذات صلة

المعلومات المضللة حول الانتخابات تشوه سمعة المؤسسات في نيجيريا

العالم المعلومات المضللة حول الانتخابات تشوه سمعة المؤسسات في نيجيريا

المعلومات المضللة حول الانتخابات تشوه سمعة المؤسسات في نيجيريا

كشفت موجة المعلومات المضللة التي تستهدف حاليا لجنة الانتخابات وقضاة المحكمة العليا في نيجيريا، وهما الجهتان المسؤولتان عن الفصل في الانتخابات الرئاسية، عن تشويه سمعة المؤسسات في أكبر بلد في إفريقيا من حيث عدد السكان، وفقا لخبراء. في حين أن الانتخابات في نيجيريا غالبا ما تتميز بشراء الأصوات والعنف، فإن الإخفاقات التقنية والتأخير في إعلان النتائج اللذين تخللا انتخابات 25 فبراير (شباط)، أديا هذه المرة إلى انتشار المعلومات المضللة. وقال كيمي بوساري مدير النشر في منظمة «دوبابا» لتقصّي الحقائق إن تلك «مشكلة كبيرة في نيجيريا... الناس يسخرون من تقصّي الحقائق.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
العالم 8 تلميذات مخطوفات يفلتن من خاطفيهن بنيجيريا

8 تلميذات مخطوفات يفلتن من خاطفيهن بنيجيريا

تمكنت 8 تلميذات خطفن على طريق مدرستهنّ الثانوية في شمال غربي نيجيريا من الإفلات من خاطفيهن بعد أسبوعين، على ما أعلنت السلطات المحلية الأربعاء. وأفاد صامويل أروان مفوض الأمن الداخلي بولاية كادونا، حيث تكثر عمليات الخطف لقاء فدية، بأن التلميذات خطفن في 3 أبريل (نيسان).

«الشرق الأوسط» (كانو)
الاقتصاد هل تنجح نيجيريا في القضاء على ظاهرة «سرقة النفط»؟

هل تنجح نيجيريا في القضاء على ظاهرة «سرقة النفط»؟

بينما يعاني الاقتصاد النيجيري على كل المستويات، يستمر كذلك في تكبد خسائر تقدر بمليارات الدولارات نتيجة سرقة النفط الخام.

العالم مخيمات انتقالية للمتطرفين السابقين وضحاياهم في نيجيريا

مخيمات انتقالية للمتطرفين السابقين وضحاياهم في نيجيريا

يبدو مخيم الحج للوهلة الأولى شبيهاً بسائر مخيمات النازحين في شمال نيجيريا؛ ففيه تنهمك نساء محجبات في الأعمال اليومية في حين يجلس رجال متعطّلون أمام صفوف لا تنتهي من الخيم، لكن الفرق أن سكان المخيم جهاديون سابقون أو أشخاص كانوا تحت سيطرتهم. أقنعت الحكومة العناصر السابقين في تنظيم «بوكو حرام» أو تنظيم «داعش» في غرب أفريقيا بتسليم أنفسهم لقاء بقائهم أحراراً، على أمل وضع حد لحركة تمرد أوقعت عشرات آلاف القتلى وتسببت بنزوح أكثر من مليوني شخص منذ 2009. غير أن تحقيقاً أجرته وكالة الصحافة الفرنسية كشف عن ثغرات كبرى في آلية فرز المقاتلين واستئصال التطرف التي باشرتها السلطات بعد مقتل الزعيم التاريخي لحرك

«الشرق الأوسط» (مايدوغوري)
العالم «قضية مخدرات» تثير الجدل حول الرئيس النيجيري المنتخب

«قضية مخدرات» تثير الجدل حول الرئيس النيجيري المنتخب

أثارت تغريدات لمنصة إعلامية على موقع «تويتر» جدلاً في نيجيريا بعد أن نشرت أوراق قضية تتعلق باتهامات وُجهت من محكمة أميركية إلى الرئيس المنتخب حديثاً بولا أحمد تينوبو، بـ«الاتجار في المخدرات»، وهو ما اعتبره خبراء «ضمن حملة إعلامية تديرها المعارضة النيجيرية لجذب الانتباه الدولي لادعاءاتها ببطلان الانتخابات»، التي أُجريت في فبراير (شباط) الماضي. والاثنين، نشرت منصة «أوبر فاكتس (UBerFacts»)، التي تعرّف نفسها على أنها «منصة لنشر الحقائق الموثقة»، وتُعرَف بجمهورها الكبير على موقع «تويتر»، الذي يقارب 13.5 مليون متابع، وثائق ذكرت أنها صادرة عن محكمة أميركية (متاحة للجمهور العام) في ولاية شيكاغو، تقول


ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».